20 - العودة الجزء الثالث

فتح لينياس عينيه ليرى ثريا كرستالية من ثلاث طبقات تضيء كالخيال فوق رأسه. وحرك عينيه متفحصاً المكان حوله، كانت الغرفة واسعة ، الجدران والسقف المرتفع أبيضاً ناصعاً مزخرف بنقوش ذهبية وفضية رسمت على شكل زهور وأشجار تقف في أودية رائعة الجمال.

وفي جدران الغرفة اربعة أبواب ذهبية. بابان في كل جدار بشكل متباعد وكانت الأرضية يغطيها سجاد أحمر ناعم مزخرف بنقوش ذهبية.

وفي وسط الغرفة كان سرير هائل الحجم ذو مظهر فخم والذي كان لينياس مستلقي عليه.

تمتم يقول:

-" عالمين مختلفين.. سالم ملحي.. جنون خالص". عندها لمح شخصاً في زاوية السرير ، ونهض سريعاً ليجلس على حافة السرير.

كانت سنوريا وكانت راكعة على ركبة واحدة محدقة للأرض وهي تضع يدها اليمنى على صدرها وكأنها تمثال.

-" سيدي ، ماهي رغباتك؟".

-" ليس لي رغبات ، لكن..أحتاج إلى الاغتسال إن كان هذا مناسب ".

-" مفهوم ".

نهضت سنوريا بحركات أنيقة وكأنها تدربت عليها مندو زمن. وأمسكت ملابسه الممزقة محاولة خلعها.

لكن-

-" هل هناك شيئاً ما؟ ". قال لينياس وهو يمسك ملابسه بدا كفتاة يتم إجبارها على نزع ملابسها.

قالت سنوريا بقلق وهي تنظر لعينيه الذهبيتين:

-"هل تسمح لي بالحديث ياسيدي؟ ".

لم يحب لينياس هذا الأسلوب في الحديث أبداً حتى في حياته كسالم.

وقال :

-" أنتِ لا تحتاجين إلى إذني في أي شيء، إذا كنتِ تريدين قول شيء فتحدثي به ". اتسعت عيني سنوريا في دهشة وكأنها سمعت شيء لا يصدق وتعافت سريعاً من ذلك.

وقالت :

-" شكراً جزيلاً ".

شكراً على ماذا. أراد لينياس قول ذلك إلا أنه ظل صامتاً.

واستمرت سنوريا تقول :

-" لقد طلبت أن تستحم وكنت أريد أن ازيل عنك ملابسك ".

-" أه ، لقد فهمت ، ولكن ، لا تحتاجين لفعل ذلك. سأقوم بفعل ذلك بنفسي ".

-" مفهوم ". قالت وسارت لتفتح أحد الأبواب الداخلية وقالت :

-" يرجى الدخول " .

أخذ لينياس خطوتين عبر الباب لتتبعه سنوريا وتوقف لينياس في مكانه والتفت إليها وقال :

-" سأستحم لوحدي " .

عندها أجابت سنوريا باضطراب:

-" لكن.. لكن..كيف يمكن أن تستحم بنفسك ، سأقوم أنا بذلك الشرف

ولكن.. إذا كنت تفضل الخدم سأقوم بدعوتهم حالاً ".

-" أنا أعلم واجباتك ، لكن ، أنا أحب أن استحم وحدي ". وابتسم ابتسامة دافئة محببة جمدت سنوريا في مكانها ، ونظرت لشفتيه بعينان متسعتان وكأنها ستخرج من مكانها وقالت بكلمات متقطعة وكأنها نائمه :

-" إذا.. كانت.. هذه. أوامرك " .

أغلق لينياس الباب خلفه. وأفاقت سنوريا من ذهولها من صوت الباب :

-" هيه ،ما هذا؟، ما هذا؟ .. لقد كنت أعتقد أنه سيكون مخيفاً جداً !.

وقامت تتخيل مشهد الوحشية التي كانت تتوقعها من سيدها. كان سيدها يجلس على حافة السرير وينظر إليها بنظرات حقيرة مقززة وكأنها دودة تزحف على الأرض وقال مزمجراً بصوتاً قاسي :

-" أيتها اللعينة !! كيف يمكن أن تطلبي مني أن أسمح لك بالحديث!!. لا يمكن للعبيد الحديث !!" وأخذ رمحها من يديها وغرسه في حلقها.واستمر يقول : " فلتعرف مكانك أيها العبد !! ". وقام يجلدها وهي تسبح بدمائها وكانت سنوريا تطلب الرحمة وكان سيدها يضحك بشكل شرير من توسلاتها.

-" اليس هذا هو الشيء الطبيعي لفعله؟. ممم، في الحقيقة كنت أتوقع أن يقوم بفعل شيئاً مخيفاً لي وضربي بقوة على هذا ، كان على السيد أن يقوم بضرب عبيده على كل حال ".

وتنهدت بخيبة أمل وكأنها رغبت في أن يتم تمزيقها.

وقامت تحتضن رمحها ونظرت إلى الثريا بعينين غائمتين وقالت :

-" آه ، سأقوم بتمزيق كل من يحاول أذيتي بالطبع. ولكن سيدي مختلف يستطيع أن يقوم بتعذيبي وتمزيقي كما يريد ، آه ، سيدي، عاقبني ، أجلدني، مزقني أنا عبدتك المطيعة... هممم .

لكن.. ألا يعني هذا أني لا أقوم بواجباتي على أكمل وجه.. يتم عقاب العبيد على فشلهم او عدم طاعتهم للأوامر. مم ، لا أريد أن أكون كذلك". عندها أرتفع صوت قعقعة ووقفت سنوريا بملامح جادة كالجندي المحترف في لحظة.

2021/06/28 · 165 مشاهدة · 614 كلمة
نادي الروايات - 2025