"حسنا لنكمل ما تبقى لي من التمارين"

بعد أن تأمل ميمون قليلا في البيئة المحيطة به و بعد أن سرح بأفكاره بشكل كافي، إستعاد بعضا من قوته و لذلك نوى إنهاء هذا الأمر في أسرع وقت، حتى يختفي ذلك الخوف من قلبه.

'حسب ما أجريت من حسابات فإن الوقت في صالحي، حتى أنني سأنهي كل شيء و يتبقى قليل من الوقت، و بالرغم من ذلك فأنا لا انوي أن أتهاون أبدا'

بالرغم من أن الظروف المحيطة توحي له بأن كل شيء سيجري على خير ما يران إلا أنه لم يكن ليهدء باله ما لم يعلن النظام عن إنهاء المهمة، ففي الأخير كل ما لديه هو مجرد توقعات و أما الواقع فلا يشترط عليه أن يتبع تلك التوقعات.

'من يدري متى قد يظهر أي متغرات قد تصعب علي إنجاز مهمتي'

و كأن من في تلك العربة سمع ما كان يجول في رأس ميمون فتوقفت العربة ليس ببعيد عنه و أتى من داخلها صوت.

"هل هذا انت يا عزيزي فاتي؟"

'عزيزي فاتي!!؟ هل يمكن هذا كلام موجه لي انا؟ هل فاتي هي اسم دلع لأسم فايت؟'

كان الشاب على وشك اكمال تدريبه و ما ان سمع هذه الجملة حتى اصابه الفزع، اما عن سبب فزعه فهو ليس بالضبط من الجملة و كلماتها، بل ممن صدر منه تلك الجملة.

"هل يعقل انني سمعت بشكل خاطئ ام انه....."

توقف ميمون عن التدريب جلس على ركبتيه و هو ينظر الى العربة منتظرا أن يرى المتكلم أو يسمع صوته مرة أخرى حتى يأكد شكوكه، و ليخرج منها صاحب الصوت، و ما ان ظهر القدم فقط خارج العربة، حتى صفع ميمون جبهته بحيرة و إستغراب.

' تبا!! يبدوا ان اعتقادي صحيح، و يا ليته لم يكن كذلك'

أصبح تعبير ميمون كئيب و كأنه إصطدم بواقع مرير.

'ما ان سمعة هذه الجملة حتى ساورني الشك؛ لهجة لطيفة غزلية و صوت رقيقة و المشكلة انه ينتمي الى... ينتمي الى رجل!!'

'في الأول ظننت انني قد أخطأت السمع، و لكن عند رؤيت تلك الساق كثيفة الشعر التي يكاد الا يظهر فيها اي جلد، كيف يعقل ذلك!! كيف يعقل أن يكون لمثل هذا الساق الرجوليه أن يخرج منه مثل هذا الصوت؟'

و عندها نزل من العربة شاب في عمر 17 او على الاقل هذا ما يقوله حجم جسده، لكن مظهره و لباسه يقولان شيئ اخر، ملابس مزركشة تكاد ان تحتوي على جميع الالوان و شعر املس ذا لون بني مائل الى الاحمرار يبدوا انه لم يمضي وقت طويل منذ ان صفف، بشرة بينة ليس من اشعة شمس، بل كان لونا طبيعي و كان عيها اثار مساحيق التجميل.

"انه انت حقا يا عازيزي فاتي!! يالا فرحتي"

صرخ الشاب و يقفز واضعا يديه أمام صدره و هو يصفق بهما تصفيقات خفيفة.

"ما الذي تفعله هنا في هذا الجو السيء بملابس النوم هذه؟ مثل هذا الجوا المليء بالرطوبة سيأثر سلبا على بشرتك البيضاء الجميلة"

نظر الفتى المخنت الى ميمون بنظرة لطيفة لا يجب ان تكون صادرة من رجل تجاه رجل آخر.

"فايت؟؟ من هو فايت؟ انت مخطأ يا هذا انا لست فايت"

شعر ميمون بالقشعريرة تسري في عموده الفقري و سارع في الرد على الشاب المخنث بفضاضة ليوصل اليه رسالة مفادها انه غير مرحب بك هنا.

و عندما سمع المخنث الرد حتى احس بعدم رغبت ميمون في كلام معه، في الحقيقة لم يحتج الأمر إلى شخص خبير في قرائة لغة الجسد أو جو المحيط بالفرد حتى يعلم أن ميمون لم يكن يريد مواصلة الحديث مه هذا الشاب، تلك النظرات الخالية من المشاعر و تلك اللهجة الحديث الباردة كانت كافية و وافية لإيصال المعنى.

