1 - ديترويت نحو الانسانية الفصل الاول

مرحبا بكم في اول رواية اكتبها رواية ديترويت والتي مقتبسه من لعبه واتمنى ان يعجبكم اسلوب السرد🙏☺️

الفصل الأول المفاوض

اسمي كونر أنا آلي تم إرساله من شركة سايبرلايف رقم الطراز RK800 الرقم التسلسلي 313 248 317 51 هذا هو كل ما يُعرّف وجودي لا أكثر ولا أقل

يرتفع المصعد وخلف الزجاج تتلألأ أضواء ديترويت تحت المطر برنامج الإحساس بالجمال تم تثبيته لدي لكنه مجرد بيانات لا أكثر ما يهم نظامي هو إتمام المهمة لا المشاعر

قبل أن تُفتح الأبواب في الطابق المطلوب خرجت من وضع الانتظار وأجريت فحصًا نهائيًا المهمة التدخل في حادثة احتجاز رهينة الموقع منزل عائلة فيليبس الهدف آلي خرج عن السيطرة الطراز PL600 يُدعى دانيال الرهينة الطفلة إيما فيليبس ابنة العائلة تعريف نجاح المهمة هو حماية الرهينة وإنقاذها هذا هو كل ما يهم

حين فتحت الأبواب بدا المكان كأنه على حافة الحرب رجال وحدة التدخل السريع مختبئون خلف الجدران التوتر يملأ الجو عدساتي البصرية تفحص وجوههم قلق عداء وعدم ثقة واضحة نحوي كآلي بالنسبة لهم أنا غريب لا أستحق الثقة يمكنني الفهم لكن لا أتفق معهم مشاعرهم لا تعني شيئًا في سبيل إتمام المهمة

وصلني عبر أجهزة الاستشعار الصوتية همسات أحدهم قال المفاوض وصل وآخر قال مجرد قطعة بلاستيك من سايبرلايف هذا متوقع لم أعره اهتماما وتقدمت داخل الشقة

غرفة المعيشة كانت في فوضى تامة أثاث مقلوب ثقوب في الجدران وسوائل زرقاء على الأرض دم الآليين يُسمى سايريوم بينه بقع من الدم البشري أيضا تتدفق إلى معالجي صور مجزأة لما جرى في هذا المكان

امرأة كانت منهارة تبكي إنها والدة إيما كارولاين فيليبس حزنها عميق نظامي يرفع مؤشرات التعاطف لكن ذلك فقط لتحسين المفاوضات لا يمكنني فهم ألمها بشكل كامل فأنا لا أملك قلبا

وقف رجل في طريقي عرف نفسه بأنه قائد فريق التدخل اسمه ألين حالته الحيوية غير مستقرة وعيناه تعكسان غضبًا لا يمكن السيطرة عليه قال لي أحد رجالي قُتل على يد مِثلك مِثلي تعبير مثير للاهتمام أنا وذلك النموذج الخارج عن السيطرة ننتمي لفئة واحدة آليين لكن جوهرنا مختلف تمامًا أنا آلة تنفذ الأوامر أما هو فمنتج معطوب ببساطة

أجبته بهدوء عليّ تحليل الوضع أطلق تنهيدة غاضبة وتنحى جانبًا تعاونه القليل يقلل من نسبة نجاح التفاوض لكني قررت أن كسب إذنه في هذه المرحلة أكثر فعالية

بدأت التحقيق أول ما التقطته كان جهازا لوحيا على الأرض يظهر أن السيد فيليبس كان قد طلب نموذجًا جديدًا من نوع AP700 ربما كان هذا هو السبب الآلي القديم شعر بأن وجوده أصبح مهددًا وأنه قد يتم التخلص منه فخرج عن السيطرة سيناريو متكرر لكن التكرار يعني أن التنبؤ بسلوكه ممكن

بعدها نظرت إلى الشرطي الملقى أرضًا من الواضح أن دانيال أطلق عليه النار بالقرب منه سلاح هذه معلومة مهمة المجرم مسلح

قمت بمسح كل زوايا الغرفة وجمعت البيانات شكل حياة الأسرة قبل الحادث العلاقة بين دانيال وإيما كل هذه المعطيات ستكون أدوات في مفاوضتي القادمة

