10 - المقدمة(9): بداية 6

عدد المغامرين الكلي هو 80 تقريباً، عندما تفكر بأن هذا العدد سيقاتل وحشاً ما بعد لحظات، فحتى إن كنت أعزل مثلي فستشعر نوعاً ما بالأمان

” جسدي يبدوا أثقل قليلاً... هل نحن نرتفع بالفعل؟ “
حتى لو كنا كذلك فيصعب التيقن من الأمر لأننا في فضاء فارغ تماماً، السماء، هذا إن كان يصح تسميتها كذلك، سوداء بالكامل لذا يصعب ملاحظة حركة عمودية كهذه

” اه، هذا أسرع من المرة السابقة، على أي حال أين أولئك الحمقى الآن؟ “
جين أجابني و هو قلق قليلاً

” يالها من طريقة تنادي بها رفاقك من خلف ظهورهم “
الرجل، جيسي، قائد هذا الفريق قد أتى رفقة الأعضاء الآخرين

” ستكون مشكلة إن وصلنا و ظهر الزعيم قبل تجمعنا، إن كان فريق قد تم تشكيله فهو لنعمل معاً “ جين أجابه

” أنا متأكدة من أننا سنفترق ما إن تبدأ المعركة على أي حال “ يوي ، مستعملة السحر تدخلت و قد وضعت حقيبة ظهر تبدو ثقيلة على الأرض ثم أضافت ” هل من الآمن وضعها هنا؟ “

” صحيح، قد يتم سرقتنا كالمرة الماضية “ جيسي تنهد، لا يبدو مرتاحاً لسبب ما

” هل هناك شيء في هذه الحقيبة؟ “ طرحت السؤال عليهم

” إنها الأغراض التي حصلنا عليها من الصيد هنا “ جيسي أجاب

” هناك أحجار ثمينة توضع في مقابض الأسلحة الخاصة بالوحوش و دروعها لذا نجمعها بعد قتل أصحابها “ آن الفتاة الصغيرة تدخلت و هي تشير لمؤخرة مقبض سيف جون الذي يحملها، كان هناك حجر دائري أسود هناك

بالنظر للمغامرين الآخرين، فكل مجموعة كانت تحمل حقيبة مماثلة

” الحصول على الأشياء الثمينة هو الغرض الأساسي من دخول ااسراديب، ثمنها عال جداً لذا تستحق المخاطرة من أجلها “ جين أضاف و هو يتفقد ترسه و صولجانه

” لهذا أنتم قلقون من السرقة؟ “ سألتهم ثانيةً

” لو لم يوجد هؤلاء الجبناء اللصوص لكان الجميع يقاتل دون القلق على أمور تافهة كالمال، بسبب ذلك يموت الكثيرون في هذه المرحلة لفقدانهم التركيز “ ليليا كانت تضع مطرقتها على الأرض و تجلس عليها

” على أي حال هل يتطلب المال أن تخاطروا بحياتكم من أجله؟ “

ما إن طرحت هذا السؤال حتى بدت علامات الإنزعاج على وجوه البعض

جين كان يضحك قليلاً قبل أن ربت على كتفي ” من الطبيعي أن تقول هذا فأنت لا تعرف أي شيء بعد “

” بالمناسبة ، أنت أيها الفتى، لماذا لا ترد لنا الجميل و تحرس أغراضنا؟ “ يوي قالت و هي تحدق في وجهي

و هل يمكنني فعل شيء إن أتى من يحاول سرقتها؟ أنا لا أملك أي قوة على أي حال، أساساً لدي ما هو أهم من حقيبتكم الثمينة، إنها حياتي، ألا تكفيني صعوبة نجاتي من هذا المكان؟
كنت أرغب في قول هذا و لكنه غير لائق على ما أظن

قبل أن أجيب بشيء، الأرض بدأت تهتز، الإهتزاز ازداد شدة تدريجياً و فجأة المدرجات التي تحيط بنا سقطت و انهارت كلها، الحطام ضاع في الفراغ الأسود المجهول، ما تبقى هو الساحة الواسعة التي نقف فيها

ليليا نهظت و حملت مطرقتها، آن نزلت من فوق كتفي جون الذي استل سيفه العريض، جيسي أخرج خنجراً أسود اللون من غمد معلق على خصره ثم قال
” لقد وصلنا “

في هذه اللحظة الجميع كان ينظر للأعلى و كأنهم يترقبون شيئاً ما، و في وسط السماء السوداء ظهر من العدم ما يشبه سقفاً هائل الحجم به ثقب فوقنا مباشرةً
السقف يبدوا و كأنه يسقط فوق رؤوسنا لكن الصحيح أننا نرتفع للأعلى بسرعة، الساحة الدائرية مرت من خلال الثقب لتتلاءم معه و تندمج مع السقف
في البداية ظننته سقفاً لكن سقف لأي شيئ؟ هو أكبر من أن يكون سقفاً و فوق هذا، ما إن اندمجت الساحة التي كانت ترتفع بنا حتى شكلت مع السقف أرضية جديدة

وجدنا أنفسنا وسط أرضية مسطحة شطرنجيّة بمربعات زرقاء و بيضاء، من كل الإتجاهات تحيط بنا تماثيل لمحاربين يشبهون الذين رأيتهم حتى الآن، و في الأعلى و لأول مرة السماء لم تكن سوداء بل مرصعة بالنجوم، نجوم متحركة و كبيرة لدرجة أنها تنير المكان بأكمله
حركتها كانت تجعل السماء تبدو متحركة أيضاً، ربما السماء هي التي تتحرك بالفعل ، من يعلم؟

” هذا هو الطابق الأخير؟ “

أنا متأكد أن الجميع سمع صوتي بالرغم من أنني همست لنفسي فقط، لم يكن صوتي عالياً أبداً بل المكان ما كان هادئاً، هناك صمت رهيب يخيم على الأجواء، الجميع قد توقفوا عن الحديث، هم يترقبون شيئاً

تك، تك، تك، تك...

هناك صوت ضعيف قد ظهر فجأة، في كل مرة يزداد قوة، لا هو لا يزداد قوة بل مصدره يقترب منا، نعم لا شك في ذلك، هذه أصوات خطوات أقدام

من بين التماثيل الكبيرة، ظهرت إمرأة ترتدي ثوباً أحمر جميل، شعرها أصفر حريريّ، ترتدي قفازات حمراء تغطي يدها و ذراعها حتى المرفقين، طولها و شكلها، كل شيء فيها طبيعي، تخيل عروساً في حفل زفافها و لكن ثوبها أحمر اللون و ليس أبيض، هذا ما كانت تبدو عليه هذه المرأة

لكن هناك شيء غريب في هذه العروس، ليس فقط حملها لرمح كبير بل وجهها أيضاً، هي لا تملك وجهاً

2019/07/28 · 368 مشاهدة · 790 كلمة
Ring55
نادي الروايات - 2024