1 - المقدمة(1): المطرقة ضد الرمح

” إبتعد من أمامي ! “


بمجرد سماعي ذلك الصوت وجدت نفسي أقفز إلى اليمين... حسناً، بالطبع ليس و كأنه هناك خيار آخر، بعد كل شيء هناك حربة رمح متجهة إلى صدري مباشرةً و أيضاً من الخلف هناك ... مطرقة؟ هل تلك مطرقة؟
إن كان علي أن أصفها فهي برميل ملتصق بنهاية عصى طويلة من الفولاذ
إنها ضخمة ، ضخمة جداً
المطرقة كانت موجهة تماماً في البقعة التي كنت أقف فيها، لو لم أتحرك من مكاني لتم سحقي قبل أن يصيبني ذاك الرمح

كنت أنظر للمشهد في حين لم تصل قدماي الأرض بعد، كل ما رأيته مطرقة ضخمة و رمح مندفعان بجنون نحو المكان الذي كنت فيه، على أي حال يبدو أن المطرقة كانت أسرع، و في اللحظة التي لامست فيها الأرض، كل ما أعلمه أنني كنت مستلقياً على ظهري بعد سماعي صوتاً مدوياً
بدا لي ذاك كانفجار أكثر منه مجرد اصطدام مطرقة ضخمة بالأرض

عندما نهظت على قدمي كانت هناك سحابة دخانية أمامي، خرج منها فجأة صاحب ذاك الرمح، كانت قفزة للخلف لذا هو يتراجع على الأرجح

كان جسده بهيئة بشرية، قدمان و ذراعان و رأس لكنه كان بضعف حجم الإنسان العادي أو ربما ثلاثة أضعاف؟
بطول يقارب 6 أمتار و بزي يغطي كامل جسده، لم يكن أي جزء صغير من جسده مكشوفاً للعين، الزي الذي يرتديه يبدو كدرع من الفولاذ ـ لا، بالأحرى هذا الشخص لا يرتدي شيئاً سوى الفولاذ، إنه يشبه الدروع الثقيلة التي يرتديها الفرسان في العصور الوسطى، لكن هناك فرق واحد فقط، هذا الدرع متلائم بشكل مبالغ فيه مع هيئة صاحبه، و هو لا يحوي أي فتحات مهما كانت ضيقة، إنه أشبه بالدرع الذي يغلف الحشرات
بالإضافة إلى عباءته الخضراء ، فهو يمتلك رمحاً بحربة خضراء لامعة كذلك على شكل الحرف A، بالنظر إلى طول حامله فذاك الرمح بحجم طبيعي، لكن بالمقارنة مع جسد رجل بالغ عادي، فهو رمح ضخم لدرجة أنه كان قادراً على قطعي نصفين بسهولة

لم يمضي الكثير حتى انقشع الدخان و انكشف حامل المطرقة ــــ

”.... ؟! “

قزم؟ لا انتظر هذا يبدوا جسد انثى، إذاً قزمة؟
ربما بسبب المطرقة التي تحملها، فتلك الفتاة بدت من النظرة الأولى صغيرة الحجم و لكنها في الحقيقة بنفس طولي تقريباً، كانت فتاة عادية، بشرة و شعر ناصعا البياض لدرجة أنك لن تفرق بينهما
كانت ترتدي ما يشبه درعاً خفيفاً، في الواقع لا يبدوا أكثر من رداء أسود بواقيات للمرفقين و الركبتين

لم تمضي سوى أكثر من ثانيتين، الفتاة أحكمت قبضتيها على المطرقة و اندفعت نحو الضخم حامل الرمح، هو كان يضع حربة رمحه في المقدمة في حين هي كانت تحمل مطرقتها للخلف، جسدها هو ما كان في المقدمة، حامل الرمح استغل هذي الوضعية المتهورة لخصمه و قام باندفاعة سريعة للأمام
مقدمة الحربة كانت على بعد متر تقريباً من جسد الفتاة، الرمح بأكمله كان بطول مترين و نصف، و مع وجود تلك المطرقة في الخلف و اندفاعها هائل السرعة، تلك الفتاة تخلت بالكامل عن دفاعها، هذا كان خطأً قاتلاً، حامل الرمح لن يجد فرصة أفضل من هذه للقضاء على خصمه

حدث ذلك في جزء من الثانية، حامل الرمح كبح اندفاعه و تراجع بكل ما لديه للخلف، هو بالكاد قد تراجع، و فجأة الصوت و الدخان نفسه مجدداً

حامل الرمح خرج من سحابة الدخان بنفس الطريقة السابقة

المشهد ذاته مجدداً، انقشع الدخان ، ظهرت الفتاة للحظة قبل أن تندفع نحو خصمها، لكن هذه المرة هو لم يقم بمجاراتها بل تراجع للخلف
طرف المطرقة كاد يقوم بسحقه، و للمرة الثالثة، الصوت و الدخان نفسهما

