الكاتب :-مرحبا... اقرأ الملاحظه في الفصل 1000

____________

سمع مارك الذي كان يمسح الأطباق صوت رن الجرس من الباب ودخل رجل بالاربعينات من عمره ملتحي و متورد الوجه ازرق العينين قصير قليلا وممتلئ الى المقهى وفور ان دخل صرخ قائلا

"اهلا مارك كيف حالك!"

نظر إليه مارك بقليل من الصدمه، لكنه رد بهدوء قائلا

"اوه مارتن ..ماسبب مجيئك؟"

قال الرجل ضاحكا ،وقد مشى بسرعه و جلس على احد الكراسي

"لا تكن هكذا يا مارك! هل تحتاج سبب لزياره صديق ؟ "

ثم اردف مارتن قائلا وهو يمرر يده على لحيته الطويلة محاولا التذكر

"همم متى كانت آخر مرة رأيتك فيها ؟"

قال مارك وهو يسكب بعض الشاي في الفنجان.. بصوت هادئ لكن به نبره طفيفه من الانزعاج حاول ان يخفيها لكن مارتن (دقيق الملاحظه )قد انتبه على ذلك

"في جنازه بيريك "

صمت مارتن قليلا ثم نظر الى الأرض وقال بأبتسامه حزينة

"أجل ...لقد افترقنا بعد ذلك ...."

ثم اردف وكان يبدو كانه شارد الذهن

"لقد كان شخصاً رائعاً وصديقاً عظيماً وجندياً عظيماً لكن.. للأسف الطيبين دائما ما --.."

كان مارتن يريد ان يقول -الطيبين دائما ما يموتون- لكنه توقف فجأه عن الكلام بعد ان استفاق من شرود ذهنه واستوعب ما كان يقول بعد ان رأى نظر مارك الشديده حول مارك نظره بسرعه وكان يحاول أن لا يبدو منزعجا وقال بهدوء وهو يضع الكوب امام مارتن

"تفضل "

نظر إليه مارك باستغراب

"ما هذا ؟"

قال مارك ساخرا

"انه شاي ..هل فقدت حاسه الشم في المده التي لم أرك فيها؟"

"كلا الأمر ليس كذلك أنا فقط مستغرب...اممم هل لديك بعض الكحول؟"

حدق مارك بمارتن لفتره قبل ان يقول بابتسامة منزعجه

"يبدو أنك بدأت تدمن بعض الاشياء المقرفه "

ثم اردف قائلا بعدم اهتمام"،.. اسف أنا لا ابيع تلك الاشياء هنا كل ما ستحصل عليه هو هذا "

قال وهو يشير الى كوب الشاي نظر له مارتن بأرتباك وقال

"ما خطبك لقد كنت لا تمانع ان نشربه .. وحتى أنك اخذت منه القليل في الماضي"

نظر له مارك بحده وقال بجفاء "لم يكن هناك ماء وكنا مضطرين ان ندخل ذلك السرداب لثمانيه ايام و أيضا لم اكن لاشرب لو لم تمر ثلاث ايام على نفاذ الماء"

صمت مارتن قبل ان يقول بهدوء

"هل الأمر متعلق بذلك الطفل؟ سمعت أنك تربي طفلا هنا هل أنا محق؟"

قال مارك بتعجب

"هل تقصد شبارد؟"

ثم اردف قائلا وهو يضحك بسخريه" بالتأكيد ليس له دخل بالامر لقد اخبرتك بالسبب قبل قليل ،ام أنك اصبحت اكثر غباء من السابق؟"

ضحك مارتن متجاهلا سخريه مارك قبل ان يقول "إذا انت حقا تربي طفلا هنا!!هل انت جاد الم تجد مكانًا افضل سمعت أنك تعيش بالمقهى ! حسنا المكان نظيف ومرتب..، لكن بالتأكيد لا يمكنك تربيه طفل في هذا المكان ليس هناك مكان للنوم حتى !"

قال مارك بأنزعاج بعد ان تنهد

"اه ،لو اعلم فقط من الذي تسمع منه هذه الاشياء لحطمت رأسه "

شعر مارتن ببعض الارتباك ثم قال مارك بهدوء مشيرا الى باب خشبي

"انه ينام هناك ....توجد غرفه خلف الباب"

قال مارتن

"أجل فهمت قصدك بأن هناك غرفه وراء الباب لم يكن هناك داعي لتقول ذلك"

رد مارك وهو يدعي المفاجأه "او حقا ...هل لا يزال لديك القدرة على فهم المغزى من كلامي ..همم هذا جيد يبدو ان بعض خلايا دماغك لا تزال تعمل"

نظر له مارتن بأستياء فضحك مارك وقال بعدها بابتسامة مرحه وهو يضرب على كتف مارتن

"امزح معك يا صاحبي ..اهه لقد افتقدت نظرتك المستاءه تلك ....أشرب بعض الشاي قبل ان يبرد"

التقط مارتن كوب الشاي وشرب بعضه

"اوه ..هذا لذيذ!"

