ترك ميمون الشرفة و الطيور لأشغالهم الخاصة وعاد أخيرا الى غرفته و هو عاقد العزم، عاد مرة اخرى الى النافدة النظام، مر بإصبعه على الإشعار و تخطى كل الكلام الذي قرأه من قبل ليصل الى التحذير.
[تحذير : لقد تم إعطائك هذه المنحة من الرب و سيعطيك حرية إختار نظام يساعدك على هذه التجربة و لاكن لا يعنى انه يمكنه فعل ما تشاء و حتى إن كان هبة، إن الاستعمال السيئ لها سيحولها الى نقمة و لك الاختيار في افعالك.]
'أرجوا ان اكون عند حسن ظن ربي'
تأمل ميمون فيها لبعض الوقت في التحذير الذي أعاد إليه بعض التردد قبل ان ينزل الى ينظر الى الزرين في الاسفل او بالاحرى الزر في الاسفل، بالرغم من عزمه لازال فيه قليل من التردد إلا انه قد حزم أمره بالأغلبية الساحقة، لذلك لم يعبأ بخيار الرفض و لم ينظر إليه حتى، الآن في عينيه لم يبقى الا خيار واحد، زر واحد.
بعد أن نفى ميمون خيار العودة إلى عالمه أصبح باله مشغولا بأمر آخر.
'اتساءل ما نوع النظام الذي سأتلقاه لمساعدتي في هذا العالم؟ سيكون وسيلتي في الغش، الإصبع الذهبي الذي سيعجعلني قويا و غنيا و تكسبني السلطة، فقط بتفكير كيف انني سأحل معضلة الكثير من الحسنوات لأكون فارسهم في الدرع اللامع و جعلهم يقعن في غرامي ثم اجعلهن زوجات لي... فقط هذا الأمر يجعلني اكاد ان اطير من الفرح.... ويحي لا يجب أن أتحمس كثيرا في مثل هذه الأوقات'
و بينما كان الفتى يسبح في احلامه الوردية كان اصبعه يقترب اكثر الى خيار قبول المنحة.
"احلامي الوردية، المغامرة الشيقة، الاشرار الاغباء، العباقرة الذين سيحسدونني على قدرة غشي احم.. احم أعني موهبتي، أسرار العالم غير مكتشفة، جميع سكان هذا العالم إن الشخص الذي يوافق اسمه حظه قادم اليكم فحذروه، ميمون قام اليكم"
الشاب الذي كان مستبشرا بما هو قادم، الشاي الذي يظن أن رحلته ستكون سلسة مع نظامه، تقدم إصبعه إلى الأمام و الأمال و التوقعات تزداد مع تقدمه إلى الزر الذي سيجعله يبدأ تجربة لم تكن في حسبانه، عندها ضغط على زر القبول، لتختفي النافدة الاولى و تنبثق في مكانها نافدة ثانية.
[مبروك عليك، لقد حصلت رسميا على هبة الحلم بعالم اخر، ستكون تجربة لا يمكن ان تراها او تحسها في عالمك الاصلي، بالرغم من ان كل هذا الذي ستعيشه هو حلم الى انه لا انه لن يكون غير واقعي بقوانين غير مدروسة و غير منطقية، بل سكون قريبا جدا الى الواقع المحسوس بالحواس الخمس كالسمع و البصر و اللمس، أما عن منطق هذا الحلم فلا تخف، لن يكون مثل احلام العصر، بل سيكون ايضا قريبا الى الواقع من حيث قوانين العالم الفيزيائة و الرياضيات و الفلسفة مع بعض الفوارق الضئيلة التي ستزيد فقط من المتعة في هذا الحلم الطويل]
أومأ ميمون موافقا على ما يقرأه، إن كانت قوانين هذا العالم مطابقة لعالمه السابق فسيكون له إنطلاقة مرتفعة من أجل فهم و التعود على هذا العالم الجديد.
[اما عن الوقت الذي يمكنك بقاء هنا فهذا يرجع لك، و لاتخف على طول بقائك هنا بأن يأثر على جسدك في العالم الحقيقي، لا داعي للخوف من الدخول في غيبوبة تدوم لسنين عديدة قد تجعل عائلتك تحزن على حالك، سواء قضيت هنا بضع دقائق أو مر عليك العديد من سنوات أو حتى عقود أو قرون فلن يمر في العالم الحقيقي إلا سبع ساعات.]
