3 - ليلة طويلة على إحدى الأمهات( 1)

" مهلاً ، مالذي... ؟ متى... ؟ كيف... ؟ لماذا لم أسمع بهذا؟"

مكتبي الخاص في المنشأة الصحية الضخمة وسط المدينة، أو ما نسميه بالمستشفى
أنا إلى جانب 3 أشخاص في غرفة مغلقة...

بعد ما قالته عن إبنها، الزوج كان مصدوماً تماماً، لاــ هو لم يصدق حتى ما قالت، يبدو أنها كانت تخفي هذا عن زوجها، بعد توضيحها الأمر لنا، فحسب روايتها كل شيء حدث هكذا




{ التاريخ 14/03/2033 ، 19:43:39
الأم تتلقى اتصالاً هاتفياً بينما كانت في العمل، الإتصال كان من هاتف عمومي نحو مقر عملها، مديرها الذي تلقى الاتصال أولاً أخبرها أن المتصل كان شاباً بالحكم على صوته، على أي حال بعد أن طلب المتصل الحديث مع الأم و تم تحويل اتصاله إلى مكتبها، الخط أقفل قبل حتى أن تتاح لها فرصة الاستماع له

التاريخ 14/03/2033 ، 19:47:52
غريزة الأمومة أو أياً كان ما ترغب في تسميته، جعلها تقلق قليلاً، أرادت الحصول على إذن بالولوج إلى حسابها الشخصي لتفقد ان كان المتصل قد جرب الاتصال برقم المنزل أو رقمها الشخصي،بالطبع فهذا غير مسموح خلال العمل لذا كان عليها الحصول على تصريح، حسب قولها فهي كانت شبه متأكدة من أن المتصل هو إبنها لذا أرادت التأكد بنفسها، هو دائماً يتصل بها في هذا الوقت ليخبرها إن كان سيبيت عند أحد رفاقه أو أن لديه مدرسة بعد الدوام خلال الليل لأنشطة النادي أو مذاكرة جماعية في المدرسة للتحضير لاختبارات القبول، لكن إن كان إبنها المتصل لماذا يكون قد استعمل جهة اتصال عمومية؟ هذا بدى غريباً لها

التاريخ 14/03/2033 ، 19:48:45
الأم تحصل على الإذن، قلقها ازداد، إبنها اتصل بها قبل حولي نصف ساعة

التاريخ 14/03/2033 ، 19:49:12
الأم تتصل بالإبن، هو لم يرد

التاريخ 14/03/2033 ، 19:49:39
الأم في حيرة من أمرها، تحاول الإتصال بزوجها، هو كان في رحلة عمل لأسبوع، قبل إجراء الاتصال بلحظة، رسالة نصية تردها

التاريخ 14/03/203 ، 19:49:43
الأم تسرع في فتح الرسالة، المرسل كان ابنها
المحتوى كان : [ آسف لأني لم أرد، كنت ألعب مرحلة مهمة من لعبة فيديو اونلاين لذا لم أرد أن يضيع تركيزي ، آه صحيح أنا الآن في المنزل كما هو واضح لذا لا تتأخري في العودة ]

التاريخ 14/03/2033 ، 19:50:03
لعل الاتصال كان خاطئاً، لكن ألم يطلب الاتصال بها شخصياً؟ الأم لم ترتح تماماً، لكن المهم أن كل شيء بخير
ليس الأمر و كأن مكروهاً كان سيحدث، ربما هو إرهاق العمل أو هي تبالغ في التفكير بالأمر، قبل أن تسجل خروجها و تعود للعمل تردها رسالة ثانية من إبنها

التاريخ 14/03/2033 ، 19:50:23
هل كانت متوترة و هي تفتح الرسالة الجديدة؟ نعم

[ إن كنت قلقة بشأن اللعبة، فقد فشلت ههههههه، لا بأس سأكرر المحاولة ^^ ]
هل يفعل هذا عمداً لمضايقتها؟ هي لم تكن متأكدة، لكن الشيء الأكيد أن عليها التوقف عن المبالغة في قلقها

