* سبلاش *

لم أعرف حتى سكبت الماء علي , نظر كل الأشخاص في المقهى إلينا.

"هذا كل ما يمكنني أن أفعله بما أنني حامل " قالت المرأة التي تجلس أمامي , في المقهى الذي أراد حبيبي أن نلتقي فيه فجأة.

كانت المرأة تبدو في أواخر الثلاثينيات من عمرها و بشعر قصير أسود , بدت جميلة , كان بطنها منتفخا قليلا. كان من الواضح أنها حامل.

لم أعرف من هي , أو لما رشت الماء علي. سألتها و أنا أحاول تهدئة أعصابي ' هل يمكنكِ أن تشرحي لي هذا؟ '

' أنت من بحاجة للشرح لي , أنت عشيقة زوجي , وتتوقعين مني أنا زوجته أن أشرح لك ما حدث ' ردت علي وهي تصر على أسنانها من الغضب

بمجرد أن أكملت كلامها فهمت على الفور ، ظننت أن أذناي سمعتا خطأ من الصدمة. هل تم خداعي مند البداية؟ كنت أواعد رجلا متزوج ، وفوق هذا زوجته حامل. ألهذا طلب لقائي هنا , ليلعب دور الضحية , وتضن زوجته أنني أنا من أغويته. لم أعرف بماذا أجيب ، بدأة أضحك كالمجنونة على حالي : ' ههههههههههه , فهمت هذا ما حدث '

' حسنا هذا يفسر كل شيء. إذا أود أن أسألكِ , هل بحثتي بهاتفه؟ ' سألتها ودمي يغلي , كان رأسي يطن من الألم و المصائب تسقط على رأسي واحدة تلوى الأخرى ، هل يمكن أن يكون هذا اليوم أسوء مما هو عليه؟

' أتضنين أنني لم أفعل ' ردت علي

' إذا لا بد أنك رأيت أنه لا يرد على مكالماتي , وعندما أسأله يقول أن بطارية الهاتف نفدت أو أنه كان يعمل ، لا بد أنك رأيت تلك الرسائل '

' هذا ما كان يزعجني , عرفت أن هناك شيء غريب ولكن... الان هذا يوضح كل شيء ' قلت لها و أنا أتحسر على حالي وعلى كوني غبية طوال هذا الوقت

' هل تخبرينني الآن أنك لم تكوني تعرفين أنه متزوج ' قالت وهي لا تزال تنظر لي بسخط

' نعم , لم أكن أعلم بذلك ' أجبتها بعصبية كنت أشعر بغضب عارم بداخلي يزداد شيء فشيء

صرخت وهي تقول : ' لم تعلمي في حين واعدته ثلاثة أشهر؟ توقفي عن الكذب علي '

قلت لها ببرود : ' ماذا عنك لم تعلمي أن زوجك يخونك لثلاثة أشهر '

' أنت ' صرخت المرأة بأعلى صوتها و جدبت إنتباه الناس بالمقهى مجددا لنا , حتى أن بعضهم أخد هاتفه وبدأ بالتصوير ، ولم أعرف الكارثة التي ستأتي من وراء هذا في ذلك الوقت.

' أتقولين أنك لم ترتكبي أي خطأ , حقا؟ ' قالت بنبرة مستهزئة

' نعم ' أجبتها , وفي تلك اللحظة مدت يدها للكأس راغباً برشي بالماء مجددا...

' لا تجرُئي على ذلك ' حدقت بها بنظرة قاتلة ومن ثم تراجعت عما كانت ستفعله.

أخدت نفسا عميقا وقلت لها : ' يمكنك تنفيس غضبك علي , لكن هذا سيبقى خطأ ذلك الوغد '

' لذلك يمكنك الإستمرار بإلقاء اللوم علي. وتظاهري أن زوجك العزيز البريء و النبيل تم خداعه من قبل امرأة مروعة وكادت تدمر حياته '

' سواء كانت 10 أو 50 سنة , عيشي بسعادة مع خائن وغد. هذا سيكون الأفضل لطفلك أيضا '

وقفت و أخدت حقيبتي و إلتفت مغادرة. ' اه , اه ' فجأة سمعت صوت صراخ. إلتفت ورأيت أنها كانت نفس تلك المرأة تمسك بطنها و تتألم ، اول شيء خطر ببالي ، أن شيء ما حدث للجنين بسبب صدمتة أمه. بدأ الناس بالإجتماع حولها

كان بعض الأشخاص على وشك الإتصال بسيارة الإسعاف, لكنني عرفت أنها ستتأخر, ومن يعرف ما قد يحدث للجنين بهذا الوقت. قمت على الفور بدعمها للمشي خارج المقهى , و أوقفت سيارة أجرة على الفور.

__________________________

أوصلتها للمشفى , تبين أن سبب ألمها المفاجئ كان بسبب التوتر ، الذي تعرضت له.

كانت بخير و تستريح على السرير.

