"هف!"

"نفخة!"

بفضل خبرته المتراكمة، وصل تشونغ لين إلى مستوىٍ عالٍ في ممارسة وضعية الشمس الحمراء، حيث وقف ثابتًا كأنه محارب قديم تدرب على مهارة الكومة لعقود.

كانت عيناه نصف مغمضتين، ويداه على شكل عناقٍ افتراضي أمام صدره، كأنه يحتضن الشمس بين ذراعيه.

انبعثت منه هالة حارقة، حتى بدا كفرنٍ مشتعل على بُعد ثلاثة أقدام. ولو أنصت أحدٌ بالقرب منه، لسمع صوت تدفق الدم في عروقه.

ومع مرور الوقت، غطى العرق جبينه، ونقع ملابسه، وكأن جسده كله يتصبب عرقًا بينما دمّ تشي داخله يحترق، متحوّلًا من الدفء إلى الحرارة الشديدة.

"هف!"

بعد ساعة كاملة، فتح تشونغ لين عينيه ببطء، وزفر نفسًا عكرًا تكثّف في الهواء ليمتد عدة أقدام.

لقد ازدادت طاقته بثلاث نقاط، لكنه تمتم بمرارة:

"لو كان لدي إكسير مساعد، لكان التقدم أعظم. لا أستطيع الاستمرار الآن، وإلا سيُستنزف جسدي."

مسح جبينه من العرق، وهو غير راضٍ عن حصيلة اليوم في "وضعية الشمس الحمراء".

طق طق طق!

"تشونغ لين! افتح الباب بسرعة، أنا العجوز شو!"

جاء الصوت من الخارج بنبرة عاجلة.

تجهم وجه تشونغ لين: "لماذا جاء في هذا الوقت؟ لم يحِن موعد راحته بعد."

فتح الباب سريعًا، فرأى العجوز شو يمسك بذراعه ويجره للخارج.

قال العجوز بلهفة:"الحمد لله أنك في المنزل. أسرع، سيد المقاطعة يريدك!"

"يريدني؟ أنا؟ ما الذي حدث؟"

ازدادت حيرة تشونغ لين. فهويته العلنية مجرد رسّام، فما شأن سيد المقاطعة به؟

رد العجوز شو:"لا أعلم، لكن لا تدعه ينتظر!"

رغم اعتراضه، مضى معه مسرعًا نحو حكومة المقاطعة.

في قاعة الحكومة

بعد الاضطرابات الأخيرة، استعادت حكومة المقاطعة شيئًا من نظامها السابق، لكن الوجوه تغيّرت: بعضها اختفى، وظهرت وجوه جديدة.

كانت المرة الأولى التي يدخل فيها تشونغ لين القاعة الرئيسية لمقابلة حاكم مقاطعة الجبل الأسود عن قرب. رآه من قبل من بعيد فوق أسوار المدينة، عابسًا ومجهدًا. أما اليوم، فقد بدا مختلفًا: يرتدي رداءً أسود مزخرفًا بالغيوم، وشَعره مُصفف بعناية.

دخل تشونغ لين، وانحنى باحترام:"تشونغ لين يُقدّم احتراماته لسيد المقاطعة."

رفع الحاكم نظره، وعلى جانبيه جلس شاب وفتاة، بينما جلس شيخ وقور على المقعد الأعلى.

سأل الحاكم بنبرة فاحصة:"أنت هو تشونغ لين؟"

"نعم، أنا هو."

قال الحاكم:"سمعت أنك قادر على الرسم اعتمادًا على أوصاف الآخرين، أهذا صحيح؟"

"نعم. هل لدى سيد المقاطعة أي أوامر؟"

لوّح الحاكم بيده:"أحضِروا السجين."

دخل شرطيان يجران رجلًا مُكبلًا بالسلاسل.

ارتجف قلب تشونغ لين عندما رأى ملامحه. لقد كان شو رو، الملقب بـ ملك السيوف ذو الذراع الحديدية، الذي قاتل شيخ عائلة دو في ذلك اليوم!

"لم أتخيل أبدًا أن يُؤسر هذا الرجل... لقد كان في عالم دم تشي من الدرجة السادسة مثلي. ومع ذلك، ها هو الآن سجين مُهان. يبدو أن فخري بالدرجة السادسة لا يساوي شيئًا."

> "لا ينبغي للإنسان أن يغترّ!"

جلس تشونغ لين إلى الطاولة، حيث أُحضرت أدوات الرسم: فرشاة، حبر، ورق، وحجر.

توسل شو رو، بصوتٍ أجش وهو ينظر إلى الشيخ الجالس أعلى القاعة:"لو اعترفت بكل شيء، هل يمكن إنقاذ حياتي؟"

غضب الحاكم، وضرب الطاولة:"تُفاوضنا بعد كل ما فعلته؟ يبدو أن التعذيب لم يكن كافيًا! أخرجوه وشدّدوا العقوبة!"

لكن الشيخ رفع يده مهدئًا وقال ببرود:"أن يبلغ ممارس مدني الدرجة السادسة أمر يستحق الذكر. فليتحدث."

سقط شو رو على ركبتيه بشدة، وسلاسله تصطك بالأرض:"شكرًا لك يا شيخ، شكرًا لك!"

ثم بدأ يصف شخصًا:"هان جين... عمره خمسة وعشرون عامًا، ذو وجهٍ أبيض بلا لحية، ملامحه دقيقة، عيناه..."

وبينما يصفه، كان تشونغ لين يرسم. وفي غضون وقت قصير، تشكلت صورة شابٍ بملامح واضحة على الورق.

انحنى تشونغ لين وقدّم اللوحة بكلتا يديه:"سيدي، اكتملت الرسمة."

ألقى شو رو نظرة، فارتجف بحماس:"نعم! هذا هو هان جين!"

تبادل الحاضرون النظرات بدهشة. كانت الصورة نابضة بالحياة لدرجة أن الشخص يكاد يخرج منها.

قال الشاب الجالس جانبًا بإعجاب:"هذه المهارة تُفتح العيون حقًا!"

ابتسم تشونغ لين بتواضع:"شكرًا على الثناء، إنها مجرد وسيلة متواضعة لأجل لقمة العيش."

لكن الشاب هزّ رأسه وقال بلهفة:"لا، لا... هذه ليست حرفة عادية. لم أرَ فنًا كهذا في حياتي. تخيل لو رسمتَ وجوه العاهرات في بيوت الدعارة... لربحت ثروة طائلة!"

فاحمرّ وجه تشونغ لين بالحرج

بينما سأل الشاب بفضولٍ أكبر:"انتظر... هل فعلت ذلك فعلًا؟"

ابتسم تشونغ لين ابتسامة مُحرجة:"الأوقات الصعبة تفرض تدابير يائسة."

ضحك الشاب وقال:"تعال، أخبرني كم كنت تتقاضى؟"

لكن صوتًا صارمًا دوّى"اسكت!"

2025/09/01 · 210 مشاهدة · 650 كلمة
نادي الروايات - 2025