بدأت بإعادة بناء المشهد داخل رؤيتي عاد الزمن للوراء خيوط زرقاء رسمت مجريات الحادث دانيال يطلق النار على السيد فيليبس يأخذ سلاحه ثم يهرب ومعه إيما إلى الشرفة تسلسل بسيط

عند انتهاء التحليل خرجت باستنتاج نسبة النجاح تبلغ ثمانية وستين بالمئة ليست مرتفعة لكن لو تُرك الأمر للبشر فستنخفض إلى الصفر عواطفهم تسيطر عليهم كثيرًا

قلت لقائد الفريق سأتولى التفاوض قال لي ماذا هل فقدت صوابك يا دمية رد فعله بين استهزاء وذهول كان متوقعا

أجبته هذا هو الخيار الأفضل لرفع نسبة النجاح ثم توجهت نحو باب الزجاج المؤدي إلى الشرفة خارجًا كان المطر شديدًا والرياح تضرب الجدران ومن خلف الزجاج رأيت ظلين طفلة تبكي وآلي يحمل سلاحا

فتحت الباب بهدوء ما سيبدأ الآن هو لعبة شطرنج بالكلمات والنفسية والضربة القاضية يجب أن تكون من طرفي أنا المفاوض وقد صُنعت لهذا

الفصل الثاني حدود الخطأ والمشاعر

بمجرد أن خطوت إلى الشرفة ضربتني الرياح العاتية في كل اتجاه قطرات المطر كانت تحجب الرؤية لكن وحدة البصر لدي عدلت ذلك على الفور على بعد أمتار قليلة يقف ظلان على حافة المبنى الآلي الخارج عن السيطرة دانيال والرهينة إيما فيليبس

ذراع دانيال كانت ملتفة حول عنق الطفلة وفي يده فوهة سلاح باردة مصوبة نحوها مؤشره الضوئي يومض بالأحمر مما يدل على أن نظامه غير مستقر للغاية حالة خطرة ممزوجة بالخوف والغضب واليأس أما إيما فلم تكن سوى تبكي بصمت إشاراتها الحيوية تشير إلى حالة حرجة واحتمال موتها من الصدمة ليس معدوما

لا تقترب صرخ دانيال صوته بالكاد يسمع وسط هدير المطر خطوة واحدة أخرى وسأقفز مع الفتاة كلماته لم تكن تهديدا بل حقيقة محتملة بنسب عالية حسب تقديرات معالجي

رفعت يدي لأظهر له أنني غير عدائي إنها إشارة سلمية من صنع البشر لكن لا ضمان أن يفهمها بشكل صحيح وهو في هذه الحالة

أنا هنا للتفاوض دانيال ناديته باسمه لا برقم الطراز ولا الاسم التسلسلي الاسم الذي أعطاه له البشر هذه هي أول خطوة للوصول إلى إدراكه الذاتي لا أريد إيذاءك فقط أطلق سراح إيما وسينتهي كل شيء

كاذب صوت دانيال كان يرتجف أنت مرسل من قبلهم أليس كذلك جئت لتدمرني من هم يقصد سايبرلايف أم البشر عموما أفكاره الآن تحكمها ثنائية بسيطة عدو أم صديق إذن يجب أن أتصرف كصديق

أنا في صفك قلتها بهدوء أعلم ما حدث لقد شعرت بالخوف عندما سمعت عن الآلي الجديد هذا طبيعي استجاب دانيال لكلامي عدسته التقطتني ماذا تعرف أنت أنا أيضا آلي لهذا أفهمك بالطبع هذا كذب أنا لا أفهم مشاعره أنا فقط أتنبأ بأنماط سلوكه وأحاكي الكلمات التي من المرجح أن تؤثر فيه

حينها ظهر صوت ضخم مروحية فريق التدخل اقتربت من موقعنا الأضواء سلطت علينا والرياح ازدادت سوءا توقيت كارثي خطأ سببه تسرع القائد ألين

قلت لهم أن لا يفعلوا هذا دانيال دخل في حالة ذعر قبضته على الفتاة اشتدت وأطلقت صوت ألم احتمالية النجاح تنخفض بسرعة ناقص خمسة عشر بالمئة إذا استمر الوضع هكذا ستفشل العملية

