نظرت ستيلا إلى سينا بأعين دامعة و إبتسمت لستيلا إبتسامة مشرقتا مظهرتا أسنانها البيضاء النقية، لقد زادتها تلك الإبتسامة النقية جمالا إلا جمالها.
"نعم، أنا أعلم جيدا ما أنا مقبلة على فعله"
".....و لكن..... يا ستيلا"
رؤية مثل هذا الملامح على وجه ستيلا، لم تكن سينا لتستطيع أن تغضب او تصرخ مجددا عليها، لكنها حقا لم ترد أن ترى مثل هذه الفتاة النقية تدنس، أن ترى اليأس و الخواء الحقيقي أو أن تنتحر من واقع مرير، لذلك حاولت أن نقنعها مرة أخرى بالعدول عن قرارها، و لكن ستيلا لم تدعها تكمل حديثها قبل أن تمسك يديها.
"شكرا لك يا سينا"
"على ماذا تشكرينني!!"، شعرت سينا بالغرابة أن يظهر لها أحد مشاعر الإمتنان بعد تصرخ عليه غاضبة.
"شكرا لك لأنكِ غضبتي من أجلي، لأنك تصرخين علي حتى لا يصيبني مكروه، لأنكِ تحاولين البحث عن الأفضل لي"، قلتها و إبتسامة راضية تزداد ظهورا.
".........."
"لطالما أردت أن أصبح صديقة لك، و لكن لم أنجح في ذلك و بعد عدة محاولات أنا إستسلمت... أما الأن أشعر بأنك أصبحت أخيرا صديقتي"
".....ما..ما الذي تقولينه فجأة!!"
أصاب سينا الخجل لسماع مثل هذه الكلمات صادرة من ستيلا و لم يكن سبب خجلها على وجه الدقة بسبب الكلمات بل مدى جدية ستيلا عند قولها لمشارعها، ففي الأخير كيف لا يمكن المرأ أن لا يخجل لما يرى أنه يقدر بشدة ليس لأي شيء، فقد ليكون صديقه.
حتى أن سينا ظنت أن اللولي أرادت أن تجعلها تشعر بالحرج، أن تمزح معها قليلا ، و سرعان ما تأكدت سينا أن الأخيرة كان جادة في كل كلمة قالتها.
"بكاء.... انا.... بكاء..... حقا اقدر.... بكاء..... ذلك منك.... بكاءِ..... شكرا سينا.... شكرا لكِ"
نست ستيلا منذ مدة طويلة شعور أن يكون شخص ما قلق عليها، منذ وفاة والديها قاست الكثير و ما زاد الطين بلة أنها مرت بكل ذالك وحدها، دون أي دعم او ناصح او معاتب.
'م..ما الذي يجب أن أفعله في مثل هذه المواقف؟'
فهمت سينا ما تمر به فتاة فقط بتخيلت نفسها تخوض مشاكل الحياة وحيدا من دون أخيها، لذلك علمت أن ستيلا تشعر إتجاهها الأن كما تشعر هي تجاه أخيها عندما يقف داعما إياها في المواقف الصعبة.
'...هي الان تراني كأختها!!'، الن حتى هي تريد أن تدرف دنوع العجز، و فجأة علمت سينا ما يجب عليها فعله كرد فعله على مثل هذه المشاعرى التي أظهرتها ستيلا.
"فتاة سخيف، بالطبع ستقلق عليك أختك الكبيرة"
لفت سينا دراعيها حول ظهر ستيلا و دفعتها بحنان إلى حضنها و هي تحاول بجهد أن لا تترك دموعها تنفلت من عينيها و حتى لا تبدأ هي الأخرى في البكاء، لقد أرادت أن تبدوا قوية أمام أختها الصغيرة.
'ما قصة هذه الفتاة؟ منذ بضع وقت كنت أراها منافسة لي، و الأن أراها كأختي الصغيرة!!'
لم تستطع سينا أن تشكوا لنفسها من غرابة تقلب مشاعرها سريعا تجاه ستيلا.
'و لكن لايسعني إلا أن أشعر بمثل هذه المشاعر إتجاه هذه الفتاة المسكينة'
حتى مع مشاعرها المتضاربة فإن سينا لازالت تحتضن ستيلا و هي تربت على شعرها الفضي ببطئ غير عابئة بكل تلك الدموع التي بللت ملابسها، هذه الفتاة المدعوة ستيلا قد أيقضت فيها غريزة الأخت الكبيرة.
.
..
...
