"لا أريد أن أخدمها."
"إنها تجلب الحظ السيئ."
"نعم، سمعت أنها ستتحول إلى مريضة نفسية عندما تكبر. هل رأيت تلك العيون الحمراء المحترقة؟"
"إنها تبدو كالشيطان عندما تغضب."
"الهواء من حولها تفوح منه رائحة الدم."
الخادمات العاملات في قصرها كانوا يتهامسون ويتحدثون عنها من وراء ظهرها. في كل مرة كانت تمر عبر الردهة، كان الناس يجفلون ويبتعدون عنها.
تجنبها الجميع باستثناء مربيتها اللطيفة التي بقيت معها دائمًا وأكدت لها أن كل ما سمعته كان كاذبًا، وطلبت منها تجاهل كل هذا.
بقدر ما تتذكر جوليان، كانت أقرب شخص إليها.
بالنسبة لجوليان البالغة من العمر خمس سنوات، كان مكان المربية أعلى من والديها الذين نادرا ما تراهم حولها.
اعتقدت جوليان أن مربيتها ستكون معها دائمًا لتعتني بها. ستكون معها بغض النظر عن الوضع ولن تتخلى عنها أبدًا.
لكن...
"آهههههه!"
"من فضلك أنقذني."
"يجب أن تموت فقط. أنت طفل ملعون. بسببك أصيب أبناء الخدم بالحمى ومات طفلي الغالي."
دفعت خادمة جوليان وهي تبكي بشكل يرثى له إلى البحيرة وهي تريد قتلها بالغرق.
انتشرت في كل مكان شائعة بأنها تجلب سوء الحظ لمن حولها. لا، لم يكن أحد يعرف صحة الشائعات، ولكن في أحد الأيام، شعر الأطفال والخدم الذين يعملون هناك بالمرض، ومن بين تلك الخادمة التي فقدت ابنها، دفعت جوليان إلى المنزل. البحيرة في محاولة لقتلها والانتقام لابنها.
حاولت جوليان السباحة والخروج من البحيرة لكنها لم تتمكن من ذلك. لم تكن تعرف كيف تسبح، وبالنسبة لها، كان الماء القليل عميقًا جدًا.
بكت وتوسلت إلى الخادمة أن تنقذها. حتى أنها اعتذرت عن إيذاء شخص ما عن طريق الخطأ ولكن الخادمة المتعطشة للدماء لم تستمع إليها.
الخادمات الذين كانوا في المكان غضوا الطرف عنها وصلوا لها حتى تموت.
في رأيهم، إنها مجرد أميرة غير مواتية ولن يؤثر موتها عليهم بأي شكل من الأشكال.
اعتقدت جوليان أنها ستموت في ذلك اليوم لكن شقيقها الثالث الذي زارها رأى ذلك واندفع لإنقاذها.
بعد ذلك غابت جوليان عن الوعي لمدة ثلاثة أيام وأصيبت بحمى شديدة.
عند الاستيقاظ، كان أول شخص بحثت عنه هو مربيتها ولكن على عكس توقعاتها، وجدتها مفقودة.
بعد البحث بشكل محموم، وجدت أنها مسجونة ومن شقيقها الثالث، عرفت أنها هي التي نشرت كل الشائعات.
"لا أستطيع أن أصدق هذا."
"هي لا تستطيع أن تفعل هذا. إنها بريئة، كلكم تلفقون لها التهمة." صرخت جوليان ودحضت الادعاءات ولكن مهما دحضت، كانت الحقيقة أمامها.
تنشر المربية الشائعات حتى تتمكن من استغلال هذه الفرصة للتقرب من جوليان من خلال إقناعها ودعمها. ومع ذلك، مع استمرار الشائعات، أصبحت خارجة عن السيطرة ومبالغ فيها إلى حد كبير.
نظرًا لأن جوليان لم تتحدث أبدًا ولم تقم المربية بتوبيخ أي شخص، فقد استمر الأمر.
خلال تلك الفترة، كان والدها وشقيقها الأكبر منشغلين بأمور تتعلق بالحرب بينما كانت والدتها بعيدة لرعاية الدبلوماسيين الأجانب، لذلك لم يكن أي منهم على علم بذلك.
وبحسب التحقيق فإن سبب مرض الجميع كان أيضًا بسبب المربية. لقد خفضت ميزانية الطعام واشترت طعامًا رخيصًا منتهية الصلاحية وفاسدًا يسبب آلامًا في المعدة.
في بعض الأحيان تأخذ الخادمات بقايا الطعام إلى المنزل، ونتيجة لذلك شعر أفراد أسرهن بالمرض. ولسوء الحظ، كان ابن الخادمة يعاني من مرض ما وفقد الوعي بسبب التسمم الغذائي.
من أجل التستر على خطأها حاولت تحويل الانتباه نحو جوليان من خلال تصويرها على أنها طفلة ملعونة تجلب سوء الحظ.
علاوة على ذلك، كانت هي وعائلتها يختلسون الأموال ويملأون صدورهم باسم احتياجات جوليان.