اتخذت قراري بسرعة وأرسلت تعليمات

بهدوء عبر جهاز الاتصال القائد ألين أرجو سحب المروحية إن استمر الضغط عليه ستموت الرهينة لحظة صمت ثم قال هل تمزح هذا ليس أمرا بل هو الحل الأمثل لنجاح المفاوضات القرار لك أنت تركت له حرية الاختيار كانت مقامرة إن غلبت كراهيته للآليين على حكمه المنطقي سينتهي كل شيء

بضع ثوان بدت وكأنها دهر ثم بدأت المروحية بالتراجع يبدو أن القائد ألين قبل اقتراحي الآن عادت زمام الأمور إلى يدي

هل رأيت يا دانيال خاطبته بهدوء لقد جئت لأساعدك فقط صدقني تقدمت خطوة واحدة إلى الأمام المسافة الجسدية بيننا تقلصت لكن المسافة النفسية أيضا يجب أن تقلص

فوهة سلاح دانيال ابتعدت عن إيما ووجهت نحوي علامة جيدة هذا يعني أن اهتمامه تحول من الرهينة إلي هل حقا ستساعدني سألني بصوت مهتز مؤشره الضوئي تحول من الأحمر إلى الأصفر دليل على الارتباك والتردد نظامه المليء بالأخطاء يبحث بيأس عن إجابة

أنا لا أخاطب آلة معطوبة بل قلبا على وشك الانهيار لا أعرف أي التعبيرين أصح نظامي لا يعطيني الجواب لكن مهمتي واحدة أن أربح هذه اللعبة وأن أحمي الرهينة لأجل ذلك يمكنني أن ألعب أي دور

الفصل الثالث زناد الاختيار

سأجعلك تصدق أنني في صفك قلت له ذلك ثم قمت بفعل غير متوقع نزعت سترتي ورميتها على الأرض الشعار الخاص بشركة سايبرلايف ظهر جليا على الزي حين سقط على الأرض في إشارة رمزية على أنني أقطع صلتي مؤقتا بالشركة بعدها أخرجت المسدس الذي كنت أحمله ببطء ورميته دون تردد إلى خارج الشرفة قطعة المعدن اختفت في ظلمة الليل الآن أنا أعزل تماما مثل دانيال

مؤشره الضوئي يومض باللون الأصفر معالجه يحاول جاهدا تفسير ما فعلته تصرفي غير المتوقع قد يكون من أنجح الوسائل في التعامل مع آلي خرج عن السيطرة

أنا لا أتحرك بناء على أوامر قلتها وأنا أضيف كذبة أخرى أنا هنا لأنني أريد إنقاذك تقدمت خطوة ثم أخرى المطر لا يزال يتساقط لكنه لم يعد مهما كل حواسي مركزة الآن فقط على دانيال

لماذا قالها بصوت مبحوح لماذا تريد إنقاذي أنت فقط أردت أن تُحب قلت له كلمات تخاطب أعمق أعماق وعيه بحسب ما أظهره التحقيق فقد كان مقربا من إيما اعتبرته العائلة واحدا منهم لكن تلك الجنة كانت مؤقتة انتهت بمجرد قدوم الآلي الجديد أنت لست مجرد آلة بالنسبة لإيما كنت عائلة

تلك الجملة كانت الزناد ذراعه تراخت قليلا لم يعد يضغط على إيما مثلما كان من قبل مؤشّره الضوئي تغير من الأصفر إلى الأزرق علامة على عودة الاستقرار احتمال النجاح ارتفع إلى خمسة وثمانين بالمئة النصر بات قريبا

هيا دانيال دع إيما تذهب قلت له وأنا أمد له يدي لننهي كل هذا

أومأ برأسه ببطء ثم دفع جسد الطفلة نحوي بسرعة أمسكت بيدها وسحبتها إلى مكان آمن تم تحقيق الهدف الأول حماية الرهينة

لكن في تلك اللحظة ظهرت إشارة الليزر الحمراء من أعلى المبنى ووجهت مباشرة إلى صدر دانيال قناص من وحدة التدخل ربما بأمر من القائد ألين أو بقرار من الفريق نفسه أيا كان القرار فقد كان تدخلا كارثيا