"مرحا~~ ،هذا حقا خبر مطمأن، معرفتي لذلك يجعلني اتمتع بهذه التجربة من دون احساس بذنب تجاه عائلتي بجعلها تقلق علي... فقط بتفكير في تعبير امي القلق علي يجعل كل هذه الرحلة من دون اي طعم، و لكن فقط لو كان بستطاعة عائلتي ان يأتو معي الى هذا الحلم الرائع... على أي حال لا معنى من البكاء على النصف الفارغ من الكأس، يجب أن أتمتع جيدا بالنصف المملوء منه بدلا من ذلك."
و عندها اكمل ميمون القراءة
[لذا إستمتع جيدا في هذا العالم في حدود المباح و لا تنجرف في رغباتك المنحرفة فتصبح من النادمين، بالطبع يمكنك أن تتجاهل هذا التحذير و أن تقوم بما تشتهي، و لكن أعلم أنها على مسؤوليتك الخاصة، و أما عن نظام غشك فسيكون من اختيارك، لذا إختر بحكمة لأنه سيكون معك طول هذه الرحلة و لن يمكنك تغييره فيما بعد]
[ملاحظة: ليكن في العلم أنه بصرف النظر عن نظام الذي ستختاره سيكون هناك مهمات تخص ذاك النظام و التي تكون متغيرة على حسب النظام، و اخرى تكون مهام العالم التى تكون مرتبطة بالحالة التي تكون فيها لذا هي مهام لن تتغير بتغير النظام، و اخيرا المهام التي تفرضها على نفسك مثل الوعود و النذور التي سيصنفها النظام على انه مهام.]
"هكذا الامر إذا، سيكون النظام من اختياري، هذا سيكون امرا جيدا من جهة انه سيكون نظاما موافقا لغاياتي و اهدافي... و لكن من جهة اخرى هذا امر سيئ، لانه سيكون علي ضغط و خوف خفي يتمثل في انني قد اختار نظاما خطأ بإرادتي"
'على الاقل اذا اجبر علي نظام ما فلا يسعني الى ان اعمل به و لكن إن كان من ختياري فسأكون في مفترق طرق'
لم يسع ميمون إلى أن يشعر بأنه كان غير منطقي، هو يريد أن تسري الأمور كما يريد و في نفس الوقت جزء منه يريد أن يكون هناك طرف يختار عنه حتى لا يواجه أعباء و مترتبات إختياره، الحرية و المسؤولية وجهان لعملة واحدة.
"ببساطة هذا مظهر من المظاهر الصريح للجشع الإنسان، ميمون أن تريد التمتع بالفوائد دون أن تريد ان تدفع أي شيء في المقابل؟ حقا نحن البشر حقا جشعون بشكل سخيف"
إعترف ميمون بما يجول في داخله، مما جعله يشعر بمدى عدم إنصاف رغباته، على المدى الطويل لم يكن له حل لتخلص من هذه الصفة، تنهد بضعف ثم قرر ألا يتعمق في مثل هذه الأفكار.
"لنعد إلى المهام، على ما يبدوا انها مقسمة الى ثلاثة اقسام، في الظاهر ستكون مهام العالم هي الاصعب فهي ستكون وليدة الحالة الخارجية التي أكون عليها، الوضع الذي سأكون فيه هو من يقررها، مما يعني أن هناك فرصة كبيرة للخروج الأمور من متناول يدي فليس من الضرورة اقدر على مواكبتها."
"اما مهام النظام فعي ستكون وجبتي الدسمة لصعود في المستويات فهي تلك المهام التي تكون في المجال الذي أختاره انا بختياري لنظام، لذا يجب أن أختار نظاما مناسبا... بذكر النظام أتسائل ما هي الأنظمة التي ستعطى لي كخيارات؟"
أنتاب ميمون الفضول بشأن الأنظمة المقترحة و لكنه لم يتسرع في البحث عن الجواب.
"و أخيرا المهام التي تنشأ من وعودي، هي في الحقيقة الطبق الرئيسي....كيف يمكن ان للنظام ان يكون بمثل هذا الكرم، أفرض على نفسي مهام و اكافئ عليها من قبل النظام!!؟"
بدء ميمون يسرح و يمرح في خياله حتى أنه لم يلاحظ نفسه و هو يبستم في الفراغ ببلاهة.
*مهمة 1:اكل الفطور صباح ==>وضع: صعب ==> مكافئة : 1000 نقطة خبرة
*مهمة 2:الحساب من 0 الى 100 ==}وضع: صعب جدا==}مكافئة : 10000 نقطة خبرة
*مهمة 3: الذهاب الى النوم ==}الوضع: بالغ الصعوبة==}مكافئة: 100000 نقطة خبرة . . .
