-" من أنتم !؟ ". قال لينياس وهو ينظر إلى عشرة رجال راكعون وكأنهم أمام الملك.
أجاب قائدهم بصوتاً مرتعش :
-" نحن صيادون أيها الإمبراطور المبجل ".
-" امبراطور؟.. مبجل؟ . آ .. ماذا يفعل الصيادون هنا ولماذا هاجمتمونا".
-" نحن صيادون.. نحن صيادون " . أجاب القائد وكأنه على وشك البكاء.
قال سيريوس :
-" إنهم ليسوا صيادو حيوانات مثلما نعرف ، بل إنهم من منظمة تدعى الصيادين وهم متخصصون بإبادة الوحوش والتهديدات البشرية ".
قال لينياس مضيقاً عينيه :
-" ونحن نعتبر تهديداً ، هذا يعني أنهم قتلة اليس كذلك؟ " .
-" نعم ، نحن قتلة ، حقراء ، أوباش . ديدان " .
-" ما خطبة ؟" . قال لينياس موجهاً حديثه إلى سيريوس. ولكن سيريوس هز كتفيه وكأنه لا يعلم.
ربما كانوا خائفون عندما وقعوا بشر أعمالهم . فكر لينياس بذلك وقال:
-" لماذا فعلتم ذلك ؟..ومن أين أنتم ؟" .
أجاب القائد :
-" نحن مستوطنون من مملكة آيرم ، وقد طُلب منا أن نقوم بهذه المهمة ، ولم نقابل العميل أبداً ". لينياس ظل طول حياته يعيش في الغابة ولم يعرف سوى فيرنا. كانت الغابة المظلمة هائلة الحجم فقد كانت اكبر من كل البلدان مجتمعة. كانت أشبه بقارة خضراء موحشة.
لهذا قال :
-" آيرم.. سمعت عنها، ولكن لا أعرفها على وجه الخصوص".
-" أه ،المعذرة على هذا ، فلم يكن الوقت ملائماً لكي أخبرك. إنها المملكة التي تُحدنا من الشمال وهي تدعى آيرم ، وسكانها ليسوا من البشر إنهم من عرق تيليس ".
-" تيليس.. ولكن ياسيريوس ،هؤلاء من البشر فكيف ذلك؟ ". حدج سيريوس القائد بنظرة تكاد تذيب العظام، وارتعد القائد رداً على ذلك وقال :
-" نحن مستوطنون، فقد سمحت الملكة لبعض البشر أن يعيشوا على أرضها ".
أجاب سيريوس بابتسامة احتقار :
-" وردّاً على كرمِها وإحسانِها إليكم ، أردتم أخذ المملكة بأكملها. أيتها الديدان المقززة " .
-" ممم ، ماذا تعني ؟".
-" ما أعنيه أيها الإمبراطور هو أن غبائها أوقعها في مصيدة. فقد أشفقت على بعض البشر ولكن اتضح أن البشر أرادوا أخذ المملكة لهم.. إنهم في حالة غزو الآن بسبب ذلك، وقد يسقطون في اي يوم من الآن ".
ظهرت ابتسامة حامضة على وجه لينياس من هذا الحديث وقال :
-" تقصد رحمتها لهؤلاء الخنازير.. إنهم يذكروني بدولة فلسطين ومافعله اليهود الخنازير.. سأخبرك عن ذلك لاحقاً. ولكن ، أنا لا أفهم ، هل مملكة آيرم هي من قامت بتأجيرهم لمهاجمتنا؟، ولكن هذا لا معنى له".
-" إنه أحد اثنين ، فإذا نجحوا بمهمتهم فسيكون هذا رائعاً للعميل الأحمق الذي استأجرهم. وإن فشلوا في مهمتهم سيتم توجيه اللوم إلى مملكة آيرم من قِبلنا. أتوقع مثل هذا الغباء المضحك منهم".
عندها صرخ البرفسور :
-" خرفان ! "
-" اليس هذا مبالغ فيه ، أياً كان ، فهم لا يعرفوننا ولا يعلمون شيئاً عنا ، الم تقل لي هذا من قبل يا سيريوس؟ ".
-" إنه كما تقول ، وقد.. كنت أقصد المعرفة الشخصية ، فهم يعرفون تماماً مندو سنين أن هناك أشخاص يقومون بسحق اي شخص يتجرأ في دخول هذه الأرض ، لهذا قاموا بهذه السخافة ، من قام بهذا لا يفهم ولا يعرف شيئاً عنا. فقد حرصت على ذلك تماماً ، فقد كنت أخطط لشيئاً ما ، لكن... هذا لم يعد مهماً بعد الآن ". والتفت إلى بلاندر التي شعرت لحظتها بالضيق لتصرفها من تلقاء نفسها. ولكن ريفيريا لم تهتم بكل ذلك وقالت:
-"هل نقوم بقتل هؤلاء؟ " .
-" لا يا ريفيريا إتركوهم يذهبون ".
ردت ريفيريا وهي تنظر إلى أظفارها التي كانت تنموا كالسكاكين :
-" لكن ، ياسيدي ، لقد قاموا بمهاجمتك ، يجب أن يدفعوا الثمن ".
نظر لينياس إلى الرجال الذين كانوا يذرفون الدموع كالأطفال وهم يعرفون أن حياتهم ستنتهي في كلمة واحدة. ولكنه شعر بالشفقة عليهم وقال :
-" دعوهم يذهبون ، فلم يتأذى أحد منا على كل حال ". ورمقهم بنظرة تجمد الدم في العروق وقال :
-" ولكن!!.. يجب أن تخبروا كل شخصاً تقابلوه أن هذه الأرض لم تعد فيرنا بعد الآن ، وإنها تنتمي لبنتوس ! . أنقلِعوا من أمامي وإلا غيرت رأيي ! ".
فر الرجال وهم يبكون ويصرخون إذ كانوا يعتقدون أن هذا خدعة وسيتم قتلهم بعد هروبهم. ولكن لم يكن هذا هو الحال.
وقال لينياس بعدم الارتياح :
-" سيريوس أفعل ما أخبرتني به سابقاً ، لكن أجعل الكلمات غير مستفزة ، فلا نريد أن ينظر لنا كالهمج ". ابتسم سيريوس رداً على ذلك. ولكن تلك الابتسامة لم تعجب لينياس. وأكمل لينياس سيره متفقداً الأنقاض حوله وتبعه الجميع بسعادة غامرة.