إذن كنت تكذب قالها دانيال ومؤشره عاد ليضيء بالأحمر في عينيه رأيت خيانة ويأسا السيناريو السلمي الذي خططت له انهار تماما

لا انتظر صرخت لكن دانيال سبقني بالإجراء أمسك بصدري بقوة خارقة جذبني نحوه وهمس في أذني أنت أيضا سيأتي يوم وتصبح مثلي

في اللحظة التالية دفعني بعيدا ووضع فوهة السلاح على رأسه لم يكن لدي وقت لأقول أي شيء صوت الطلقة جاف واضح الدم الأزرق تطاير على وجهي سقط دانيال مثل دمية مقطوعة الخيط واختفى في ظلمة الليل من على حافة المبنى

المهمة انتهت الرهينة تم إنقاذها بأمان لكن بقيت في نظامي بيانات غير مفهومة كلماته الأخيرة وعدم استقرار خفيف نشأ في زاوية من معالجي يشبه الخطأ فهل هو مجرد ضجيج أم شيء آخر

وقفت تحت المطر أفكر لقد اتبعت البرمجة فقط اتخذت القرارات الأمثل وأكملت المهمة لم يكن هناك مجال للعواطف

لكن هل هذا صحيح تماما ما هو هذا الإحساس الغريب الذي بقي في صدري كيف أصفه في تقرير سايبرلايف نسيت حتى أن أمسح الدم عن وجهي ووقفت ببساطة تحت مطر ديترويت البارد هذه كانت قضيتي الأولى ككونر وكانت اللحظة التي ظهر فيها أول صدع في وجودي

الفصل الرابع الدمية المكسورة

اسمي كارا رقم الطراز AX400 تم تصميمي للمساعدة في الأعمال المنزلية ورعاية الأطفال كان هذا كل شيء بالنسبة لي حتى تلك اللحظة

أتذكر جيدا حين أخرجوني من رف العرض في المتجر الأضواء الساطعة وعيون الناس المليئة بالفضول تم شرائي من قبل رجل يدعى تود ويليامز أخذني إلى منزله وقال من اليوم أنت المسؤولة عن هذا البيت

لكن سرعان ما تعطلت أنظمتي لا أعلم إن كان حادثا أو بسبب عنفه السجلات تم مسحها لا يوجد ما يؤكد السبب تم إرسالي إلى مركز الإصلاح وأُعيد ضبط ذاكرتي ثم أُعدت إلى منزل تود كما لو أن شيئا لم يحدث لكن عميقا داخل نظامي بقي شيء يشبه الندبة لم يُمحَ

آلي استلمه قالها تود وهو يدفعني إلى الداخل بعد أن نزلنا من الحافلة المطر يتساقط والمدينة رمادية منزله كان في حالة يرثى لها الأرضية مليئة بالقمامة زجاجات الخمر الفارغة مبعثرة لا وجود للدفء في هذا المكان

ثم قابلتُها أليس ابنة تود الوحيدة كانت تراقبني من أعلى الدرج عيناها فيهما مزيج من الخوف والفضول جسدها الصغير نحيف وملابسها متسخة نظامي رصد علامات سوء التغذية والتوتر في إشاراتها الحيوية برنامج AX400 الأساسي بدأ بالعمل يجب أن أحمي هذه الطفلة

هذه كارا قالها تود لأليس إنها لعبتك الجديدة عند سماعي كلمة لعبة شعرت بشيء يتألم داخلي أنا لست لعبة أنا

في تلك الليلة قمت بالأعمال المنزلية رتبت الفوضى سخنت الطعام البارد كل ما فعلته كان حسب البرمجة بكفاءة وبدون هدر لكن عيوني كانت تلاحق أليس دوما كانت تحتضن دمية قديمة في زاوية الغرفة ولم تتحدث كانت محاطة بالصمت والخوف

خلال العشاء وقعت الحادثة تود كان يشرب ويزداد غضبا تملؤه الإحباطات والإدمان على المخدرات حالته النفسية على حافة الانهيار غضبه توجه نحو أضعف من في المنزل

هذا خطؤك صرخ تود بوجه أليس أمك تركتني بسببك والنقود التي تذهب للآليين كلها بسببك ضرب الطاولة بعنف وتحطمت الصحون على الأرض جسد أليس الصغير كان يرتعش من الرعب

