قام بتفعيل قدرات سيفه المسحور وهو يقترب منها ، وتوهج السيف بضوء أبيض. وقبض على سيفه بقوة إستعداداً لتنفيذ حركته المباغتة لينهي القتال سريعاً . وأخذ يفكر :
أنا لم أرى شيطان بهذا الشكل من قبل.. لربما استخدمت وهماً أو سحراً ما لجعلها تبدو هكذا ، ولكن ، أي شيطان مرعب قام بصناعة تلك الدروع. لا . لابد أنه وهماً أيضاً . ولكن هذه الشيطانة غبية حقاً.. فلا تفعل شيئاً سوى التحديق .
توقف القائد أمامها إذ كان متراً واحداً يفصل بينهم، وكانت تلك المسافة ضمن النطاق الفعال للهجوم الخاص به.
وحدق إلى أسفل وهو ينظر إليها. وحدقت بلاندر إلى الأعلى وهي تنظر لعينيه إذ كان أطول منها وأضخم عدة مرات.
قال القائد بثقة مطلقة :
-" من المؤسف حقاً أن تكون امرأة بجمالك شيطان، إلا أنك لا تبدين مقاتلة حقيقية إذ كان عليك ألا تسمحي لي بالإقتراب منك هكذا دون أن تستلي سيفك، أو حتى تُنزلي يديك عن صدرك.
حسناً، ليس كل من ارتدى دروعاً صار محاربا وإني حقاً أسف على ذلك، ولكن، لا أستطيع أن أترك شيطان مثلك على قيد الحياة. هذا واجبناً المقدس لتطهير العالم من الزنادقة بعد كل شيء".
حدقت بلاندر اليه بصمت وهي لا تفهم ما الذي يفعله الرجل أمامها ولماذا دعاها بزنادقة.
وأبتسم القائد في قلبه على غبائها حيث سهلت مهمته وقال صارخاً :
-" إندمي على غبائك في الآخرة ! "
. والتف بسرعة حول نفسه كالإعصار في لحظة خاطفة إذ أمسك سيفه بكلتا يديه مستخدماً كل قوته وزخمه.
كان هجوماً سريعاً كالبرق، ولايمكن تجاوز هذه السرعة أو تجنبها من هذه المسافة او حتى القيام برد فعل ما.
وبالفعل كانت المرأة أمامه تقف مذهولة تماماً ولم تستطع أن تُبدي اي استجابة من هذه السرعة الغير إنسانية. تلك كانت أقوى هجماته القتالية المباغتة والمفاجئة والتي لم ينجوا أحداً منها مطلقاً، وصرخ يقول :
"موتي !!! ".
وضرب عنقها في تلك اللحظة. مر نصل السيف في عنقها سريعاً وكأن عنقها صنع من عجين.
طار رأسها في الهواء، وشعرها الكستنائي يرفرف خلف رأسها كالعلم، وسقط بعد ذلك متدحرجاً في الارض فاغرةً فاها وعيناها ترمشان دون توقف غير مصدقة ماحل بها. انفجرت الدماء من عنقها كنافورة حمراء لامعة، وأخذ جسدها يتراقص وكأنه لا يستوعب ما حصل له من هذه السرعة. وسقط جسدها مرتعشاً في الارض كالقمامة.
أو هذا ما تخيله الرجل أن يحصل .
تخدرت يديه من قوة الضربة. وشعر أن سيفه أصطدم بلوح فولاذي ضخم. والتفت سريعاً ليرى ما حدث واتسعت عينيه كصحنين إذ لم يستطع تصديق ما يراه بعينيه.
-"مستحيل !!! .هذا جنون !!! . "
كانت بلاندر واقفة في مكانها مطوية ذراعيها في صدرها كما كانت مندو البداية.
وكان سيف القائد الضخم ضاغطاً على عنقها دون أن يسبب لها شيئاً. إنطلقت صرخات الذعر من حوله مما حصل.
وتسمر القائد في مكانه وقد توقف دماغه عن العمل وتحليل ما جرى.
-"هل أنت جاد في ما تفعله؟"
هكذا قالت بلاندر بهدوء ، وكأنها تخبره أن يستفيق من تسمُّره في مكانه ويمحو تلك النظرة السخيفة من على وجهه.
استعاد القائد تركيزه من تلك الكلمات. والتف حول نفسه بالإتجاه المعاكس وبسرعة أشد من سابقتها مستهدفاً عنقها مرة أخرى.
إلان أن المشهد أمامه كان كالحلم.
اصطدم السيف بعنقها بعنف شديد ولم يكن هناك دماء أو حتى جرح أو حتى خدشاً بسيط. والمربك في الأمر أنها لم تتحرك بل حتى لم ترمش بعينيها، والشيء الوحيد الذي تحرك هو شعرها الكستنائي وعباءتها إذ كانتا ترفرفان من قوة الرياح المتولدة من ضربة السيف الوحشية.
قفز القائد إلى خلف مبتعداً عنها وهو لم يعد يفهم شيئاً. عندها ظهر ثلاثة فرسان من اتباعه خلفها.
قام القائد بعمل حركات بسيفه وكأنه يستعد للهجوم ليجذب انتباهها إليه.
لم يضيع اتباعه الفرصة وقفزوا فوقها كوحوش ضارية وغرزوا سيوفهم فيها. واحد خلف عنقها والبقية غرزوا سيوفهم في مفصل ركبتيها إذ كانت تلك نقطة ضعف الدروع. ولكن ، لم يشعروا أنهم إخترقوا لحمها، ومع ذلك لم يتوقفوا عما يفعلوه ضربوا وضربوا وكأنهم ينحتون الصخور .
