2 - أنا سيء في الرياضيات

[تنبيه: لديك 8 اتصالات لم يتم الرد عليها ]

[تنبيه: لديك 8 اتصالات لم يتم الرد عليها ]

[تنبيه: لديك 8 اتصالات لم يتم الرد عليها ]

[تنبيه: لديك 8 اتصالات لم يتم الرد عليها ]

[تنبيه: لديك 8 اتصالات لم يتم الرد عليها ]

[تنبيه: لديك 8 اتصالات لم يتم الرد عليها ]

[تنبيه: لديك 8 اتصالات لم يتم الرد عليها ]


" آآآآآآآآآآآآعععه! فهمت! فهمت! لن تسمحوا لي بالنوم حتى يوم الإجازة هاه ! دائماً هكذا جميعكم تتحالفوــ هوو ! إنها الحرب هاه؟ أجل! لا بأس! لنخض حرباً! أنا وحدي ضد العالم! لنرى كيـــ "

[ مخالفة! تم خصم 60 دولار!
النوع : مخالفة مدنية
التاريخ : 23/03/2033. 08:22:53]

" هاه! و كأن هذا يهمني! نظامكم المالي و قوانينكم القذرة لن تكون ــــــ "

[ مخالفة! تم خصم 60 دولار!
النوع : مخالفة مدنية
التاريخ : 23/03/2033. 08:23:06]

" هاهاهاهاهاهاهاهاهاها! أجل! اعطوا الأمر ما لديكم! أنا لن أتراجع ! يمكننا الإستمرار هكذا طوال اليوم إن أرـــ"

[ مخالفة! تم خصم 60 دولار!
النوع : مخالفة مدنية
التاريخ : 23/03/2033. 08:23:18]

[ لديك رسالة صوتية واردة
المرسل : جاري المزعج و الحبيب جورج
المحتوى : يا رجل هل جننت؟ توقف عن الصراخ إنه صباح يوم الأحد هل فهمت؟ يوم الأحد! و أيضاً الصباح! هل تفهم ما يعني هذا؟ ]



صباح يوم الأحد، إنه الوقت الآن، و ها أنا ذا أصرخ كالمغفل لأني وغد ثري لا يعلم ما يفعل بالمال فيضيعه على خطايا المخالفات... حسناً ، بالطبع لا، كل ما في الأمر أن عملي و متطلبات عيشي كشخص يعيش وحيداً تجعلني في غنى عن 180 دولار


[ لديك رسالة نصية واردة
المرسل : جاري المزعج و الحبيب جورج
المحتوى : تباً لك! أنظر ماذا فعلت بي! جعلتني أصرخ! كيف ستعوضني الآن عن 60 دولار هاه؟ بالكاد أدفع الإيجار سحقاً لك! ]


اوه أصبحت 230 ...

" اه ، هذا أصبح كثيراً الآن "

نهظت من السرير، كان الربيع قد حل تقريباً، لذا لم يعد الليل طويلاً بما يكفي ليلبي مطلب جسدي الأساسي... الراحة، بالطبع هو أمر هام، في الحقيقة منذ وضع القانون العالمي الذي ينظم الولادات حيث يجبر كل زوجين على إنجاب طفلين اثنين أصبحت نسبة السكان مستقرة، لهذا السبب و مع تطور التكنولوجيا و تزايد فرص العمل أصبح تقريباً معظم البشر مجبرين على العمل بجنون لتغطية هذا... بالطبع نستثني عديمي الكفاءة كالسيد جورج، جاري الحبيب
بما أن يوم الأحد هو عطلة نهاية الأسبوع و هو إحدى الفرص النادرة جداً التي تتاح لأي شخص للراحة... باستثناء من هم مرتاحون دائماً كالسيد جورج، جاري الحبيب ، فالنظام كان جاداً بشأن الحرص على توفير المناخ الملائم ليحظى الجميع بيوم مريح ينسون فيه ألم ستة أيام من العمل الشاق، اوه هذه المرة لن نستثني السيد جورج، جاري الحبيب
إحدى أشكال هذا الحرص المبالغ فيه، وضع خطية مالية تعتبر كبيرة في حق كل شخص يتسبب في صوت يتخطى درجة معينة، بالطبع كل الأجهزة المنزلية كالتلفاز يتم ضبطها آلياً كي لا تتخطى تلك الدرجة حتى لو رفع المستعمل الصوت يدوياً، كل هذا لكي يحظى الجميع بصباح هادئ
بالطبع هذا هراء،. أعني ، هيا يا رجل إنه العام 2033، كل الأجهزة في كل المنازل، السيارات و الشوارع متصلة و تعمل بالانترنت و حتى الآن لا يمكنهم تركيب شيء بسيط كعازل للصوت في المنازل؟ الإجابة سهلة لأنهم إن فعلوا هم لن يكسبوا المال بل سينفقونه، أعني حتى لو كان تركيب أجهزة حساسة للصوت في كل مكان مكلفاً فبعد سنوات، على الأرجح سيسترجعون ما أنفقوه و يستمرون في الربح و الربح في ما تبقى من عمر البشرية...
طبعاً شخص مثلي لا يتاح له أن يستمتع بالنوم رغم كل هذه الإجراءات لأنه و حتى هذه اللحظة ستيف لم يتوقف عن إزعاجي

