و بينما ميمون متوجه الى الغرفة الفاخرة و من ورائه الفتاة ليستخرج منها ما ستطاع من المعلومات و إذا بنافدة مثل نوافد ألعاب تقمص الشخصيات تظهر أمام وجهه بشكل مفاجئ و من غير سابق إنذار.
[مبروك عليك تحقيق رغبتك العميقة؛ لطالما كان الله يراقب ظاهر عباده و خفاياهم و قد رأى صبرك على المحنة التي كنت فيها، و لذلك لقد منّ عليك و اعطاك الحلم الذي كان في قرارة نفسك و هو العيش في في عالم اخر.]
"......ماااذاااااا!!!!؟"
"إيييبك!!"، تفاجئت الفتاة من صراخ ميمون امامها دون أي سبب، حتى إنها تراجعت إلى الوراء بضع خطوات مفزوعة.
"ه.. هل هناك خطب ما سيدي الشاب ؟". سئلت الفتاة قلقة من أن خطب قد حدث له.
"هاه؟ لا، لا شيئ حدث... إذهبي الأن، لقد تذكرت شيئا يجب أن اقوم به، و عندما انتهي منه سأتأكد من أن أنادي عليكِ"
لقد علمت الفتاة ان امر قد حدث مع ميمون و إلا لما كان ليصرخ مثل تلك الصرخة من تلقاء نفسه و لما غير رأيه فجأة حول جلبها معه الى غرفته، و لكن علمت أيضا أنها لاتستطيع ان تسأله ما الامر، إن كان يريد ان يتكلم عن سبب صراخه فجأة فسوف يتكلم، و لكن إن لم يرد التكلم فلن يجلب الالحاحها عليه إلا غضبه عليها، و إن حدث ذلك فسوف تسوء العلاقة بينهما، بعد اظهرت اخيرا بوادر على إصلاحها، و هكذا قررت أنن لا تستجيب إلى رغبتها في إرضاء فضولها.
"كما تأمر سيدي الشاب"
لاحظ ميمون الحزن و القلق باديا على وجهها ذو الجمال الخرافي ما جعله يشعر يذنب و لذلك اراد يهدئها قليلا.
"لا تقلقي على أنا حقا بخير، و مذلك أنا أريد حقا ان أتعرف عليكِ، و لذلك عندما انتهي من الامر الطارء سأتأكد من مناداتكِ"
"حقا سيدي الشاب!!"
امسك ميمون يد الفتاة البارد الصغير و قال.
"صديقيني لا أريد أن تذهب عني فرصة التعارف مع أشخاص مثلكِ، و لكن هناك شيئ ضروري يجب ان اقوم به في الحال"
لم يكن ميمون يكذب عليها بتاتا لقد أراد من المرة الاولى عندما قال لها أن تأتي معه الى غرفة التي إستيقظ فيها ليس فقط لإستنباط المعلومات منها و لكن ايضا لتعرف عليها، ففي الاخير ان يرى أي ذكر مثل هذا الجمال الساحر ولا يحاول التقرب منها إذا هذا الشخص لا يملك كراته السفلية بكل بساطة.
"حس...حسنا سيدي الشاب"
اصبح وجه الفتاة ناصع البياض الان يظهر بعض من لون الأحمر اللطيف من الحياء و الخجل، مما زاد هذه الحسناء جمالا.
'يا لها من جمال اخاد لم ارى في حياتي من هي اجمل منها...... تبا كيف يمكن ان اعشق فتاة الى هذه الدرجة في اقل من ربع ساعة؟ هل انا سهل المنال الى هذه الدرجة؟؟... لا، لا مثل هذه الفتاة الجميلة و اللطيفة سيكون الأعمى فقط من يمتلك مناعة ضدها'
"حسنا إذهبي الان". اومأت الفتاة بتعبير خجول و وجه احمر، لم تستطع حتى النظر الى عينية بشكل مباشر قبل أن تستديرة هاربة.
"يالي من محظوظ لأملك فرصة مع مثل هذه الفتاة". لم يستطع ميمون الى ان يتنفس الصعداء.
"على اي حال هناك شيئ اهم من التفكير في حياتي العاطفية أو جزئي السفلي"، انزل ميمون رأسه لينظر لما بين رجليه و يتنهد مستغربا من نفسه
"لا أصدق أن هذا يحدث لي الأن و في هذا الوضع الذي اصبحت فيه... على الاقل لن اخاف ان اكون فاشلا مع زوجتي في المستقبل"
و بعدها ذهب الى اكثر مكان يشعر فيه بالامان في هذا العالم، الغرفة التي وجد نفسه فيها أول مرة. و عندما دخلها اغلق الباب من ورائه ثم ذهب الى احد كراسي الموجودة هناك ليجلس عليها و يكمل قرائة النافدة التي ظهرة امامه و ليكمل من حيث انتهى.
