0 - المقدمة - لقاء خطير

مُنذُ أن كُنتُ صغيرًا، كُنتُ أعلم أنني لستُ كأي شخص عادي.

> "نونا، انتِ انفصلتي عنه، اليسَ كذلك؟"

> "هاه؟ هااه؟ هااه؟ كيف عرفت؟ لم أُخبر أحدًا!!"

> "الأمر مكتوب على وجهك~~"

بالطبع، كان ذلك كذبة. ولأكون دقيقًا، لم يكن الأمر مكتوبًا على وجهها، بل "فوق رأسها."

> "واو، ذلك الزي المدرسي جميل، لأي مدرسة هذا؟"

> "مدرسة نورث-ون(الشمال الاولى) الثانوية."

> "هاه؟ وأين تقع؟"

> "لا فكرة لدي."

> "لكنك تعرفت على الزي."

> "رأيته مرة أثناء رحلة مدرسية."

وطبعًا، كانت تلك كذبة أخرى. كانت تلك المرة الأولى التي أرى فيها ذلك الزي، ولم أسمع من قبل بتلك المدرسة، فضلًا عن معرفة مكانها. لكن، في اللحظة التي وقع بصري على تلك الطالبة، عرفت "انتماءها". ولم يكن لقائي الأول بها ذا أهمية.

> "ليف تصدرت المخططات مجددًا هذه المرة."

> "طبعًا! آه، ليف جميلة جدًا. غناؤها رائع، وجسدها رشيق!"

> "بالمناسبة، سمعت أن كل تفاصيل ليف الشخصية سرية للغاية، هل هذا صحيح؟"

كان يبدو أنهم يهدفون لإضافة هالة غموض حولها، رغم أن عائلتها لم يكن لديها ما تخفيه.

> "نعم، لا أحد يعلم عن أصولها أو عائلتها. حتى مدير أعمالها قال إنه لا يعرف اسمها الحقيقي."

> "الآن أشعر بالفضول حول اسم ليف الحقيقي."

> "همم… بما أنها ليف، فلا بد أن يكون اسمها جميلًا…"

> "تشوي بي-دال."

> "هاه؟"

ومع تلك العيون المليئة بالحيرة، كررت قائلًا: "تشوي بي-دال."

> "نعم، ومن يكون هذا الشخص؟"

> "لا شيء. تذكرت فجأة فيلمًا قد شاهدته سابقًا."

تمتمات بلا معنى.

في الحقيقة، لم يكن يهمني ما إذا كان الاسم الحقيقي لتلك المغنية، ليف أو ليفليت، تشوي بي-دال أو حتى تشوي هونغ-مان. المهم هو أنه سواء كان على التلفاز أو في أي مكان آخر، كنت أرى الأسماء الحقيقية للأشخاص بمجرد أن أقع بنظري عليهم…

---

نعم. لم أكن كأي شخص عادي. كُنتُ أمتلك قدرة لا يمتلِكُها غيري. وبالطبع، لم يكُن الأمر وكأنني شخص خارق القدرات، لكن ما كُنتُ أعلمه يقينًا هو أنها قدرة فريدة.

متى اكتشفتُ لأول مرة أن لدي هذه القدرة؟ هل كان ذلك في السنة الثانية من المرحلة المتوسطة؟

> "توقف عن سد الطريق وتحرك!"

> "آه، آسف."

ابتعدت بهدوء دون أن أرد على ذلك الصوت الحاد، ولم أقل شيئًا مثل: "لماذا تبحث عن المشاكل والطريق واسع؟"

كانت تِلكَ الفتاة بفترة دورتها الشهرية. آه، لم أقصد ذلك كمجاز. بل كانت بالفعل تمُر بتلك الفترة. السؤال هنا، كيف عرفتُ ذلك؟ كان الأمر مكتوبًا فوق رأسها.

مدرسة يونغوول الثانوية، الصف الثاني – الفصل الثالث.

تمر بفترة الدورة الشهرية، جو مي-يونغ.

نعم، هذا ما كانَ مكتوبًا. وبالطبع، كان ذلك نصًا خاصًا لا يمكن لأحد سواي رؤيته.

> "فمتى بالضبط بدأتُ أرى مثل هذه النصوص؟ أعتقد أنني أتذكر أنني رأيتها وأنا أصغر سنًا."