اكتفى مارك بالابتسام وعاد الى ما كان يفعل .... قال مارتن وهو ينظر الى كوب الشاي بعد فتره من الصمت

"ماذا عنك؟"

"ماذا؟"

"قلت ان الطفل ينام في تلك الغرفة ...وماذا عنك أين تنام؟"

قال مارك بعدم اهتمام

"لم يعد يعيش معي منذ وقت طويل لذا اصبحت أنا من انام في تلك الغرفة"

"وماذا عن السابق عندما كان يعيش معك أين كنت تنام؟"

قبل ان يرد مارك فتح الباب ذو النافذة الزجاجيه الكبيره فدخل منه رجل معتدل الطول نحيف بعض الشيء له عينان خضراء و شعر أسود به بعض الخصل البنيه ويرتدي ملابس رسميه قال مارك بعدم اهتمام

"عذرا ..المقهى قد.."

اراد مارك ان يقول إن المقهى قد اغلق اليوم لكنه انتبه الى ان الشخص الذي دخل كان شبارد

"اوه هذا انت "

قال مارك فنظر إليه مارتن مستغربا وهو يقول "هل تعرفه؟"

"أجل إنه شبارد ...الطفل الذي سمعت انت عنه من ذلك الشخص اللعين الذي لا اعرفه ....شبارد انه مارتن شخص كنت اعرفه سابقا لكنه للأسف اصيب بمرض خطير يجعل عقله يتقلص لذا اراد ان يودعني والان سيغادر"

نظر له مارتن بأنزعاج مره أخرى ورأى ابتسامه مارك الساخره قال شبارد ببعض الدهشه

"اوه حقا؟....اتمنى لك الشفاء العاجل"

رد مارتن بأنزعاج وهو يفرك رأسه بأحد يديه "اااه !حسنا حسنا أيا كان ما تقوله!"

وشرب الشاي كله دفعه واحده وخرج من المقهى لوح له مارك بالوداع بابتسامة مشرقه جلس شبارد في احد الكراسي ونظر لمارك قليلا قبل ان يقول

"ليس مصابا ب هكذا مرض اليس كذلك؟ انت كنت تسخر منه؟"

"أجل ..كيف عرفت"

قال مارك بعدم اهتمام وهو يمرر كوب من الشاي (قد اعده مسبقا )ل شبارد رد شبارد بهدوء وهو يتناول كوب الشاي من مارك

"هذا واضح من ابتسامتك الساخره و أيضا انا لم اقرأ عن هكذا مرض من قبل "

قال مارك ساخرا

"هاها،وهل حضرتك طبيب خبير او شيء من هذا القبيل لتقرأ عن كل الامراض في العالم؟ "

نظر له شبارد بأنزعاج لكنه لم يرد ..فلا يريد ان يقول إن هناك أصوات في راسه تخبره ان يتعلم ليعيش ..'مجرد هواجس لعينه'هذا ما فكر به قال مارك

"كيف كان يومك؟"

رد شبارد بعدم اهتمام

"كان عادي"

"اوه حسنا"

صمت مارك بعد تلك الاجابه قال شبارد بعد ان اخذ رشفه من الشاي ببعض الارتباك الذي حاول ان يخفيه

"إذا.. من هو بيريك؟"

نظر مارك إليه لبعض الوقت وقال بعد ان ابعد نظره وبدأ بترتيب الاكواب

"هل سمعت الحوار؟"

"قليلا فقط"

كان يكذب فقد سمع كل شيء قال مارك ببرود

"...انه رفيقي في الجيش ...مات في احد المهمات في الحرب ضد الاحتلال الامريكي التي انتهت قبل تسعه سنوات لكن اقيمت له جنازه قبل ثلاث سنوات فقط لانهم أخيرا عثروا على جثته ...لقد اصرت والدته على ان لا يقيموا له جنازه الأ بعد ان يجدوا جثته"

كان شبارد مصدوما جدا .. وتمتم مع نفسه ببعض الارتباك

" اه ..حسنا انا اعرف انك كنت بالجيش سابقا لكن لم أعرف..لم اتوقع..."

"ماذا لم تتوقع ماذا ؟"قالها مارك وهو ينظر الى شبارد بأنزعاج وقد قطب حاجبيه ثم اردف وقد نجح في اخفاء نبره الاسى في صوته "هذا ما يحدث في الحرب شبارد أي غلطه--".