[تنبيه: لديك 8 اتصالات لم يتم الرد عليها ]

[تنبيه: لديك 8 اتصالات لم يتم الرد عليها ]

[تنبيه: لديك 8 اتصالات لم يتم الرد عليها ]...

أوه أجل، ستيف هو اسم أطلقته على نظام المنزل، أمور كهذه توجد الآن، سواء كان الطبخ، الاتصالات، سيارتك أي شيء و كل مكان، هناك حساب خاص بكل مواطن يتخطى 18 من العمر يتم تسجيله في النظام المسؤول عن البلد الذي تنتمي إليه،هذا يساعدهم على معرفة كل شيء عن كل مواطن و بالتالي أشياء كالجرائم، السرقة و حتى أمور بسيطة كالتهرب من العمل لم تعد ممكنة، حسابك هذا في الحقيقة يحظى بميزات ، ففور حصولك على عمل يمكنك أن تحظى بنظام مساعد خاص بك يدير لك أمور المنزل و أي شيء مزعج لا ترغب القيام به، طالما كل شيء من حولنا متصل بالإنترنت، حتى لو كنت بنزل مثلاً، سجل دخولك في المكان الذي استأجرته و ستصبح كأنك في بيتك، كدت أنسى السيد جورج يملك واحداً لكنه ليس بترقية كافية بما أن لا عمل لديه، كل ما يمكنه فعله تصفح الإنترنت و إرسال الرسائل، و هذا يعني أن شخصاً مثلي فاعل في المجتمع ليس في حاجة لشيء كزوجة تطبخ له، نعم ستيف هو أفضل زوجة يمكنك أن تحظى بها، لطالما قال والدي أن الحياة كانت صعبة في زمنه، لا يمكنك أن تأكل ما تريد و عليك الاستماع إلى تذمر زوجتك طيلة اليوم، لكن أنا لدي ستيف، و ستيف الآن لا يتوقف عن إزعاجي

[تنبيه: لديك 8 اتصالات لم يتم الرد عليها ]

[تنبيه: لديك 8 اتصالات لم يتم الرد عليها ]

[تنبيه: لديك 8 اتصالات لم يتم الرد عليها ]

" حسناً فهمت ، اعرض سجل الاتصالات"

بالطبع ليس لستيف جسد مادي، هو ليس سوى برنامج ذكي، لا جسد له، طالما هناك شاشة سواء كانت هاتفاً أو حتى مجرد شاشة متصلة بالإنترنت معلقة في غرفة نومك فيمكنك أن تدير ما تشاء منها ، سواء أردت فعل ذلك باللمس أو الأوامر الصوتية ، بعد أن استيقظت تذكرت أنني لم أطفئ التنبيهات الخاصة بالاتصالات الفائتة كي لا يحدث هذا، أعني هذا ليس خطأ ستيف أن صباحي قد تعكر، نعم ستيف بريء، أنا آسف لأني غضبت عليك ستيف!