خرجت من الغرفة ثم جائت الممرضة لي و سألتني : ' هل أنت الوصي عليها؟ '

' لا ' أجبتها على الفور

' إذا هل تعرفين رقم وصيها؟ ' سألتني مجددا

أجبتها ' نعم ' . أخدت هاتفي و بحث في سجل الإتصالات عن رقم الوغد الذي كان محفوضا بإسم حبيبي , سلمتني الممرضة الإستمارة لأملئها.

بدأت بملئ الإستمارة ولكن يدي توقفت عند خانة " علاقة الوصي بالمريضة " عاد الغضب الذي قد إختفى داخلي للحظة , ثم أكملت ملئ الإستمارة و أعطيتها للمرضة.

كنت على وشك المغادرة عندما خرجت تلك المرأة من الغرفة و قالت : ' مازلنا بحاجة للتحدث '

لم أرغب بالقيام بأي محادثة أخرى , ولكنني رافقتها للغرفة لأرى ما ستقوله هذه المرة.

قالت وهي تنظر لي : ' شعرت أيضا أن هنالك شيء غريب , أعذاره لم تكن منطقية. ولكنني أردت أن ألقي اللوم عليك , لأنني شعرت أنه لو فعلت ذلك فربما يكون الأمر خطأك أنت '

أخدت نفسا عميقا لأهدئ نفسي , كما توقعت لم أرغب بأن تستمر هذه المحادثة أكثر وقلت لها : ' ما أخبرتك به سابقا بالمقهى ، كنت أعني كل حرف تفوهت به '

' ألقي علي اللوم لأنني لن أعيش أصلا سوى لثلاثة أشهر ' قلت لها ببرودة لم يكن على وجهي أي تعابير.

حدقت بي بإستغراب , تنهدت و أكملت كلامي : ' كنت أتسائل من الذي سيسمع هذه الأخبار أولا '

' لم أتخيل أن يكون أول شخص هو زوجتك الشخص الذي ضنمتهُ حبيبي '

'هل أنت جادة ' سألتني

' أخبرتك بالفعل ، قصدت كل كلامي سواء بالمقهى أو هنا أيضا , لذلك لا تقلقي . و أتمنى لك حياة سعيدة و طويلة '

إلتفت و غادرت الغرفة , كنت أحس بأن صدري يصبح أثقل و أثقل بكل ثانية تمر ... توقفت وسط الطريق لأنظر لأورا ق الأشجار الصفراء وهي تتساقط ببطء. شعرت أنه أنا أيضا قريبا ، سأسقط تماما مثل هذه الأوراق ، و سأختفي إلى الأبد.

أكملت طريقي للعودة للعمل , كنت أعمل في شركة صغيرة للنشر. كنت متأخرة بسبب كل ما حدث لي قبل قليل...

_________________________

' أنت هل تعتقدين أن العمل مزحة؟ ' صرخ المدير بوجهي وهو يضرب الطاولة بملف كان يحمله .

' غادرتِ المكتب للقاء الكاتب منذ ساعات. كان يمكنك العودة للمنزل , لماذا عدتي الآن؟ '

لم أهتم لكلامه إنتظرت فقط أن ينهي محاضرة المزعجة. كل ما قلته ببساطة هو : ' أنا أعتذر '

قال بصوت مرتفع وهو يحدق بي بنظرات غضب : ' أهذا كل شيء , لما لا تتركين العمل فحسب. أتضنين أن كسب المال يأتي بسهولة '

قلت له محاولة الشرح و إنهاء هذا المهزلة ' لم أكن أشعر أنني على ما يرام؟ لذلك أجريت فحصا بالمستشفى. أنا أعتذر'

قال وهو ينظر لشاشة الحاسوب أمامه : ' هذا هو السبب في أنني لا أستطيع توظيف النساء '

' إنهن يشتكين دائما من أنهن لسن على ما يرام , إنهن مثل الآلات المكسورة '

حدقت زميلتاي به في سخط بمجرد أن سمعن كلامه. كان عدد العاملين بالمكتب لا يتجاوز 5 أشخاص بالإضافة لي أنا.

أكمل قائلا : ' أنا أيضا لا أشعر بأنني بخير , أشعر أنا أيضا بأنني أحتضر '

قمت بعض شفاهي السفلية و حاولت قمع غضبي في صمت. كان المدير يتصفح مواقع التواصل عندما ضهر أمامه منشور " فاسقة بمقهى جانجام اليوم " نقر على المنشور و ضهر أمامه فديو...

إستقام المدير فجأة من على كرسيه و أنزل نظارته التي كان يضعها فوق رأسه. وقال : ' مهلا , ما هذا؟ هل هذه أنتِ؟ '

' ماذا ' سألته , لم أفهم مقصده من كلامه

قام بإمساك الحاسوب و أداره بإتجاهي. فتحت عيناي في صدمة ، إرتجفت يدي من الصدمة ، ولم أستطع سوى سحقها بين ملابسي بغضب.

كان هذا مقهى جانجام هو نفس المقهى الذي كنت به مع تلك الإمرأة قبل قليل , و الفاسقة التي يتحدثون عنها هي أنا.

يتبع

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

لا تسو التعليق كتشجيع لي 💮 ودمتم سالمين

2021/07/19 · 224 مشاهدة · 1233 كلمة
Hanane Fathi
نادي الروايات - 2025