فتح الرجل على الفور عيناه على مصرعيهما وهو مفزوع ، ولسبب ما لم يستطع الحركة ، كان الأمر كأن قوة خفية تضغط عليه وتمنعه من الحركة.
قال ذلك الرجل ' لقد كنت أنتظر , لماذا تأخرت كل هذا الوقت '
' أتضن نفسك المسيطر '
' أنا هو المسيطر , أنت لا شيء ' قال ذلك الرجل وعلى وجهه إبتسامة شيطانية ، ثم في تلك اللحظة قام بخنق المجرم بيده بقوة ، و المجرم غير قادر على الحركة أو حتى الصراخ , وأكمل كلامه...
' أراهن على أنك لا تعرف , ولكن أنا هو المسيطر على موتك '
' وبما أنك حاولت تجاوزي , دعني أفعل نفس الشيء لك ' قال ذلك الرجل وبعدها مباشرة قام بخنق المجرم بقوة أكبر. حاول المجرم المقاومة وتمكن أخيرا من تحريك يده , قام بإمساك ياقة معطف ذلك الرجل بيديه الملطختان بالدماء. لكن ذلك كان ذلك دون جدوى , لم يحرك ذلك الرجل يده ولو لبوصة واحدة , و استمر بخنقه كأنه دجاجة.
قال ذلك الرجل بنبرة ساخرة ' أنت لن تواجه الموت الذي تستحقه '
فجأة حدث شيء لا يصدق , بدأ القطع الموجود برقبة المجرم بالشفاء بسرعة لا تصدق. اختفى الجرح الذي كان سيكون سببا في موته وكأنه كان مجرد كدبة.
بمجرد أن اختفى الجرح أفلت ذلك الرجل رقبة المجرم. أمسك المجرم رقبته وهو يفقدها بيديه و عيناه محتقنتان بالدم بسبب خنق ذلك الرجل له الآن.
قال ذلك الرجل وهو ينظر للمجرم ' لا تقلق , يجب أن تنتظر يوم وفاتك , لأنك ستجد أن هناك أمرا أسوء من الموت '
إبتسم ذلك الرجل بسخرية وهو ينظر للمجرم وهو يرتعد كالجبان ' هذا الأمر يسمى بالحياة '
' أتمنى لك حياة سعيدة بالسجن '
فجأة تمر رفع الستائر من قبل بعض الرجال , و قالو بصوت مرتفع ... ' نحن الشرطة '
بقي ذلك الرجل مبتسما ونظر للمجرم , ثم غادر و ترك المجرم مع الشرطة.
__________________________________________
فوق سطح المستشفى , كانت تقف فتاة ترتدي زي المرضى , بدت في سن طالبات الثانوية 16-18 , كانت تتكئ على السياج الحديدي الذي يحيط سطع المستشفى ، وهي تراقب حديقة المشفى.
' لقد وصلت ' قالت الفتاة ولم تلتفت و ستمرا بالتحدرق للحديقة. كان الشخص الذي أتى هو نفس ذلك الرجل. إلتفتت حدقت الفتاة فيه لثانية و أكملت...
' كان عليك تبديل ردائك على الأقل ' كان سبب كلامها هذا هو بقعة الدم الكبيرة على ردائه الأبيض , الذي تسبب فيها المجرم عندما حاول المقاومة و أمسك بياقة ردائه.
' قمت بفعل ذلك لتريه ' قال ذلك الرجل مفسرا. قام برفع يده وبحركة خفيفة كأنه ينفض الغبار عن ثيابه , بدأت بقعة الدم التي كانت بحجم قبضة اليد تنكمشُ , ثم اختفت تماما كأنها كانت مجرد كذبة.
' كيف يمكن لشخص مثلك , أن ينتهي بها الأمر بالمستشفى. هل تشعرين بالملل الان؟ ' سأل ذلك الرجل الفتاة بإنزعاج.
' إنه ليس مملا , فأنا مثل البستاني ...' قالت الفتاة و من ثم نظرت للأشجار الموجودة بحديقة المشفى. ثم أكملت قائلتا بابتسامة على وجهها ' أزرعهم واسقيهم وانتظر من كل قلبي. هذا ما أفعله '
' إذا أنتِ لستِ المسؤولة عن هذا؟ ' سأل ذلك الرجل وهو يحدق بالفتاة.