.
.
.
*المهمة 257 :عدم القيام بشيئ لمدة 5 تواني==}وضع :تعجيزي==} المكافئة : 99999....999
"لذا يجب ان اختارا حقا بحكمة إن كنت اريد حقا أن اكون سريعا في الوصول الى مستويات اعلى"
قالها بينما كان يمسح العاب المتسرب الذي تنبه له الأن فقط، مرر ميمون بعدها اصبعه على الشاشة ليكمل القراءة و عدها وصل إلى آخر الكلام و وجد زرا في الاسفل مكتوب فيه الذهاب لختيار النظام.
"حسنا لنقم بفعلها"
تغيرت النافدة مرة اخرى الى نافدة اكبر مقسومة الى ثلاثة، في اعلى اليمين مكتوب خير، و في الجهة المقابلة لها هناك في اعلى اليسار مكتوب شر و ينهما محايد.
'يالا العجب ان الامر حقا يقع على عاتقي سواء اخترت الخير او الشر او انكون محايدا، و بذلك سأتحمل كل المسؤولية مهما كان إختياري... حسنا لنرى ما هي الانظمة الخاصة بالشر'
ضغط ميمون على الايقونة في اقصى اليسار لتتوسع الشاشة الخاصة بالشر و تحجز ثلاثة ارباع النافدة. نظام القتل معرفة المزيد
نظام السرقة معرفة المزيد
نظام الفساد معرفة المزيد
نظام الشهوة معرفة المزيد
نظام الاغتصاب معرفة المزيد
نظام الربى معرفة المزيد
نظام الكذب معرفة المزيد
نظام الدجل معرفة المزيد
.
.
.
'نظام الشهوة سيكون نظام جيدا ان كانت افعالي من دون عواقب، اما عن باقي الانظمة فهي انظمة شر عادية ما عدا نظاميين الربى و الدجل فهما الشر المطلق؛ احدهما يجعل الغنى يأكل من ظهر الفقير المحتاج بدل ان يساعده و بذلك سيصير الفقير أفقر و الغني يزداد غنا، انها تمثل الانانية و شراهة المطلقة'
'اما عن نظام الدجل فمن يختاره فهو حقا يمكن القول عنه انه شرير من أجل الشر، فمن يقوم بإختياره لن يكون هدفه مال او جاه او سلطان بل فقط لفتن الناس، فلو اراد احدى هذه الامور لختار نظام يوافقها و أما لو أراد أن يجمعها كلها فسيختار هذا النظام لتدمير المجتمع، لذلك الفتان يقوم بشتى الافعال من قتل و سرقة و شهوة و ربى'
"على اي حال هذا المجال لا يخصني لقد اردت فقط الإطلاع عليه من باب ارضاء الفضولي، على الارجح سأختار نظام من انظمة الخير لذلك دعنى ارى ما هي انظمة المحايدة قبل ان اختار لي نظاما"
ليضغط ميمون على ايقونة المحايد لذلك اتسعت نافدتها و تراجعة نافدة الشر حتى بلغة ثلاث ارباع الشاشة.
نظام الانتقام معرفة المزيد
نظام اللتجارة معرفة المزيد
نظام الحريم معرفة المزيد
نظام الترفيه معرفة المزيد
نظام الزواج معرفة المزيد
نظام العقاب معرفة المزيد
نظام المساواة معرفة المزيد
نظام المعارضة معرفة المزيد
.
.
.
"مهلا مهلا نظام الحريم !!"
لمعت عينا ميمون عندما رأى هذا النظام و بتلع لعابه في ترقب، كيف لا و هو الذي كانت مشكلة الاولى التي خطرت في باله هي النساء.
"حسنا لنرى وصف هذا النظام ثم اقرر... ليس و كأنني سأختاره من دون تفكير... على ما اعتقد؟"
و عندها ضغط على معرفة المزيد ليظهر له وصف النظام.
[نظام الحريم :احصل على الجمال و صعد في سلم القوة؛ كلما زاد النساء اللاتي وقعن في حبالك كما زادت نقاط الخبرة التي تحصل عليها، و وبإرضاء شهوتك من خلال التعامل مع النساء، و لا يشترط عليك إسترضائهن من أجل كسب النقاط.]
"سحقا، و اخيرا بعد أن وجدت نظام احلامي... و مع ذلك ما قصته هذا النظام الا يفترض به ان يكون نظاما محايدا، إذا لماذا هو كهذا بهذا الانحراف... لا تتسرع يا ميمون تابع القراءة لعلك تسرعت في الحكم"