"هاه هاه هاه هاه، و اخيرا وصلت الى الباب، هاه هاه هاه، يبدوا ان الامر لن يكون بهذه السهولة ابدا"

كان ميمون الان وافق امام باب ضخم خاص بالساحة الخارجية، هو حاول جاهدا أن يسترجع انفاسه بعد ان ركض لمدة من الوقت بأقصى سرعة.

"لقد كان غباء مني ان اجعل نفسي هكذا قبل حتى ان ابدأ المهمة"

لقد اكتشف ميمون أن قدراته الجسدية الجديدة لم تكن مميزة، و لزداد الأمر سوء لقد إكتشف ذلك بالطريقة الصعبة و في الوقت غير المناسب.

"افتحوا الباب"

قال الشاب للحراس القصر بعد أن إسترجع بعضا من أنفاسه بالقدر الذي يمكنه من الكلام بشكل مفهوم و غير متقطع، لقد لاحظ بسهولة نظرة التعجب عليهم، حتى هم لم يحاولوا إخفائها، و بالرغم من ان مظهره يوحي بأن هناك خطب ما حدث معه، إلى أنه و لا واحد من الحراس تقدم اليه و ستفسر عن المشكلة.

'يا لهم من حراس مخلصين... مع أنه ليس هناك اي مشكلة في القصر و لكن ألا يجب ان يستفيروا عن الأمر؟ على أقل مثلوا بأنكم مهتمين بما يحدث هنا، إدعوا أنكم تقوموا بواجبكم على أكمل وجه'

تنهد ميمون في قلة حيل.

'ما الذي جعل السيد الشاب يخرج مسرعا بهذه الحالة؟ ألا يفترض أن مثل هذا السؤال يجوه في أدهانهم؟ لا أعلم حتى ما إن كانت المشكلة فيهم أو في المالك السابق للجسد و المسمى فايت، سوى ان حدسي يقول لي ان الخيار الأخير هو الخيار الصحيح، على أي حال لدي مشكلة أكبر بكثير لأهتم بها'

فور تذكره عقوبة المهمة رمى ميمون أمر الحراس الأوفياء وراء ظهر و ستعد لركض من أجل رجوليته، و مع إن فُتح الباب حتى كاد الفتى ان ينطلق مرة اخرى لولا أن إعترض طريقه حارس بدرع حديدي، بدى عليه علامات القوة، سواء في طوله الذي جعل رأس ميمون يصل فقط الى كتفه و العرض الاكتاف الذي يكاد ان يكون ضعف حجم ميمون.

"هل هناك اي خطب يا سيدي الشاب هل حدث اي شيئ في القصر؟"

رفع ميمون رأسه ليرى من هذا الحارس الوحيد الذي سأله عن حاله.

'مثل هذه اللهجة القلقة في الكلام، و سرعة رد الفعل من دون تردد، حتما كان إهتماما حقيقيا و ليس مصطنعا'

رأى ميمون ملامح الحارس المميزة، لقد كان شاب يبدوا في أوائل العشرينيات، ذو شعر مجعد بني و بشرة سمراء قد بدى عليها علامات التعرض لأشعة الشمس لمدة طويلة ما جعل اللون الرونزي يظهر جليا عليها.

ابتسم ميمون بسعادة و ربت على كتف الحارس.

"ليس هناك اي مشكلة أيها الحارس، إنها مجرد نزوة عابرة، أردت ان اجرب الخروج حاف القدمين و تجربة ملمس الأرض على أنامل رجلي"

"و هل ملابس النوم كانت جزء من تلك النزوة؟"

لم يكن لميمون كثير من الوقت لأجل الكلام و شرح الأمور و لذلك قرر إنهاء هذه المحادثة.

"صدقني ليس هناك ما يدعو للقلق، تابع عملك الجيد ايها الحارس"

اراد ميمون اي يسأل عن إسم هذا الحارس لكن لم يرد يجلب شبهات لا داعية لها و بلإضافة إلى انه فور إنتهائه من المسألة التي بين يديه الأن ستأتيه الاجابات بشكل تلقائي.

"هاه!! نع...نعم سيدي" ا

ستغرب الحارس الأمين و كذلك باقي الحارس من لطافة المفاجئة لسيدهم الشاب. و عندها اكمل ميمون طريقه حول القصر راكضا.

