"سوء فهم، سوء فهم،"

كتم هوانغ شنغ نية القتل في قلبه وابتسم مجددًا:

"لم أتوقع أن يكون هذا عمل السيد تشونغ الرسام. إنه حقًا مثل مياه الفيضانات التي تتدفق إلى معبد ملك التنين، وأفراد العائلة لا يتعرفون على بعضهم البعض. يا شو العجوز، أنت غير منصف! كان عليك أن تقول ذلك سابقًا. على أي حال، لا يزال هناك بعض الأعمال التي يجب معالجتها في النقابة، سنلتقي مجددًا."

وبعد أن قال ذلك، وقف ليغادر.

"لا داعي للاستعجال."

وضع تشونغ لين يده على كتف هوانغ شنغ، وكان مليئًا بالابتسامات.

تغير تعبير هوانغ شنغ بشكل جذري في تلك اللحظة. لم يشعر إلا بقوة هائلة من راحة يد تشونغ لين تضغط عليه. مهما جاهد، لم يستطع رفع مؤخرته ولو قليلاً.

يجب أن تعلم أن هوانغ شنغ مُدرَّبٌ أيضًا على فنون القتال! ومع ذلك، أمام قوة يد تشونغ لين، لم يستطع المقاومة.

المرتبة الثامنة!

صرخ هوانغ شنغ داخليًا؛ فقط عالم تقوية العضلات من المرتبة الثامنة سيكون لديه مثل هذه القوة، وربما أقوى.

"السيد هوانغ هو أول زبون لي، هل يمكنك شرب كوب من الشاي قبل المغادرة؟" ابتسم تشونغ لين مع لمحة من الأذى.

"لا... لا داعي لذلك، شكرًا... شكرًا على لطفك، سيد تشونغ الرسام، لكن الرئيس أمرني بتحصيل الأموال المعتادة، لا يمكنني التأخر، ألا تعتقد ذلك؟"

تمكن هوانغ شنغ من كبح جماح رعبه الداخلي، مما يشير أيضًا إلى أنه كان لديه دعم.

حينها فقط سحب تشونغ لين يده اليمنى ببطء.

نهض هوانغ شنغ أيضًا على عجل، وخرج مع مرافقيه، وبمجرد خروجه من العيادة، ركض بعيدًا في حالة من الذعر.

"سيد هوانغ، ما الأمر؟" سأل أحد الحاضرين وهو يلهث.

ركض هوانغ شنغ عبر شارعين قبل أن يتوقف، وكان تعبيره يتأرجح بين الغضب وعدم اليقين قبل أن يستقر في كرة من القلق.

"أيها الرجل العجوز، اللعنة على أسلافك، تتجرأ على حفر حفرة لكي أقع فيها."

---

"شكرًا جزيلاً لك هذه المرة،" أعرب العجوز شو بخوف متواصل.

لو كان تشونغ لين متأخرًا قليلاً، لكان قد وقع في مشكلة حقيقية؛ ربما لم يكن ليفقد حياته، لكن الضرب كان ليكون أمرًا لا مفر منه.

"لا داعي لشكري. هذا العمل لنا بالفعل، ولكن عليك الحذر. لاحظتُ أن هذا الشخص لن يستسلم بسهولة. هل تريدني أن أتعامل معه نيابةً عنك؟"

ومض ضوء بارد عبر عيون تشونغ لين.

"هذا ليس ضروريًا. هوانغ شنغ شخصٌ يُرهب الضعفاء ويخشى الأقوياء. لقد ضغطتَ عليه عمدًا للتو، أليس كذلك؟ إنه مُدرّب فنون قتالية مُسجّل، وقدرتك على الضغط عليه تعني أن مستوى تدريبك هو الثامن؟"

نظر العجوز شو إلى تشونغ لين بحماس.

لم يكن لدى تشونغ لين أي نية للاختباء، فأومأ برأسه بخفة.

"إذن لا داعي للقلق. طالما أنك بخير، فلن أتعرض لأي مشكلة."

لم يُواصل تشونغ لين إقناعه. بما أن الرجل العجوز شو قال إنه لا بأس، فلا بد أن الأمور ستكون على ما يُرام. كان هذا الرجل العجوز يتمتع بمهارات طبية رائعة، وكان بارعًا في قراءة الآخرين، وإلا لما استطاع الاستقرار في هذه المدينة.

"كيف تسير عملية تحضير حساء بناء الدم من الكنوز الثمانية؟"

"جاهز، ثلاثون كيسًا. جهزتُ أيضًا مسحوقًا مُرقئًا ودواءً مُطهّرًا. يمكنك أخذهما وتجربة الماء أولًا. إذا كانت النتائج جيدة، فسأُحضّر المزيد."

وبينما كانا يتحدثان، أخرج العجوز شو طردًا أسودًا من تحت المنضدة، مليئًا بحزم الأدوية التي أعدها مسبقًا.

مدّ تشونغ لين يده لاستقبالها، وأومأ برأسه، وكان على وشك المغادرة.

"انتظر دقيقة."

"ماذا ؟"

"يا فتى ، هذه المرة أريد فقط سعر التكلفة، ما رأيك؟"

واو! هل تشرق الشمس من الغرب؟

نظر تشونغ لين إلى الرجل العجوز شو بابتسامة عارفة وساخرة في نفس الوقت، وتوقف في مكانه دون أن يغادر، راغبًا في رؤية ما كان يفعله هذا الثعلب العجوز.

