بينما كان ميمون يتنقل بنظره بين الانظمة ليقع نظره مرة اخرى على نظام الحريم.
"لطالما كان هذا النظام حلما لأي شخص قرأ بعضا من الروايات اللآسيوية الرديئة، لقد كانت روايات ليس لها اي معنى او هدف او عبرة و بالرغم من ذلك فقد نالت قاعدة قراء غير ضئيلة بتاتا من، خاصة من الشباب الذكور"
إبتسم ميمون بقلة حيلة، هو كان يذكر تلك الروايات بالسوء و كأنه يزدريها و لكنه في نفس الوقت كان من الدمنين عليها.
"في المرحلة التي يكون فيها الشاب عند نقطة صعبة لبناء شخصيته و اهدافه، تلك الفترة التي يكون فيها مملوء بالرغبات و الاحلام و الأمال الغير محققة، و مع كل تلك الظروف الخاطئة كانت تملئ رؤسه من الغزو الفكري الذي يشاهده على هاتف أو تلفاز أو من رفاق له هم ايضا مغسولين الدماغ فإن ذلك سيأدي بالشاب إلى الوقوع في أخطاء تكاد ان تكون حتمية بنسبة الى الضروف التي يعشها"
"هنا ستأتي هذه الروايات التي تستغل احلامه الغير محققة و الاخطاء الكثير التي اثقلت كاهله، وتأخده في رحلة خيالية يعطى فيها البطل فرصة اخرى لتصحيح اخطاءه و الحصول على المال و القوة و الانتقام و بالطبع الحريم"
وضع ميمون كفه على دقنه متعمقا في التفكير حول هذا الأمر.
"بالتفكير في هذا الامر الان، إنها حيلة رخيسة و لكن ذكية لجذب الشباب المعطوبين من الواقع، ليجد نفسه فجأة ان قصة ليس فيها أي إبداع من اي ناحية و لكن هو بالفعل قد اصبح مدمنا عليها، حبكة؟ شخصيات واقعية؟؟ منطقية؟؟؟ إرمي كل ذلك في سلة المهملات، المهم أن أنسى بها الواقع، هذا ما أحتاجه"
"و بالطبع سيتخيل الشاب الواهم نفسه في مكان البطل، يفرح لفرحه و يحزن لحزنه، هو سيشعر بالنشوة بتخيله لذلك، كون البطل القصة هو ذلك الشخص الذي تمطر السماء عليه ذهبا بينما هو في صدد إبراح أحد الأشخاص الذين لم يكن لهم دور في القصة إلا أن يتنمر على البطل عندما كان صغيرا، ما سيجعل البطل يحث عن القوة و بعد تدريب شاق دام لفصلين على الأكثر سيكتسب البطل عضلاته لن يكتسبها المتنمر على طول سنين طويلة من التدريب"
ضحك ميمون بمجرد تذكره لهذه التفاصيل الغير عادلة.
"حتى أخت المتنمر و التي من المفترض انها تقف مع اخيها هي ستشاهد وجه أخيها الوسيم يتحول إلى كتلة مخيفة من التورمات بدون اي مشكلة في ذلك، فالمسكينة مشغولة بالتفكير في مدى روعة تدفئ سرير البطل بعد إنتهائه من أخيها، أما بالعودة إلى البطل فهو الأن منتشي بعد انتقامه من شخص اخر في قائمته الطويلة لتحصيل الديون ضد اعداءه السابقين.... و مما لا شك فيه أن هذه الديون ستكون بفوائد ربوية؛ إن لمست شعرة من رأسي سأحلق لك شعر رأسك كله، إن رميت علي وردة سأردها عليك بالرصاص"
أمسك ميمون رأسه و هو يشعر بالأسى على المتنمر المسكين.
"و بالطبع لا ننسى اضافة فتاة جديدة الى مجموعة البوكيمون الخاصة به، و من أجل التغيير قليلا من أجل أن لا يصبح الأمر مملا سيكون الفتاة التالية هي خطيبة متنمر آخر أو صديقة طفولته أو معلمته أو حتى... أمه؟ نعم أمه، من تعبت عليه في حملها حتى تلده و تنميه ثم تربيه و في الأخير تتبرى منه من أجل البطل، أما كيف حدث ذلك؟؟؟ ببساطة الكاتب في صف البطل"
".... نعم هذا يبدوا امرا جيدا، لكنه سام بدرجة كبيرة، لدرجة تجعلني اتساءل من حيث بدأ في ذكر اضرارها و من حيث انتهي"
اصاب ميمون الفزع فجأة و وضع كفه على وجهه و العرق البارد من جبينه و ظهره.
