" في مكان بعيد عن أعين البشر عاشت ثلاثة عشائر متحاربة فيما بينها على تزعم الجزيرة التي يعيشون فيها، الأولى كانت عشيرة عرف أفرادها بولادتهم من قلوب المانا ذات السحر العالي يستعملون التعاويذ في كل شيء وقد عرفت بعشيرة ماجيكال السحرة والثانية عشيرة أفرادها مفتولي العضلات أكلة لحوم ضارية وأنياب حادة يتحولون في ليلة اكتمال القمر عشيرة وولفرينيا المستذئبين، والثالثة عشيرة يطير أفرادها في سماء الليل يتحولون الى خفافيش متعطشة لشرب الدم عشيرة دراك نايت، مصاصي الدماء
كان القتال محتدما بين هذه العشائر الثلاث حتى انهم كادوا ان يكشفوا انفسهم للبشر الطامعين بأسرارهم وأزهقت ارواح كثيرين وبعد ألف عام من الحرب قررت عقد سلام أبدي وتقاسم الجزيرة بالتساوي بعد أن وجدوا أن لا فائدة من القتال وأنه لم يجلب سوى الحقد والحزن والكراهية، فقرروا العيش بسلام بمعاهدة سلام ابدي تنص أن كل عشيرة ستكمل الأخرى، عشيرة السحرة تصنع ترياق لعشيرة المستذئبين كي يسيطروا على انفسهم ليلة اكتمال القمر وعشيرة المستذئبين تحمي عشيرة مصاصي الدماء بقوتها الجسدية وعشيرة مصاصي الدماء تحمي بدورها الجزيرة بقتل كل البشر الذين يحاولون الوصول إليهم سواء من البحر أو الجو حتى أن بني البشر وضعوا خطا احمر على تلك المنطقة من المحيط بسبب ان أي سفينة أو طائرة تدخلها لا تخرج منها وأسموها بمثلث برمودا، وفي وفي قلبه عاشت العشائر الثلاثة على أرض تلك الجزيرة البعيدة والتي يروى عنها أساطير قديمة لكن لم يعش أحد ليعود حيا ويرويها"
" وماذا حدث بعدها يا جدتي؟"
ببراءة تسأل تلك الطفلة جدتها أن تكمل لها سرد هذه القصة
الجدة: حسنا يا حبيبتي، بعد آلاف السنين من السلام تطورت تلك العشائر ولم تعد كما كانت، اكتشفوا الكهرباء وطوروا التكنولوجيا واخترعوا كثيرا من الأشياء حتى انهم وصلوا الى القمر وكل ذلك بعيدا عن أعين البشر الطامعين بأسرارهم. السلام على تلك الجزيرة لم يمنع أبناء العشائر الثلاثة بالارتباط ببعضهم فمثلا زواج مستذئب من ساحرة وزواج مصاص دماء بمستذئبة أو زواج ساحر من مصاصة دماء، فبعد السلام أصبحت تلك العلاقات شائعة ولا عيب بها، ولكن ولادة أطفال بدماء مختلطة لا ينتمي احدها الى عشيرة أمه أو أبيه كان مشكلة لأن هؤلاء الاطفال عاشوا منبوذين قبل أن يتكاثروا فيما بينهم ويؤسسوا عشيرتهم الخاصة، بذلك ولدت عشيرة جديدة أفرادها مخلوقات هجينة ولدت من دماء العشائر الثلاثة ومعروفون أيضا بهورتنسيا، فرسان الفيوجن ، فرسان الفيوجن لهم قدرات خاصة يطيرون مثل مصاصي الدماء ولهم قوة جسدية مثل المستذئبين ويستخدمون سيوفا عجيبة كعصي السحرة تماما ولكن ما يميزها هو وجود زهور خاصة على المقبض وكل فارس فيوجين يمتلك زهرة خاصة به على سيفه ويحصل على السيف في مراسم سن البلوغ بعد ان يقضي حياته وهو يتدرب على الفروسية لذلك يسمون بالفرسان، ولأجل تدريس ابناء العشائر الاربعة و توطيد العلاقات بينها قام الحكام ببناء أكادمية خاصة وسط الجزيرة وهي أكادمية شاملة لتدريس أبناء السحرة ومصاصي الدماء والمستذئبين وفرسان الفيوجن في مدرسة واحدة وحملت اسم الأكادمية الشاملة، حيث يدرس فيها كل الأشخاص من كل التصنيفات سواء كان نبيلا أو فقيرا أو مميزا أو عاديا ولذلك عرفت هذه الأكادمية بإسم ديستانسيا
الحفيدة بشوق: دي…ستا…نسيا
الجدة: نعم ديستانسيا
أغلقت الجدة الكتاب ليطير من يديها ويعود الى الرف مع باقي الكتب
الجدة: هيا تعالي الآن لنذهب لتحظير الغداء
الحفيدة: حسنا يا جدتي
بقي اسم ديستانسيا محفورا بقلب تلك الطفلة الصغيرة وفي الليل بعد أن غفت السماء وكل من اسفلها تسللت ببطء الى داخل المكتبة وحاولت سحب ذلك الكتاب
" انه عالي جدا"
رفعت يديها بعد أن اتتها فكرة وحاولت بجهدها استخدام السحر ليتحرك الكتاب من مكانه ويقع أرضا
" لقد نجحت "
اسرعت تتفحصه على صفحاته الأخيرة وتحديدا صورة تحمل مبنى كالقصور
" ديستانسيا أريد الذهاب إليها يوما ما "
لفتت تلك الأكاديمية التي تحمل اسم ديستانسيا انتباه بطلتنا الساحرة الصغيرة وهي تحلم بأن تدخل أسوارها لتبدأ الحكاية