2 - قصة الشياطين الحقيقة

كان الجو مشبعًا بالكآبة، صراخ هنا وهناك، ودماء تغطي الأرض كأنها لوحة ملعونة. في الأفق، وحوش شيطانية شرهة تشرب دماء الضحايا بلا رحمة. وسط هذا المشهد المخيف، وقف رجلٌ غامض يواجه الشيطان بعزيمةٍ لا تتزعزع، وبدأ يتمتم بصوت عميق: "تنفس الدمار... الهيئة الثانية، موجة التدمير."

وفجأة، يظهر جدار من البشر يقف حائلًا بينه وبين الشيطان، الذي يقفز ضاحكًا بسخرية مستفزة. "ماذا بك؟ ههههه، أجننت لتهاجمني؟ ولكن هالتك... إنها قوية، كأنك أحد الهاشيرا. مع أنني أعلم أن ميش قد قضى على جميعهم، إلا اثنين فقط: هاشيرا الماء وهاشيرا الرياح."

ابتسم الرجل الغامض بهدوء، وقال: "ميش؟ أعتقد أنك تقصد موزان. لكن لا يهم، فقد انتهى بالفعل."

ضحك الشيطان بصوت مرعب: "زعيم؟ موزان؟ يبدو أنك تجهل الكثير." وفي لحظة خاطفة، انقض عليه، لتبدأ معركةٌ ملحمية بسرعات خارقة.

الشيطان، بمهارته النادرة، يخرج فرشاة رسم غريبة، وكل ما يرسمه يتجسد فورًا أمامهما. في المقابل، همس الرجل الغامض: "تنفس الدمار... الهيئة الأولى، الظل القاطع." كان حضوره مرعبًا، هالة غريبة تخيم حوله، وسرعته الخيالية تجعله يندفع نحو الشيطان ممزقًا كل كائن يرسمه قبل أن يتجسد بالكامل، في مشهد أسطوري كأنه يتجاوز قوى الهاشيرا.

تراجع الشيطان إلى الخلف وهو يضحك: "واو، يا لك من قوي! لقد جرحتُ بسبَبك، ولكني أستمتع بقتالك." ثم غمز الشيطان مستهزئًا: "أليس قبيحًا أن تؤذي فتاة جميلة مثلي؟"

تجهم الرجل قائلًا: "فتاة؟! هههههه! أنت تظهر بهيئة رجل!"

ابتسم الشيطان، وقال بلهجة ساخرة: "أنا تيوانا، شيطانة من العالم السفلي، عالم الكائنات الجبارة. جئت أنا وأخوتي إلى عالمكم لنعيش بينكم باستعمال تعويذة نادرة لكن لم تنجح إلا بنسبة 70 في مئة، أرواحنا سكنت أجساد البشر و لم ننتقل باجسادنا الحقيقية . جسدي الآن ليس جسدي الحقيقي، وأخي ميش اخذ جسد موزان الذي تعرفه"

قاطعها الرجل بصوت حاد: "إذن، لماذا لم تظهروا من قبل؟ لماذا الآن؟"

ضحكت تيوانا بغرور، مستخدمة فرشاتها لرسم طلاسم جديدة وهي تقول: "نحن هنا منذ زمن، لكننا تفرقنا . ميش، بغروره، قرر مواجهة الشمس، وكانت النهاية أنه فقد جسده وارتدت روحه إلى العالم السفلي."

تسلل غضب في عيني الرجل وسأل: "ما خطتكم؟ ماذا تريدون؟"

رسمت تيوانا مخلوقات جديدة من البشر الذين حولتهم إلى شياطين، وأمرتهم بمهاجمته قائلة: "دماء البشر، نحتاج منها كميات كبيرة لتفعيل التعويذة. نريد فتح بوابة بين عالمنا وعالمكم، لنعود بجسدنا الحقيقي وقوتنا الكاملة."

وفي هذه اللحظة، يظهر شيطان آخر بين الجثث المتناثرة، وصرخ بنبرة متعالية: "سوف نسيطر على هذا العالم. البشر لا يستحقون جنة كهذه؛ الشياطين فقط ستعيش هنا ، هذه الخطة لا يعلمها قاتلوا الشياطين الا ذالك احمق ، هاشيرا الشمس أول قاتل شياطين."

عندها، أطلق الرجل الغامض ضحكةً مشحونة بالقوة، وهو يتمتم: "اليوم هو يوم الانتقام!" قبل أن يصرخ مجددًا: "تنفس الدمار... الهيئات الثلاث المدمجة!"

بسرعة خاطفة، ينقض على تيوانا بهالة من الظلام، خناجره تقطع الهواء كما لو كانت صواعق تهاوي على فريستها، لكن فجأة يتوقف الزمن. ظهر بجانبه أخ تيوانا، وقال بلهجة مهيبة: "ليس الآن. لا فرصة لك أمامنا، ههههههه."

ثم عاد الزمن ليجري كعادته، واستدارت تيوانا قائلةً: "حسنًا، حان وقت الرحيل. استمتعنا بما يكفي لهذا اليوم."

وبلمح البصر، اختفى الشياطين مع وحوشهم، تاركين وراءهم سكونًا أشبه بلعنة، حتى ظهر فجأة هاشيرا الرياح في المكان ، يراقب آثار المعركة بعيون متوقدة

2024/11/02 · 9 مشاهدة · 494 كلمة
Odjini
نادي الروايات - 2024