"مهارة العضلات الذهبية وعظام اليشم؟ لم أتوقع أن تكون من منصة الظل التابعة لدولة لو؛ يبدو أن نفوذهم بعيد المدى بالفعل!"
قام تشونغ لين ومي وي شوان بتفتيش الرجل ذي الملابس السوداء المثبَّت على الشجرة أمامهما، فوجدوا كومة من الأشياء:
بضعة تايلات ذهبية، سيفًا طويلًا من اليشم الأسود، وزجاجتين من الإكسير.
أما عند الرجل الأول ذي الملابس السوداء، الذي قُتل بسهم، فقد عثروا على كتاب سري بعنوان "مهارة العضلات الذهبية وعظام اليشم".
قال مي وي شوان:
"دولة لو تقع غرب مملكة تشين العظمى، وقد كانت عدوًا لنا منذ زمن بعيد. أما منصة الظل، فهي جهاز خاص لمحكمتهم أُنشئ خصيصًا للاغتيالات والعمليات السرية وجمع المعلومات الاستخبارية. هذه المرة جاؤوا للاستيلاء على الأدلة المتعلقة بترويض النسور وتربيتها في قلعة النسر السماوي."
تابع موضحًا:
"مهارة العضلات الذهبية وعظام اليشم هي مهارة تنقية للجسم من المستوى الثالث الأدنى. تُعدّ وسيلة أساسية يعتمدون عليها لتقوية أجساد قتلتهم. لا تستهين بها، فرغم أنها مجرد مهارة لتنقية الجسم، إلا أنها تعتبر أهم طرق التنقية."
رفع تشونغ لين حاجبه وقال: "هل هيا قويا جدًا؟"
أجاب مي وي شوان:
"بالفعل. يُقال إنه عند إتقانها يمكن أن تتحول عضلات المرء إلى ذهبية وعظامه إلى يَشم. ورغم أن أحدًا لم يصل لهذا الحد من قبل، فإن ممارسي هذه المهارة يتمتعون بقاعدة صلبة للغاية، ما يمنحهم فرصةً أكبر لتكثيف دم تشي عند التقدم إلى المستوى الثالث المتوسط. لهذا السبب تحديدًا، يُقال إنها أفضل طرق تنقية الجسم."
أضاءت عينا تشونغ لين؛ قد يعجز الآخرون عن بلوغ هذا المستوى، لكنه يختلف عنهم—فهو يملك "غشًّا" خاصًا به.
قال بهدوء: "سأدرسه بعناية."
ثم وضع الدليل السري في صدره.
بعدها، وجه الاثنان أنظارهما إلى زجاجتي الإكسير.
ارتدى مي وي شوان قفازات من جلد الغزال وأمسك أنفاسه بحذر قبل أن يفتح الأولى. السلامة أولًا في السفر، وخاصة عند التعامل مع الإكسير الذي قد يحتوي على سم.
فرقعة!
مع صوت خافت، انفتح الفلين، وتدحرجت حبة إكسير بيضاء بحجم اللؤلؤة، مرسومة بسبع بقع ذهبية على سطحها، تلمع ببريق مبهر.
ضحك مي وي شوان بحماس:
"هاها، لقد ربحنا كثيرًا! لم أتوقع أن تكون هذه حبة الكنوز السبعة لحماية القلب. قيمتها ثمانمائة تايل فضية للحبة الواحدة، وداخل هذه الزجاجة عشر حبات، أي ما يعادل ثمانية آلاف تايل!"
سأله تشونغ لين ببرود: "أأنت تعاني من نقص في الفضة؟"
ابتسم مي وي شوان وقال:
"ومن لا يريد المزيد من الفضة؟ هذه ثروة تكفيني للتمتع لبضعة أشهر في جناح نهر شيانغشي."
ثم فتح الزجاجة الثانية، فانسكب منها إكسير شفاف كالبلور، تفوح منه رائحة منعشة. مجرد استنشاقه جعل ذهن تشونغ لين صافياً.
قال مي وي شوان بدهشة:
"حبوب تنوير القلب! إكسير من الدرجة الثالثة!"
لم يستطع كتم حماسه، وكانت عيناه تتألقان.
سأل تشونغ لين: "وهل تُصنَّف الإكسيرات؟ وما هي حبوب تنوير القلب هذه؟"
أدرك أنه اصطدم بفرصة جديدة للمعرفة.
أجابه مي وي شوان:"ألم أشرح لك من قبل؟"
"لا."
"حسنًا، إذًا استمع.
" إكسيرات الدرجة الأولى تتوافق مع مرحلة تنقية الجسم من الصف الثالث الأدنى. مثل حبوب تجديد الدم وحبوب تقوية العظام."
"إكسيرات الدرجة الثانية تتوافق مع تخثر الدم من الصف الثالث المتوسط. مثل حبة تشي الدموية التي تستخدمها الآن وحبة الكنوز السبعة لحماية القلب."
