الفصل 808: برج الأسد (6)

-----------

دخل جاكوب من البوابة إلى التجربة الخامسة في برج الأسد. كان يعلم أن قوة روحه أقل من 30٪ في هذه اللحظة، وكان ينوي استعادتها إذا كانت هذه التجربة ذات وقت أطول أو، الأفضل، بلا وقت محدد.

لكنه لم يعلق آمالًا كبيرة على ذلك، حيث كان يعلم أن كل تجربة في برج الأسد كانت موقوتة، مما جعله أقل تفاؤلًا.

ومع ذلك، عندما ظهر في التجربة التالية، وجد نفسه في غرفة دائرية فخمة، وتغيرت تعابير وجهه على الفور لأن هذه الغرفة كانت تذكره بالمستوى السابع من برج الثور!

'انتظر، لا تخبرني أن برج الأسد يحتوي فقط على خمس تجارب!؟' كان جاكوب في حالة من عدم التصديق.

بما أنه دخل البرج بعد سامانثا، لم تُقدم له أي معرفة حول العدد الدقيق للتجارب. لكنه، بما أن هذا البرج مشابه لبرج الثور، كان يعتقد أن به سبع تجارب أيضًا.

ومع ذلك، الآن وقد ظهر في هذه الغرفة التي تشبه بشكل كبير آخر تجربة في برج الثور، أدرك أنهم لم يكونوا متشابهين فقط لأن جدران الغرفة كانت مزينة بلوحات جدارية كبيرة وملحمية!

تروي اللوحات تسلسلاً من الأحداث التي، رغم عدم تفصيلها الشديد، بدت وكأنها تحكي قصة عميقة. تصور اللوحة الأولى ولادة الأسد السماوي، كائن مشع من الضوء الأبيض النقي ينبثق من دوامة فوضوية من الطاقات الذهبية والقانية.

أما اللوحات التالية فتظهر لمحات من رحلة الأسد، خاصةً اللوحة الثانية التي يظهر فيها الأسد وهو يقاتل ظلًا مظلمًا وغير واضح. المواجهة غامضة ومجردة، وتفاصيلها ضبابية كأنها مغلفة بالظلال، لكن حدة الصراع كانت محسوسة. قاتل الأسد ببسالة ضد هذا العدو الغامض، ومع ذلك، لا تقدم اللوحة حلًا واضحًا. لكن جاكوب أدرك أنه عنصر متكرر من اللوحات الجدارية التي رآها في برج الثور.

أما اللوحة الأخيرة في السلسلة، فتصف حدثًا دراميًا: الأسد، الآن في شكل يشبه الإنسان، يقف منتصرًا وسط مشهد من الاضطراب الكوني.

بلا تردد، فتح جاكوب على الفور صفحة الخلود الملعون ليتأكد من صحة ما يراه.

---

برج الأسد المستوى الخامس: كبرياء الأسد

التحدي النهائي: اهزم شبح الأسد!

---

أكد جاكوب شكوكه كما كان يظن، "بما أن كل تلك التحديات الملعونة تطلبت استخدام قوة الروح، وكانت جميعها قاتلة للغاية مقارنة ببرج الثور، فإن احتواء برج الأسد على خمس تجارب فقط لا يبدو غير معتاد..."

في هذه اللحظة، انقطع تسلسل أفكار جاكوب، وجذب انتباهه فجأة دوي من الأصوات وتصاعد تموجات قوية من الطاقة السحرية وقوة الروح!

أيقظت غريزته، التي صقلتها معارك عديدة، على الفور حواسه لتنبهه إلى الوضع العاجل الذي يتكشف أمامه. في وسط الغرفة، كانت معركة شرسة تدور رحاها.

ومضت عينا جاكوب بدهشة حين رأى إلِفةً أنيقة ترتدي درعًا كاملًا من القماش الأبيض الناعم، ولكنه كان في حالة مزرية، ولم يكن حال الإلفة أفضل بكثير؛ إذ بدت بمظهرٍ أشعث وشاحب. كانت هذه غير سوى سامانثا، الإلفة التي كان يتعقبها طوال هذا الوقت.

ومع ذلك، لم يلبث جاكوب أن حوّل نظره عنها ليحدق بشخصيةٍ بشرية برأس أسد أبيض محاط بنور أثيري أبيض، وجسده مزيج من التألق الإلهي والطاقة الطيفية، متوهجًا كمنارةٍ شبحيّة.