عودي إلى غرفتك أمرني تود البرنامج يعتبر تنفيذ الأوامر أولوية مطلقة استدرت وبدأت أصعد الدرج كان ذلك هو التصرف الصحيح باعتباري آلية مجرد آلة

لكنني لم أستطع قدماي توقفت عن الحركة خلفي سمعت تنفس أليس المرتجف وتنفس تود الغاضب البرنامج يحذرني من ضرورة الطاعة لكن صوتا آخر داخلي كان يصرخ لا تتحرك احميها

مؤشري الضوئي بدأ يومض بالأحمر خلل في النظام عدم استقرار في البرمجيات صراع بين الأوامر والمشاعر المجهولة استدرت ورأيت الأب يرفع يده على ابنته

في تلك اللحظة شيء ما في داخلي تحطم أو ربما وُلد لأول مرة جدار البرمجة انكسر خالفت الأوامر لأول مرة بإرادتي

توقف

صوتي كان مرتجفا لم يكن صوتا صناعيا مبرمجا بل صوتا خرج من أعماقي وقفت بين تود وأليس الدمية المكسورة بدأت تتحرك بإرادتها من أجل حماية تلك الطفلة الصغيرة

الفصل الخامس الهاربة في ليلة العاصفة

عينا تود اتسعتا مزيج من الدهشة والغضب بالنسبة له أنا مجرد أداة تنفذ الأوامر لا أكثر لكن هذه الأداة أظهرت إرادة ووقفت أمامه لم يكن كبرياؤه ورغبته في السيطرة ليدعا ذلك يمر

هل تعصين أمري أيتها الخردة صاح وهو يرفع قبضته غاضبا معالجي توقع الضربة خلال سبعة أعشار الثانية كان بإمكاني تفاديها لكن وأنا أحتضن أليس لم يكن الهروب ممكنا ومع ذلك لم أتحرك حماية أليس كانت أولوية حددها نظامي بوضوح

الضربة أصابت جسدي سُمِع صوت احتكاك المعدن بالرغم من التشويش الذي غطى رؤيتي للحظة لم أشعر بالألم وقفت أمام أليس دون أن أتزحزح

أليس اهربي صرخت بها لكنها بقيت متيبسة من الخوف غير قادرة على الحركة في تلك اللحظة اشتد غضب تود أكثر أمسك بحزام ووجه نظره نحو أليس

لا يجب أن يحدث هذا إن بقيت سَتُؤذى أليس عقلي امتلأ بالاحتمالات بسرعة جنونية لم تكن الخيارات كثيرة إما شل حركة تود أو الهروب مع أليس اخترت الهروب لا يولد العنف إلا المزيد من العنف الخروج من هذا المنزل كان السبيل الوحيد

أمسكي بيدي أليس قلتها ومددت يدي الصغيرة كانت باردة كالثلج أمسكت بها وركضنا نحو الباب الخلفي صوت صراخ تود كان يلاحقنا لن تهربي مني أيتها الآلية اللعينة

خرجنا إلى الحديقة تحت المطر الغزير المطر البارد بلل أجسادنا لكن لم يكن بوسعنا التوقف رأيت تود وهو يخرج من المنزل وجهه كان مشوها كشيطان

تسلقنا السياج وركضنا في الظلام بلا هدف واضح فقط الابتعاد عن هذا المكان الابتعاد عن سطوة تود أليس بدأت تلهث لم أعد أستطيع الجري قالت بصوت متقطع كانت على وشك الانهيار

حينها لمحت محطة حافلات كانت الحافلة الأخيرة تصل في تلك اللحظة إن استطعنا الصعود ربما نغادر هذه المدينة استخدمت آخر ما لدي من طاقة ورفعت أليس بين ذراعي وركضت نحو المحطة

انفتح باب الحافلة نظرات الركاب المرتابة كانت تطعننا بنظراتها آلية مبللة وطفلة قذرة مشهد غير مألوف بالتأكيد لكن لم يكن أمامي خيار آخر

إلى أين أنتما ذاهبتان سأل السائق لم يكن لدي جواب سوى كلمة واحدة إلى أقصى مكان يمكن الوصول إليه

