الموت في خدمتك

( هذه القصة ليست من نسج خيالي , بل استوحيتها من مسلسل و قررت كتابته على شكل رواية على طريقتي الخاصة)

' إنه ورم اومي دبقي '

' أنتِ مصابة بالورم الاومي الدبقي '

' إنه سبب غثيانك و تقيؤك ... '

كانت هذه هي كلمات الطبيب لي , نظرت له بلا مبلاة ، دون تعابير على وجهي.

' سأعرف المزيد بفحص النسيج , لكن مكان الورم ليس بالمثالي ' قال الطبيب

' كم سيستغرق الأمر؟' سألت الطبيب

' حوالي أسبوع ' رد

حدقت في صور أشعة دماغي التي تم تعليقها على الجدار , ببرود.

' لا أضن أنني سأفعل ذلك ' قلتُ للطبيب

' لقد نفدت أيام إجازتي , ويجب علي العودة للعمل '

حدق الطبيب بي ، وكان يبدو وكأنه تم البصق على وجهه.

' ألا يجب أن تكون الأولوية لصحتك وليس عملك؟ '

كانت عيناي فارغتان بلا مشاعر , لم أفهم سؤاله.

' لا أعرف ' أجبت الطبيب و أنا أرسم على وجهي إبتسامة مزيفة.

تنهد الطبيب و لم يسعه التفوه بكلمة , لم يعرف بما يجيبني.

' على كل حال إذا أجريتي الجراحة فستعيشين لحوالي عام , وبدونها سيتبقى لك ثلاثة أشهر أو أربعة.'

' أيضا لن تعيشي بشكل طبيعي خلال تلك السنة , سيصيبك شلل نصفي , اضطراب في الكلام و اضطراب معرفي أيضا '

لم أكترث لكلام الطبيب , لم أعرف بماذا يجب أن أشعر , أو ما ردة الفعل التي كان يجب أن تكون لدي. سألته بكل بساطة.

' إذا , هل سأموت؟ '

لم يسع الطبيب سوى أن يتفوه بكلمة واحدة ...

' نعم '

كنت أنظر في الفراغ عندما سعت رده , لكنني أحسست بشيء ينهار داخلي ، لم أعرف ما كان ذلك.

' فهمت '

أجبته و أنا أقف لأغادر , لم اعرف بما يجب أن أشعر , وهكذا غادرت غرفة الطبيب.

كنت أمشي بممر المشفى بلا تعابير , كأنني جسد بلا روح. وقبل أن أعرف إنتهى بي الأمر مستضمتً بشخص , فقدت توازني وكنت سأقع على الأرض لكن قبل ذلك , أمسكني ذلك الشخص. رفعت رأسي لأرا من؟ كان رجلا طويلا بشعر أسود , كان يرتدي رداء الطبيب أبيض اللون , حدقت فيه والسؤال الوحيد الذي كان يدور برأسي هو ، " لماذا هو... " وقبل أن أكمل سلسلة أفكار, قال

' أعرف أنني وسيم , لكنني مشغول ' قال وهو يبتسم لي ثم غادر , لكني لم أستطع أن أرى أنه عندما غادر ، تحولت تلك الإبتسامة الساحرة لتعابير بارد و مخيفة ستجعلك تقشعر.

حدقت مطولا لضهره وهو يغادر ، كنت أفكر كيف عرف بما أفكر , أو هل هو نرجسي؟ .

____________________________________

في ممر بالمستشفى تحديدا مركز الطوارئ الطبي.

كانت الممرضات و الأطباء يركضن بسرعة لإسعاف المرضى , ثم ظهر ذلك الرجل كان يمشي بكل هدوء وهو يضع يديه داخل معطف الطبيب الأبيض.

وقف أمام سرير فارغ , لم يكن عليه أي شخص. إلتفت لمدخل مركز الطوارئ و إستند على السرير وبدأ يحدق بالباب , ثم بدأ يعد دخل عقله.

" خمسة , أربعة , ثلاثة , اثنان "

" واحد "

__________________________

كنت أقف بباحة الاستقبال لأدفع فاتورة الفحص , عندما سمعت فجأة صوت سيارة الإسعاف قادمة , لم تكن واحدة فقط بل كانت هنالك العديد منها. بعدها دخل الكثير من المصابين إصابة خطيرة ينزفون بشدة ، يتم جرهم على أسرة بواسطة المسعفين , كان عددهم حوالي 6 مصابين أو أكثر , لم أعرف ما يحدث ، ولما كل هؤلاء المصابين دفعة واحدة.

كنت أراقب ، عندما نظرت لوهلة للتلفاز المعلق على الحائط , ورأيت أنه كان هنالك أخبار عاجلة , كانت الأخبار عن وقوع نزاع مميت بالسلاح الأبيض . تحدث المديع في نشرة الأخبار ....

' في الثانية و النصف ظهرا اليوم , قام رجل بنزاع حاد بالسلاح الأبيض بقلب العاصمة.'

' 7 أشخاص الذينَ حاولو إيقافهُ قد أصيبو , وقد تم نقلهم للمشفى في الحال ، وهم يخضعون للعلاج الآن ، كما أيضا مات بعض الضحايا '

لم أفهم ما يحدث اليوم , إكتشاف انني سأموت قريبا , و الآن نزاع بالسلاح الأبيض.

' هذا جنون ' تمتمت بصوت خافت عندما سمعت الموظفة تسألني...

