المرأة استمرت في التقدم و مع كل خطوة يزداد الحذر و التوتر لدى الجميع، هل من الممكن أن تكون هي الوحش المقصود؟ هل هي زعيم هذا السرداب؟
باستثناء وجهها فهي تبدو كأي امرأة بشرية أخرى
لدينا تفوق عددي ساحق لذا ما خطبهم؟، هل هي خطرة لهذا الحد؟ بصراحة لا أستطيع التصديق حتى أرى بعيني
” إحترقي ! “
يبدوا أن أحد السحرة فقد صبره أخيراً و أطلق ما يشبه وابلاً من السهام النارية من عصاه، جميعها ضربت المرأة محدثةً إنفاجاراً نارياً إلتهمها ، أو هذا ما تمنيناه على الأقل
” رائع، لديها مقاومة للنيران “
يوي تراجعت قليلاً وقد صرّت على أسنانها
” النار هو العنصر الأكثر إستعمالاً من قبل السحرة، أن نواجه زعيماً لديه مقاومة لهذا العنصر هو أسوء ما نتمناه “ جين بدا منزعجاً
المرأة تقدمت من وسط النيران و كأن لا شيء قد حصل، طريقة سيرها و وجهها الفارغ يثيران الرعب
بالرغم من ذلك نحن نفوقها عدداً، إن انقضت عليها مجموعة منا فهي ميتة لا محالة، لا أفهم لماذا لا يفعلون ذلك
مع تقدم الزعيم نحونا، المغامرون الآخرون أحاطوا بها من كل الجهات، رغم ذلك هم يتركون مسافة بينهم و بينها
الزعيم توقف فجأة
في تلك اللحظة مجموعة من 7 مغامرين انقضوا عليها، لا بد أن صبرهم قد نفذ
هجومهم كان متزامناً، هل ستحاول التفادي؟ ــ لا، هي لم تفعل، بل لم تحرك ساكناً، المغامرون الذين كانوا فوقها تماماً قطعوا جميعهم بلا استثناء إلى نصفين بشكل أفقي
الدماء و الأحشاء التي تناثرت في الهواء سقطت على الأرضية البيضاء و الزرقاء لتلطخها باللون الأحمر
مالذي حدث بالضبط؟ أنا لا أفهم ، أعني لقد مات 7 منهم، و في وقت واحد، بهذه السهولة، أهذا ما كان يقصده جين بأنه قتال مختلف بالكامل؟ ألهذا لم يرد أن يقترب منها أحد؟
لكن هي لم تتحرك أبداً، كيف فعلت ذلك؟
” إحذروا لديها مرافق ! “ شخص ما رفع صوته
مرافق؟ ما هذا؟ أين؟
فوق المرأة أو الزعيم أو أياً كان ما تريد تسميتها به، ظهر ظل هائل الحجم، لقد كان محارباً يشبه بالضبط المدرع الأحمر السابق لكنه أكبر بـ4 أو 5 أضعاف و لونه فضي بالكامل، كان يغرس سيفه الهائل في الأرض أمامه بشكل عمودي، المرأة كانت تقف أمام ذلك السيف مباشرةً
لحظة، كيف ظهر هذا الشيء فجأة؟ لا يمكن أن لا نلاحظ وحشاً بهذا الحجم
قبل أن يتمكن المغامرون من أية ردة فعل، المدرع الفضي العملاق إختفى، نعم إختفى و كأنه لم يوجد قط
ما إن حدث ذلك حتى رفعت المرأة رمحها للمقدمة و إندفعت بسرعة هائلة للأمام، لو لم يضع ذلك المغامر كل قوته في دفع ترسه لطار بعيداً، المغامرون المحيطون به حاولوا مهاجمة المرأة من الجانبين بينما كانت منقضة على صاحب الترس، لكنها قفزت للخلف بسرعة ، بينما كانت لا تزال في الهواء قفز إليها مغامر يحمل فأساً لكنه تمزق إلى نصفين قبل أن يصل إلى إرتفاعها حتى، ما إن وطأت قدماها الأرض هاجمها مغامر آخر يحمل سيفاً طويلاً، لقد كانت فتاة شابة، إلا أنها تعرضت للسحق حرفياً، جسدها إنفجر كالبالون لتتناثر الدماء في كل مكان
هو مجدداً، لقد ظهر ثانيةً ، قطع الأول و سحق الثانية بقدمه، المدرع الفضي تدخل من العدم و قتل إثنين آخران بشكل وحشي، لم تمض سوى بضع ثواني على ظهوره، تلك الوقفة خلف زعيمته و وضعية السيف التي تبدوا و كأنها علامة على أن لا أحد سيتمكن من الإقتراب منها
حماية ظهر سيده، هل هذا هو المرافق؟
المدرع الفضي إختفى مجدداً، لم يعد له وجود الآن، على الأقل هذا ما ستصدقه العين فقط
” سحقاً ، ليس هذا مجدداً “
” هل يمكن هزيمة هذا الشيء أساساً “
” هاي أنت، لماذا لا تهاجمها من الخلف “
” هل جننت؟ إفعلها بنفسك “
يبدوا أن الإرتباك و الخوف قد سيطر على بعض المغامرين، لا ألومهم فأنا نفسي بدأت أشعر بألم كبير في المعدة، حسناً أنا في وضع أفضل قليلاً بما أن ليس علي القتال لكن إن ماتوا هم فأنا سأكون التالي، أنا الحشرة التي تُركت للنهاية ثانيةً
من وسط ذلك الخوف و التردد اندفع شخص ما بجنون ليحدث انفجاراً في مكان المرأة عديمة الوجه، سحابة الدخان التي مازالت في بداية ظهورها قُطعت نصفين