"هاه؟؟"

و لكن هل كان المخنث ليستجيب إلى رسالة ميمون... بالطبع لا، و بعدها وضع يده اليسرى امام صدر بشكل أفقي ثم وضع مرفق يده اليمنى بشكل عمودي على دراع يده اليسرى، بينما وضع كفه الايمن على خده و عض اصبعه الصغير بطريقة مستفزة.

"عجبا عجبا، اذا من يكون هذا السيد الوسيم الواقف امامي؟ إذا لم يكن هو عزيزي فاتي، فأنا أريد أن أتعرف عليه اليوم"

"أولا انا اخوه التوئم، ثانيا أنا لست مهتما بالتعرف عليك، يمكنك الذهاب القصر ستجد فايت هناك" "عجبا عجبا، هل كان حقا لغزيزي فاتي اي اخوة؟"

لتأتيه الاجابة من السائق او بالاحرى السائقة.

"سيدي الشاب إن السيد الفايت هو الإبن الوحيد لعائلة ستون هارت لذلك هو على الارجح يمزح معك"

و ما ان استمع المخنث إلى صوت السائقة حتى تحول تعبير وجهه من مغازل الى غاضب.

"من سمح لك بكلام ايتها الكلبة، يبدوا انني لم أدربكِ جيدا، عندما نعود الى القصر سأعيد تربيتكِ جيدا لكي لا تنبحي إلا في الوقت الذي آمرك به"

ارتجفت السائقة بخوف و ردت بسرعة.

"ارجوك يا سيدي الشاب سامح هذه الخادمة المسكينة، أنا لم أقصد...."

"اصمتي، كيف تجرئين على التكلم مرة أخرى، جيد جدا يبدوا أنك مشتاقة إلى العقاب"

"...... ل..لا، أرجوك يا س..سيدي الشاب"

تعجب ميمون من موقف الذي ابداه المخنث، لقد اظهر وجها و لهجة لم يظهرها أبدا لما تحدث معه، و هذا لم يجعل إلى نظرة الإزدراء تزداد نحوه.

'مع الرجال قط، و مع النساء أسد؟ حقا لا يليق عليك الرجولة... و لكن هل كان السائق إمرأة؟ لولا أنها تحدثت الأن للازلت أعتقد أنها رجل'

أراد ميمون أن يتدخل و يساعد هذه المرأة التي لم يكن يظهر منها أي شيء بسبب أنها كانت ترتدي عبائة فضفاضة أخفت جميع أطراف جسدها، حتى وجهها و شعر رأسها لم يظهر منه شيء لأنها كانت تضع القنسوة، لقد كانت خادمة لشخص آخر عكس الفتاة الحسناء التي ساعدها، لم يعلم ميمون أي شيء عن مالكها لذا كانت عواقب مساعدتها غير معلومة.

'لو تبين أنها جميلة، لربما سأحاول مساعدتها... بالطبع أنا أمزح'

لم يكن بإمكانه مساعدتها و لكن كان بإستطاعته أن يحول إنتباه المخنث عنها، و برأيتها ترتعش بعد تهديدات المخنث لم يكن ميمون ليقف ساكنا.

"أحم.. أحم، أنا لازلت هنا"

كان المخنث على وشك التحرك بتجاه السائقة و لكن سعال ميمون أعاد أنتبهاهه له، و بعدها عاد وجه المخنث الى طبيعته و نظرة مرة اخرى الى ميمون بغزل.

" أنا آسف على هذا العرض الغير لائق، أين كنا في حديثنا صغيري فاتي"

ما ان راى ميمون الطريقة التي استجاب بها المخنث حتى زاد غضبه و صر على اسنانه ظهر العروق على جبهته، لولا جهل ميمون بوضعه الحالي عدم معرفة من يكون هذا الشخص امامه لأسمعه بعض الكلمات التي ستصف هذا الشاب ببعض الجمل المبتدلة.

