الفصل 19: فهم جريم لتعديل الجسد السحري
---------
على الرغم من اضطراره للتوقف والتأمل باستمرار لإستعادة سحره، كان سول لا يزال الأسرع بين الوافدين الجدد في تعلم الرموز.
لم يتمكن الكثيرون حتى من رسم أول رمز لهم بنهاية الحصة.
لكن سول لم يكن متعجرفًا بشأن ذلك.
فهم جيدًا: إذا كان مجرد رسم الرموز بهذه الصعوبة، فمن يعلم كم العقبات التي تنتظره عند محاولة إلقاء تعويذة حقيقية؟
لذلك لم يستعجل. بدلاً من ذلك، كرر بناء بضعة رموز محددة مرارًا وتكرارًا، بهدف تقليل تسرب قوته السحرية، آملاً في بناء المزيد من الرموز بنفس الكمية من الطاقة.
بدلاً من بناء رمز واحد يكون تقلبه السحري صاخبًا كالرعد.
بعد الحصة، رفض سول بأدب دعوة كيلي للسير معًا وذهب لاختبار طاقته السحرية الحالية.
أراد أن يعرف مدى يأس قدراته الحقيقية.
سرعان ما خرج من غرفة الاختبار، يبدو عليه الإحباط.
على الرغم من استعداده النفسي، كانت نتيجة 3 جول فقط من القوة السحرية كافية لجعل مستقبله يبدو قاتمًا.
مستحيل تمامًا أن يصل إلى 10 جول في ثلاثة أشهر بالطرق التقليدية!
"ماذا يحدث إذا فشلت في الاختبار؟ الموت، على الأرجح."
صعد سول منحدر البرج الشرقي إلى مكتبة الطابق التاسع. لحظة دخوله، عقد العزم: "بدلاً من الموت بسبب فشل الاختبار، قد أخاطر بكل شيء لاجتيازه."
بالقرب من مدخل المكتبة، جلس رجل متصلبًا على الحائط. من ملبسه، بدا أنه أمين المكتبة.
اقترب سول منه بقصد السؤال عن قواعد الاستعارة.
لكن الرجل كان يتناوب بين النظر إلى السقف بخوف والتحديق في الأرض بحذر، كما لو أن شيئًا مرعبًا قد يندفع من الأعلى أو الأسفل في أي لحظة.
لم يرد على سول إطلاقًا.
نظر سول إلى حيث كان الرجل ينظر لكنه لم يلاحظ أي شيء غير عادي.
بلا خيار، عاد إلى المدخل وفحص بترقب صفوف أرفف الكتب الشاهقة.
ضباب خفيف يطفو في المكتبة. فقط الأرفف القريبة من المدخل كانت واضحة. كلما تعمقت أكثر، زاد كثافة الضباب - حتى حجب تمامًا الأرفف البعيدة.
كان لكل رف كتب لوحة كبيرة على جانبه، مكتوب عليها مصطلحات مثل "الرتبة 0"، "الرتبة 1"، وهكذا.
من الواضح أن الكتب مرتبة حسب رتبة الساحر - كلما ارتفعت الرتبة، كانت المعرفة أكثر تقدمًا وخطورة.
سار سول على طول الممر المستقيم الوحيد في المكتبة.
توقف عند نقطة إلتقاء أرفف الرتبة 0 والرتبة 1.
كان للعديد من الكتب عناوين مرئية على ظهورها. بعضها مكتوب بخط نوح، لكن معظمها استخدم لغات سحرية أخرى لم يتعرف عليها سول.
الكتابة على كتب الرتبة 0 تسببت فقط في بعض الانزعاج، وليس الدوار الشديد الذي سمعه عنه.
بتفكيره في المتدرب الجديد الذي تم تقطيعه إلى شرائح وزرعها في أحواض الزهور ذلك الصباح، لم يجرؤ سول على التوقف عند أي من النصوص غير المألوفة.
بعد لحظة عند الخط الفاصل، تقدم أكثر داخل المكتبة، مختفيًا سريعًا في الضباب الأبيض.
بعد أن شق الأول الطريق، سرعان ما تبعه الثاني والثالث.
دخل المزيد من المتدربين الجدد المكتبة، يتفحصون المكان بفضول.
حاول أحدهم إيقاظ أمين المكتبة الجالس.
لكن لحظة ملامسة يده لكتف الرجل، اختفى الشكل في الهواء، وأمسكت يده بالفراغ فقط.
كما لو أن كل ما رأوه سابقًا كان هلوسة.
تبادل الوافدون الجدد نظرات قلقة، تذكروا فجأة مدى غرابة برج السحرة هذا. تجمعوا معًا.
"هل علينا حقًا الدخول؟ الجو هنا مخيف جدًا. لا يبدو آمنًا مثل المهاجع"، قالت جينا، الفتاة الخجولة.
"ذلك الخادم دخل بالفعل. أتقولين أنكِ أسوأ من مجرد خادم؟" رد طالب ذو ملامح حادة.
"يمكننا الانتظار هنا قليلاً. لنرى إذا ما حدث له شيء"، إقترح دوك، الذي بدا الآن أكثر هدوءًا من قبل.
منذ أن هدده سول، خفف دوك من غروره.
ومع ذلك، في كل مرة نظر فيها إلى الاتجاه الذي اختفى فيه سول، مرت ومضة من الاستياء في عينيه كما لو كان يتمنى أن يختفي سول إلى الأبد.