"عجبا!! أين هي عبدتي؟ أنا أكاد أن أفعل شيء سأندم عليه حتما"
كان الأن دودريان في غرفة الضيوف ينتظر بغضب لكي تأتي ستيلا ثم ليسرع بها في العودة إلى قصره فيفرغ جام غضبه عليها، و كيف لا يغضب و هو مر بأسوء أيامه على الإطلاق و كل ذلك بسببها؟
"عجبا!! ما خطبك هذا اليوم اللعين؟ كل شيء يجري عكس ما أريد" صر دودريان على أسنانه و هو يضرب بقبضته دراع الأريكة الجالس عليها.
"أولا عزيزي فايت كان يعاملني ببرود و كان ينظر لي كما ينظر إلي أولائك النوع من الناس غير المتحظرين، بالرغم من أن عزيزي فاتي طالما علمته كفتى مطيع و من الأناس القليلين المستنيرين... حتما هذا اليوم هو أسوء أيام حياتي"
صمت دودريان قليلا عن شكوة بعد أن تذكر الشيء الوحيد الجيد الذي حدث معه في يومه التعيس.
"لكن مستدلا بما رأيته في طريقي إلى هذا المكان فإن غزيزي فاتي بدأ في ممارسة بعض التمارين الرياضيه..... لا أطيق صبرا حتى أرى عزيزي الوسيم فايت بجسد رياضي مشدود"
بدأ لعاب دودريان يسيل بمجرد أنه بدأ يتخل نسخة فايت مفتولة العضلات.
"ليس و كأنني لا أحب فاتي العادي و لكن فقط تخيل تلك العضلات الصلبة مثل الصخور مع وجهه الوسيم... أتسائل من ما شكل جسده بعد كل ذلك التدريب؟"
و بمثل هذا السؤال بدأ دودريان يتخيل أجسام رجالا يعلم عنهم قوة أجسادهم، و من أولائك الرجال تذكر دودريان شابا جعل تعبير وجهه يتغير إلى الأسوء.
"أيها العامي الوضيع..... حتما سأجعله يدفع ثمنا باهضا لجعلي أنا دودريان العظيم أشعر بمثل ذلك الشعور....."
في الحقيقة لم يكن دودريان ليغضب إن عامله عزيزه فايت ببرود، كان ليضحك و يقول في نفسه أن فتاه يمر بمرحلة تمرد سرعان ما ستختفي و تعود علاقتهما إلى مسارها الأصلي.
"هل لهذه الدرجة أصبح الناس لا يحسبون لي أي حساب؟ لدرجة أن تلك المرأة...."
و لا حتى ما حدث مع رودل يمكن أن يوصل يغضبه إلى هذا المستوى ففي الأخير لقد كان رودل هو الطرف المتأذى و ليس دودريان.
"....... فقط إنتظري أيتها المخلوق الدنيء، كيف تجرئين على فعل هذا بي؟ سأجد حتما الفرصة المناسبة و سأجعلكِ عبدة لي ثم سأريك مكانك الحقيقي"
إشتعل قلب دودريان بالغيض و الغضب من تلك المرأة التي كانت تجول في باله، لقد شعر بإهانة شديدة و أن كرامته قد خدشت، أكثر حتى مما حدث مما شعر به من تهديد رودل.
"و لكن أولا دعني أنتهي من خطيبة عزيزي فايت، و أحولها إلى دمية محطمة، حتما سيكون ذلك تجربة جديدة، فقط بتفكير أنني أخير ستكون لي أخيرا عبدة من طبقة النبلاء يجعل يومي أفضل"
لازال دودريان لم ينسى المتاعب التي سببتها له تلك النساء، بالرغم من أن خطتهن فشلت فإن دودريان كان بالفعل يحقد على إمرأة من النبلاء.
"من أجل هذه المناسبة الخاصة سأطور طرقي في تعذيب لكي تناسب مكانة دميتي الجديدة"
إبتسم دودريان بإبتسامته السادية المعروفة و هو يفكر كيف سيقضي ليلته اليوم مع أول أمة له من النبلاء.
ثم فقط حين أطور مهاراتي سأطلب من أبي أن يشتري لي تلك المرأة اللعينة... لأذيقنها أشد العذاب، سأذكرها بحقيقة أنها أدنى من مرتبة الحيوان'
لتتحول تلك البسمة المرحة إلى بسمة شيطانية تحمل هي طياتها الغل و الغضب.
"على أي حال أين هي هذه...!". قبل حتى أن يكمل كلامه إنفتح الباب ليستدير تلقائيا بتجاهه ليعلم من أتى، و عندها أشرق وجهه بالشر و المكر لقد كانت الفتاة التي كان ينتظرها بشدة.
لقد كانت ستيلا.