"هل يجب ان اتبع السيد الشاب؟ حتما هناك خطب ما قد حدث، و إلا لما قد يذهب إلى الخارج بمثل هذا المظهر؟"

قال الحارس الأمين مكلما نفسه بصوت مسموع لم يكن كلام ميمون منطقيا و لذلك لازال الحارس قلقا بشأن ما الذي حدث، ليرد عليه صاحبه الحارس.

"من الافضل الا تفعل رودل، فقد يغضب عليك مرة اخرى، و هذه المرة لن ينتهي بك الأمر بمجرد إنزال رتبتك إلى حارس بوابة"

"و لكن ماذا لو كان هناك حقا مشكلة يا راين؟ ألا يجب علينا كحراس ان نقوم بعملنا؟"

جادل الحارس الوفي مبديا رغبته في المخاطرة ما جعل الحارس المسمى راين يتنهد بحزن و هو يخاطب نفسه.

'لطالما كان رودل هكذا مخلص في عمله حتى و لجلب له ذلك المشاكل، أي شخص بمثل هذا الاخلاص و الاجتهاد لن يبقى كحارس لباب لمدة طويلة و لكن... على هذا المنوال لن يستطيع ان يدفع علاج والدته بتاتا... فقط لولا هذا عديم الفائدة'

شعر الحارس المسمى راين بمدى الظلم المطبق على رفيقه و لم يسعه إلا أن يحاول إقناعه مرة أخرى.

"قد يجعلك تفقد عملك تماما و انت بحاجة ماسة إلى المال، فلا تقبل على القيام بهذه الخطوة"

رأى راين أن هذا التحذير لم يكن كافيا حتى بستسلم رودل فإقترح عليه حلا وسطا.

"إن كنت حقا تريد أن تساعده إذا إذهب الى الداخل و سأل الخدم ان كان هناك اي مشكلة، ففي اخير السيد الشاب كان خارج من القصر راكضا اي انه اذا كان هناك اي مشكلة فستكون حتما في القصر"

أشرق تعبير رودل و كأنه أبصر حلا للمشكة.

"نعم انت على حق يا راين، شكرا لك على النصيحة، أنت صديقي العزيز و اقدر حقا مساعدتك الدائمة لي، حتما يأعوضك عن ذلك يوما ما"

ابسم راين بحزن و رد.

"لا عليك، و الان اذهب... و لا تأكل أي شيء عندما تدخل القصر، أفهمت ذلك؟"

"نعم، لا تقلق يمكنني التحكم في نفسي"

إبتسامة رودل برضى و ذهب راكضا الى القصر، نظر إليه راين بنظرات مشكوكة الى رفيقة و هو يبتعد.

"أشك حقا في مدى صدق ما قاله في آخر كلامه"

'انت تستحق افضل من هذا يا صديقي، ولو ان المرأ يكافئ على قدر تعبه لكان مكانك في الحرس الملكي، و لكان مثل هذا عديم الفائدة في احد الأزقة مرمي هناك، و لاكن تجري رياح بما تشتهي السفن'

.

..

...

بعد ما يقارب الساعة و النصف منذ بدأت المهمة.

[المهمة التمهيدية: هذا الجسد يحتاج الى الكثير من العمل:

قم ثلاث لفات حول القصر (تم)

اذهب الى ساحة التدريب و قم

بمئة من تمارين ضغط (100/0)

مئة قرفصاء (100/0)

مئة تلويحة (100/0) ]

"هاه هاه هاه، يالا الهول من كان يظن ان الامر بهذه الصعوبة، مجرد ثلاث دورات، هاه هاه هاه، فقط ثلاث دورات، و أنا الأن اشعر بأنني على وشك التقيئ"

و ما انتهى من كلامه حتى وضع ميمون يده على فمه، لقد كان على وشك أن يتقيأ حقا... بعد مدة و بعد ان تأكد انه لن يتقيأ استطاع ان يستجمع شتات نفسه و يفكر فيما يجب فعله تاليا.

