20 - المقدمة(18): الكيان الجديد 1

كانت تلقي تعويذة شفاء على مصاب بينما تجلس بركبتيها على الأرض، و إذا بظل ضخم يظهر خلفها، عكس المصاب الذي صاح من الخوف هي لم تعر ما خلفها أي إنتباه، التمثال الذي حاول مهاجمتها من الوراء تحطم تماماً فجأة

” لا يبدوا أن الأمور تسير لصالحنا “ جون الذي تدخل لحماية آن المسعفة و المصاب الذي تعالجه قال و قد أسند سيفه الكبير على كتفه و نظر في الأفق

” أين شقيقك؟ ألم تذهب إليه؟ “ آن سألت و هي لم تبعد ناظريها عن جروح المصاب التي تعالجها

” فعلت و لكنه مشغول الآن مع مرافق الزعيم “

” هذا بلا فائدة، إن لم ننهي الزعيم فلا معنى من هذا كله “
آن وقفت على قدميها ثم أضافت للمصاب ” السم من الدرجة الثالثة، مع أن تأثيره أضعف تأثير من بين سموم الدرجة الثالثة التي أعرفها لكن هذا يجعل إبطاله صعباً، عالجت جروحك بالكامل لكن لن تتمكن من الحركة لفترة “

بالنسبة لـآن المسعفة فهذا ليس سهلاً، عندمى نظرت من حولها كانت ترى عدداً كبيراً من القتالات ضد التماثيل جارية، كل مرة يسقط أحد المغامرين، المسعفون يأدون واجبهم لكن هذا ليس كافياً
إنها مسألة وقت حتى تنفذ منهم المانا و يصبح الوضع أكثر خطورة، آن كانت تدرك ذلك جيداً لكن ماذا عساها تفعل؟

” بالمناسبة، أين الفتى الذي وجدته ليليا؟ “





من ناحية جين، فكل من تبقى غيره هو الفتى صاحب السيفين الذي إقترح خطة يائسة كهذه إلى جانب مجموعة قليلة من المغامرين يبلغ عددهم نصف العدد الأصلي، نعم النصف الآخر إما أن بعضه مصاب بشدة و يتعرض للعلاج أو ببساطة هم أموات

「 هذا الشيء العنيد لن يسقط 」
جين كان محبطاً ،لا يهم الهجوم الذي يشنونه، هذا الوحش يعود بلا توقف للنهوظ على قدميه، على عكسه تماماً أي مغامر يصاب أو يفقد عضواً من جسده لن يتعافى منه بهذه السهولة
مع إستمرار الوقت في المضي للأمام، تزداد المعركة صعوبة و فرصهم في النجاة تضعف

المدرع الفضي يلتف حول نفسه بسرعة و يوجه ضربة واسعة النطاق بشكل دائري

الجميع تراجع في الوقت المناسب، لم تحدث أي إصابات

المدرع الفضي لم يضيع الوقت و إندف بإتجاه مستقيم مهاجماً جين الذي تمكن من صد سيفه الهائل بصعوبة
ظهر المدرع الفضي كان مكشوفاً، و عندما حاول البعض إنتهاز الفرصة إلتف ثانيةً و أبعد كل من يحيط به بضربة دائرية واسعة النطاق مجدداً

بعض من مستخدمي السحر حاولوا ضربه عن بعد لكن الفتى صاحب السيفين أوقفهم

” توقفوا هذا خطير! إنه يتحرك بحرية الآن، إن تفادى ضرباتكم فستصيبون رفاقكم بدلاً عنه ! “

「 هذا بلا فائدة، هل كانت ثقتي في غير محلها؟ 」

جين كان متفائلاً قليلاً في البداية، إن نجحوا في الصمود هنا و تركوا الزعيم لأعنف عضو بفريقهم سيكون الخروج من هنا مضموناً، بالطبع ساورته بعض الشكوك و القلق لكن ليس بالكيفية التي تحدث بها الآن

「 إذن مالعمل الآن ؟ هل يجب نغير من الخطة؟ أم الأفضل وضع ثقتنا في ليليا حتى النهاية؟
لا يمكننا الإنتظار أكثر، لقد منحناها الوقت الكافي، إن لم تنجح حتى الآن علينا المخاطرة بأنفسنا، ليس و كأني لا أثق بها و لكن هذا أفضل من إختيار ما سأندم عليه لاحقاً 」

جين رفع صوته للجميع
” هذا يكفي،سنتوقف عن الدفاع، لنسحق هذا الوحش ثم نمشط المنطقة، سنجد الزعيم ثم نقتله و نعود إلى ديارنا! “

الجميع كانوا يعانون من معنويات منهارة، التغيير الفاجئ في الخطة يجعل الأمر و كأن ما فعلوه حتى الآن مجرد عبث

” هذا ليس قراراً حكيماً، نحن أضعف مما كنا عليه في البداية، لو كنا سنفعل هذا لفعلناه من البداية، ستجعل حياة الذين ماتوا حتى الآن بلا قيمة و هذا لن يسعد رفاقهم “ الفتى صاحب السيفين همس في أذن جين،” هذا ليس كل شيء ، ذلك الوحش سيعود مجدداً، ألديك خطة كيف سنتعامل معه بعدها؟ “

