الفصل 789: لغز الأرض
شعر جاكوب بالدهشة عندما دخل المستوى السادس من برج الثور، إذ كان هذا المستوى مختلفًا تمامًا عن المستويات السابقة. كان فضاءً واسعًا مفتوحًا مليئًا بالنجوم والكوكبات التي تمتد بلا حدود في جميع الاتجاهات، وكأنه قد دخل الكون نفسه، حيث كانت المجرات البعيدة تلمع حوله.
كانت التجربة مشوشة، علاوة على ذلك، كان الجاذبية هنا شبه منعدمة، مما جعل جاكوب يشعر وكأنه يطفو في هذا الفضاء الشاسع واللامحدود.
في هذه اللحظة، تقلصت عينا جاكوب عندما رأى شيئًا غير متوقع على الإطلاق. على بعد أمتار قليلة منه، كان هناك شخص ذو غطاء رأس، ملامح وجهه مغطاة بالظل.
رفع جاكوب حذره على الفور. ظن أن هذه التجربة ستكون مشابهة للمستوى الخامس، وأنه سيحتاج لمحاربة هذا الشخص ذي غطاء الرأس، ولكن لسبب ما، لم يشعر بأي خطر من هذا الشخص أو من مستوى قوته، وهو ما كان أكثر إثارة للقلق.
لكن صوتًا قديمًا وأثيريًا رنّ قبل أن يتمكن من فتح الخلود الملعون لرؤية التحدي.
"مرحبًا، أيها المجرب، الذي تغلبت على التجارب وواجهت المجهول؛ رحلتك شاقة، لأنك سلكت طريقًا غير معروف. لقد تغلبت على الأرض، ومع ذلك تسعى إلى السماء.
"لكن السماء تتطلب تحديًا جديدًا وجريئًا. اختبار العصور، قصة لم تُروى، هذا العائق أودى بعدد لا يحصى من الأرواح.
"لذا، واجه هذا التحدي بقلبك وقوتك، وأثبت جدارتك بكل ما لديك. فالنصر ينتظرك، بعد العراك، يوم مجيد اكتسبته بحق!"
تفاجأ جاكوب عندما اكتشف أن هذا الشخص يمكنه التحدث، وكانت نبرته غامضة. كان هذا التحدي غريبًا للغاية، ولم يكن يعلم ما هو.
"من أنت؟" سأل بسرعة أثناء فتح الخلود الملعون.
_____ "المستوى السادس: لغز الأرض
"التحدي: أجب على ثلاثة ألغاز من لغز الأرض على التوالي دون أن تفشل في أي محاولة!"
---
"ثلاثة ألغاز؟" تفاجأ جاكوب، إذ لم يكن يتوقع هذا التحول الغريب في الأحداث.
في هذه اللحظة، تردد صوت لغز الأرض الغامض عبر الفضاء، وكان باردًا وبعيدًا، "أنا، عالم ضائع، منسي ووحيد، أسعى وراء الأسرار، وألغاز مجهولة. لا أستحق انتباهك، أعترف بذلك. لكن الآن، أتحول إليك لأضعك في الاختبار.
"أطرح ثلاثة أسئلة، تحديًا لعقلك؛ إذا أشبعت عطشي، ستجد كنزًا في الخطوة التالية. ولكن إذا فشلت، ستُدفن في الأرض. لذا أجب جيدًا، أيها المجرب، واترك بصمتك خلفك."
توقف لغز الأرض للحظة قبل أن يتحدث مرة أخرى بنبرة مشؤومة. "إذا فشلت، ستُحبس هنا إلى الأبد، أسيرًا لجهلك."
لم يكن لدى جاكوب خيار سوى قبول هذا التحدي، إذ كان مصممًا على تجاوزه.
"حسنًا، سألهيك. أحضر لي ألغازك"، قال جاكوب بصوت ثابت.
قهقه لغز الأرض، صوت بارد وخالٍ من البهجة. "حسنًا. اللغز الأول: أنا من الأرض أُولَد، ومع ذلك أطير عاليًا. أُغذي الحياة، ومع ذلك أستطيع أن أميت الموت. أنا هدية، لعنة، قوة غير مرئية. من أنا؟"
أخذ جاكوب يفكر في اللغز، وعقله يعمل بسرعة. على الرغم من أن مظهره بدا واثقًا، إلا أنه لم يكن كذلك داخليًا. فكيف له أن يعرف الإجابات على هذه الألغاز؟ فقد تكون أي شيء.
لكن رغم ذلك، كانت لديه بعض الأدلة. بما أن هذه التجربة تتعلق بـ"الأرض"، فإن الألغاز مرتبطة بها أيضًا. لكن الإجابة قد تكون أي شيء.
ومع ذلك، تغيرت ملامح وجهه بشكل طفيف عندما تغيرت الكلمات على صفحة الخلود الملعون أمامه فجأة، وتوهجت عيناه بشكل مكثف.
اختفت كل مخاوفه وكأنها دخان، فأجاب بثقة: "الإجابة هي الطبيعة!"
