*يقرأ بعد الفصل 3*

منذ متى و نحن نسير هكذا؟
كم المسافة التي قطعناها؟
لا أعلم و لكنها كافية لأقتنع خلالها بأن هذه المدعوة ليليا التي أمامي لن تجيبني على أي سؤال أطرحه، حسناً هي لم تكن متحفظة دائماً، في بعض الأحيان كانت تجيب و في الأغلب لا تفعل، الأمر و كأنها تجيب حسب مزاجها
الأمر أزعجني في البداية و لكن بعد التفكير في أنها أنقذت حياتي سابقاً...

” بالمناسبة، أنا لم أشكرك على إنقاذي “

هي لم تقل شيئاً

” لذا شكراً لك “

و حتى الآن لم تقل شيئاً

ليليا بدت واثقة أثناء سيرها، حسناً أنا لا أرى وجهها الآن لكن هذا ما توحيه طريقة مشيها، مهما نظرت من حولك فيستحيل أن تميز اتجاهاً من الآخر، مهما كان المرء بارعاً فسيتوه في هذا المكان بسهولة
نظرت للأسفل لأتأكد ،نحن لم نكن نلتزم بصف واحد من المربعات أثناء السير، لم تكن الحيلة التي طبقتها قبل لقائي بها، إن لم تكن تتبع المربعات إذاً مالذي تتبعه ليليا؟

الكلمات تسللت من فمي في شكل همس بغير إرادة ” هل هي تلك الشجيرات هناك؟... “

” تدعى مستشعرات التوجيه “ ليليا قالت دون الإلتفات حتى

”... و... كيف تعمل ؟ “ سألتها

لكنها لم تجب، جزء مني كان متأكداً من أنها لن تفعل

عندما نظرت لما يسمى بمستشعرات التوجيه لم أرى شيئاً واحداً فيها قد يدل على الإرشاد، حتى تلك الإبر لم تكن تدل على شيء كونها متداخلة و في كل الإتجاهات

” حسناً أنا أستسلم ، لا أعلم كيف توجهك هذه الأشياء و لا أظن بأنني أهتم لكن على الأقل أخبريني إلى أين نحن ذاهبان “

فجأة ليليا توقفت ، ثم و لأول مرة منذ انطلاقنا في السير هي إلتفتت إلى الخلف، كانت تشير بإصبعها إلى مكان ما على الأرض و بعدها قالت ” هنا “

”... هذا... مربع أبيض ؟ “

هذه المرة الأولى التي أرى فيها مربعاً أبيض على الأرض، في العادة هي سوداء و قرميزية فقط

” و مالذي سنفعله به؟ “ توجّهت إليها بالسؤال

ليليا نظرت للأمام مجدداً ثم عادت للسير ، تقدمت حتى وصلت لمربع أسود يوجد بجانب المربع الأبيض
ثم عادت و إلتفتت إليّ مجدداً و قالت

” أنت تجيد العد صحيح؟ “

”... العد ؟... نعم... أظن ، لكن لماذا؟ “ سألتها في ارتباك

” إذن قم بالعد حتى المائة و بعدها إلحق بي “
هي لم تترك لي الفرصة لأقول شيئاً، داست بقدميها على المربع الأبيض و إذا بها تختفي من أمامي كما لو أنها لم توجد قط

لم أتمالك نفسي و لحقت بها، بمجرد أن وقفت على المربع الأبيض وجدت نفسي في مكان مختلف تماماً، على أي حال لقد فهمت فوراً لماذا طلبت مني العد لمائة، و أنا حقاً نادم لأني لم أفعل

********************

هذا المقطع ناقص من الفصل 3 و انتبهت الآن فقط p:

2019/08/09 · 332 مشاهدة · 443 كلمة
Ring55
نادي الروايات - 2024