” و هل تظن البقاء هنا و إنتظار موتنا أفضل؟ “ جين أجابه

رؤية كلاهما يتجادلان هكذا جعلت بعض للمغامرين يفقدون ثقتهم كلياً في قراراتهما، أساساً من نصبهما قائدين أو شيئاً كهذا؟ ليس الأمر و كأن عليهم إتباعهم فيما يقولانه، هكذا كان بعضهم يشعر حيال الأمر

جانب المغامرين أصبح يعاني من مشاكل إضافية الآن



في ذلك الوقت، آن لم تنهي سؤالها حتى أتاها الجواب من المسؤول عنه

” أظن أني الشخص المقصود “

عندما إلتفتت لمصدر الصوت هي إرتعبت حقاً، الفتى الذي كانت تسأل عنه كان يقف أمامها بشكل طبيعي، إنه طبيعي، لكنه مغطى بالدماء ، من وجهه و حتى قدميه هناك دماء تغطي كامل جسده العاري

” آسف على هذا... أعني العباءة التي كنت أغطي بها نفسي قد تمزقت للأسف، سأكون ممتناً لو حصلت على شيء أغطي به جسدي، هذا محرج كما تعلمون “

ليست آن فقط بل كل من لم يكن مشغولاً ــ لا بل حتى من كان يقاتل دهش للحظة مما رآه

” هل كنت تختبئ تحت جثث الموتى؟ “ نبرة جون و نظرته لجسد الفتى تجعله يبدو كأنه بصدد إلقاء دعابة

لكن بجدية ،لماذا هو مغطى هكذا بالدماء

” جروح! هل أنت مصاب؟ “ آن بدت قلقة بينما تفقدت جسده

” لا أنا بخير، أظن “ الفتى أجاب

” و آآآآآآآآآآآآعععه... أ أ أ أ أنت.... مستحيل... كيف؟... أنا متأكد من أنك.... “ صوت أحد المغامرين الموجودين بالقرب إرتفع في دهشة فجأة

الفتى إلتفت إليه و هو غير مدرك للأمر، بل الجميع كان كذلك

المغامر أكمل” أنت... لقد رأيتك... أنت قتلت على يد أحد التماثيل أمام عينيّ... لا مجال للخطأ، لقد كنت أنت، كنت تنزف بشدة حتى أن جسدك ـــ هاه؟!... جسدك... أين الجرح؟ لقد اخترق ذلك السيف جسدك حتى ظننت أنك قطعت نصفين! ما معنى هذا؟ “

الفتى وضع يده على صدره ثم أجاب
” حسناً ، أنا أيضاً اعتقدت أنني مت هناك ، أعني أتذكر جيداً أنني طعنت فجأة ثم تعرضت لضربة ثانية، لكن يبدو أنني بخير، ربما أحدهم قام بعلاجي، تعلم، كما يفعل الكثيرون هنا “

” إن كانت هذه دماءك فأشك أنك ستعيش، سحر الشفاء لا يمكنه تعويض الدماء التي تخسرها، و في أفضل الحالات لن تقوى حتى على الحراك إن تم علاجك، ليس بسبب الدماء التي خسرتها فقط بل السم “ آن آن تدخلت بينما لم تتوقف عن تفقد الفتى المغطى بالدم

” لست أفهم، هل الأمر يتطلب كل هذه الجلبة؟ أعني أن الوضع هنا لا يسمح بالنقاش الآن “

” أتفق معه، هناك ما هو أهم لنفعله “ شخص آخر إنضم للمحادثة،. الساحرة يوي إقتربت منهم ثم رمقت الفتى بنظرة حادة و أكملت بصوت منخفض ” مع أني رأيته يموت أمام عيني، لا يوجد شك في ذلك “

” يوي، أين كنتِ ؟ “ آن توجهت لزميلتها في الفريق

” آسفة على ذهابي دون إعلامك، أردت فقط تفقد الأوضاع هناك، لأصدقكم القول، مرافق الزعيم هو أخطر شيء هنا “

” بالفعل “ جون أسقط أحد التماثيل بضربة واحدة من سيفه و هو يحمله بيده اليمنى فقط ” ذلك الشيء بدى قوياً، إن كان أخي الأصغر لم يطح به حتى الآن فهو ليس بالأمر الهين “

” هذا ليس أسوء ما في الأمر، حتى لو أطاحوا به فهو سيتجدد حتى لو حولناه لقطع صغيرة، هذا أسوء ما في قتالك مع زعيم يستدعي الوحوش “ آن قالت

” إذن “ الفتى المغطى بالدماء تدخل” ماذا لو قمنا بحرق كل شيء منه بحيث لا يبقى منه شيء؟ “

” هل جننت ؟ “ أحد المستمعين أجابه

” بتلك الطريقة لن يوجد مصدر ليتجدد منه، حتى سحر السرداب الهائل لن يكفي لصنع هيئة جديدة له في وقت قصير “ آن بدت عليها علامات اليأس بينما تجيب” لكن فعل هذا مستحيل “

” كما قالت “ يوي أضافت” لا توجد طريقة ممكنة لفعل شيء كهذا مع ضخم مثله “

” حسناً، أنا أقدر... ربما “ كان هذا صوت الفتى العاري و المغطى بالدماء

2019/08/13 · 341 مشاهدة · 1215 كلمة
Ring55
نادي الروايات - 2024