الشاب الذي كان يجري بأقصى إستطاعته لم يعلم أن الحقيقة مختلفة عن تخيلاته و مخاوفه الخاطئة، لأنه حتى و ان لم ينفد المهمة في وقت المناسب لن يفقد رغباته الذكورية، و سيبقى رغباته الجنسية مرهونة بختياره هو، لكن اذا فشل فستصبح مهارات المالك السابق خاصة به الى الابد و هذا ما يجعل الأمر أصعب عليه قليلا.
اي انه عندما يريد قيام شيئ سيأتيه شعور يقول له انه كل افعاله لا طائل منها و انه محض تضييع للوقت و الجهد، اما اذا تحتم عليه القيام بذلك فسيأتيه شعور اخر يخبره بأن يؤجله الى غد او بعد غذ او الاسبوع القادم..... او سنة القادمة؟ و هذا كان تأثير مهارة الكسل.
و بالرغم من ان ميمون لم يكن خوفه من ذلك، الا انه هذا الرعب الحقيقي في مهارات فايت، و لأن ميمون لم يسعه الوقت لتجريب هاتين المهاراتين المدمرتين لصاحبهما فقد غفل عن خطرهما الخفي، سيعتقد المرء أنه أفكاره الخاصة، و قليل من هم حذرون من أشياء التي تأتي منهم.
على أي حال فإن تلك الأفكار الكسولة لن تكةن ذا سلطة مطلقة على صاحبها، بل يمكن تجاهلها مع قليل من العزم و نفس الأمر ينطبق على مهارة كراهية الجنس الآخر.
اما بالنسبة إلى خوف ميمون فهو آتي من فهمه الخاطئ، لان مهارة كره الجنس الاخر لها تأثرين؛ احدهما يجعل صاحبها يرى النساء اقل جمالا مما هن عليه في الحقيقة، فلو كان جمال مرأة ما في الحالة الطبيعية هو ٪100 ففي نظر ميمون سيصبح ٪80 و هذه النسبة تزيد بحس علاقة السيئة مع المرأة التي يراها، و أما الرجال الاخرين فسيرونه ٪20 اجمل مما هو عليه، و لذلك فأن فرضيته بأن هذه المهارة ستغير توجهاته و رغباته هي فرضية بعيدة عن الواقع.
في حقيقة في هذا العالم ليس هناك اي مهارة يمكن ان تأثر مباشرة في معتقدات الشخص و قراراته و لا يمكن أن تمتلك تأثير مطلقا في تصرفاته إلا إذا أفقد الوعي أو تم إستبدال روحه، لقد كان الامر مثل العالم الحقيقي لديك ٪100 حرية في قراراتك و كذلك يجب ان تتحمل مسؤوليات قراراتك ٪100.
و كل هذا لم يكن المسكين يعلم عنه اي شيئ لذلك هو الان يركض بكل ما أوتية من قدرة في هذا الجسد لينقد رجوليته الهددة في ثلاث ساعات القادمة.
و ما ان خرج من الغرفة حتى وجد ان الفتاة الحسناء كانت تقف امام باب الغرفة، لم يعلم لما كانت هذه الفتاة واقفة أمام باب الغرفة و لأنه مشغول في الوقت الحالي لم يكن ليسألها.
"س..سيدي الشاب هل يمكنني ان استحدث معك؟"
"لا، ليس الان"
سألت الحسناء بتعبير حزين متمنية أن يرد عليها ميمون بالإيجاب و لكن لم يقف ميمون امام الفتاة و لو لثانية واحدة و سرعان ما تجاوزها و هو يجري، لذلك لم يلاحظ تعبير الفتاة الحزين.