صمت لغز الأرض لبرهة قبل أن يهز رأسه موافقًا. "صحيح. اللغز الثاني: شرارة اشتعلت، ولهب نما. هدية هشة، كنز حقيقي. يضعف ويتدفق، فنٌ ثمين. ما هو؟"
نظر جاكوب نحو الخلود الملعون قبل أن ترتفع شفتيه قليلاً. دون تردد، أجاب: "بكل بساطة، إنها الحياة!"
بدا أن لغز الأرض يرتجف، وكان ذلك مشهدًا مهيبًا وباردًا. "صحيح مرة أخرى. اللغز الثالث: رحلة أبدية، مسار طويل. هدية ثمينة، زائلة وقوية. لاحتضانها، ولجعلها ذات معنى. ما هي؟"
تفاجأ جاكوب لأن هذه الألغاز كانت أكثر تعقيدًا من سابقاتها. كان يعلم أنه لم يكن ليفشل دون المفاجأة التي جلبها له الخلود الملعون.
لم يكن يتوقع أبدًا أن يمنحه الخلود الملعون الإجابات ويجعل هذه التجربة الأكثر صعوبة تبدو بسيطة.
نظر نحو الخلود الملعون، وكانت صفحاته تومض بضوء أثيري. الكلمات على الصفحات بدت وكأنها ترقص وتتحرك كما لو كانت حية.
قال بصوت مملوء باليقين: "الخلود."
أومأ لغز الأرض برأسه، وصوته مليء برضا غريب. "صحيح. لقد اجتزت الاختبار. تقدم إلى المستوى النهائي."
لم يجعل لغز الأرض الأمر صعبًا، وظهر ممر أمام جاكوب. نظر جاكوب نحو لغز الأرض قبل أن يدخل الممر.
"هذه الهالة... أخيرًا أتذكر تلك الكلمات!" بدأ لغز الأرض، الذي تُرك وحده، يتمتم كالمجنون: "باحث عن السلام، روح رقدت في سكون، ومع ذلك تقف هنا، اختبار لتجتازه. خليفتك، شرارة، شعلة براقة، هل ستوجه طريقهم أم تدفعهم نحو الظلام؟ سؤال باقٍ، لغز لم يُحل: هل ستعود أم تتلاشى، وقد أصبحت باردًا؟ أم أن هذا هو نهايتك، قرار أخير، تراقب من بعيد، إلى الأبد؟"
ارتجف جسد لغز الأرض بالكامل عندما توقفت تمتماته قبل أن يتردد صوته المشوش، "ماذا كنت أقول؟ هل نسيت شيئًا مهمًا... مرة أخرى؟"
---
في هذه اللحظة، دخل جاكوب المستوى السابع والأخير من برج الثور!
وجد جاكوب نفسه في غرفة دائرية واسعة مزينة بجدران مرصعة بنقوش فنية متقنة تصور تاريخ مخلوق يشبه الثور. كل نقش كان تحفة فنية بحد ذاته، يعكس جوهر هذا الثور السماوي.
جذب جاكوب على الفور نحو تلك النقوش الجدارية الضخمة التي صورت حدثًا كارثيًا هز السماء، حيث بدأت قوى الكون العاتية في تشكيل ثور مضيء. بدت وكأنها قصة ميلاده.
سجل النقش التالي معركة بين الثور وسيلويت سوداء قاتمة بدت مشوشة مهما حاول جاكوب أن يراها بوضوح. شاهد شجاعة وضراوة الثور السماوي وهو يقاتل من أجل البقاء.
بدت تفاصيل المعارك مشوشة في رؤيته، وكل ما شاهده هو استسلام الثور في النهاية لتلك السيلويت الداكنة. قدمت هذه السيلويت شيئًا للثور.
قبل أن تتغير النقوش مرة أخرى، ظهر الثور مجددًا، ولكن هذه المرة كان يبدو ككائن بشري، جالسًا مع امرأة تحت شجرة في حديقة جميلة. لاحظ جاكوب على الفور الفاكهة على الشجرة—كانت شجرة الحياة الأرضية! فجأة تغير المشهد في النقش التالي. الحديقة نفسها تحولت إلى بحيرة من الحمم البركانية، وشجرة الحياة الأرضية تحولت إلى خشب متفحم، والفوضى كانت تعم كل مكان.
بدا الثور وكأنه يحمل شيئًا غير معروف في يده وهو يصرخ نحو السماء، وكانت السماء مغطاة فقط بعدد لا يحصى من النيازك. في النقش الأخير، ظهر الثور مجددًا، وهذه المرة كان معه إحدى عشرة شخصية غامضة أخرى يحيطون بالسيلويت الداكنة التي كانت في النقش الثاني!
'ما هذا بحق الجحيم؟' لم يكن جاكوب يعرف ماذا يعني كل هذا، لكنه شعر بقوة غريبة في تلك النقوش تمنع حتى عينيه من الحكم، مما جعلهما تبدوان غير مكتملتين.
في هذه اللحظة، قبل أن يتمكن جاكوب من التفكير في الأمر، تحولت انتباهه نحو مركز الغرفة.
رأى جاكوب شيئًا يتشكل فجأة في مركز الغرفة. كان كائنًا مضيئًا يشبه الإنسان، برأس ثور، وكان يشبه تمامًا الثور في النقوش!