الفصل 810: روح الأسد (2)

--------

عندما توقفت شعلة الأسد فجأة، شعرت سامانثا براحة فورية، حيث اعتقدت أنها قد نفدت طاقتها أخيرًا. ولكن في اللحظة التالية، ارتعش قلبها عندما رأت وجه الأسد، المتوهج بضوء أثيري، يميل قليلًا للأعلى كما لو كان يستعد لإطلاق هجوم مدمر.

في اللحظة التالية، فتح الأسد فمه، وبدأت جزيئات لا حصر لها من الضوء الأبيض تتجمع أمام فمه، لكنها لم تكن مجرد أشعة عادية من الضوء.

كانت تلك الجزيئات تتشقق بالطاقة النقية المدمرة، وملأت الغرفة بحرارة شديدة. ضاقت عينا جاكوب حين أدرك طبيعة الإشعاع المميت الذي يتشكل. لم يكن مجرد هجوم سحري بسيط؛ بل كان يستمد قوته من أخطر أشكال الضوء، الذي يستطيع شطر الذرات وإشعال الدمار. وكان جاكوب مذهولًا مرة أخرى بمدى التحكم المتقن الذي تملكه شعلة الأسد على الضوء.

ازداد كثافة كتلة الضوء، واكتسبت سطوعًا غير طبيعي يشبه قلب نجم. وبدأ الهواء حول الشعلة يتماوج، كما لو أن الواقع يتشوه تحت قوتها الهائلة.

في لحظة خاطفة، أطلقت الشعلة هجومها.

انفجر شعاع من الطاقة النقية المشعة من فمها، عبارة عن انفجار مركز يشبه موجة صدمة قنبلة هيدروجينية. وصدر الهواء نفسه صوتًا كأنما يصرخ بينما يشق الشعاع طريقه، تاركًا وراءه مسارًا من الدمار الأبيض الساخن.

امتلأت الغرفة بأكملها بضوء ساحق، وكأن الظلال قد اختفت، وحولت كل شيء إلى بياض لحظة عابرة.

"يا إلهي...!" اتسعت عينا سامانثا رعبًا وهي تحاول التصرف، لكن لم يكن هناك وقت كافٍ. اصطدم الشعاع بحاجزها الذهبي، وأطلق العنبر الحي نبضة يائسة من القوة الروحية، محاولًا إبقاء الدرع سليمًا. لكن قوة هجوم الشعلة كانت ساحقة.

في لحظة، تحطم الحاجز إلى شظايا من الطاقة الذهبية التي تلاشت إلى العدم.

كانت شدة الانفجار الضوئي لدرجة أن جاكوب أصبح مؤقتًا غير قادر على الرؤية، حتى من موقعه المخفي. أرسل تأثير الاصطدام موجات من الحرارة والغبار متصاعدة عبر الغرفة، وصدى صوت الانفجار كأنه صوت رعد قوي.

عندما بدأ الضوء بالتلاشي وبدأ الغبار بالاستقرار، كان المشهد يعكس تناقضًا صارخًا مع الفوضى التي اندلعت للتو.

وقفت سامانثا في وسط الغرفة، درعها محترق ومتصدع. لكن ما لفت انتباه جاكوب فورًا كان الثقب الكبير في صدرها. كان الثقب هائلًا، كأنما قد أزيل جوهرها بالكامل بواسطة هجوم الشعلة. كانت حواف الجرح متوهجة بشكل خافت بضوء إشعاعي متبقي، ودماؤها تنزف ببطء وبكميات قاتلة.

[المترجم: sauron]

كان وجهها متجمّدًا على خليط من عدم التصديق والرعب الشديد. كانت عيناها الواسعتان، الزجاجيتان والمملوءتان بالصدمة، مثبتتين على شعلة الأسد، كأنما لم تستوعب ما حدث للتو.

كان هناك تلميح من الرفض، رفض الاعتراف بأن هذا هو النهاية، لكن لم يتبق لديها أي قوة للقتال.

شفت شفتيها وكأنها كانت تنوي الكلام، لكن لم يخرج أي صوت، فقط الدم. تبع ذلك صمت مطبق، فيما بدأت حياتها تفارق جسدها الذي تداعى وسقط على الأرضية الحجرية الباردة للغرفة، وكان صدى سقوطها محاطاً بالسكون الذي تلا الانفجار.