هذه الخيانة حطمت قلبها وبكت أياماً غير قادرة على التغلب على حزنها. عند رؤية حالتها المؤسفة، كان والداها مذنبين أيضًا لأنه كان خطأهما أيضًا لتجاهلها.
في الواقع، من بين الناس، شعر بستاني المكان بشيء خاطئ، وأبلغ حراس الأمير الثالث بخلاف ذلك في ذلك اليوم لربما ماتت حقًا.
استشاط الإمبراطور والإمبراطورة غضبًا عندما علموا بكل هذا وقاموا على الفور بإعدام الأشرار وسجن أولئك الذين تجرأوا على نشر الشائعات و تغسل العاصمة بأكملها بالدماء.
وبعد ذلك حاول والداها التوبة بإصلاح علاقتهما.
ولكن بعد فوات الأوان.
ألقت جوليان باللوم على نفسها لكونها ساذجة للغاية. لقد كان خطأها أن تثق بشخص بسذاجة ومنذ ذلك الحين، تصلب رأسها.
التوقعات تؤذي.
ولمجرد بعض الشائعات عزلها الناس ورفضوا إنقاذها. كان هذا سخيفًا وغير معقول، لكن هذه هي الطريقة التي يعمل بها قلب الإنسان.
لا ينشر الناس الشائعات لتحذير الآخرين، بل يستمتعون بالحديث عن مصائب الآخرين.
وعلى الرغم من ذلك، فقد تعرضت لخيانة أخرى من إحدى خادماتها التي كانت متعاونة مع إمبراطورية الفارس الفضي التي حاولت تمرير معلوماتها وخلقت فرصة لأمير إمبراطورية الفارس الفضي الثاني لإجبارها على الموافقة على الخطوبة.
بعد تلك الحادثة أغلقت قلبها تمامًا وبدأت تكره الأشخاص الذين يحاولون الاستفادة منها.
لقد وعدت نفسها بأنها لن تضع ثقتها في أي الشخص حتى تتأكد من أن هذا الشخص يستحق ثقتها.
حتى الآن، باستثناء والديها، فهي تثق فقط بأخيها الثالث وآمي.
لم تثق حتى بشقيقيها الآخرين لأنها تعلم أن الأشخاص الذين يترشحون للسلطة غالبًا ما يعميهم ذلك، ولم ترغب في أن تعاني من هذا الشعور الطعن بالخيانة، خاصة من شخص ينتمي إلى عائلتها.
لقد اعتقدت أن طريقتها في اختبار الآخرين كانت صحيحة، ولكن عندما تذكرت تلك النظرة المؤلمة، انفطر قلبها.
شعرت جوليان بالفزع والغثيان.
بدت تلك النظرات وكأنه يثق بها لكنها خانت ثقته باختبارها.
كانت لدى جوليان العديد من الحيل تحت جعبتها وكان دائمًا مستعدًا لأي خطر محتمل. كان لديها حاجز يمكن أن يحميها من هجوم بمستوى 9 نجمة وجولم رفيع المستوى للدفاع عنها في حالتها العاجزة.
قامت أولاً بنقل بعض المعلومات إلى لوكاس وأسقطت بعض التلميحات.
لو كان خائناً لكان قد كشف عن موقع القديسة وأرسله إليهم.
كانت هناك أيضًا خطة لمعرفة كيفية تصرفه عند إرساله لمساعدتها.
استمر كل شيء حتى استسلمت لخوفها الداخلي واكتشف لوكاس كل هذا.
بالنسبة لها كشخص يختبر شخصًا آخر، عليها أن تتصرف كشخص قادر على تحمل الثقة الموضوعة فيها.
-لقد دفعته كثيرًا. لقد تركت انعدام الثقة يعميني. كان ينبغي لي أن أحافظ على حذري حوله بدلاً من اختباره بهذه الطريقة القاسية التي كادت أن تعرض حياته للخطر.-
لا يهم إذا كانت هذه مشكلة صغيرة ولكن الوضع كان محفوفًا بالمخاطر إلى حد أنه ربما فقد حياته.
قد لا يبدو الأمر كبيرًا من جانبها، لكن الشخص الذي تم اختباره قد يشعر بالأذى ويعتقد بلا حول ولا قوة أنه لا يمكنه كسب ثقة الطرف الآخر إلا من خلال المخاطرة بحياته.
من الرؤية، رأت أنها عندما فقدت كل شيء، بقي معها الرجل الذي بدا وكأنه نسخة أقدم من لوكاس.
لو كان لوكاس حقًا، فربما تكون قد ارتكبت خطأً.
علاوة على ذلك، كان لوكاس أول شخص خفف من آلامها وأظهر لها طريقة لتخفيف آلامها.
-يجب أن أعتذر.-
"صاحبة السمو، أعتقد أنه يجب عليك أيضًا المشاركة في حفل المباركة."
خرجت جوليان من تفكيرها ونظرت إلى الكاهن الذي طلب منها أن تشارك الآخرين.
