أصبحت المدينة الجميلة كالمقبرة.

مباني عالية حطمت أساساتها وبدت كعمالقة نائمة. قصور كانت في يوما ما متألقة رائعة. مباني جميلة نصفها مفقود. شوارع وأسواق ومنازل بدت وكأنها سحقت بأيدي عمالقة. بيوت صغيرة محطمة، أبوابها مخلعة.

جدران وأعمدة حجرية متناثرة. أشجار يابسة ملتوية بدت كمخلوقات موحشة.

ومع ذلك لم تكن المدينة خالية إذ زمجرت الذئاب، وتصارعت على جثث الرجال المتعفنة المنتفخة. بعضها نهش العظام وبعضها عضعض الاذرع والأرجل.

مئات من الغربان اقتلعت العيون ومزقت البطون المتورمة بمناقيرها. هياكل عظمية مصفرة متبعثرة وقد تفتت من ثقل أشعة الشمس الحارقة. جثث متكومة فوق بعضها كالجدران، وبعضها يتدلى من المباني والجدران. جثث تساقطت من المباني إذ لم تحتمل ثقلها الجدران.

لم تكن مقبرة.

بل وقعت هنا مجزرة ، مجزرة سببتها امرأة. ومع ذلك لم تكن الجثث تنتمي إلى السكان بل كانت تنتمي إلى الفرسان، الذين تجرؤا ودخلوا هذا المكان مندو أكثر من مئة عام.

تنهدت امرأة من بين الجدار المتهدمة ليعم الجنون في المكان. تطايرت مئات الغربان وهي تنعق محذرة، وتقافزت الذئاب والوحوش هاربة.

وأصبحت المدينة خاوية.. وكل ذلك بسبب تنهد امرأة. واستمر ذلك الصوت الأنثوي الرقيق يقول:

-" الوحوش تتعلم ولكن البشر لا يتعلمون أبداً.. ماذا.. يبدوا قوياً؟.. تريديني ألا افعل له شيئاً؟.. ليليانا أنتِ مجنونة دائماً.. مم.. موافقة، قبلت رهانك.. مع أنه لا يبدو رجلا حقاً"ً. وارتفعت ضحكات نسائية من بين الجدران.

-" حسناً.. أنتنَّ تعلمن ما عليكنَّ فعله... سنسحقهم جميعاً.. سيعلمون ثمن العبث مع عشيرة بنتوس". وارتفعت الضحكات العذبة وكأنهن كنَّ في حفلة.

-" لنبداء العمل! ".

2021/06/28 · 70 مشاهدة · 236 كلمة
نادي الروايات - 2025