"كيف لم الاحظ هذا من قبل؟ ما هو نوع هذا المنوم الذي كنت اتعاطاه حتى اوصلني الى قراءة هذا النوع من الروايات و الادمان عليها؟ هل كنت حالة من غسيل الدماغ؟ او تنويم مغناطيسي او ماذا؟ أم انني كنت على علم بذلك و لكنني تغاضيت عنها؟"
"هل هذا يعني كذلك انني سأصبح مثل بطل رواية الحريم اذا اختر هذا النظام!!؟"
"بالطبع إن الأمر يعود لي حتى لو لأخترت هذا النظام، و لكن لا يسعني إلا ان اسئل نفسي، هل يمكنني ان أستعمل هذا النظام بطريقة صحيحة؟ هل انا واثق من التحكم في رغباتي الجامحة إذا وضعت في موقف يسمح لي بتحقيقها؟"
"يجب علي أن لا أكذب نفسي في هذه المرحلة بالذات، من السهل أن أنتقد الأخرين على أفعالهم و قراراتهم و أنا لم أجرب مثل التجربة التي عاشوها، و لكن كيف ستكون النتيجة إن كنت مكانهم؟ ما الذي سأفعله حينئذ؟"
"لكي اقول انني لا املك اي افكار جامحة إذا انا كاذب، حتى أنقى الناس يجب يكون لهم مثل هذه الرغبات، ففي الاخير إن كل ناس خلقوا سواسية و كلهم من لحم و دم و لديهم شهوات و رغبات يطمعون في تحقيقها"
"و هنا يكون مفترق الطرق الذي سيفرق بين الشخص الجيد من السيء، الصنف الأول سيختار ترك رغباته تظهر للعلن دون قيد أو شرط مما جعلها تكبر بإتباعها الى ان تصبح رغبات شادة و غير طبيعية، و سيصل به الأمر ليصبح عبدا لها، قد يظن بعضهم بإن الرغبة في المتعة عند الإنسان ستتوقف في حد معين، هذا لن يحدث ما لم يوقفها صاحبها، إن تركت من دون تهديب ستكبر و تتغير مع مرور الزمن، للأسف كان هذا صنف أغلبية الناس"
"و الصنف الثاني و هم الأقلية من قمع تلك الرغبات و الشهوات و تهديبها، و هذا لا يعني أنه سيتخلص من تلك الرغبات و ينتزعها إلى الأبد فهذا مستحيل، و لكن خلال قيامه بأفعال معينة تجعل حدودا لها و كذلك اخراجها في الوقت و مكان الصحيحين، عندها ستصبح تلك الملذات وسيلة و ليست غاية"
"فالقديس و عبد الهوى لا يولدون بل يصنعون، و لذلك لا يمكنني أن أتحجج فيما بعد اذ إخترت هذا النظام و الغرق في متعه ثم أدعي في الأخير بأنه أمر لا مفر منه، أو أنه أمر حتمي و لا يد لي في ذلك"
"هل تستطيع يا ميمون استعمال هذا نظام دون اي يستعبدك؟ ما مدى ثقتك في نفسك؟"
لقد كان ميمون يكلم نفسه بصوت مسموع و كانه يحدث شخص اخر واقف امامه، لو رآه احد ما مر بصدفة امام باب غرفته لظن بدون شك ان ميمون أو فايت كما يعرف الأن لم يكن وحده في الغرفة، اما لو دخل ذلك الشخص و وجد الشاب واقفا وحده في الغرفة و هو يحدث الفراغ لقال انه الفتى قد جن تماما.
و لكن ميمون لم يكن له الوقت للخوف من اراء التي قد تتشكل ضده في هاته اللحظة، كان امام قرار مصيري الذي يجب ان يتخده الأن و الذي سيؤثر على متستقبله الى الأبد و ليس فقط في هذا الحلم، و لذلك حتى و إن حدث ان يقع في هذا الموقف و يدخل عليه احد الأن لم يكن ليتوقف عما يفعله.