"لا ينبغي لي ذلك. إنها مكافأة لهم، وبالنسبة لي، فقد مررت بالعديد منها بالفعل." رفضت جوليان بأدب ووجهت نظرها نحو المنصة حيث صعد 10 أفراد.
أثناء صعوده، شعر لوكاس بزوج من العيون من الخلف. عند الالتفاف، التقت عيناه بجوليان الذي كان يحدق به بتعبير لا يمكن تمييزه.
تجنب لوكاس نظرتها على الفور، وشعر بعدم الارتياح بعض الشيء.
"هاا!"
لقد كان مجرد فعل. فعل لإجبار جوليان على الثقة به بسهولة. في الحقيقة، هي لم ترتكب أي خطأ.
أراد لوكاس ثقتها غير المشروطة حيث ستقف معه حتى لو كان العالم يلومه لأنه من يعرف متى يتصرف شخص ما ضده ويلومه.
نظرًا لأن جوليان كانت في أضعف حالاتها، قرر لوكاس أن يدق المسمار ويجعلها تشعر أنه لا يحب ذلك.
بهذه الطريقة، سيبدأ جوليان في الثقة بها أكثر.
ومع ذلك، أصبحت الأمور أكثر خطورة بكثير مما كان يتصور.
من هو الرئيس الذي لا يثق في ولاء مرؤوسيه؟ وإذا تم مقارنته، فهو كان أسوأ بكثير لأنه أجبر شعبه على توقيع عقد مانا حتى لا يتمكنوا من خيانته.
لكنه فشل في الإشارة إلى أن الأشخاص الذين لديهم مشاكل في الثقة بالآخرين، يمكنهم فعل كل شيء بمجرد ثقتهم في الشخص لأنهم يخشون فقدان ثقة ذلك الشخص.
وبطريقة ما، ساعدته أوامر جوليان على البقاء على قيد الحياة والخروج بأمان. إذا كان خائناً، فهذا أمر آخر لكنه لم يكن كذلك.
إنه يفهم ذلك، لكنه لا يزال غير قادر على التأثير على هذا الشعور غير المريح الذي يطعن قلبه.
لم يكن يعرف السبب ولكن في اللحظة التي رأى فيها جوليان على وشك إيذاءه، انكسر شيء بداخله.
لقد كان شعورًا غريبًا. لقد شعر بالغضب حقًا.
غاضبًا منها، لأنها تصرفت بغباء كطعم لاختباره. كان من الممكن أن يحدث أي شيء سيئ إذا لم يكن لديه هذا الصليب.
تنهد لوكاس في محنته.
-إما أنني ممثل عظيم كنت منغمسًا جدًا في لعب الأدوار المتمثلة في التمثيل المؤلم أو البقاء مع جوليان، فقد بدأ يؤثر علي بالفعل.-
لم تتأخر أفكار لوكاس حيث طلب منهم الركوع أمام لونا لتلقي البركة التي وقفت أمامهم وضمت يديها وأغلقت عينيها.
بعد صمت قصير، فتحت لونا شفتيها.
خرج صوت رخيم دافئ من شفتيها ورنت أغنية حلوة في آذان الجميع.
شعاع لطيف من العيون المتعبة،
ثقب الوادي المظلم يتكشف عن أجنحته المشعة.
الحجر الذي يسقط من جدار الحياة المهضوم يصبح أنقاض الأمس مما يمهد الطريق للغد المجيد المصنوع على معتقداتك.
في نهاية هذا ضوء الشمس الذي لا ينتهي.
طوبى للذين سينبتون في ليل الشتاء المرير.
نرجو أن تضيء الشمس الطريق الذي تسلكه وتكرمك حتى لا تذبل عند غروبها.
"عمانوئيل!"
*م.م: عمانوئيل هو اسم عبري يظهر في سفر أشعيا كي يدل على أن الله سيحمي بيت داود. فسرها إنجيل متى كنبوءة على ولادة المسيح وإنجاز الكتاب المقدس في شخص يسوع.(هاض اشي في الديم المسيحي فما رح احذف اسم الله لأنوا يمكن يحرف من المفهوم)
ظهر ضوء ساطع دافئ وغامض من جسد لونا. ظهرت هالة ذهبية فوق الرأس وانتشرت الموجة المضيئة لتغطي قاعة الصلاة بأكملها.
همست نغمات رنانة من اللحن الملائكي في آذان الجميع كما لو كانت تشير إلى أن السماء تشهد الحفل.
عندما انحسر الضوء، حلق جرم سماوي صغير من الضوء الذهبي فوق رؤوس الجميع. بالتناوب في المسار الدائري لبضع لحظات، انفجر ثم دخل إلى أجسادهم.
"وبهذا تنتهي مراسم البركة. فليحل السلام عليكم جميعا وأنتم تشقون طريقكم، وتتركون بصمة في تاريخ العالم."
"آمين!''
------
*كل هاي الأرك عشان الكم سطر هذول + جوليان😭