هل سبق لك وأن لعبت ألعاب تقمص الادوار؟ لا، ليس عليك حتى استخدام ألعاب تقمص الادوار كمثال. ففي أغلب الألعاب الإلكترونية، كان يظهر معرف اللاعب فوق شخصيته. كان ذلك النظام يُميز الشخصيات المُتشابهة ليشير إلى المُستخدم الفريد.

نعم، كانت هذه القُدرة الخارقة التي أمتلكها (رغم أنه من غير الواضح ما إذا كان يمكن تسميتها قدرة خارقة) تجعلني أرى أسمائهم فوق رؤوسهم. لا، لأكون أدق، لم تكن تعرض لي أسمائهم فقط، بل أيضًا "انتماءهم" و"حالتهم" الحالية.

الرجُل الذي مر بجانبي، كان مكتوبًا فوق رأسه: "سهر طوال الليل يلعب الألعاب، لي تشون-كيونغ".

المرأة خلفه، كان مكتوبًا فوق رأسها: "واقعة في الحب، مون يونغ-جو".

والرجُل الذي ركض مُتجاوزًا إياهم، كان مكتوبًا فوق رأسه: "سيظل مُتأخرًا مهما ركض بسرعة، جيون داي-إيل."

> "يا له من أمر مُثير للاهتمام مهما تكرر."

كُنتُ أُطلق على تلك الكلمات التي تظهر قبل الأسماء "الألقاب". وكانت تلك الألقاب عديدة، وتتغير كُل لحظة. وغالبًا ما تتأثر بحالة الشخص أو حالته النفسية في اللحظة الحالية. ولهذا السبب، كان الكثيرون يقولون عني إنني ذكي وسريع البديهة، أو أنني بارع في تذكر الأسماء، رغم أن كل ما كنت أفعله هو قراءة تلك الألقاب من وقت لآخر.

> "يا لها من قُدرة سخيفة."

نعم، أليست قُدرة سخيفة فعلًا؟ تسميتها قُدرة خارقة أو روحية سيكون مُبالغًا فيه. لو أن هذه القُدرة كانت تسمح لي بإطلاق الألعاب النارية أو رؤية الأرواح، لكُنتُ قادرًا على تخيل ما يُمكنني فِعله بها، لكن غير ذلك، كانَ من الصعب معرفة هدفُها أو طريقة عملُها.

لم يكُن الأمر وكأنها لم تُساعدني في حياتي اليومية، ولم يكُن لدي شكوى تجاهُها، ولكن…

> "عذرًا."

جذبني صوت خافت إلى الواقع مجددًا. بدا صاحب الصوت مُترددًا، رُبما خشية أن أفزع.

التفتُ دون تفكير: "هل تُنادينني؟"

> "نعم."

لأكون صادقًا، تفاجأت قليلًا من مظهر الفتاة التي ردت عليّ بخجل. كانت فتاة في أواخر سن المراهقة، بشعر أزرق بدا وكأنه خيوط من ماء البحر، وعينين بنفس اللون. كانت فتاة جميلة للغاية، لو وقفت في شوارع ميونغ-دونغ، لكانت تلقت أكثر من مائة عرض لاكتشاف المواهب في ساعة واحدة.

> "ما الأمر؟"

كدت أتلعثم، لكنني تماسكت.

يا لها من قوة مذهلة أن تكون جميلًا. فقد أربكتني دون أي تعابير وجه غير طبيعية أو تصرفات غريبة. ولكن، ما صَدمني حقًا لم يكن جمالها.

> "…هاه؟"

في الحقيقة، لم يكن هذا أول لقب غريب أراه. نعم، لقد مضت عشر سنوات منذ بدأت أرى هذه الأحرف الكورية فوق رؤوس الناس. رأيت أشخاصًا كثيرين، وألقابًا عديدة.

"قاتل البشر."

كان يعني "قاتل." ومهما حاولت تفسيره، لم أجد له معنى آخر.

والمُربك في الأمر، أن هذا اللقب كان يعود لأجمل فتاة في الصف المجاور، لي كيونغ-أون. كانت فائقة الجمال، ومن المتفوقين على مستوى المدرسة، كما أنها كانت ذات شخصية لطيفة. وكانت الابنة الوحيدة لعائلة ثرية، لذلك كانت محبوبة من الجميع. ومع ذلك، كان هذا لقبها.