.. اراد ان يقول (أي غلطه بسيطه تكلفك خساره عظيمه ) لكنه توقف بطبيعه الحال لم يرد أن يعرف شبارد هذا الجانب منه لم يرد أن يخبره عن هراء الحرب بم سيستفيد منه اصلا؟ ولم يرد أيضا أن يتكلم معه هذا الطفل بمراعاه او ان ينتبه على ما يقول له او الأسوء ان ينظر له بشفقه بدأ مارك بالعبوس على فكره ان ينظر له احد بشفقه وليس أي شخص بل مجرد طفل!

هو مجرد طفل صغير حسب رأي مارك والذي دائما ما يختلف معه شبارد.. قال شبارد الذي التقط كوب الشاي مره أخرى بهدوء محاولا قدر الامكان اخفاء الدهشه في صوته فهي المره الوحيدة تقريبا التي يتحدث بها مارك معه بنبره الانزعاج وليس سخريه او برود

"لما لم تقل لي؟"

"لم يكن شيء مهم لتعرفه"

قال مارك بعدم اهتمام وقد سكب بعض الشاي لنفسه في احد الفناجين بعد ان انتهى من ترتيب المقهى توقف الحديث عند تلك النقطة كان شبارد يحدق في كوب الشاي ويفكر في السؤال الذي سأله ذلك الرجل(مارتن) لمارك

'وماذا عن السابق عندما كان يعيش معك أين كنت تنام؟'

'كان ينام على ذلك الكرسي ...'

فكر شبارد في ذلك وهو ينظر الى كرسي خشبي وشعر ببعض الانزعاج، كانت هذه الحقيقة تزعجه دائما اكثر حتى من الاصوات في رأسه ...

'ذلك الرجل ...لم يكن بحاجه لفعل ذلك ...لم يكن بحاجة لفعل أيا مما فعله ......لكنه فعل '

اعطاه طعاما لذيذا ومسكن دافئ واصبح صديقيه... صديقه الوحيد.... سخر شبارد من فكره ان صديقه الوحيد هو ذلك الرجل العجوز......

'ما هذا الهراء أي صديق؟ ذلك الاحمق كان يتصرف وكأنه والدي...........انه رجل لطيف'

فكر شبارد وقد عقد حاجبيه ثم نظر الى مارك- الذي لم ينتبه له و كان يشعل سجاره- .. وفكر بكم انه ممتن لذلك الرجل لكنه لم يشكره قط ولم يعتذر على سذاجته عندما كان صغيرا...لم يعرف كيف يفعل ذلك لقد كان جاهلا تماما بكيف يعبر عن مشاعره ..،وخصوصا البكاء لم يكن يعرف كيف يبكي!

.....انه امر لا يحتاج إلى معرفه ؟كلا بالتأكيد هو يحتاج كل شيء في العالم يحتاج إلى معرفه لكن معرفته اسهل بكثير من ان تكون معرفه لذا فنحن لا نعتبرها كذلك لكن عدم معرفة بهذا الأمر البديهي يعبر عن كم هو جاهل بمشاعره ، لكنه كان يستطيع أن يعبر بسهوله عن مشاعر الانزعاج وكان جيدا أيضا بتصنع اللطف و الاحترام ...امر غريب بالنسبة لشخص غبي عاطفيا مثله ..

ابتسم بشكل طفيف ثم عاد ينظر الى كوب الشاي كان يعتبر الابتسام طريقه لشكر مارك (حتى لو كان لم يلاحظه) بطبيعه الحال قرأ هذا في روايه و اعجبته الفكرة فهو يمكن تعريفه ب--دوده كتب-- من الروايات حتى الكتب العلميه كان يقرأ كل شيء نهض شبارد من الكرسي وقال

"ظننتك اقلعت عن التدخين؟"

قال مارك بهدوء "واحده فقط"

قال شبارد وهو يبتسم ابتسامة وكانها تقول انه ليس بيده حيله فدائما ما يقول مارك هذا (وقد لاحظ مارك تلك الابتسامة)

"اوه ..فهمت ،....سوف اذهب الآن ..كان الشاي جيدا أشعر وكأن الصداع اختفى"

رد عليه مارك بعدم اهتمام

"أجل لقد وضعت به بعض الريحان و النعناع البري "

قال شبارد بسخريه "اوه هل اصبحت مهتما بالطب البديل الان ؟"

رد عليه مارك بابتسامة مشرقه وهو يلوح له بالوداع

"بل اصبحت مهتما ب استخدامك كفأر تجارب لازيد مبيعاتي .،"

نظر له شبارد بتعبير فارغ وخرج من المقهى

'اجل اسحب كلامي بشأن كونه رجلا لطيفا..'

2024/02/13 · 33 مشاهدة · 1571 كلمة
نادي الروايات - 2024