' هل ستدفعين؟ '

إستعدت تركيزي ، والتفت نحو موظفة المكتب.

' اه , أجل '

سلمتني الموظفة الفاتورة , أخدت الفاتورة و كنت أحدق فيها و جعدت حواجبي , عندما رأيت...

' اللعنة , هذا جنون ' لعَنةُ بصوت مسموع

' عفوا؟ ' حدقت بي موظفة المكتب وسألتني.

' لا , لا شيء ' أدركت أنني شتمت بصوت مرتفع , كان كل هذا بسبب الفاتورة التي كانت قيمتها 686 دولار.

' أيمكنني الدفع بالتقسيط؟ ' سألت و أنا أسطنع ابتسامة على وجهي.

' على كم شهر ستدفعين؟ ' سألتني الموظفة.

بمجرد أن سألتني الموظفة تذكرت كلام الطبيب أنه إذا أجرت الجراحة فسأعيش لسنة و اذا لم أفعل فسيتبقى لي فقط ثلاثة أو أربعة أشهر.

' سأدفع على ثلاثة أشهر ' أجبت

_______________________________________

-مركز الطوارئ -

" واحد "

بمجرد أن أنهى ذلك الرجل العد , تم إقتحام غرفة الطوارئ الطبية من طرف الأطباء , وهم يجرون أسرة المصابين , كانوا نفس الأشخاص الذين اصيبوا في النزاع بالسلاح الأبيض.

كانت الممرضات يركضن ، و هن يحاولون إنقاذ المصابين الذين كانت مؤشراتهم الحيوية في تدهور مستمر. كان ذلك الرجل لا يزال يتكئ على السرير الفارغ , وهو يقول بأفكاره...

" ليس يعد "

فجأة دخل مصاب آخر لغرفة الطوارئ , إبتسم ذلك الرجل وقال. ' لقد وصل '

تنحى من أمام السرير الفارغ , وهو ينتظر المسعفين ليضعوا المصاب على السرير. وضع المسعف يده على عنق المصاب ؛ كان مصابا بقطع في عنقه بأداة حادة و كان ينزف بشدة.

قال المسعف وهو ينظر لذلك الرجل , الذي ضنه طبيبا من سترته ' إنه المتهم الذي تسبب بحادث السلاح , لقد حاول الإنتحار بموقع الحادث , و الشرطة بطريقها إلى هنا .'

بقي ذلك الرجل واقفا بمكانه ولم يتزحزح , وهو ينظر للمصاب الذي تبين أنه المجرم الذي تسبب بالنزاع بالسلاح الأبيض. رفع يده فجأة لإيقاف ممرضة كانت تركض بتجاهه.

توقفت الممرضة و حدقت به ، لم تتعرف عليه ، حدقت به ولكنها لم تتذكر رؤيت طبيب مثله من قبل ، و هويته كطبيب لم تكن معلقة على سترته.

' عذرا , في أي قسم ....'

وقبل أن تكمل الممرضة كلامها , قام ذلك الرجل بمد يده و قام بإصلاح أكمام زيها ، نضرت الممرضة لأكمام ملابسها , قبل أن تعاود النظر لذلك الرجل.

فجأة إتسعت عيون الممرضة وهي تحق بذلك الرجل , كان ذلك الرجل ينظر لها ثم إبتسم و إقترب منها قليلا. وقال

' ضعي الستائر حول المريض , وإمنعي دخول أي أحد غير الشرطة ' قال ذلك الرجل للمرضة.

' نعم أيها الطبيب ' أجابت الممرضة و كأنها تم تنويمها مغناطيسيا للحظة , ثم غادرت لتنفذ أمر ذلك الرجل.

نظر الرجل للمسعف وقال ' سأتولى الأمر يمكنك أن ترحل. '

تردد المسعف بتنفيذ الأمر وقال ' ها؟ عفوا لكنه... '

قاطعه ذلك الرجل قبل أن يكمل كلامه قال بنبرة صوت ساخرة ' لن يموت '

نظر المسعف للمجرم و ذلك الرجل قبل أن ينفذ أمره , و غادر. قامت الممرضة بلف الستائر حول المجرم . رفع ذلك الرجل الستائر و دخل على المجرم ، وقف أمام وجهه قبل أن ينحني بمحاذاة إذنه وقال...

' إلى أين تضن نفسك ذاهبا؟ '

حدق ذلك الرجل بعينا المجرم اللتان كانتا مغلقتان بسبب فقدانه للوعي نتيجة النزيف الحاد , ثم قال ذلك الرجل مجددا بصوت سيرسل شعورا بالوخز لضهرك.

' افتح عيناك '

فتح الرجل على الفور عيناه على مصرعيهما وهو مفزوع ، ولسبب ما لم يستطع الحركة ، كان الأمر كأن قوة خفية تضغط عليه.

قال ذلك الرجل ' لقد كنت أنتظر , لماذا تأخرت كل هذا الوقت؟ '

يتبع.

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

ورم اومي دبقي : هو أحد أشكال السرطانات التي تصيب الدماغ أو النخاع الشوكي ، ويكون الشفاء منه صعبا و غالبا ما يكون الشفاء مستحيلا ، وتتجلى أعراضه الأولية في القيء و الغثيان و الصداع...

لا تسو التعليق كتشجيع لي للإستمرار 💮 ودمتم سالمين

2021/07/16 · 582 مشاهدة · 1266 كلمة
Hanane Fathi
نادي الروايات - 2025