ولهذا، كنت أبذل جهدي لأتجنبها أو حتى الاقتراب منها. بلا شك، كانت جميلة، لكنني لا أحب المغامرات أو الإثارة.

"زعيم منظمة بريستيج."

رأيت أيضًا لقبًا كهذا. لو أردت تفسيره، لقلت إنه "زعيم مرموق." المشكلة أنني سمعت عن منظمة بهذا الاسم، "بريستيج".

ألم يقال إن هناك قوى مظلمة في البلاد لا يجرؤ حتى الحكومة على الاقتراب منها؟ والأكثر غرابة أن الشخص الذي يحمل هذا اللقب كان زميلي في الصف. كنت أظنه طالبًا نموذجيًا هادئًا، لكنه كان زعيم منظمة إجرامية ضخمة.

رأيت العديد من "الألقاب" حتى الآن. ألقاب لا تحصى ولا تتشابه، وكل لقب بدا غريبًا. ومع ذلك… لم أرى يومًا لقبًا خاطئًا.

إذا كان لدى شخص لقب "سيء الحظ اليوم"، فإن ذلك الشخص يكون بالفعل سيء الحظ بطريقة واضحة للعيان.

---

أقول هذا مجددًا: أنا أكره المغامرات والإثارة. أحب السلام، أحب الحياة الهادئة. كنت من ذلك النوع الذي يرى في الحياة اليومية الهادئة نعمةً لا تُقدّر بثمن، وأشعر بالامتنان لذلك. ولهذا، لم يكن لدي أدنى اهتمام بالأمور أو الأشخاص الخطرين.

والآن، كنت أنظر إلى تلك الفتاة الجميلة الواقفة أمامي، وهي تُربكني حقًا.

كانت جميلة، لكنها ليست من النوع الذي أودُ الاقترابَ منه. ومع ذلك، كرجُل، كيف لي أن أكره الجميلات؟ ولكن، إن سألتموني عن معاييري للجمال، فهناك مساحة كبيرة للنقاش. بالنسبة لي، كشخص يعشق السلام، مقابلة امرأة طموحة تُسبب المشاكل أينما ذهبت كان أمرًا لا أرغبُ فيه أبدًا.

ولكن، كان جمالها أمرًا ثانويًا. كان هناك ما هو أخطر منها، وما كان يُبعدني عنها بشدة.

> "ما الأمر؟"

> "لا، لا شيء. ولكن، إن لم يكن لديك مانع، هل لي أن أعرف لماذا ناديتِني؟ أنا مشغول قليلًا."

بالطبع، لم أكُن مشغولًا.

على أي حال، كانت جميلة وأردتُ أن أكونَ لطيفاً معها، لكنني استيقظتُ على الحقيقة عندما رأيت اللقب الذي يطفو فوق رأسها. كان لقبُها أكثر غرابة وخطورة من أي شيء رأيته من قبل.

كان مكتوبًا فوق رأسها:

اتحاد مجرة ديترو، الفيلق الرابع، فرقة التقدم الأولى

كائن فضائي، سيليستيا

---

أقولها مُجددًا، فقط للتأكيد، لم يسبق لي أن رأيت لقبًا خاطئًا في حياتي.

> "آه، أعتذر لإضاعة وقتك. أردتُ فقط أن أسألك سؤالًا."

> "تسألينني؟"

> "نعم، آه، المعذرة."

وبينما كانت تقول ذلك، اقتربت مني ومدّت ذراعيها النحيلتين حول عنقي، وجذبتني نحوها. لم يكُن ذلك لغرض غريب، بل لتهمس في أذني، لكن ذلك كان كافيًا ليجعل قلبي يخفق. بدأ الرجال حولنا ينظرون نحونا بنظرات حادة، وامتلأ الجو برائحة عطر النعناع الخفيفة.

> "آسفة حقًا لأنني أطرحُ عليكَ هذا السؤال في لقائنا الأول…"

همست قائلة:

> "هل أنت… من أهل الأرض؟"

> "…ماذا؟"

كانت تلك الأمسية التي أعادتني إلى رُشدي بالكامل.

وكانَ ذلكَ أول لقاء لي معها.

2025/07/05 · 11 مشاهدة · 1280 كلمة
Rhea
نادي الروايات - 2025