جاكوب، الذي لا يزال مختبئًا في الظلال، شاهد جسد سامانثا المسجى أمام روح الأسد، وجرحها العميق في الصدر كان دليلًا على القوة الهائلة للهجوم. بقيت عيناها مفتوحتين، تحدقان بلا حراك في الكائن الذي أودى بحياتها، بنظرة أبدية تفيض بعدم التصديق والعجز.

علاوة على ذلك، بدت وكأنها كانت تمسك بشيء في يدها، والذي لمع للحظة ثم عاد إلى حالته الخافتة. كان من الواضح أنها كانت تحاول استخدام تلك الورقة الأخيرة للهرب. لكنها كانت متأخرة للغاية، فقد كان هجوم روح الأسد الأخير سريعًا ومرعبًا إلى حد أنها لم تتمكن من تفعيل الكنز قبل أن يدمر الهجوم نواة سحرها.

وقفت روح الأسد فوق جسدها المسجى، وبدت ملامحه الأثيرية المتوهجة تشع بالضوء، وعيناه الذهبيتان غير متزعزعتين. لم يظهر أي شعور، لا رضا ولا غضب، فقط تركيز بارد وآلي لكائن خُلق لهدف واحد: حماية اختباره.

أطلق جاكوب زفرة بطيئة، وقد أدرك أنه شهد ليس فقط تدمير خصم قوي، بل أيضًا الرهبة المدمرة لـروح الأسد. كان عليه أن يكون حذرًا للغاية إذا لم يحصل على اعتراف هذا الكائن.

مكتمًا مشاعره وذرة من الخوف، توقف عن استخدام التخفي وخرج من مخبئه، وتقدم نحو حيث وقفت روح الأسد، بالقرب من جسد سامانثا الخالي من الحياة.

ألقى جاكوب نظرة على الجثة وتنهد، لأن العنبر الحي للصفصاف قد تبخر تمامًا بعد الهجوم، مما زاد من حذره تجاه هذا الهجوم الأخير. ومع ذلك، كان يشعر بالإثارة، لأن شعاع الإشعاع هذا منحه رؤى عديدة حول كيفية تطوير صنع أسلحته وكيفية المضي قدمًا.

في الحقيقة، أراد جاكوب أن يبدأ فورًا في بحث نظرياته وفرضياته الجديدة، لكن كان يعلم أن أولويته القصوى هي جمع بقايا الكون.

وبالإضافة إلى ذلك، لاحظ جاكوب الشيء الذي كانت سامانثا تقبض عليه في يدها والخاتم الفضائي. وعلى الرغم من أنه لم يعرف ما كان هذا الشيء نظرًا لأنها أخرجته على مشارف الموت، فقد أدرك أنه كان لا بد أن يكون ورقة إنقاذ تستطيع أن تنقذ حياتها من ذلك الهجوم المدمر، وكان يريد أخذه لنفسه.

فجأة، استدارت روح الأسد وكأنها شعرت بوجود جاكوب، لكن بخلاف سلوكها الشرس والمترفع السابق، لاحت مشاعر غير معلومة في عينيها الباردتين، وبدت مشاعر مألوفة تتصاعد في قلب جاكوب.

وفي اللحظة التالية، حدث شيء غير متوقع. فجأة، لوّحت روح الأسد بمخلبها، فابتعد الشيء الذي كانت سامانثا تمسكه واتجه نحو جاكوب، وتوقف أمامه.

تسمرت نظرات جاكوب لوهلة، ثم التفت إلى روح الأسد، التي لم تظهر أي نية للهجوم. بل على العكس، كانت تمنحه الشيء الذي كانت سامانثا متمسكة به.

الآن، تساءل جاكوب عما إذا كانت روح الأسد قد علمت بوجوده هنا مختبئًا طوال هذا الوقت، وأن السبب في قتل سامانثا كان بسببه. علاوة على ذلك، لأنها منحت له هذا الشيء مع تجاهل الخاتم الفضائي على يد سامانثا، شعر فجأة أن هذا الشيء ذو أهمية خاصة حتى يُعترف به من قبل روح الأسد.

ولكن الأهم من ذلك هو سلوكها تجاهه، وهذه المرة لم يرغب في تفويت هذه الفرصة. خزن جاكوب الشيء ليبحثه لاحقًا، ثم تساءل: "من أنتم بالضبط، ولماذا تعاملونني بشكل مختلف؟ هل لأنني من...؟"

2024/11/13 · 73 مشاهدة · 901 كلمة
نادي الروايات - 2024