انفجرت ريفيريا بالصراخ وقد نست وجود سيدها تماماً :
-" أيتها القذرة هذه سخافة !!، فما زلت شابة !! ".
-"هذا من الخارج، أما من الداخل فكل شيء مات وتعفن!".
تشوه وجه ريفيريا بالغضب وكشرت عن أنيابها البيضاء الامعة وقالت:
-" يبدو أني لم أقم بتربيتك جيداً ، لكن هذا جيد، فلم أتذوق دماء طازجة مندو سنين ، و لا أمانع أن أشرب دماء عذراء مجنونة! ".
لا يسع إنتوس إلا أن تعترف بجمال المرأة أمامها حتى في غضبها. ولكن إنتوس لم تكن أدنى منها بشيء ولن تخسر هذه المواجهة وقالت إنتوس وهي تهرول إليها :
-"حاولي فعل ذلك أيتها العجوز" . وهرولت ريفيريا ايضاً . وحدقت الحشود إليهم وهي تعرف ما سيحصل بعد ذلك. فلو كانوا في مكان آخر لقاموا بالرهان في ما بينهم على من ستخسر.
ودون أي تردد ضربوا رؤوسهن ببعض كالكباش. مصدرين بذلك صوت مدوياً كصوت طلقة بندقية. ضيق لينياس عينيه وكأنه يتخيل الألم من كل ذلك. لابد أن تلك الضربة كفيلة بسحق جمجمة وحش مروع ومع ذلك بدا أنهن كن بخير تماماً ولكنهن لم يكتفوا بهذا القدر إذ استمروا
يتناطحون دون توقف وكأن كل واحدة منهن تريد أن تسحق رأس الأخرى وتهشمه. ولكن هذا كان جنون خالصا.
أوقفهن لينياس بصوت مزلزل:
-" يكفي !! ".
وتوقفن عما كن يفعلن وانحنت ريفيريا وإنتوس على ركبتيها في لحظة وحدقوا إلى سيدهم باحترام.
استمر لينياس بذلك الصوت القيادي الهادر:
-" أحتاج إلى رؤية الارض التي نحن فيها الآن. لذلك هذا التجمع قد انتهى !".
وسار مبتعداً من بينهم ويتبعه سيريوس الذي بدا مستاء جداً.
-" انتظر ياسيدي ماذا عن اقتراحي! ؟". صرخت ريفيريا وهي تنهض من ركوعها. إلا أن لينياس مر عبر البوابة متجاهلاً اياها. وتنهدت إنتوس بارتياح.
-" سحقاً ، لقد هرب ! " . قالت ريفيريا وكانت ستنفجر هائجة غاضبة على إنتوس التي خربت خطتها العبقرية.
إلا أن بلاندر وقفت أمامهن باستياء واضح وألقت لكمتين قويتين في بطنهن ، سقطت ريفيريا وإنتوس على ركبهن وهن يمسكن بطونهن من الألم.
-" أيتها المرأة المتوحشة هذا مؤلم !!". صرخت ريفيريا باهتياج ومع ذلك لم تكن تبدو أنها تتألم عدا إنتوس التي كانت تكافح لأخذ أنفاسها.
وقالت بلاندر بغضب :
-" الم نتفق أن تصمتن هذا اليوم ! . تباً لكن، لقد خربتن ما كنا نريد أن نفعله. وها هو قائدنا يخرج دون أن نفعل شيئاً!". خرجت بلاندر وتبعها القادة وهم يشعرون بالضيق.