سعل العجوز شو قليلاً، وكان محرجًا بعض الشيء:

"حسنًا... كما ترى، المدينة أصبحت أكثر فوضوية، هل يمكنني الانتقال مع زوجتي وحفيدي للعيش بجوار منزلك، حتى نتمكن من الاعتناء ببعضنا البعض؟"

ضحك تشونغ لين ضحكةً حارةً، كاشفًا عن حقيقة الرجل العجوز شو. لقد كان يراقب قوته، وإلا لما كان كريمًا إلى هذا الحد.

"أين تعيش؟"

"زقاق هوايهوا، رقم 4 جيا."

رفع تشونغ لين حاجبه، يا لها من مصادفة! تذكر أن تشين يونغ، الذي أباده، كان يسكن في منزل جيا رقم 6 في زقاق هوايهوا.

"هل جيا رقم 6 لا يزال شاغرًا؟"

"مهجورة، ثلاثة أشخاص ماتوا فجأة، لا أحد يجرؤ على العيش هناك."

فكر تشونغ لين للحظة ثم قال:

"إن لم يكن الإيجار مرتفعًا، فساعدني في استئجاره! لا تتعب نفسك بالانتقال، سأنتقل."

"هذا رائع، سأذهب لاستئجاره لك، وسأقوم بدفع الإيجار."

كان العجوز شو مليئًا بالإثارة، وتجعد وجهه ليشكل شكل أقحوان تقريبًا من شدة الضحك.

ضحك تشونغ لين أيضًا بمرح، واستدار وغادر العيادة.

في الواقع، لطالما رغب تشونغ لين في تغيير مكانه، خاصةً لأن ساحة "زقاق المياه العذبة" كانت ضيقة جدًا. في البداية، استأجرها بإيجار زهيد، لكن الآن أصبحت ضيقة جدًا لممارسة فنون القتال، وأحيانًا يصطدم بالحائط قبل إكمال أي حركة.

كانت ساحة تشين يونغ التي تفقدها في الظلام من قبل أكبر وأكثر اتساعًا.

بالإضافة إلى ذلك، كان تشونغ شي يبقى في المنزل كل يوم لأكثر من نصف شهر، غير قادر على الخروج واللعب مع الأصدقاء، وكان تشونغ لين يخشى أن يصاب بمشاكل بسبب البقاء محصورًا في المنزل.

وكان حفيد الرجل العجوز شو زميلًا لتشونغ شي في الأكاديمية، مما يوفر له رفيقًا مثاليًا للعب.

كانت المشكلة الوحيدة هي أنه كان عليه أن يحفر الأنفاق مرة أخرى وينقل الحبوب المخزنة من المنزل.

ممم... أو ربما لا تحركه حتى، بما أنه لن ينهي عقد إيجار زقاق المياه العذبة، يمكن استخدامه كمستودع.

---

في المساء

السوق السوداء.

كان الرجل الملتحي لا يزال يحرس المدخل. كان تشونغ لين على دراية بالعملية، فدفع المال بصمت، واستلم قطعة خشبية، ودخل.

وبالمقارنة بالشهر الماضي، أصبحت السوق السوداء أكثر ازدهارًا الآن، كما تغيرت العناصر التجارية أيضًا بشكل كبير.

على سبيل المثال، كان هناك المزيد من الضروريات اليومية للبيع، مثل الديوك، والبيض، وفول الصويا، والأرز، والدقيق.

والسبب، بطبيعة الحال، هو أنه بعد أن أصدر حاكم مقاطعة الجبل الأسود قيودًا وحدودًا سعرية على شراء الحبوب، حوّل العديد من تجار الحبوب والمواطنين انتباههم إلى السوق السوداء، ولكن بأسعار أعلى قليلاً.

ومن المفارقات أن نظام السوق السوداء كان أفضل من السوق الشرعية، حيث نادراً ما كانت تشهد شراءً قسرياً أو سرقة مقنعة.

أما بالنسبة للسرقة بعد خروجهم من السوق السوداء، فلن يستهدف هؤلاء اللصوص المدنيين الذين يشترون بضعة أرطال من الدقيق أو الأرز. فالأرباح من الفقراء ضئيلة، وهو أمر أكثر أمانًا نسبيًا.

ولذلك فإن العديد من المواطنين يفضلون دفع رسوم دخول كبيرة لشراء وبيع هذه البضائع.

وبسبب هذا، وبالمقارنة مع غموضها السابق، أصبحت السوق السوداء الآن تتمتع بأجواء أكثر حيوية.

لقد جعل هذا تشونغ لين يعتقد تقريبًا أنه دخل المكان الخطأ.

"مرحبًا أخي، هل تريد دليلًا سريًا؟"

ظهر ظل فجأة أمام تشونغ لين، وسحب كتيبًا من صدره خلسةً.

أضحك هذا المشهد تشونغ لين. لم يتوقع أن يحل محل القرد النحيف بعد وفاته أحد.

متجاهلاً بائع "الكتاب السري"، واصل تشونغ لين تقدمه، ووجد المكان الذي أشارت إليه رمزيته الخشبية، وجلس مباشرة، ثم كتب بمهارة على اللوح الخشبي بجانبه، ونشر الحزمة خلفه.

سرعان ما أحاط به الناس. ورغم أقنعة وجوههم، دلت أجسادهم على أنهم زبائن سابقون.

"ما هذا الدواء؟"

"مسحوق مرقئ ودواء مطهر، لا حاجة لي أن أشرح تأثيراتهما، أليس كذلك؟"

(الدواء المرقئ هو مسحوق عشبي يساعد على إيقاف الدم والتئام الجروح)

2025/08/29 · 228 مشاهدة · 1130 كلمة
نادي الروايات - 2025