' هناك البعض لا ينبث أصلا , والبعض يزهر متأخرا , والبعض يذبل بسرعة. ثم يتضح أن بعضها طبي و نافع , و البعض الاخر سام و قاتل.' أجابت
إبتسمت الفتاة و التفتت لتحدق بذلك الرجل و قالت ' والبعض يقتل ما حوله أيضا '
' هل هذه غلطتي؟ '
🌼🌼🌼شعر ذلك الرجل بالتوت و قال ' إذا اقطفيهم و ازرعي النباتات الجيدة , واعتزي ببعض النباتات عن الأخرى '
قالت الفتاة وهي لا تزال تبتسم. ' الحديقة لا تنتمي للبستاني '
شعر الرجل بالغضب و تجهم وجهه و تحدث بصوت مليء بالإستياء ' إذا ماذا عني؟ ما هو مكاني في حديقتك؟ '
' أنت فراشة ' أجابت
' من أجل الزهور التي في حديقتي '
نظر الرجل لها و إستيائه في تزايد مستمر , وقال ' حتى متى؟ '
' للأبد ' أجابت الفتاة بكل بساطة عن السؤال دون إكتراث.
بدت عينا ذلك الرجل كأنهما إتسعتى للحظة , قب أن يضحك بسخرية و هو يقول ' أنت قاسية , وخصوصا في عيد ميلادي '
حركت الفتاة رأسها بإستغراب و قالت بسخرية واضحة ' عيد ميلاد؟ هل تضن أنك إنسان؟ '
أكملت الفتاة الكلام بنبرتها الساخرة ' هل ولدت من قبل؟ '
وقف ذلك الرجل بمكانه , كان عاجزا عن الكلام. بدى الأمر كأن كلام الفتاة قد حفر حفرة بداخله , كانت تعبيرات وجهه غير قابلة للتفسير , هل كان غاضبا , حزينا , مستاء , مصدوما... كانت تعبيرات وجهه لغزا.
' اذهب '
' اذهب وحقق أمنية شخص , فاليوم هو اليوم الوحيد الذي من الممكن حدوث ذلك ' قالت الفتاة وهي تعود للإتكاء على السياج الحديدي.
كان ذلك الرجل لا يزال يحدق بها وقال : ' حتى عيد ميلادي ليس ملكي '
أجابت الفتاة : ' من أجل البشر '
قال : ' تبا لهؤلاء الزهور '
نظر ذلك الرجل لحديقة المستشفى أيضا وأكمل قائلا : ' سيذبلون مع الموت '
في ذلك الوقت كنت أجلس على المقعد أمام محطة الحافلات , أنتظر وصول الحافلة. وعندها سمعت صوت الإنذار الألي بإقتراب وصول الحافلة.
وصلت الحافلة لكنني لم أركب , لم تكن تلك الحافلة المتوجهة لوجهتي. أخدت هاتفي وبحثت في الأنترنت عن ماهية الورم الأرومي الدبقي , بدأت أقرأ نتائج البحث. عندما فجأة بدأ هاتفي يرن , كان المتصل هو حبيبي.
أخدت نفسا عميقا و أجبت على المكالمة. ' مرحبا يا عزيزي '
' هل أنت بخير؟ ' سألني بكل حنان.
' لا أنا... '
' أنا بالخارج , كنت ألتقي بكاتب ' كنت على وشك إخباره بشأن مرضي , لمنني تراجعت في اخر لحظة. أحسست أنه ليس الوقت المناسب.
' حقا؟ إذا هل يمكننا أن نلتقي الأن؟ ' سألني وهو يتحدث بسرعة كأن شيء ما حدث.
' الأن؟ ' استغربت من طلب لقائه لي فجأة
' أنا بحاجة لرؤيتك الان '
' ما الخطب؟ ' سألته , لم أعرف سبب إلحاحه علي للقاء به فورا.
' لنتحدث وجها لوجه , تعالي للمقهى المعتاد , حسنا؟ ' قالت وهو يأكد علي الأمر و أغلق المكالمة.
' مهلا , أنا... ' كنت على وشك الكلام عندما قطع المكالمة بوجي , لم أعرف ما يحدث.....
يتبع
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
لا تسو التعليق كتشجيع لي 💮 ودمتم سالمين