"و أخيرا عبدتي هنا، هل جمعت أغراضك لكي تذهبي إلى قصر سيدك؟"
تجاهلت ستيلا كلام دودريان و تقدمت نحوه بثقة.
"في الحقيقة لن تحتاجي لأي أغراضك القديمة كل شيء ستجدينه في القصري، ملابس تليق بمكانتك الجديدة... همم! من هذه التي أتت معك؟"
"من تدعوه بالعبدة؟ أنا خطيبة فايت و إبنة البطل النبيل جيرارد ووتر، كيف تجرأ قول مثل هذا الكلام لي"، نظرت ستيلا في عيني دودريان بجرأة و بتحدي واقفة ليس ببعيد عنه و لكن أيضا ليس بقريب.
"عجبا! لطالما سمعت من الشائعات أنك نوع من الفتيات الخجولات، ليس سيئا... هذا في الواقع للأفضل هيهيهي"
على عكس المتوقع لم تبدي ستيلا أي دلالات للخوف أمام دودريان، و كان ذلك لعدة أسباب منها أن هناك فتاة تقف خلفها داعمة لها، لقد كانت سينا.
'أحسنتي يا ستيلا لا تبدي أمام هذا السادي أي علامات للخوف'
حتى و هي تعلم أنه من الحماقة أن تكون واقفة أمام هذا الشخص، إلى أنها الأن لم تكن لتدع ستيلا تكون وحدها مع دودريان، ليس بعد أن قررت أن تدعمها كأختها الكبيرة.
بدأ دودريان يتقدم من ستيلا يخطأ ثابتة و هو يحدق فيها بتعابير دلت على الشر الذي يجول في رأسه نحوها، مما جعل اللولي المسكينة ترتجف.
"لا تقترب مني أنا فتاة نبيلة و مخطوبة، لن تصيب شعرة مني"
أقترب منها دودريان أكثر دون أي تغيير طرأ على سرعته او تعابير وجهه و كأنه لم يسمعها مما جعل ثقة الفتاة تهتز أكثر لعدم جدوى ما تفعل.
"أيها سيد الشاب دودريان هل تملك أي أوراق تتبث أنك إشتريت السيدة الشابة ستيلا؟"
هذه المرة كانت سينا هي التي تكلمت في مكان ستيلا، لقد رأت أنها تركت ستيلا وحدها لمزيد من الوقت لإنهار عزمها سريعا، في أول تمنت سينا أن تسير الأمور على مايران و بذلك سيكون دورها الوحيد هنا هو الوقوف خلف ستيلا كدعم معنوي.
"إن لم يكن لك مثل هذه الأوراق فيرجى الإمتناع عن تقرب إلى السيدة الشابة، هذا يعتبر إهانة لشرفها و شرف السيد الشاب"
'على من اكذب، من المتوقع ان يحدث هذا'، في قرارة نفسها علمت أنه أمر مستحيل أن يحدث ما ترجاه، و لذلك كان يجب عليها أن تكذب على نفسها لتصل إلى شجاعة كافية تخولها المخاطرة بالوقوف أمام السادي دودريان.
فجأة تغير تعبير دودريان و غير تجاه نظره من ستيلا إلى سينا في الأول كان تركيزه على اللولي بالرغم من أنه لاحظ وجود سينا إلا أنه لم يعرها كثيرا من إنتباهه، لكن الأن بعد أن حشرت أنفها أراد أن يرى نوع من الغبيات هذه التي لا تهتم بشؤونها الخاصة.
"عجبا! كيف لم ألاحظ مثل هذه الفتاة الواعدة من قبل؟ و هذه الملامح!!...... إن هذا القصر حقا مليء بالمفاجآت
حقا"
نطق دودريان هذه الكلمات بصوت مسموع عن عمد ليوصل معنى خفيا إلى سينا مفاده أنه يعلم من هي، و بالرغم من أن أخيرة لم يتغير تعبير وجهها بعد سماع كلامه إلى أنها فهمت ما كان يقصد و أصبحت دقات قلبها متسارعة من الخوف.
'لقد عرف من أكون!! سيء، سيء جدا... أنا جلبت المشاكل إلى أخي'. على عكس مظهرها الخاجي الهادئ، كانت سينا تصرخ في داخلها لاعنة النتيجة التي آلت بها قراراتها.
في هذا الوضع كلتا الفتاتين لم تكونا في حالة معنوية غير جيدة، و إن لم يحظر أي شخص جديد قد يغير هذا الوضع الخاص اللاتي هن فيه فإن الأمور لن تأول لما هو خير.
"افتح الباب بسرعة"، و لحسن حظهن أو سوئه ذلك العامل كان عند مدخل القصر و لكنه لازال لم يصل إليهن.