"هل حقا ما قالته سينا صحيح؟... لا، أنا أومن أن هناك خطأ فيما أخبرتني به"
انزلت الفتاة رؤسها و قد ازداد الحزن على ملامح وجهها حتى ان الدموع بدأت تتجمع في عينيها البنفسجيتين
"لا يمكن لخطيبي ان يفعلها"
برغم ان كلام الفتاة كان يدل على ثقتها بخطيبها الا ان تعابيرها كانت تخبر لناظر إليها عكس ذلك. لو رأى ميمون هذه المشاعر التي تظهر على وجه الفتاة لتوقف ليسألها عما يزعجها و لإستفسر عن حالها، و لكن الاخير كان يركد لحل مشكته الوهمية.
و بينما كان يركد تذكر انه ما عدى الغرفة التي استيظ فيها فهو لم يكن يعلم اي شيئ عن هذا المكان، لذلك كان الاخير يجري بشكل اعمى و من دون اي وجه يعرفها، بينما كان يركض لحسن حظه وجد خادمة في طريقه، لم تكن صغيرة مثل الحسناء و لا أجمل منها، إلا انها لم تكن اكبر منها بكثير و كانت ذا وجهه جميل بشكل غير طبيعي و بشوش، مما يجعل الناس يشعرون براحة في حظورها، انها نوع من الناس التي تستطيع ان تصبح صديقة لأي شخص.
"لقد قارب وقت الغداء، لابد أن رودل الأن يتطور جوعا، تنهد، أتسائل متى سيتخطى هذا المستوى حتى أرتاح قليلا من هذا الأمر؟"
كانت الخادمة البشوشة تقوم بعملها و سرعان ما تذكرت ما كان يجب عليها فعله تاليا حتى زادت من سرعة عملها.
" يجب علي أن أنهي عملي سريعا و أتسلل إلى المطبخ عسى أن ألتقط بعض الطعام بسرعة قبل أن يتفرغ باقي الخدم و تكثر الحركة في أرجاء القصر"
تحدثت الخادمة إلى نفسها بصوت مسموع غير مدركة أن ميمون يقف من خلفها، لم تعلم ذلك حتى بدأ يصرع أصوات أقوى لما أقترب منها أكثر.
"س..سيدي الشاب!! أنا لم أكن أعني حقا، أنا..."
ما ان رآها ميمون قرر ان يسئلها عن المخرج القصر، و لم يفهم سبب رعبها و كلماتها المتقطعة، و لم يعبئ بذلك على اس حال، فهو أيضا كان لديه أفكاره الخاصة.
'و لكن هل أسؤلها مباشرة أو أحاول أن أستجوبها؟ ففي الاخير لا أربد ان يجلب لي الشبهات... سأسئلها مباشرة'
توصل ميمون إلى هذا القرار بعد أن أخد في إعتلاره سببين هما؛ الاول لم يكن لديه ما يكفي من الوقت، خاصة و ان جسده الجديد لا يعلم عنه اي شيئ من ناحية قدراته لم يعلم كم من الوقت سيقضيه حتى ينجز هذه التمارين بهذا الجسد، اضافة الى ان الاحصائيات التي رؤاها لم تجلعه يستبشر خيرا و لذلك اراد ان يستغل كل دقيقة و ثانية.
ثانيا حتى لو تصرف بغرابة و اصبح هاؤلاء الناس يشكون فيه فهذا لن يحدث فرقا كبيرا ففور إنتهاءه من إنجاز المهمة سوف يسترجع ذكرايات المالك السابق، و عندها سيستطيع اخماد شكوكهم، هذا بفتراض انه سيكمل المهمة في وقت المناسب.
توقف ميمون امامها و هو يحرك رجليه صعودا و هبوطا و كأنه يجري في مكانه و هو يفكر في كيفية سؤال، أما الفتاة البشوشة انحنت له منتظرة صراخه عليها و لكن طال الامر و هو يقف أمامها يجري في مكانه دون أن يقول شيء، ما جعلها تنظر إليه بحذر.
"س.. سيدي الشاب؟"
لم لميمون اي وقت لهذه الامقدمات، لكنه في وقت لم يرد ان يجعل هؤلاء الناس يشكون فيه.
