إن كان هناك شيء أنا ممتن له، فهو إرتداء الوحوش في هذا المكان لعباءات، بفضل ذلك أنا الآن أغطي جسدي العاري جيداً باستعمال التي أخذتها من المدرع الأحمر

بعد أن طلبت مني أن ألحق بها، ليليا فتحت الباب الذي ظهر من رأس المدرع الأسود المقطوع، يمكنك القول أن الباب كان في وضعية بسيطة وهي مجرد باب مثبت في الأرض لا يوجد خلفه، أمامه أو على جانبيه أي شيء
الباب كان بيني أنا و الفتاة التي أحدثت كل تلك الفوضى، عندما قامت بفتحه لم يتغير من جهتي أي شيء في الباب، و كأنه عبارة عن بابين اثنين ملتصقين ببعض، لم أرى ما حدث من جهتها لكن كان هناك ضوء يسطع قبل أن تدخل
عندما ألقيت نظرة لم أجد لها أثراً كما أن مقبض الباب قد اختفى، هي طلبت مني اللحاق بها، ظننت أن عليّ الدخول من نفس الجهة التي دخلت منها لكن يبدوا أن كل جهة من الباب تستعمل مرة واحدة لكنها تقود لنفس المكان، يشبه الأمر ذاك المربع الأبيض السابق ربما

عدت للجهة التي كانت تقابلني، المقبض لا يزال هناك، فتحت الباب و كل ما رأيته كان ضوءاً أبيض، ما إن فتحت الباب كاملاً قامت قوة غريبة بجذبي إلى داخله بسرعة، كل ما أعلمه بعدها أنني كنت في مكان يشبه تماما المكان الذي استيقظت فيه منذ البداية
ليليا كانت هناك، ما إن رأتني حتى بدأت السير دون قول كلمة واحدة، و أنا بالطبع تبعتها

و هكذا بعد السير و السير و السير و السير لدرجة لم أعد أشعر فيها بقدمي ، ها نحن ذا في مكان مختلف قليلاً
لم نعد نسير على أرض عادية بل على ما يشبه الجسر، أنا أقول جسر و لكن تخيل لو اختفت الأرض من تحتنا و بقي منها صفان اثنان فقط من المربعات السوداء و القرميزية، أعتقد أن الصورة واضحة هكذا
هذا الجسر الذي كنا نسير عليه لأكثر من ساعة كان كافياً للسير عليه كلانا جنباً إلى جنب، ليس هناك خوف من السقوط، بالرغم من ذلك كنت أسير خلف ليليا، أظن أنني رغبت في مساحة أكبر للسير عليها
هل كنت خائفاً؟ ليس قبل أن نظرت إلى ما تحت الجسر، لوصف الأمر بشكل دقيق فحرفياً لا يوجد فرق بين السماء السوداء فوقنا و ما يوجد تحت، إنه عبارة عن صفين من المربعات معلقة في الفراغ يسران عليها شخصان وحيدان، هذا ما سيصفنا به كل من يرانا من بعيد

” ماذا يوجد في الأسفل؟ “
كنت قد ذقت ذرعاً من الصمت الرهيب لذا حاولت بدأ محادثة بيننا
” لا شيء “
حتى لو لم تكن إجابتها مرضية فأنا سعيد لأنها لم تتجاهلني كما تفعل دائماً
” إذن مالذي سيحدث لمن يسقط من هنا؟ “
سألتها مشيراً باصبعي للفراغ في الأسفل
” لا أحد سقط من هنا قبلاً، لذا لا أحد يعلم... ما رأيك أن تحظى بشرف أن تكون أول من يفعل؟ “
” لا شكراً “
جيد ، نحن نتحدث الآن لذا علي الحفاظ على هذه المحادثة و من ثم أحصل على معلومات منها ـــ
” اممم... إلى متى سنسير هنا؟ “
” سنصل قريباً “
” جميل... و إذن، مالذي سنصل إليه؟ “

الآن هي عادت لصمتها مجدداً، هذا مزعج لدي ملايين الأسئلة في رأسي و حتى الآن هذه الفتاة ترفض الإجابة على المهمة منها، هل هي تتعمد هذا؟ هي تفعل صحيح؟

” إن كنت ترفضين التحدث عن وجهتنا أو هذا المكان أو عني أنا فما رأيك بالحديث عن نفسك؟ اوه أولاً تلك الضربة سابقاً، لقد تفاجأت بإحداثك كل ذلك الـــ “

” أنا أكره الكلام و إن أجبتك عن أي شيء أنت ستستمر بطرح الأسئلة بلا توقف، أخبرتك ستحصل على كل الأجوبة التي تريدها لذا إخرس و دعني أركز “

” تركزين... ؟ “ عندما نظرت من حولنا لم أجد شيئاً يستوجب منا التركيز، أعني كل ما علينا فعله هنا هو السير، هل يحتاج هذا تركيزاً؟ ـــ نعم ، في مثل هذه الظروف هناك احتمال واحد فقط

صدمت عندما علمت بالأمر و أنا حقاً متفاجئ من أني لم ألاحظ حتى الآن و لكن هل أقدام ليليا ترتعش؟

” أنتِ... هل من الممكن أنكِ تخشين المرتفعات؟ “

ليليا لم تجب كعادتها، كنتُ خلفها لذا لا يمكنني رؤية وجهها، لكن بإمكاني رؤية أذنيها تحمرّان قليلاً

2019/07/23 · 435 مشاهدة · 658 كلمة
Ring55
نادي الروايات - 2024