"هل تعرف نفسك جيدا يا ميمون حتى تقول انك إذا وقعت في مثل تلك المواقف ستختار الخيار العادل؟ هل ستكون متأكدا مما سكون رد فعلك المترتب عنها بستناد الى معرفتك بنفسك؟ هل ستكون أفضل من أبطال القصص الذين إنتقدتهم آنفا؟"
لقد كان ميمون الان في حالة خاصة و اصبح فيها عقله مقسوم الى نصفين نصف يطرح سؤالا و نصف اخر يحاول الاجابة عليه قدر المستطاع.
"بالطبع... بالطبع لا اعلم، هل هناك أي شخص يستطيع ان يجزم كيف سيكون عليه بالغد؟ بل هل سيكون نفس الشخص الذي هو عليه الآن مهما تغير الزمن؟ ام ان ظروفا معينة ستعطيه قناعات اخرى لم يكن من قبل يتباناها بتاتا؟"
"أنا لا أستطيع أن أجزم عما سأكون عليه بالغد، فما بالك بسنة من بعد او 10 سنوات او حتى 47 سنة من يستطيع أن يعلم بعقله المحدود؟ و حتى إن كان لشخص نفس المعتقدات التي كان مؤمنا بها من قبل، هل يمكن اي يظمن انه يستطيع تطبيقعا في ظروف معينة؟ بالطبع لا استطيع ان اجزم بذلك، لأنه ليس امرا يمكن أن يجزم به اي مخلوق كان"
"فقط المطلق في كل شيئ يمكن ذلك"
"ولذلك يجب عليه ان احاول ان اوفر ظروف مساعدة لي قدر المستطاع، عسى ان أوفق الى هدفي، فعلي أن أضيق المسارات التي يمكن ان امشي عليها أحصرها، لكي لا اتيه في تشعب الطرق و خياراته كثيرة"
"اذا ماذا يجب ان اختار هناك انظمة كثيرة و متنوعة، لابد ان انظمة الخير هي خيار الآمن و لكنني اشعر ان الانظمة المحايدة هي خيار المناسب، لابد انني اشعر بذلك لانها هي الانظمة التي تمثل الانسان الحيقيقي، اذا كانت انظمة الخير تمثل الملائكة، و الشر هي الشياطين ،فحتما المحايد يمثل الذي لديه الخيار و هما الانسان و الجن"
كلما فكر ميمون اكثر كلما قلت خياراته و لكن ايضا ازداد خوفه من ان كل ما يفكر فيه خاطئ، لم يسعه الى ان يدعو ليوفق في ختياره، و بينما يتنقل بنظره على انظمة الحايدة و الخيرة، و اذا به يجد نظاما يجدبه اليه.
"مهلا كيف لم ألاحظ هذا النظام؟ إنه نظام مثير للأهتمام، لنرى ما هو وصفه"
[نظام الزواج معرفة المزيد]
ابتلع الفتى لعابه في ترقب و هو يقرأ وصف النظام الذي جذب انباهه، و ببطأ كان يقرأ كلمات وصف النظام لكي يسعه فهم فحواه.
[نظام الزواج: خلف كل رجل عظيم إمرأة؛ لطالما كان الرجل مند القدم رمزا لشجاعة و القوة و الإبداع و لكن قبل كل تلك الإنجازات العظيمة كان أمامه طريق صعب ليجتازه، ذلك طريق كان صعبا جدا حتى يجتازه وحيدا، و لولا أن خلفه نساء حكيمات قمن بتوجيهه لسقط في منتصف طريق، عندما كان صغيرا ربته و إعتنت به أمه و أخته، و عندما بلغ و شتد عوده و أصبح صلبا لدرجة أن من الصعب عليه أن يصبح مرنا مع المواقف المختلفة دون أن ينكسر جاء دون زوجته لتمحوا تلك القساوة الزائدة. الزوجة الجيدة رمز لنجاح الرجل.]
[تحذير: هذا النظام يزيد قوتك بشكل رئيسي من زواجك و لكنه لا يظمن لك الزوجات الصالحات، عليك أن تختار بحكمة من المرأة التي تكون زوجتك، و كما أنهن رمز لنموا الأسرة و المجتمع و صلاحه فهن أيضا سبب فساده.]
"...... يبدوا ان هذا النظام سيكون رفيقي في هذه الرحلة"