""إكسيرات الدرجة الثالثة تتوافق مع زراعة تشي من الصف الثالث الأعلى. أما الدرجة الرابعة فهي نادرة جدًا، لم أرَ منها شيئًا من قبل."
حبوب تنوير القلب من الدرجة الثالثة؛ تناولها يحسّن الذكاء والإدراك مؤقتًا، وهي دواء لا يُشترى حتى بالمال."
ثم نظر إلى تشونغ لين بجدية:
"أخي تشونغ، أنا بحاجة ماسة لهذه الحبة. هل يمكنك إعطائي إياها؟ لن أطلب شيئًا آخر. وعندما نعود إلى مقاطعة تيانيانغ سأعوضك بالفضة. ما رأيك؟"
بدت على عينيه لمحة من الترقب والحرج.
ابتسم تشونغ لين بسخرية. صحيح أن حبة تنوير القلب كنز ثمين، لكنها لا تساوي شيئًا مقارنةً بقدرته الخاصة التي تسمح له بإتقان أي مهارة حتى الكمال بمجرد تعلمها. وفوق ذلك، فقد حقق مكاسب ضخمة بالفعل تلك الليلة، ولم يكن هناك داعٍ للجشع.
قال ببرود:
"من كان يتذمر قبل قليل بأنه يريد مشروبًا على حسابي؟"
اغتنم مي وي شوان الفرصة وقال بسرعة: "المشروب عليّ!"
"وأين سيكون؟"
"بالتأكيد في جناح نهر شيانغشي."
"لا زلت أريد المزيد..."
"سألبي جميع طلباتك!"
ضحك تشونغ لين: "بما أنك صادق لهذه الدرجة، حسنًا، لك الحبة."
أشرق وجه مي وي شوان وقال بامتنان: "شكرًا لك، أعتبرك أخي الحقيقي!" ثم ربت على كتف تشونغ لين بقوة.
لم يمكثا أكثر من ذلك؛ فقد كان من الأفضل العودة بسرعة إلى المعسكر.
كان القمر في أوجه حين وصلا بحذر إلى معسكرهما.
كانت جو يورونغ جالسًا تتأمل وتمارس الزراعة، متظاهرًا بأنها لم تشعر بعودتهم، لكن التغير الطفيف في هالته فضح الأمر.
تبادل تشونغ لين ومي وي شوان نظرة صامتة، ثم وجد كل منهما مكانًا للراحة.
لقد كانت ليلة طويلة. شعر تشونغ لين بالإرهاق، وغلبه النوم بسرعة.
مرّت الليلة بسلام.
مع أول ضوء للشمس في اليوم التالي، تحركت القافلة من جديد.
جلس تشونغ لين في العربة، وأخرج الأدلة السرية التي جمعها ليتفحصها:
مهارة بناء دم النهر العظيم
تقنية عمود الدم الحديدي
وضعية الجوهر المختلط
مهارة العضلات الذهبية وعظام اليشم
ثلاث تقنيات لتخثر الدم، وواحدة لتنقية الجسم.
كل واحدة منها كانت كنزًا حقيقيًا، خصوصًا تقنيات تخثر الدم؛ فبإمكان أي منها أن تثير حروبًا دامية أو تؤسس عشيرة قوية تعيش قرونًا.
أما البقية، فكانت فنونًا قتالية، ومهارات أسلحة، وتقنيات أقدام، وأسرارًا خفية.
إتقانها سيمنحه أساليب هجوم متنوعة في وقت قصير.
نظر مي وي شوان وقال:
"أنصحك باختيار وضعية الجوهر المختلط. ورغم أنها ليست الأقوى بين تقنيات تخثر الدم، لكنها متفوقة جدًا، أفضل بكثير من وضعية الشمس الحمراء التي تدربت عليها سابقًا. أما الفنون القتالية، فالتخصص في اثنتين يكفي؛ فالوقت والطاقة محدودان. الجشع يضر أكثر مما ينفع."
كانت نصيحته منطقية جدًا بالنسبة للناس العاديين.
لكن تشونغ لين لم يوضح أنه لم يكن يخشى كثرة التعلم بفضل قدرته الاستثنائية.
وبما أنه لم يكن من المناسب ممارسة الزراعة في العربة، التقط فنًا قتاليًا آخر هو مهارة سيف الرياح والرعد.
تركز هذه المهارة على سرعة الرياح وقوة الرعد؛ حركات السيف فيها سريعة كالريح، قوية كالبرق، تجعل من الصعب على العدو صدها.
بعد أن التقط فرعًا من الطريق، بدأ تشونغ لين يقلد الحركات الموصوفة في الدليل داخل العربة الضيقة.
كانت المهارة لا تقتصر على حركات السيف فحسب، بل تشمل دمج دم تشي في النصل لفهم تغييرات الرياح والرعد.
وبعد فترة قصيرة، توقف تشونغ لين، وقطّب حاجبيه.
ثم سأل:
"الأخ مي، هل لديك أي مهارات أساسية في فنون السيف القتالية؟"