"لقد قلت لك انا لست فايت، هذا سوء فهم حاصل، لذلك امضي في طريقك و تركني في حالي"

"هل يعقل ان ليتل فاتي يمر بمرحلة تمرد على زميله الاكبر دودو، و لكن لا تخف انا اتفهم ان اي فتى صغير سيمر بمثل هذه المرحلة، و بصفتي اكبر منك يجب علي الا اغضب، و أن ارد غضبك ب.أ.ل.ح.ب"

اغمض المخنث عينه اليمنى و وضع سبابته على شفتيه و حاول ان يظهر بطريقة جدابة، و هذا ما اتى بنتائج عكسية خاصة عندما هجئة كلمة 'بالحب'، مما جعل ميمون يحس بأنه على وشك التقيئ مرة اخرى، و وضع يديه فهم مرة اخرى.

"اووه!! عزيزي فاتي هل انت مريض؟ هل تحتاج مني الى نقلك الى قصرك؟"

"لا... لا انا بخير، احتاج الى قليل من الوقت و سأصبح بخير، إنه مجرد ثلوت بصري"

" تلوث بصري؟؟ أنت تتحدث بغرابة يا فاتي... على أي حال لن اكون زميلك الاكبر ان لم أثق في كلامك"

توقف المخنث عن الكلام، يبدوا أنه يفكر في شيء حيث أن تعبيره أصبح جادا قبل أن يتابع كلامه.

"قبل أن أترك لأمرك با فايت أريد أن أسئلك، هل السلعة جاهزت لأخدها الى القصر خاصتي. بالبرغم من انني اشتقتك اليك الا انني لم آتي اليوم الى قصرك لكي ازورك، أنت لازلت تتذكر هذا أليس كذلك؟"

"نعم بالطبع، لقد جهزتها لك منذ مدة و لاكنك لم تحضر لأخدها، اذهب انت اولا الى القصر و سأتبعك في وقت قريب"

بالرغم من ان ميمون لم يعلم حتى عن اي سلعة كان يتحدث عنها هذا الشخص، الى انه اراد أن ينهي هذا الحديث العقيم معه و يجعله يذهب، و لذلك لم يسأل عن اي سلعة يتحدث عنها، و بدلا من ذلك أعطاه جواب يرضيه.

"كما هو متوقع من عزيزي فاتي، حتى و أنت تعاملني ببرود، الى انك مازال دافئ من الداخل... حتى انك سوف يتخل عن شيئ مهم من اجلي، حتى أن ذلك قد يجعل أباك يغضب منك، هذا حقا يجعلني أشعر بحبك الكبير إتجاهي"

'اتخلى عن شيئ مهم لي من اجلك أنت!! صدقني لو أردت حصات عشوائية كانت ملقات في قصري لما اعطيتك اياها، و لكن هذا ليس الوقت المناسب لقول ذلك'

نظر ميمون الى المخنث بغضب بينما كان يفكر في نفسه.

"انت حقا فتى جيدا، سيكافئك ذات يوم عزيزُك دودي بشكل جيد، على اي حال انا ذاهب الان، هل حقا لا تحتاج الى توصيلة ففي اخير انا ذاهب الى قصرك؟"

"لا ،اراك لاحقا"... 'ايها المنحرف المخنث'

بالطبع قال نصف الجملة بينما نصف الثاني اكملها في نفسه، لقد اراد حقا ان يقول الجملة كاملة و لكن ليس الان، ليس و هو في هذه الحال.

.

..

...

"85..86..87...88....89......90 هاه هاه هاه دعني استريح قليلا، من حسن الحظ ان نظام لم يلزمني علي ان اقوم بكل التمارين دفعة واحدة، و إلا لا علم لي كيف سأنهي مئة تمرين ضغط دون توقف، و الان دعنى ارى ماذا بقي حتى أتخلص من هذه السخافة"

[المهمة التمهيدية : هذا الجسد يحتاج الى الكثير من العمل :

قم ثلاث لفات حول القصر (تم)

اذهب الى ساحة التدريب (تم)

و قم 100 تمارين ضغط (تم)

100 قرفصاء (90/100)]

"جيد لم يقى إلا قليل و سينتهي هذا الكابوس الخاص بهذه المهارات الموبوءة، حسنا انهض يا ميمون لم يبقى لك الا نصف ساعة لذلك ليس هناك وقت لتخادل، إن مهارات فايت قد تأثر علي ان تهاونت و لو قليلا، و قد ترديني الى الفشل"

"91..92..93..94..95 لن اتوقف هذه المرة سأنهيها دفعة واحدة 96...97...98.....99........ممممئة"

2024/05/07 · 48 مشاهدة · 1530 كلمة
sehman lamba
نادي الروايات - 2025