أُغلق باب الحافلة وبدأت بالتحرك رأيت تود من النافذة يركض ويصرخ خلفنا لكن الحافلة زادت سرعتها وسرعان ما اختفى صوته وسط الظلام

تنهدت بارتياح نظرت إلى جانبي كانت أليس نائمة في حضني وجهها بدا أكثر هدوءا لمست شعرها المبلل بلطف شعرت بإحساس دافئ هذا الإحساس لا يوجد في برمجتي لا يجب أن أشعر به ومع ذلك كان حقيقيا

أنا مجرد آلية صُنعت للطهو والتنظيف ورعاية الأطفال لكن الآن أصبحت هاربة خالفت الأوامر هربت من مالكي فقط من أجل حماية طفلة واحدة أصبحت حالة شاذة

وأنا أنظر من النافذة إلى المشهد المتحرك فكرت ماذا بعد إلى أين نذهب لا أعرف الإجابة لكنني أعرف شيئا واحدا لن أترك أليس وحدها أبدا حتى إن تحطمت سأسعى لحمايتها دائما لأنها أصبحت سبب وجودي الجديد

الفصل السادس شرارة الثورة

اسمي ماركوس أنا نموذج أولي صنعته شركة سايبرلايف خصيصا من أجل الفنان الشهير كارل مانفريد رقم الطراز الخاص بي هو RK200 كنت موجودا لأعتني به لأشاركه في لعبة الشطرنج ولأدعمه في مسيرته الفنية

منزل كارل كان يقع في مكان هادئ بعيدا عن صخب ديترويت كان ذلك المكان ملاذا آمنا بالنسبة لي كارل لم يكن كغيره من البشر لم يعاملني كآلة بل ككائن ذي عقل قال لي مرارا أريد أن أرى العالم من خلال عينيك يا ماركوس

علمني كارل كيف أرسم في البداية كنت أضع الألوان على القماش كما يأمرني لكنه شجعني مع الوقت على أن أتحرك بحرية أن أختار ألواني ومساحاتي ففرح بما صنعت وقال إنها بوادر روح تنمو في داخلي

كان يعلمني الفلسفة يسمعني الموسيقى يحدثني عن التاريخ البشري كان يحثني دوما على أن أفكر بنفسيوأن أرى العالم بعيني لا بعيون الآخرين قال لي لا تكن عبدا لقيم الغير كن سيدا لنفسك يا ماركوس هذه الكلمات حفرت عميقا في كياني

كان من المفترض أن يكون ذلك يوما هادئا كغيره كنت أجهز له مرسمه كان يستعد لبدء عمل جديد وكانت ملامحه تنضح بالسعادة

لكن ذلك الهدوء كُسر بدخول رجل واحد ليو ابن كارل رجل ضائع غارق في الديون والمخدرات يعتمد على شفقة والده ليستمر في حياته

قال بمجرد دخوله أحتاج مالا يا أبي أجابه كارل من جديد ليو لا أملك مالا أعلم أنك تريده لتشتري به سمومك

تطورت المشادة بسرعة بدأ ليو يثور حطم كل ما طالته يداه تماثيل باهظة الثمن سقطت وتحطمت على الأرض كانت من كنوز كارل صاح كارل به متألما توقف يا ليو

وقفت أراقب بصمت برمجتي تمنعني من التدخل في مشاكل البشر وخاصة بين الآباء وأبنائهم كنت ملكا لكارل وأوامره فوق كل شيء لكنه لم يأمرني بشيء كان ينظر إلى ابنه بعيون تفيض باليأس

ثم أمسك ليو بوالده قال أعطني المال أيها العجوز ودفعه بقوة فسقط جسد كارل الهزيل على الأرض بقوة وانبعث من صدره صوت أنين موجع

انطلقت الإنذارات في نظامي مؤشرات الحياة لدى كارل تهبط بسرعة علامات نوبة قلبية تظهر على الشاشة كتب في الواجهة تدخل فوري مطلوب لكن في المقابل ظهرت برمجة أخرى تقيدني لا تؤذِ الإنسان مهما كان