لسوء حظه، عاد سول قريبًا من الضباب، يحمل كتابًا.
الرجل القلق عند المدخل اختفى الآن.
باستثناء سول والقليل من الوافدين الجدد، كانت المكتبة خالية.
"كيف أستعير هذا الكتاب؟ هل يمكنني الخروج به فقط؟"
نظرًا لكيفية تقاضي الطلاب الكبار للتدريس، شك سول جدًا في أن المكتبة مجانية.
"بلورتان سحريتان في اليوم"، جاء صوت فجأة.
ظهر رجل عجوز بصمت عند المدخل.
عند النظر عن قرب، كان يشبه بشدة الرجل الذي كان هناك سابقًا، فقط أكبر سنًا.
يا له من سعر باهظ!
توقع سول أن تكون رسوم الاستعارة مرتفعة لكن ليس بهذا الارتفاع.
مع ذلك، لم يساوم. سلم البلورتين وخرج سريعًا من المكتبة.
كان الآن في سباق مع الزمن.
"هل تستعيرون كتبًا أيضًا؟ إذا كان الأمر كذلك، أسرعوا. لا تضيعوا وقتي." التفت العجوز، الذي كان يبتسم الآن بعد استلام البلورات، إلى الآخرين بوجه عابس.
هز الوافدون الجدد رؤوسهم بسرعة.
مستحيل. التقييم بعد ثلاثة أشهر. لم ينتهوا حتى من تعلم أساسيات دراسة السحر. لماذا يهدرون بلورتين سحريتين على كتاب غامض؟
ذلك سول مجنون.
"إذا لا، فاخرجوا"، زمجر العجوز، مختفيًا مرة أخرى.
خرج الآخرون بصمت، محرجين.
بعد الظهر، حوالي الساعة الثانية، بعد قسط قصير من الراحة، وصل سول إلى المختبر بكتابه المستعار حديثًا ودفتر ملاحظات فارغ.
اختار طاولة فارغة وبدأ فورًا في نسخ محتوياته.
سرعان ما وصلت أنجيلا ودوك أيضًا.
جلس الثلاثة متباعدين، كل منهم مشغول بأموره.
قرابة الساعة الثالثة، دخل مارك، متدرب الرتبة الثانية، المختبر برفقة رجل يبدو عليه التوتر.
بينما كان يتحدث مع الرجل، جالت عينا مارك في الغرفة.
عندما رأى سول جالسًا هناك سالماً، مرت ومضة من المشاعر على وجهه.
"يمكنك الذهاب الآن. سأتصل بك إذا حدث أي شيء"، قال مارك للرجل، ثم تجاوز دوك الذي كان قد وقف للتو واقترب من سول.
عاد دوك إلى الجلوس بإحراج.
منشغلًا بنسخه، لم يلاحظ سول مارك حتى نقر خفيف على طاولته جعله يرفع رأسه.
"الأستاذ مارك." وقف سول فورًا، باحترام لكن بحذر طفيف.
"أديت عملًا رائعًا في التنظيف البارحة. أفضل حتى مما كنت سأفعله بنفسي"، ابتسم مارك. "لكنني فكرت مرة أخرى. أعتقد أن صيانة المخترب قد تكون فوق طاقتك. لست مضطرًا للاستمرار في ذلك."
انقبضت أصابع سول ببطء حول دفتر الملاحظات.
لماذا هذا التغيير المفاجئ؟ هل له علاقة بالوردي العظيم الليلة الماضية؟
أم كان هناك سبب آخر؟
تردد سول. كانت تجربة الليلة الماضية مرعبة، لكن إذا لم يعمل، لن يتمكن من تحمل تكلفة طرح الأسئلة على مارك.
"لكن، أستاذ..." بدأ بحذر.
فهم مارك على الفور وقاطعه، "إذا كان لديك أي أسئلة، اسألني مباشرة. قال المعلم كاز أن أعتني بك."
"شكرًا لك، أستاذ!" استقام سول، عيناه تفيضان بالامتنان.
بدا الاثنان كمعلم وتلميذ مثاليين. لم يذكر أي منهما أحداث الليلة الماضية.
بما أن سول نجا من المحنة، فمن الواضح أنه ليس شخصًا عاديًا.
بدون مكسب كافٍ، لن يجرؤ مارك على استفزازه مرة أخرى.
لم يكن لديه أي اهتمام بأن يُجر إلى مشاكل أعمق.
في نفس الوقت، قرر أن يقدم لسول بادرة صغيرة حسن نية لدفن ما حدث.
"تنسخ كتابًا؟"
" نعم. إستعرت واحدًا، لكنه ليوم واحد فقط، لذا فكرت في نسخ ما أستطيع ودراسته ببطء. "
" دعني ألقي نظرة، لأرى الأجزاء المفيدة. " إلتقط مارك الكتاب بحماس.
نظر إلى الغلاف وتجمد.
ثم نظر إلى سول في عدم تصديق.
كان هذا بالضبط الكتاب الذي ذكره لسول في اليوم السابق.
كتاب عن تعديل الجسد السحري -
" فهم جريم لتعديل الجسد السحري. "
"أنت... تريد حقًا قراءة هذا الكتاب؟"
أومأ سول برأس بهدوء ردًا.
==
(نهاية الفصل)