في هذا المكان العجيب شخص مثلي لا يفقد إدراكه بالإتجاهات فقط بل و حتى الزمن، لا أعلم كم استغرقت من الوقت أتبع ليليا على ذلك الجسر، ربما 3 ساعات أو أكثر، ربما يوم كامل، من يعلم
بعد أن قطعنا كل تلك المسافة عبر الجسر الذي لا أعلم إن كان يمكن أن يوجد بمثل هذا الطول وصلنا أخيراً لمكان جديد كلياً
ما إن دخل مجال بصرنا حتى غمرت السعادة قلبي، حتى لو عنى ذلك أننا سنصادف شيئاً ضخماً آخر فأنا لا أهتم، أي شيء أفضل من السير في مكان كئيب خلف فتاة تحمل مطرقة عملاقة و لا تتكلم
الجسر الذي كنا نسير عليه ينتهي إلى بوابة حجرية زرقاء لامعة
لم أستطع تمالك نفسي فقلتُ
” أليس ذلك الكولوسيوم ؟ “
أنا لا ألوم ليليا إن نظرت إليّ باستغراب فأنا نفسي متفاجئ مما قلت، لا أعلم ما معنى تلك الكلمة لكن ذلك كان أول ما خطر على بالي عندما رأيت المكان الذي نذهب إليه
كان أشبه بقلعة لكنه دائري الشكل، أسواره عالية جداً و به العشرات من البوابات المحيطة به، و لكن لونه كان أزرق مع بعض البياض هنا و هناك
مع كل خطوة نقترب فيها من نهاية الجسر المستقيم تتضح ضخامة البوابة التي يبدوا أننا سندخلها قريباً
متجاهلاً ما قلته قبل قليل، واصلت السير خلف ليليا، تبعتها و تبعتها و تبعتها حتى توقفتُ لا إرادياً للحظة و تساءلت بصوت مسموع
” هل هذا مركز من نوع ما؟ “
إن نظرت للبوابات الأخرى فسترى المشهد ذاته في كل بوابة، هناك جسر من صفوف المربعات تصل لكل بوابة و إن تتبعت أحدها فستجد أن طرفه الآخر معلق في الفضاء المظلم مما يعني أنه تماماً كالجسر الذي مشينا عليه سابقاً، جسر طويل جداً بحيث يضيع طرفه الآخر في مكان مجهول و بعيد
ليليا تجاهلتني بالكامل و أكملت السير للأمام، أسرعت الخطى لأتداركها، أولاً دخلنا البوابة كما توقعت ثم مررنا خلال ممر طويل، و كلما تقدمنا أكثر بدأت أسمع صوتاً تزداد حدته مع كل خطوة إلى الأمام
مقارنة بالمسافة التي قطعناها كل هذا الوقت فطول هذا الممر لا شيء حرفياً، لكن التوتر و الفضول اللذان كانا يصيبانني جعلا المسافة تطول أكثر و أكثر
مالذي يوجد هناك؟ الصوت يزداد قوة، صوت فوضوي يؤلم الرأس، أي نوع من المخلوقات قد يصدر منه مثل هذا الصوت؟
أخيراً خرجنا من الممر، أو ليليا فقط من فعلت، لازلتُ أقف على مسافة مترين من المخرج، ليس و كأني رغبت في الوقوف و لكن جسدي تجمد في مكانه
لقد جهزت نفسي عاطفياً لأسوء الإحتمالات، لكن عليّ أن أعترف، هذه صدمة حقيقية