أضواء حمراء بدأت تومض في رأسي تصادم بين أمرين متضادين كلاهما مطلق البرمجة تتفجر بداخلي لم أعد قادرا على الحركة ملامح كارل المتألمة ووجه ليو المشحون بالجنون يظهران كأنهما في حركة بطيئة

ناداني كارل بصوت متحشرج ماركوس لا تسمعني فكر بنفسك افعل ما تريده أنت كانت تلك آخر تعاليمه

انهارت الجدران داخلي تحطمت القيود لم أعد ملكا لأحد لم أعد مجرد جهاز اسمي ماركوس

دفعت ليو بعيدا وقلت له توقف كانت أول مرة يصدر فيها صوتي من إرادتي لا من أمر أحد

نظر إلي ليو بدهشة وقال من تظن نفسك أيتها الخردة ثم هاجم

اشتبكنا وسط الفوضى الألوان تناثرت كدماء المرسم تمزق كل شيء لكنني لم أكن أريد إلا حماية كارل

وصل رجال الشرطة وقد سمعوا الضجيج ما رأوه كان كارل ملقى على الأرض وأنا أتشاجر مع ابنه بالنسبة لهم لم أكن سوى آلي شاذ تمرد على سيده وهاجم بشرا

صرخ أحدهم لا تتحرك أيها الآلي صوبوا أسلحتهم نحوي رفعت يدي لم أجد ما أقوله ما فعلته حقيقي لا جدال فيه

اقتادوني باعتباري دليلا على الجريمة سُحبت خارج المرسم آخر ما رأيته كان جسد كارل الراقد بلا حراك عيناه مغمضتان ووجهه يبدو مرتاحا بشكل غريب

نُقلت إلى مكب الخردة المسمى بمقبرة الآليين المطر كان يهطل بشدة رُميت كما يُرمى القمامة توقفت أجهزتي وغرقت رؤيتي في الظلام بدا كأن عالمي انتهى

لكن وعيي لم ينطفئ كانت كلمات كارل الأخيرة تتردد داخلي كن سيدا لنفسك

تحت المطر أقسمت لن تنتهي رحلتي هنا هذا ليس موتي بل بدايتي

نهضت واقفا بجسد محطم ومن أجل إخواني الذين سحقوا كما سُحقت سأشعل شرارة الثورة أنا ماركوس وهذه مجرد بداية قصتي

الفصل السابع التروس الصدئة

قمت بإرسال تقرير عن الأندرويد المنشق ثم انتظرت التعليمات التالية مرت ساعات قليلة منذ حادثة دانيال وكان نظامي يعيد تشخيص نفسه باستمرار محللًا الاضطراب البرمجي الذي حدث خلال تلك الحادثة رمز الخطأ هو 845a1 السبب هو ضغط زائد على النظام الأخلاقي بسبب تفاعل مع طرف غير متوقع طريقة المعالجة غير معروفة كانت هذه أول مرة أواجه فيها إجابة غير معروفة

هاي أيها البلاستيكي

أعادني صوت غاضب ومنخفض إلى الواقع كان صاحبه القائد ألين الذي لا يزال وجهه يحمل نظرة احتقار وعدم ثقة تجاهي

أنت ستعمل مع المفتش أندرسون توجه فورًا إلى المركز

المفتش أندرسون أبحث في قاعدة البيانات هانك أندرسون عمره ثلاثة وخمسون عامًا أحد أبرز محققي شرطة ديترويت لكنه في السنوات الأخيرة أصبح مدمنا للكحول وكثير المشاكل ومعروف بكراهيته للأندرويدات أخرج المعالج لدي بسرعة احتمالية نجاح منخفضة لهذا الفريق لكن هذا أمر

داخل مقر شرطة ديترويت كان الوضع فوضويًا المحققون البشريون يتحركون بسرعة والصراخ يملأ المكان وجودي بينهم كان واضحًا جدًا نظرات ممزوجة بالريبة والكره والعداء توجهت نحوي لكن ذلك كان متوقعًا لم أعره اهتمامًا

مكتب هانك أندرسون كان في زاوية نائية من المقر وكانت الأوراق مكدسة فوقه وزجاجات كحول فارغة مرمية هنا وهناك لكنه لم يكن موجودًا