الشاشة عرضت علي ثمانية اتصالات من جهتي اتصال مختلفتين

إحداها كانت من زوجتي، هي الآن بالمشفى ، ليس الأمر و كأنها تحظى بعلاج، لا، الأمر فقط أنها حامل، النساء اللاتي سينجبن يتم العناية بهم طيلة فترة الحمل خاصة إن كان الطفل الأول لهن ، هي تتصل بي طيلة الوقت لتسألني إن كنت أعتني بنفسي، بالطبع أنا كذلك، أنا لدي ستيف بعد كل شيء!
اتصال واحد منها كان البارحة، على الأرجح كنت في نوم عميق حينها و قد منعت ستيف من تنبيهي من أي اتصال وارد لذا لم يتم تذكيري إلاّ عند الصباح بشكل عشوائي

بقية الاتصالات كانت من جهة واحدة، كان بإمكاني قراءة الاسم ذاته على بقية الاتصالات السبعة [غطي فمك عندما تتكلم يا رجل] لا يمكن لهذا الإسم السخيف أن يعني سوى شيء واحد، بالطبع فأنا من اختار هذا الإسم


الساعة 8:46 الآن، أنا حتى لم أتناول الإفطار، فور اتصالي بـ [غطي فمك عندما تتكلم يا رجل] توجهت مباشرةً لمقر عملي، إنه المستشفى، كوني طبيباً نفسياً فقد يكون هذا غريباً لكن الآن يتم توحيد جميع أنواع الطب في منشآت كبرى، لا يوجد ما يسمى بالطب الخاص، و لا وجود لطبيب يعمل منفرداً بعد الآن ، الأمر أشبه بشركة ضخمة موظفوها هم أطباء من اختصاصات مختلفة

بينما كنت أسير في الرواق الخاص بجناح الطب النفسي، رجل قصير كان يهرول مسرعاً محاولاً مجاراة خطواتي، تارةً كان يصل إلى جانبي ثم يبدأ الكلام، ما إن يفعل حتى تتباطئ سرعته و يجد نفسه خلفي، عندها يتوقف عن الكلام و يعود للهرولة ثانيةً

قبل مغادرتي المنزل اتصلت بهذا الرجل، هو المسؤول عن هذا القسم من المنشأة، مما فهمته منه، فهناك طالب ثانوية حاول الإنتحار، والداه جلباه إلى هنا عند الفجر، تم علاجه جسدياً بشكل كامل، لكن المهم الآن رعايته نفسياً، لسوء الحظ لم يكن هناك طبيب نفسي غيري في هذه المنشأة، بقية من هم هنا ليسوا سوى مبتدئين أو أطباء متخرجين حديثاً يهدفون لكسب الخبرة، التعامل مع أمر حساس كحياة شاب لا تتحمل أن يتولى مسؤوليتها المبتدئون، هذا إحدى السببين الذي جعني آتي إلى هنا مسرعاً، السبب الآخر، منذ سنوات طويلة أنا لم أسمع بأحد يحاول الإنتحار

" ذراعه... ؟"

" أجل ذراعه اليسرى... التقرير الطبي يقول أن... جراحاً كانت في أماكن مختلفة من ذراعه..."

"متأكد من أنه تسبب بها لنفسه؟"

" أجل والداه... والداه أكدا ذلك... يقولان أنه كان في غرفته لوحده جالساً... جالساً على الأرض و يده كانت ممرغة بالدماء "

" واو، أليس هذا قديماً جداً؟ "

" حسناً..."

أثناء حديثه، هذا الرجل القصير الذي كان يتوقف عن الكلام لبرهة كي يلحق بي كل مرة، كان يخرج رذاذ من لعابه عند الكلام، أنا لا أسرع لأني أرغب برؤية هذه الحالة النادرة جداً بقدر رغبتي في تجنب لعابه
على الرغم من كل شيء أنا أعلم كم أن هذا الرجل، السيد نيك، شخص طيب، قلقه هذا ليس شيئاً من فراغ
دخلت الغرفة، الباب فتح آلياً بمجرد وقوفي أمامه ــ لا، في الحقيقة لم أكن في حاجة للتوقف حتى، دخلت برفقة السيد نيك لنجد رجلاً و امرأتين واقفين أمام سرير يجلس عليه مراهق في الـ18 من العمر
بالنظر إليه كان شاباً كأي شخص في مثل عمره، شعر بني متوسط الطول مختلط بلون أسود ـ شعر مصبوغ؟ ـ يرتدي ملابس عادية ـ لا، لم تكن عادية، هناك بقع من الدم عليها، ذراعه اليسرى كانت ملفوفة بالكامل بالضمادات

" كيف حاله؟ "

" الجسدية؟ هو بخير تماماً، أعطيناه جرعة تضاعف تجدد الخلايا، جراحه ستلتئم بسرعة"

إحدى الامرأتين كانت مسؤولة من قسم الطوارىء، على الأرجح هي من تولت الإشراف على علاج جراحه

" إذاً لا بد أنكما..."