[هذا هو العالم الذي كنت دائما تحلم به في احلامك الوردية، عالم شاسع يتمع بمختلف المناظر الطبيعة التي تأسر النظار من دون تلوث قادم مصانع او سيارات او اي شيئ من الحضارة التي عهدتها، لأن هناك طاقات بديلة هنا تنتظرك لاكتشافها كما انه ليس مكانا للبشر فقط....]
"ليس مكانا للبشر فقط!!؟". لم يستطع ميمون الا ان يبتلع لعابه مترقبا ما سيقرأ تاليا.
[هناك العديد من الاعراق الخرى كالإلف و الاقزام و انصاف الوحوش و حوريات البحر و الماجين....]
"مرحااا"
لم يتسطع ميمون الى ان ينهض من كرسيه فرحا و متشوقا لتجربة هذه الحياة، بالتفكير فقط في الروايات التي قرئها عن وصف الإلف لجمالهن الخلاب و اجسادهم... التي تفيض بالأنوثة، و لا ننسى الانصاف الوحوش مرورا لعشيرة الثعالب و ذيولهم الكثيف الملساء أو عشيرة القطط و أجسادهم الرشيق أو حوريات البحر التي تنافسن الالف في الجمال.... 'ويحي لقد فعلتها مرة أخرى' ثم ليلاحظ، خطأه مرة اخرى لقد أعطى لجزئه السفلي انذار خاطئ ان وقت عمله قد حان.
'تبا لي و لعقلي المنحرف، بالرغم من انني قلت لنفسي أن لا أدع تفكيري ينزل إلى الأسفل.... و لكن على من اكذب؟ انه حلم كل رجل قرأ الروايات ان يلتقي بفتاة احلامه من الالف و جعلها تخضع له'
........
'لا عليك، إنه خطأي فقط عد إلى النوم إنه إنذار خاطئ'
........
' أنا أعلم أنه يجب علي أن أجد زوجة و لكنك تعلم حالتي المادية'
.........
'ماذا؟ كيف يمكنك قول ذلك، أنا أعلم أنك تعبت من حياة العزوبية، لكن الزواج يحتاج إلى كثير من المال'
........
'أنا أعلم أن كثير من طاقتي تذهب بسبب ذلك، و أعلم أيضا أنه يجب أن أستغل تلك الطاقة المهدورة في أشياء أفضل، سأحاول بدل قصار جهدي من أجل إيجاد حلا في أسرع وقت'
سرعان ما لاحظ ميمون ما الذي يفعله ما جعله يسعل حتى يخفي مدى سخافة فعله.
"أحم.. أحم، يجب علي أن أتوقف عن تخيل مثل هذه المحداثات حتى و إن كانت مسلية بعض الشيء... اللعنة على ذلك المستشفى، هو من فعل بي هذا"
إبتسم ميمون بقلة حيلة و هو يتذكر عن الأشياء السخيفة التي فعلها من أجل أن لا يشعر بالملل و هو وحيدا في غرفة المستشفى.
"و لكن بذكر الجمال هل الالف سيكنون بمثل جمال الفتاة اللطيفة ام أنهم أكثر جمالا؟ على اي حال يبدوا انني سأستمتع بوقتي جيدا في هذا المكان و لن اخاف ان اطغى فيه لأنه ببساطة حلم و لن احاسب على افعالي في المنام اليس كذلك؟ حسنا لنكمل القراءة"
[...و اعراق اخرى كلها موجودة في هذا العالم، انه عالم مليئ بالاطرابات و الحروب و الفرص و لذلك اعمل جيدا كي لا تموت و ينتهي الحلم و استمع به بقدر استطاعتك]
"مرحاااا".
لم يستطع الشاب إلا ينهظ من الكرسي مرة اخرى بعد ان قرأ الكلمات الاخير لقد فهم معنها، لانها ازاحت حملا ثقيلا عنه منذ ان قرأ انه انتقل الى عالم اخر.
"هذا يعني انني ما لم امت في هذا العالم فلن ينتهي هذا الحلم أبدا، و الاهم من ذلك يعني انني لم امت في العالم الحقيقي، أي أنني لم اترك عائلتي من ورائي، و ما إن انتهي من هذا الحلم سأعود اليهم، انه ببساطة حلم مثالي لم يدع لي اي شيئ يثقل كاهلي، الحمد لله"
لم يستطع ميمون الى ان يسجد شكرا لله، لينهظ بعدها و يتابع القراءة ليجد بأنها انتهت هناك، لقد شعر ان هنا شيئ ناقص مازال لم يقرأه و ليحاول ان يتنقل بأصبعه على النافدة الى الاعلى كما يفعل عندما يتصفح هاتفه، ولمفاجئته فإن الامر نجح حقا، ليجد ان هناك تحذير واحد مازال في اسفل الشاشة و تحت التحذير كان هناك خيارين.