-"ألا تعرفون أن مداعبة امرأة بهذه الطريقة يعتبر وقاحة ".
قالت بلاندر دون أن تلتفت إليهم وكأنهم كانوا ديدان مقززة تتلوى على دروعها.
شحبت وجوههم وخارت قواهم من هذه الكلمات. إلا أن القائد كان يطير إليها كالسهم مستغلاً هذه اللحظة وهو يحمل سيفه أمامه كالرمح مستخدماً كامل سرعته مدعوماً بكل جسده الضخم وغرس سيفه في حنجرتها.
هذه الهجمة التي كانت كفيلة باختراق شجرة شيطانية ضخمة واختراق الصخور الصلبة كانت بلا فائدة، ولم تخترق عنقها ولم تسيل حتى دمائها و لم تدفعها حتى إلى الخلف.
لعن القائد في قلبه هذه المرأة الشيطانية .
وقد كان القائد لديه حدساً أنها لن تعمل عليها. لقد كانت خدعة مستغلاً عدم تحركها. وبمجرد أن لامس السيف أسفل حنجرتها ، قام بتفعيل أحدى قدرات سيفة المسحور . آسترال ! .
إنغرس السيف في عنقها وأعلى صدرها وكأنه يجري في الماء وخرج من الجهة الأخرى في تلك اللحظة.
كانت آسترال هي إحدى التعويذات السحرية التي تقوم بتحويل الأسلحة إلى أشياء غير ملموسة كالضوء، لذلك تتجاوز الدروع وكل أنواع الحماية. إلا أنها ليست مؤذية تماما مادامت قيد التفعيل. لهذا قام القائد باستخدامها على هذه الشيطانة.
وبمجرد مرور السيف من عنقها قام القائد بإيقاف هذه القُدرة. وتحول السيف إلى حالته الصلبة وهو مغروس فيها. كانت خطة جهنمية. ابتسم القائد وكل اتباعه وقد بدأوا يشعرون بالأرتياح.
وقال القائد بلهجة إنتصار:
-"لقد كنتي تبدين خصماً قوياً حقاً ، سأتذكر أسمك لعدة أيام ، ماذا كان أسمك مرة أخرى؟".
وقام يضحك ساخراً وأكمل يقول :
"لا أحتاج أن أعرف أسمك أيتها اللعينة.. حسناً ، كل مابقي هو أن أقوم بسحب السيف وتبدا الأمطار الحمراء الحقيرة.
اوه !، نسيت أن أخبرك أن سيفي مزود بسحر خاص، هو إلغاء سحر الشفاء. لهذا لن تستطيعي شفاء نفسك بأي شيء.
لا تقلقي سوف أشاهدك حتى تنزفين آخر قطرة من دمائك اللعينة كالخروف. وبعد ذلك. حسناً ، لا تحتاجين أن تعرفي ما سيحصل لكِ بعد ذلك " .
كانت بلاندر تحدق إلى الرجل الضخم أمامها بهدوء وهي واقفة كالجبل. وقد شعرت بخيبة أمل من هذا الرجل وقالت وقد بدأت تضجر :
-"هل هذا كل ما لديك؟".
تلك الكلمات جمدت دمائه في عروقه. كان السيف الضخم مغروس فيها، ومع ذلك كانت تبدوا هادئة بشكل مخيف.
قال القائد وقد بدأ الخوف يزحف إليه :
-" بقي أن تموتي "
وأمسك السيف بيد مرتجفة وقام بسحبه، إلا أن السيف لم يخرج ، ظل عالقاً فيها. سحبه القائد بقوة وبكلتا يديه ولم يتزحزح. سحبه وهو يصرخ ويئن حتى تورمت عروق وجهه كالحبال.
ولم يتزحزح السيف او المرأة من مكانها. عندها فقد القائد تماسكه من هذه الظروف العجيبة.
-" أي جنون هو هذا .. عليك اللعنة أيها الشيطان !!!"
والقى العديد من الكمات والركلات في وجهها .
أمسك رأسها بيديه وهشم وجهها الجميل بركبته الضخمة المدرعة بالمسامير، مرة وثانية وثالثة ورابعة وخامسة وسادسة وعاشرة وهو يصرخ كالمجنون :
"موتي !! ، موتي !! ، موتي !! . عليك اللعنة !!! "
كان المشهد كوميدياً أو ربما مرعباً بالنسبة إليهم، سجال روسو الذي بدا كالعملاق أمام المرأة؛ وتلك المرأة التي بدت ضئيلة هشة وسوف تتحطم من لكمات الوحش أمامها ومع ذلك كانت تنظر إليه بضجر وكأن تلك الهجمات كانت مصنوعة من ريش.
كان واقعاً مروع جعل الفرسان المخضرمين يرتعشون كالأطفال.
ولكن سجال روسو لم يوقف هجومه.
وأمسك سيفه منتزعاً إياه هذه المرة. لعلها تركته ينزلق من جسدها من شدة الألم التي شعرت بها من تلك الركلات واللكمات الوحشية. فقد كانت ركلة واحدة من القائد قد تؤدي إلى الموت. والغريب في الأمر أنه لم تكن هناك فجوة في صدرها، ولكن سجال روسو لم يهتم فقد كانت شيطان وكل شيئاً ممكن مع الزنادقة. ورفع سيفه عالياً وهوى به على رأسها مستخدما كل قوة من جسده وعضلات ظهره وبطنه وقوة ذراعيه وأطلق صرخة كالصاعقة :
"هاااااااااااا !!!!!!!".