بعد شهرًا على وفاة الملك ، في قاعة الأبطال التسعة أجتمع الوزراء و ذوي الشأن في الأمبراطورية في هذه القاعة التي يترأسها الملك ليون .
قاعة ضخمة ذات أعمدة رخامية طرزة بالذهب ، و أسقفٍ رسمت عليها صور الأبطال الذين نجوا من مجزرة ليكوناكان ، جلس الكل فَمن بينهم من هم من عوائلٍ نبيلة ، و من بينهم من عوائلٍ عسكرية .
جلس ليون مترأس المائدة و على يمنيه ويساره العديد من الرجال الذين يضاهونه بالعمر و البنية ، تكلم يد الملك اليمنى السابق ماريتو : لماذا جمعتنا اليوم يا ليون .
رد عليه الملك ليون وقال : أرى أن وقاحتك و بجاحتك قد تجاوزت الحدود، أنت تعلم أني بأمكاني رميك للأسود لتأكلك يا ماريتو .
نزلت هذه الكلمات كالصاعقة في قلوب الجالسين، فنلاحظ تغير الجو من الراحة وعدم الأهتمام ، إلى التوتر و الرهبة فأصبح الكل يحسب حسابًا لكلماته قبل أن يتكلم بأي شيء .
الملك ليون : جمعتكم اليوم لأمرين ، الأول من قتل الملك و الثاني ، إدارة البلد فنحن في منتصف حرب ضد قبائل الشمال .
لنبدأ بالأمر الأول ، لماذا مات الملك وسط كل هذه الظروف الغامضة ، أريد أن أسمع أرأكم .
لم يبادر أحد بالكلام لأن كل كلمة تُحسب ، واذا أخطئ بكلامه فمن الممكن أن يكون هو المشتبه به .
مضت دقيقة و لم يتكلم أحد فبادر الملك ليون بكسر حاجز الصمت بقوله : حسنًا صمتكم هذا يدل على شيءٍ واحد هو إنكم كلكم مشتركين في قتله؟!
تكلم أحد الموجودين الذي تبين إنه قد فقد عينه في معركة من المعارك : سموك ، إذا تسمح لقائد فيلق التنانين تشور فيك بإبدء رأيه بالأمر .
الملك ليون : لك الأذن .
تشور فيك : على حدِ علمِ بالملك فإنه كان يعلم إنه سيقتل في ذلك اليوم ، و مايثبت صحة كلامي هو تحذيره لك قبل تتويجيك سابقًا ، لكن أنا اعلم الملك و مقدار قوته من المستحيل أن يموت دون إحداث ضجة أو قتال ، لقد قتله شيءٌ أبعد من حدود معرفتنا .
و بادر أحد الحاضرين بالكلام : اذا تسمح لي جلالتك بالكلام ، أنا ميلون دي روف قائد الجيش الجنوبي .
الملك ليون : لك الأذن .
ميلون : حسنًا أنا أوافق على ما قاله قائد فيلق التنانين ، - و أعتذر لقول ذلك – لكننا كلنا نعلم مقدار الدمار الذي حل في الأمبرطورية قبل أن يتولى و الدك الملك الحكم، ففي ليلةٍ وضحاها إنقلب حال الأمبرطورية من على شفير الأندثار إلى إمبراطورية توسيعية يحسب الكل لها حساب .
الملك ليون : إلى أين تريد الوصول بكلامك.
ميلون : يوجد شيء لا يعلم أي شخصٍ هنا سوى الملك السابق ، وقد مات و أخذ هذا السر معه .
أما بالنسبة للجالسين فكلهم، كانوا قد أيدوا هذه النظرية .
الملك ليون : حسنًا بما إن هذه نظرتكم في الأمر فلنتقل إلى حربنا مع الشمالين، قائد الجهات الأربعة لورفين كون ريز إعطني الموجز .
لورفين : نعم جلالتك ، الشمالين أقوى من ما توقعنا فهم لا يزالون يستعيدون أرضيهم ، لكن هذا لا يهم ففي المعركة القادمة سيسحقون عن بكرةِ أبيهم ، لأننا إستعدننا لهذا المعركة لمدة ستة أشهر .
الملك ليون: هكذا هو الأمر .
انتهت الجلسة و ذهب الملك لغرفته، و ألقى بنفسه على السرير من شدت التعب
الملك ليون : ما هذا كلهم كبار في سن و لهم هالتةٌ مخيفة ، من الجيد إنني أستطعت أن أتلكم دون أن أتلعثم.
غطه الملك بالنوم و في داخل رؤياه ، ظهر إنه جالسٌ في مكانٍ مظلم فإذا به يصيح : أين انا ، ماذا يجري .
تقدم شخصٌ من الظلام الدامس و قد إرتدى عبائةً سوداء طويلة ، و ما كان يميزه هي إبتسامتهُ الخبيثة بادر بالكلام: ما هذا ، و أخير إلتقيت بك ، يا حفيد الشمس الصغير .
رد ليون عليه: من أنت بحق الجحيم .
فقال له : نعم صحيح لم أعرفك بنفسي ، أنا الشيطان ليونجر ، أو كما تعرفني ب(المؤسس).
ليون : هذا مستحيل ،كيف يمكن ذلك
ليونجر : حسنًا قبل شهر قتلت و الدك فقد إستنفذت كل عمره مقابل بناء هذه الأمبراطورية ، و الأن حان دورك.
ليون : اذن أنت من فعلها .
هجم عليه ليون ليضربه ، لكن رفع ليونجر إحدى أصابعه و ضربه ليون على بطنه فإذا به يطير من قوتها .
ليونجر : من تظن نفسك أيها الصعلوك
ليون وهو يسعل : سأقتلك ، ايها الحقير .
ليونجر: هذا يكفي ، أسمع ما لدي أولاً، ستعطيني عمرك لأتغذى عليه كما فعل والدك و في المقابل ، سأجعل هذه الأمبراطورية تستمر بقوتها و هيبتها ، اذن ما هو قرارك؟
ليون : لا أريد ذلك .
ليونجر : كيف لا تريده أترغب بإن تدمر إمبرطوريتك .
ليون : في الحقيقة ، أنا لا أهتم لأي من هذا الأن ، أريد فقط أن أثأر لوالدي.
ليونجر : كما هذا مثير للسخرية ، أنا و والدك قمنا بالعقد لذلك كلٌ عليه أن يدفع الثمن.
ليون : لاأريد ذلك أيها الحقير .
ليونجر : تعرف ماريتو ، أليس كذلك ، هو الذي سيصبح الأمبرطور إذا إستمريت بالرفض.
ليون : هذا مستحيل ، لا يستطيع ، لأنه ليس من أحفاد الشمس.
ليونجر : نعم لهذا سأجعله أحد أحفادي أيها الأحمق
ليون : لا تستطيع فعل ذلك.
ليونجر: سوف ترى.
ظهر نور قوي يعمي الأبصار ،و إستيقظ ليون من حلمه لكن لم يستيقظ في القصر بل في منزلٍ جدرانهُ متهالكة وقديمة، و سمع صوت إمرأة تصرخ : ليون هيا إستيقظ حان وقت الغداء.