[تحذير : لقد تم منحك هذه الفرصة من الرب و و بإمكانك إختيار نظام يساعدك على هذه التجربة، و لكن هذا لا يعنى انه يمكنه فعل ما تشاء، و حتى إن كانت هبة فهي ليست من دون مخاطر، إن الاستعمال السيئ لها سيحولها الى نقمة، و لك الاختيار في افعالك]
و تحتها كانا الزران احدهما قبول للمنحة و الثاني رفض المنحة. بعد ان قرأ ميمون هذا تحذير لم يسعه الى ان يجلس بهدوء حتى يفكر بتعمق قبل ان يضغط على احد الازرار.
"تنهد، ما الذي كنت أفكر به؟ حتما ليس هناك أي شيء من دون مسؤولية، مما لاشك فيه أن ما يحدث الآن هو أمر لم اكن أتوقع حدوثه إلا في أحلامي الجامحة، و لكن إن الأمر لن يكون كما تخيلته؛ لعب و لهو كيفما اردت دون مرعات النتائج المترتبة على ذلك؟"
"ما يريده المرء و الحقيقة في الغالب لا يتوافقان، سيكون لي الحرية في فعل و إختيار ما أريد إن وافقت على هذه التجربة، و لكن يجب ان اعمل انه سيكون هناك دفع مستحقات في الاخير، و لن يذهب اي من اعمالي سدا سواء كان للخير او الشر، و لذلك يجب ان اكون صادقا مع نفسي الأن لكي لا اقع في معضلة فيما بعد بسبب افعالي الطائشة، لأنه إن كنت حقا من المسرفين في تباع رغياتي... اذا لن يكون ما ينتظرني جيدا بتاتا"
"و السؤال الذي سيحدد ان كنت أوافق أم أرجع إلى عالمي، هل أستطيع أن أتحكم في رغباتي الى حدود المسموح به في هذا العالم؟"
"مما لاحظته من خلال المدة القليلة التي كنت فيها هنا أن أول مشكلة خطرت في بالي عند بقائي في هذا المكان هن النساء... صدقا أول إمرأتين رؤيتهما عندما خرجت من الغرفة يمكن أن أصفهم فقط بالخرافيات، إحداهما لو كانت في عالم الحقيقي لكانت ملكة جمال العالم من دون أي منازع و هذا كله و هي بمظهر خادمة هدفها تنظيف المنزل و ليس اغراء سيدها، فقط بالنظر لجمالها الخلاب و جسدها الفتان لن يكون هناك عليها اي نقص في الخطابين و المحبين"
"اما الثانية... حسنا لم اكن لاصدق انها ستكون فتاة مثلها موجودة في الواقع، لو رأيتها في التلفاز او الانترنت سأقول انها مصنوعة بالحاسوب، و هذا ليس فقط للون شعرها الثلجي الذي لا يدل حتما على كبر العمر، لا بسبب العينان البتفسجيتان التي تبدوان كأنهما جوهرة نادرة، بل ايضا لملامح وجهها المثالة من انف لا هو حاد و لا هو مفلطح و بالحجم المثالي مع وجهها الصغير، الى شفاهها الوردية المحمرة الصغيرة من دون اي احمر شفاه، الى البشرة البيضاء العاجية التي تبدوا انها ذات ملمس حريري خاصة عندما لمست يدعا تأكدت انها حقا ملساء"
"حتما لا يكن أن أطبق ما أعلمه على البشر في عالم الاصلي و أسقطه على هذا العالم، ففقط بالنظر الى هذه الفتاة اعلم ان هناك اختلاف بين العالمين، فتاة في عمر 12 او 13 تملك بشرة طفل حديث الولادة، و هذا بالعلم انها تقوم بأعمال المنزل من تنظيف القصر و غسل الملابس غيرها التي تؤثر على بشرة النساء عادة و تجعلها تتآكل إن لم يتم الإعتناء بها، و حتى إن المرأة الناضجة لا تبعد كثيرا عن الفتاة... عجبا من اين يتعرق هاؤلاء الناس بمثل هذه البشرة؟"
"لكن مهلا لحظة واحدة إن كن النساء في هذا العالم هكذا فكيف سيكون الرجال، و الأهم من ذلك كيف سأكون انا؟.... و بذكر ذلك ،مما لا شك فيه أنا الأن في عالم مختلف، و لكن هل اتيت بروحي فقط أو بجسدي أيضا؟"
نهض ميمون مسرعا للبحث عن مرآة ينظر بها الى مظهر الذي كان عليه الان في هذه المرحلة، ليلاحظ ان الغرفة مازالت مغلوقة النوافد و ان الظلام قد خيم على المكان و بالكاد كان هناك ضوء كافي لرؤية ما في هذه الغرفة.