" أجل نحن والداه، أرجوك اعتني به"

الرجل الذي هو والد هذا الفتى كان متماسكاً على عكس ما تبدوا عليه زوجته

" إذاً أيها البطل، هل كان الأمر مؤلماً، هل أنت سعيد الآن، والداك قلقان عليك أترى"

توجهت بالكلام له لكنه لم يرد، فقط استمر في التحديق بمكان ما في الأرض

" هل هو أصم؟ "

" لا، سمعه طبيعي، لكن هو لم يقل شيئاً منذ أن أتى إلى هنا" نيك تكلم

نظرت للوالدين، كلاهما رمقاني بنظرة 'نعم نفس الشيء هنا'

" حسناً ، سأرغب في الحديث معكما أولاً على انفراد إن لم تمانعا"





بعد التحدث معهما هذا ما حصلت عليه

الفتى يدعى كريس، الابن الوحيد لعائلته، ليس سوى مجرد طالب في آخر سنة له في الثانوية، متفوق في دراسته، طبيعي جداً، والداه فخوران به، اوه! هو على عكس السيد جورج هاه؟ جاري الحبيب، على أي حال لا شيء في حياته يبرر له فعل ما فعله في نفسه

" أعتقد أن الأمر سهل"

الجميع بدى كأنه ينتظر كلامي

" هو يريد الإهتمام"

" هاه؟"

نيك تفاجأ

" ماذا تقصد؟" سألت الأم

" أليس هذا واضحاً، إنه فقط يريد جلب الاهتمام، ليس سوى عملاً شقياً ، أطفال هذه الأيام يريدون أن يكونوا محط الانتباه هاه؟"

" لـ لكن هو حاول ــ" نيك تدخل

" الانتحار؟ هل جننت؟ تسمي هذا انتحاراً" رفعت اللوحة الذكية التي كان عليها تقرير طبي لإصابة الفتى. " أنظر جيداً ، إنها ليست حتى الطريقة الصحيحة، إن أردت حقاً الموت فكل ما عليك فعله هو جرح في معصمك يفتح احدى الشرايين و ستنزف حتى الموت، في حالته هنا، الجروح ليست حتى عميقة جداً، مجرد ثقوب صغيرة هنا و هناك، من الواضح أنه أراد تغطية يده بالدماء كي يبدوا الأمر كبيراً، خذوه للمنزل و قوموا بتدليله، هو حتى لا يملك الشجاعة لجرح نفسه بشكل صحيح "

" لكن ــ "

" قلتم أنكم لم تلاحظوا تغيرا فيه أو أي شيء غريب حوله من قبل، إذاً حسم الأمر، لا وقت لي لأضيعه على لعب الأطفال هذا"

لا يبدوا أن أحداً راض بما قلت، بالطبع لا، ما قلته خاطئ تماماً، صحيح أن قطر الثقوب التي كانت في يده صغيرة، بل متناهية الصغر بحيث لا تتعدى نصف المليمتر الواحد لكنها عميقة، عميقة جداً، و هذه الثقوب تغطي يده كلها تقريباً، هذا ليس طبيعياً بأي شكل كان

إذاً لماذا قلت ما قلت؟

بينما كنت أنهظ من الكرسي في مكتبي، الأم توجهت إلي مرتبكة

" انتظر..."

هذا ليس كلام أم غير متأكدة أو تشك في كلامي، هذا كلام شخص يخفي شيئاً، طريقة قولها كانت توحي بأنها ترغب في إضافة شيء ما
عرفت من البداية أنها ترغب في قول شيء لكنها كانت مترددة
نظرت أولاً إلى زوجها، ثم إلي، بصوت مرتعش

" تسعة أيام... قبل تسعة أيام بدأ الأمر... كان يقول شيئاً غريباً، بأن هناك فرداً آخر من عائلتنا، فرد رابع "


بعد سماع المزيد من التفاصيل، عدت رفقة نيك إلى الغرفة أين يوجد الفتى

" نيك"

"أ-أجل؟"

" ماهو حاصل جمع 180 و 60؟"

" هاه؟"

" فقط أجب!"

" لا أفهم جيداً لكن... 240."

" نيك ، أنا سيء في الرياضيات."

2019/03/19 · 429 مشاهدة · 1970 كلمة
Zodiac21
نادي الروايات - 2024