"أين هو مخرج القصر؟"
"عذرا سيدي؟"
"ليس لدي الوقت لذا جاوبي بسرعة، أين هو مهرج القصر؟"
لقد قرر ميمون أن يتصرف بشكل المستبد، بالرغم من انها صفة سيئة إلا انه لا يمكن لإثنين ان يختلفا في ان الإستباداد و بصرف النظر عن نتائجه الكثير الضارة على المدى الطويل، إلا انه يمتاز بتحقيق غاية المرء في مدة قصيرة، و هذا ما إحتاجه ميمون في هذا الوقت بالذات.
"إذهب من هذا الاتجاه ثم ستدر يسارا و عندها ستجد الدرج انزل فيه و عندها اكمل مباشرة و ستجد المخرج"
"شكرا لكِ"
و انطلق ميمون مرة اخرى راكضا في الإتجاه الذي أُخبر له
"ما الذي حدث الأن؟ السيد الشاب لا يصرخ علي؟ ليس هذا فقط بل يشكرني أيضا!!"
استغربت الخادمة البشوشة من افعال الشاب، اولا كيف يمكن ان لم يعاتبها بعد أن سمع خطتها بشأن التسلل إلى المطبخ، ثانيا كيف يمكن أن يسئلها عن مخرج القصر أوليس هو يعتبر مالك القصر؟ و هذا هو المكان الذي عاش فيه منذ ولد من بطن امه؟ ثالثا و اكثر غرابة منذ متى و السيد الشاب يشكر خدمه؟؟؟
"هل.. هل يعقل اخيرا ان السيد الشاب اصبح اخيرا يقدر تعبي؟".
ظهرت السعادة عل محيى الخادمة البشوشة.
"أولا سأفقد أصعب منافس لي و الأن السيد الشاب يشكرني؟ لابد ان فرصتي لتحقيق غايت زادت كثيرا"
انطلقة الخادمة البشوشة و هي تقفز و تغني كأنها فتاة صغيرة، في حقيقة هي حقا فتاة صغيرة، لقد كانت في عمر 15، أكبر من الفتاة الحسناء بعامين. و بينما كان ميمون يركض على المسار التي اخبر به وجد في طريقه الكثير من الخدم الذين عندما رأوه انحنو له و لكن عندما تخطاهم نظروا إليه بستغراب و كلهم قالو نفس الشيئ.
"غازي الأفرشة يبدوا نشيط اليوم، لابد انه قد قام بفعل مشكلة جديدة، أو أن العالم قد قارب على الهلاك"
قالوها قبل أن يعود كل واحد منه إلى أعماله الخاصة، و بعد دقائق معدودة وصل الفتى اخيرا الى مخرج القصر.
"لقد كان حقا قصرا ضخما لاستغرق فيه عدة دقائق لأصل الى هنا و هذا بالجري على طول الطريق" "على اي حال يجب ان اسرع، و لكن الا يجب ان اغير ملابس النوم و ارتدي حذاء..... ليس لدي الوقت، إما الأن و إما فلا"
لقد خرج الشاب من القصر بملابس النوم و حافي القدمين راكضا بأقصى ما أوتية من قوة، كل من سيراه سيعتقد ان امرا خطيرا حدث في القصر جله يخرج من هاربا.
"هل تمزح معي!!"
ما ان خرج من القصر ظن انه سيبدأ الجري لانهاء مهمة لكنه وجد ان حديقة القصر تنتظره و لم تكن صغيرة بالمرة، و لكن هذه المرة لم يحتاج اي احد ليرشده الى طريق الخروج، ذلك انه مع خروجه من القصر وجد باب عملاق، حتى مع ضخامة الساحة الى أن الباب لا زال يظهر للعيان بسهولة تامة.
"حتى و ان كان طريقي مفروشا بلأشواك و زجاج لن استسلم ابدا لن اتخلى عن هويتي ابدا"
لينطلق مرة اخرى راكضا الى مخرج الساحة الخارجية للقصر بالرغم من الجو البارد و بالرغم انه الأن حاف القدمين إلا أنه تابع الجري، حتى تلك النظرات التي تم النظر بها إليه لم تستطع أن توقف سعيه.