كان وجه الأسد مهيبًا لكنه مليء بالحدة، وعيناه الذهبيتان تلتهبان بشدةٍ مخيفة. عرف جاكوب فورًا أن هذا هو "روح الأسد". كانت حضوره تحمل مزيجًا من العظمة والترهيب، وحركاته انسيابية وأنيقة، لكنها تحمل طاقة تدميرية جبارة.

وفي هذه اللحظة، كانت روح الأسد تخوض معركةً شرسة ضد سامانثا. ولكن وصفها بالمعركة كان مبالغةً؛ إذ كان الأسد يطلق عقوبات قوية مشبعة بالنور الأبيض المشع، مما يُحدث موجات قوية تهتز لها جدران الغرفة بشكل عنيف. بينما كانت سامانثا في موقف الدفاع، محاطة بدرع ذهبي ينبعث منه هالة قوية من قوة الروح، مع عنصرٍ لطيف ممتلئ بالحياة يشع داخله!

سرعان ما لاحظ جاكوب مصدر تلك القوة الروحية المهدئة والقوية في الوقت نفسه؛ كان هناك بلورة مثلثة بحجم كف اليد تطفو أمام سامانثا وتدور، مطلقةً نبضات قوية من قوة الروح مشبعة بعنصر الحياة.

بدت تلك البلورة كنقطة تركيز لجهود سامانثا. كانت تحتوي على ورقة صفصاف ذهبية بلورية، التي كانت مصدر قوة الحياة الروحية. كانت تلك القوة تتدفق حول سامانثا، مكوِّنة حاجزًا ذهبيًا متلألئًا من الطاقة.

لم تكن البلورة تطلق قوة الروح بسرعة فقط، بل كانت أيضًا تعالج إصابات سامانثا بوتيرةٍ سريعة بسبب قوة الأسد الجبارة، مما يسمح لها بالشفاء بمعدل مثير للقلق.

أطلق جاكوب تخمينًا على الفور، إذ شعر بشيء مألوف ينبعث من هذه البلورة، ففكر قائلاً: "هل من الممكن أن تكون كنزًا من الرتبة الأسطورية؟ لا بد وأنها كذلك! فهذا الكنز يفسر كيف وصلت إلى هنا رغم كونها في رتبة شبه أسطورية فقط. علاوة على ذلك، يبدو أن هذا الكنز أقوى بكثير من الدرع والعصا اللذين حصلت عليهما، وهو كنز ذو نوع علاجي. بالإضافة إلى ذلك، لم تبدُ عليها صعوبة في استخدامه؛ لا بد أن هناك تفسيرًا لذلك!"

كانت عينا جاكوب متسمّرتين عليهما، مستعينًا بتقنية التخفي ليظل مختبئًا، مستمرًا في مراقبة معركتهما بشغف كبير، بينما كان الأسد يهاجم بلا هوادة. كانت ملامح سامانثا شاحبة لكنها حازمة وهي تحتمي تحت حماية الكنز.

ظل جاكوب مختبئًا في الظلال، مستعينًا بتقنية التخفي لتجنب اكتشافه. واصل مراقبة المعركة، ملاحظًا استراتيجية سامانثا التي حاولت إنهاك روح الأسد قبل أن تقوم بالهجوم. كان تعبيرها المجهد وحالة درعها يظهران أن هجماتها المباشرة السابقة لم تكن فعّالة.

تأمّل جاكوب في قوة روح الأسد، وأدرك أنها كانت تقارب الرتبة الأسطورية، حيث كانت تمتلك مصدرًا لا ينضب تقريبًا من قوة الروح.

وبما أنه لم يحصل أبدًا على فرصة لمواجهة "روح الثور"، كلما زاد تأمله في الأمر، ازداد شعوره بالجدية. ومع مرور الوقت، أصبحت سحر الضوء الذي يستخدمه روح الأسد طاغيًا، مطلقًا أشعةً مكثفة من الطاقة الساطعة التي تتصادم مع الحاجز، ما جعل الحاجز يهتز بعنف.

تغيرت ملامح سامانثا بسرعة، فألقت تعويذة، وتجلى سحرها الخشبي على شكل كروم خضراء متشابكة وحواجز دفاعية تعزز الحاجز الذهبي. لكن سحر الضوء لدى روح الأسد قطعها بدقةٍ لا هوادة فيها. كانت عاجزةً عن مجاراة قوة روح الأسد!

2024/11/07 · 123 مشاهدة · 906 كلمة
نادي الروايات - 2024