” مهلاً... هذا... “

لم ألاحظ في البداية و لكن أتلك شرارات نارية؟
نظرت لأماكن الاصطدام السابقة، كلها، الأرضية لم تصب فيها بخدش واحد
الأرضية كانت كلوحة الشطرنج لكن بمربعات سوداء و أخرى قرميزية داكنة، على أي حال لا يوجد أثر لحفر أو أي خدوش على أي من هذه المربعات التي وقعت عليهم المطرقة، لكن تلك القرميزية منها كانت مغطاة ببعض السواد

” انفجار؟ ... أتلك انفجارات؟ “

في تلك الأثناء، الفتاة كانت بالفعل فوق صاحب الرمح مباشرةً، أسقطت مطرقتها للأسفل بكل قوتها، خصمها لم يتفادى هذه المرة بل أمسك رمحه بكلتا يديه ليصد الضربة

لقد كان هناك انفجار، مباشرةً أمام وجههما، بالنظر إلى طرف المطرقة الضخم و سمك عصى الرمح فالنتيجة واضحة، لكن و كما هي العادة، صاحب الرمح كان أول من ظهر من سحابة الدخان، رمحه لم يكن في يديه، هل وقع منه؟
الفتاة آخر من ظهرت لكن هذه المرة هي لم تندفع كالمعتاد
بدل ذلك هي رسمت على وجهها ابتسامة المنتصر و أمسكت مطرقتها بكلتا يديها من طرف المقبض ثم بدأت الدوران، كانت تدور حول نفسها متخذةً من جسدها كمركز لمسار الدوران، الدخان المتبقي من حولها كان يتخذ شكلاً حلزونياً من شدة سرعتها
كل لفة كانت أسرع بكثير من التي قبلها
4 أو 5 لفات كانت كافية، خصمها لم يدرك حتى مالذي حدث، الفتاة أفلتت المطرقة لتقذف بها بسرعة كبيرة، حامل الرمح لم يجد الوقت حتى ليستوعب الأمر، لم يستطع لا التفادي و لا حماية نفسه، المطرقة أصابته أفقياً بشكل مباشر، لكن لم يحدث أي انفجار

من قوة الصدمة، حامل الرمح الذي لم يعد يحمل رمحه الآن، قُذف به بعيداً ، المطرقة وقعت بقربه، رغم قوة الضربة إلا أنه لم يبدوا و كأنه تعرض لأي ضرر
مباشرةً بعد وقوعه على الأرض، وقف على قدميه و كأن لا شيء حدث

بعدها مباشرةً نظر إلى المطرقة الضخمة أمامه و تقدم نحوها

سيأخذ سلاحها؟ لا مهلاً، هي لا تملك أي شيء آخر تقاتل به، أليست هذه ورطة بالنسبة لها؟

ذلك لم يكن صحيحاً تماماً، ربما أثناء الإصطدام الأخير بينهما، قبل أن تقذف بمطرقتها، قوة هجومها أجبرت خصمها على التخلي عن سلاحه للنجاة لأنه الآن و بجانبها يوجد رمحه الضخم واقعاً على الأرض

الفتاة لم تضيع الوقت و أسرعت للرمح، أمسكته من الوسط و قامت برميه، خصمها كان بصدد رفع تلك المطرقة الثقيلة و بالكاد رفعها إلى مستوى ركبتيه لذا أعاق هذا حركته ليستقر الرمح في صدره، فقط حربة الرمح هي ما اخترق درعه، حامل الرمح تهاوى على الأرض ببطء و سقط بلا حراك

الفتاة التقطت مطرقتها ثم إلتفتت إليّ

المكان كان أشبه بقاعة ضخمة، ضخمة جداً و مفتوحة من كل الاتجاهات بحيث لا ترى ما في الأفق، أرضيتها مبلطة بمربعات سوداء و قرميزية تبدوا و كأنها من مادة صلبة، المكان لم يكن مظلماً لكن لم يكن بتلك الإنارة الجيدة أيضاً، من حولنا توجد أجسام تشبه الشجيرات لكن كلها كانت من الفولاذ، ما يفترض أن يكون أوراقها كان عبارة عن إبر ضخمة مخروطية الشكل و متفاوتةً في الحجم، إن نظرت للأعلى فلن ترى شيئاً سوى الظلام الحالك و كأن ما يفترض به أن يكون السماء عبارة عن هوة لا قاع لها

الفتاة قامت بتمزيق عباءة المحارب الذي قتلته للتو و رمتها إليّ

” أنت... إرتدي شيئاً ما، فأنت عارٍ تماماً “

2019/07/22 · 737 مشاهدة · 1057 كلمة
Ring55
نادي الروايات - 2024