ظهرَ لينياس ومجموعته أمام البوابة الذهبية للقلعة. وقد كانت إنتوس ماتزال منحنية كالسابق وللحظة إتسعت عينيها وهي تحدق للأرض تحت قدميها. فقد كانت مندو برهه في الهواء. حينها أدركت أن سيدها قام بنقلها معه عن طريق السحر. وفي تلك اللحظة سمعت صوت انفتاح البوابة وأعقبها صوت خطوات تتقدم إلى داخل القلعة، وقد علمت أنه سيدها والذي لم يخبرها في أن ترفع رأسها.
وعندما تلاشى صوت خطوات سيدها صرخت:
-" هاااااااااااا!!!. هل سأظل هكذا إلى الأبد؟!!.. هل هذ عقابي؟.. هذه قسوة.. هذه قسوة ياسيدي!!. كيف يمكن أن أمشي هكذا؟!!.. سوف أُصبح أُضحوكة طوال حياتي !!". ولكن سيدها كان قد اختفى. وللحظة كانت ستبكي من تلك القسوة والجفاء.
-" سحقاً.. ليتني لم أخبره شيئاً !! ". ودخلت البوابة ووجهها ملتصق بركبتيها. وبعد تجاوز البوابة أمسكها هيكروس من خلف عنقها ورفعها في الهواء وكأنها جرو. وحتى مع ذلك لم تبعد وجهها عن ركبتيها ونظرت لهيكروس بطرف عينيها وقالت :
-" ماذا ؟. ماذا ؟!".
اجاب هيكروس وهو يفرك وجهه بيده الأخرى وكأنه يعجن وجهه كالعجين :
-" أنتِ حقاً صداع. إقرئي مابين السطور.. هل يجب على القائد أن يخبرك في كل مرة أن ترفعي رأسك؟".
قالت :
-" إذن.. هل أستطيع الآن؟..". وضيقت عينيها واستمرت تقول :
-" أو ربما تكذب لتجعلني أقع في ورطة".
-" لماذا أفعل ذلك أيتها المجنونة ؟!!" .
-" ربما اتفقت أنت وريفيريا في أن تقوما بذلك لكي تكسب هي بعض النقاط".
-" يا الله !! " . صرخ هيكروس واستمر يقول :
-" أقسم أنك مجنونة!!". وكان على وشك رميها إلى الداخل كالكرة. ولكنه غير رأيه ووضعها على الأرض وسار مبتعداً.
صرخت إنتوس :
-" إنتظر لحظة. هل ستتركني هكذا ؟!".
-" وماذا تريدين مني أن أفعل لك أيتها المجنونة؟!".
قالت :
-" هاه ! ، اليس هذا واضحاً.. قم برفعي أيها الغبي ! ".
قال :
-" تريدين مني أن أحملك؟!".
قالت :
-" لا . أريدك أن ترفعني".
-" هل فقدتي عقلك أخيراً يامرأة ؟!! ".
-" هل أنت أحمق!.. قم برفع رأسي عن ركبتي وإذا سألني سيدي سأخبره أنك فعلت ذلك لكي لا يغضب مني ".
وفغر فاه في ذهول إذ لم يصدق كمية السخافات التي قالتها المرأة المجنونة أمامه.
-" ما بك تحدق بي هكذا ؟! " .
وللحظة شعر بصداع رهيب يهاجمه وأمسك رأسه بيديه وقال:
-" رأسي يؤلمني.. مجرد لحظات معك وبدأ دماغي يحرقني.. لا عجب في أن القائد سيفقد عقله.. مجنونة حقا". ورمقها بنظرة متعبة واستمر يقول:
-" كان الله في عون من سيتزوجك!.. أقسم أنك ستجعلينه يقدم على الإنتحار ! ". وتركها ليلحق بقائده.
صرخت أنتوس حانقة:
-" يال الرجال !.. فليس لديهم احترام! أو حتى لباقة في التعامل مع سيدة محترمة، و من كان يقصد من سأتزوجه؟!. لا يوجد سوى رجل واحد في العالم يمكن أن يكون زوجي أيها الأحمق ! ". ودخلت القلعة بنفس الوضعية السابقة.