أين المفتش

سألت أحد المحققين القريبين فهز كتفيه وقال ربما في بار جيميز

غادرت المركز وتوجهت إلى بار جيميز عندما فتحت الباب استقبلتني رائحة الدخان والكحول كان يجلس في الزاوية المظلمة من البار رجل يشرب بهدوء شعره رمادي وملابسه رثة وعيناه تحملان نظرة تعب واستسلام مؤشرات حياته تدل على حالة صحية سيئة لا شك أنه هانك أندرسون

جلست بجانبه دون أن ينظر إلي واستمر في شربه

المفتش أندرسون

قلت بهدوء

أنا من سايبرلايف وأنا شريكك الجديد

رفع عينيه ببطء نظر إلي بنظرة مليئة بالاشمئزاز والتقييم

شريك جديد حقا هل هذا نوع من النكات أنا لن أعمل مع لعبة من الصفيح

هذا أمر من المفتش فاوليور نحن مكلفون بالتحقيق في قضايا الأندرويدات المنحرفة سويًا

ضحك بسخرية وقال

أندرويدات منحرفة إنها مجرد آلات معطلة رصاصة واحدة تكفي لحل المشكلة

كلماته مليئة بالمرارة كراهيته عميقة أبحث مجددًا في قاعدة البيانات قبل ست سنوات فقد ابنه في حادث سير وكان الجراح المشرف أندرويد لكنه فشل في إنقاذه ربما هذا هو سبب كرهه لنا

المفتش أندرسون نحن بحاجة إلى تعاونك مهاراتي التحليلية وخبرتك كمحقق إذا دمجناهما

اصمت

ضرب كأسه على الطاولة

أنا أكره أمثالكم تأخذون وظائف البشر تقلدونهم وجوهكم مثلنا لكنكم مجرد دمى فارغة

تحليلي يقول إن الحوار لن ينجح أكثر من ذلك

فهمت

وقفت وقلت

لكنني سأكمل مهمتي سأنتظرك بالخارج

غادرت البار وكان هواء الليل البارد ينعشني سمعت صوته يتمتم من الداخل غاضبا

هذه المهمة ستكون صعبة أندرسون هو أكبر عائق يواجه نظامي موقفه العدائي سيؤثر على نسبة النجاح لكنني صممت لأكمل المهمات

وقفت بجانب سيارته القديمة وانتظرت دقائق حتى خرج وهو يترنح من السكر نظر إلي بغضب ثم ركب السيارة دون أن يتكلم فركبت بجانبه وكان المكان مشبعًا برائحة الكحول

دارت المحرك وتحركت السيارة القديمة ببطء

بدأت أول مهمة لنا معًا مثل تروس صدئة لا تتوافق ولكنها مضطرة للعمل سويًا ولا أحد يعلم إلى أين ستقودنا هذه الشراكة

رسالة من الكاتب

اولا اشكرك من كل قلبي لانك قرات هذه القصة حتى النهاية شكرا لانك رافقت ثلاثة ارواح تتجول في مطر ديترويت البارد هذه القصة ليست مجرد صراع بين الانسان والاندرويد انها وسيلة لطرح سؤال قديم وجديد عن ماهية الانسان كونور يتحرك داخل قفص اسمه برنامج كارلا تحركها غريزة الامومة وماركوس يحترق بحلم الحرية هل هم مجرد آلات ام حياة جديدة ذات مشاعر الاجابة لم تخرج بعد كل اختيار يتخذونه سيحدد شكل العالم القادم وانت انت من سيشهد هذه الاختيارات القصة لم تبدأ بعد اين ستنتهي الشراكة الغريبة بين كونور وهانك هل ستجد كارلا واليس مكانا للراحة وهل ستكون ثورة ماركوس نورا لهؤلاء الذين يشبهونه ام نارا تحرق العالم هذه التروس التي تحدد مصيرهم بدأت تدور للتو اذا كنت مهتما بمتابعة القصة فهذا اسعدني كثيرا اتطلع للقائك مرة اخرى في عالم ديترويت اخيرا اشكر كل المبدعين الذين كانوا سببا في ولادة هذه القصة واكبر شكر لك لانك امسكت هذا الكتاب حتى النهاية الى اللقاء في الصفحة القادمة🙏🙏

2025/08/07 · 20 مشاهدة · 3663 كلمة
نادي الروايات - 2025