'الان يجب علي ان اعود إلى ساحة التدريب و أقوم بقية التمارين، و لكن المشكلة إن قواي قد خارت في الوقت الحالي، و اذا ذهبت و انا هكذا سأستغرق الكثير من الوقت الثمين، اما اذا استرحت في هذا المكان و انا متعرق هكذا فلا ينتظرني إلا الزكام'

'ماذا يجب علي ان افعل؟ اي خيارين هو الافضل؟' فكر ميمون قليلا ثم قال:

"ماذا لو اعتبرت هذا المكان هو ساحة التدريب، هل سيقون بحساب لي التمارين التي قمت بها؟ لنحاول و نرى"

استلقى ميمون ببطنه على الارض ثم قام و بوضع كفيه على الأرضية الشبه طينية و رفع بقية دراعيه الى سماء حتى اصبحوا يشكلون زاوية حادة

"الان"

بدأ ميمون بنقل قواه الى دراعاه و كفيه و كانه يحاول دفع الارض، و لكن بدل دفها كان هو الذي يرتفع من عليها و بتالي فإن الزاية الحادة التي شكتها يديه بدأة تصبح أكثر إتساعا، حتى صارة زاوة قائمة ثم منفرجة و لتصل أخيرا الإستقامة، و بمجرد أن أصبح يداه مبسوطتان تماما نظر إلى الشاشة لرأية نتيجة تجربته الصغيرة.

[المهمة التمهيدية : هذا الجسد يحتاج الى الكثير من العمل :

قم ثلاث لفات حول القصر (تم)

اذهب الى ساحة التدريب و قم

100 تمارين ضغط (100/1)

100 قرفصاء (100/0)

100 تلويحة (100/0) ]

"جيد، لقد احتسبها حقا، هذا يعني ان اي مكان يمكن احتسابه ساحة تدريب، و لذلك لن اضيع و قتي و سأكمل المهمة هنا"

"اثنان..ثلاثة..اربعة...خمسة....ستة......سسسسبعة"

بعد قيامه بستة من تمارين الضغط بدأ ساعدي ميمون يرتعشان و كأنهما هلام هش على وشك الانهيار، لكنه لم يستسلم و قرر المتابعة و ما ان اكمل السابعة حتى إنهار على الارض.

"هاه هاه هاه، شكرا لك يا فايت، أو يجب ان ادعوك فات على جعل هذا الجسد بهذه اللياقة الخارقة، إنك حقا تجعل الامر سهلا جدا بشكل مبالغ فيه"

مثل هذا القول الذي خرج من فم ميمون لم يكن متوافقا بتاتا مع تعبير وجهه الغاضبة، لو وقف المالك السابق أمامه لعلمه حتما كم أن طعم الوحل جيد لأشخاص أمثاله.

"اللعنة و الأن يجب علي أن أعاني مع هذا الجسد... فقط لو أنكنني مقابلة هذا الفات و لو مرة واحد"

و بينما كان ميمون مستلقي على الارض دخل إلى أنفه رائحة الأرض المبتلة بعد المطر.

"يبدوا أن هذا العالم و عالمي الأصلي يمتلكون بعض الأمور المشتركة، و منها هذا البكتيريا التي تسبب هذه الرائحة"

لقد أحب حقا هذه الرائحة و لكنه لم يخف الأرض الطينية التي قد توسخه أو تصعب عليه قيامه بالتمارين، الأرض التي يقف ميمون عليها كانت جافة نسبيا، و بالرغم من ان مطر قد هطل عليها اليوم، و لم يكن سبب عدم بلل تلك المنطقة من الأرض إلا كونها تحت شجرة التي إختارها ميمون لمتابعة تمريناته.

و بينما هو في صدد إسترجاع بعض من قوته و إذا بعربة تجرها اربع خيول اقتربت من المكان الذي كان فيه ميمون، و لقد إستغل وقت راحته في مراقبة هذه العربة التي كانت غريبة عليه بما انه من العصر الحديث، عصر السيارات، و سرعان ما وصلت اليه ثم تجاوزته تركتا إياه ورائها.

"إنه حقا مثل العصور الوسطى، اتسائل ان كان هناك قدرات خارقة مثل التي في روايات....... كفاك تفكيرا طفوليا يا ميمون..... على من أكذب، هذا حقا سيكون رائع حقا إن هناك وجود للقدرات الخارقة"

منشغلا بأحلام اليقضته لم يلاحظ ميمون أن العربة التي مرت عليه لم تبتعد عنه كثيرا قبل تتوقف و يأتي صوت من داخلها.

"هل هذا انت يا عزيزي فاتي؟"

.

..

...

..

.

ملاحظة الكاتب لمن قرأ الفصل فور صدوره: لقد أخطأت في نشر هذا الفصل على أنه الفصل 10، كان من المفترض أن يكون هذا الفصل هو الفصل هو الفصل 11.

2024/04/30 · 49 مشاهدة · 1541 كلمة
sehman lamba
نادي الروايات - 2025