التاريخ 14/03/2033 ، 19:50:41
الأم تعود للعمل

التاريخ 14/03/2033 ، 22:04:15
انتهى العمل و الأم الآن متوجهة إلى سيارتها و عائدة إلى البيت

التاريخ 14/03/2033 ، 22:04:28
بمجرد تشغيل السيارة وابل من الأصوات الصاخبة كاد يوقف قلبها

التاريخ 14/03/2033 ، 22:04:33
بعد أن تعافت من الصدمة وجدت نفسها في واحدة أخرى، الصوت الذي سمعته كان تنبيهات من الشاشة في السيارة، النظام كان يخبرها أنها تلقت رسائل نصية، لا ــ بعضها كان صوتياً، لحظة النوع ليس مهماً بقدر العدد، نعم ما جعل الأم مصدومة كان العدد
[ لديك 358 رسالة نصية لم تقرأها ]
[لديك 23 رسالة صوتية لم تستمع إليها ]
[ لديك 5 اتصالات لم ترد عليها ]

التاريخ 14/03/2033 ، 22:05:02
381 رسالة و 5 اتصالات في حوالي ساعتين، هل كان هذا طبيعياً؟ ، لا حاجة للإجابة
أولاً تفقدت الاتصالات، كلها كانت من جهة اتصال عمومية، الرسائل؟ هي ألقت نظرة على أحدثها
كل الرسائل كانت من مصدر واحد مجهول ، باستثناء الأخيرة، كانت من ابنها
عندما فتحتها: [ أمي، لقد دعوت صديقتي الحميمة إلى منزلنا، أنا آسف لكن هل يمكنك التأخر عن العودة؟]


التاريخ 14/03/2033 ، 22:05:34
هل كانت غاضبة؟... بالطبع هي كذلك، هي ستعود للمنزل لتعاقبه، نعم ستفعل! منذ متى لابنها حبيبة؟ حسناً، ربما هذا طبيعي لكن ماذا يعني بتأخري في العودة؟ هو يعتبرها عائقاً؟... نعم هي ستكون كذلك! ستعود للمنزل بأسرع وقت و ستقف بينهما! أجل هذا ما عليها فعله!


التاريخ 14/03/2033 ، 22:06:12
على الطريق، بينما أخذت نفساً عميقاً و شغلت السائق الآلي، استرخت على المقعد، على الشاشة، لا تزال الرسائل هناك في الواجهة، فقط كم عدد هذه الرسائل؟ هل هي مطاردة؟ من يفعل هذا في هذا العصر؟...
يالها من ليلة غريبة تمر بها الأم، لا يبدوا الأمر حتى حقيقياً، فضولها دفعها لفتح إحدى تلك الرسائل المتراكمة من نفس المصدر المجهول... الآن، هي تتمنى حقاً لو لم يكن هذا حقيقياً

[ أنت التالية، أنت التالية، أنت التالية ، أنت التالية ، أنت التالية ، أنت التالية ،أنت التالية ،أنت التالية ،أنت التالية ،أنت التالية ،أنت التالية ،أنت التالية ،أنت التالية ،أنت التالية ،أنت التالية ،أنت التالية...]

فتحت رسالة أخرى بشكل عشوائي

[ عندما كنت صغيرة أنت كذبتي بشأن ليزلي،عندما كنت صغيرة أنت كذبتي بشأن ليزلي،عندما كنت صغيرة أنت كذبتي بشأن ليزلي،عندما كنت صغيرة أنت كذبتي بشأن ليزلي،عندما كنت صغيرة أنت كذبتي بشأن ليزلي، عندما كنت صغيرة أنت كذبتي بشأن ليزلي... ]

واحدة أخرى

[ الفصل 3-ب أنا قتلت الجميع، الفصل 3-ب أنا قتلت الجميع، الفصل 3-ب أنا قتلت الجميع، الفصل 3-ب أنا قتلت الجميع، الفصل 3-ب أنا قتلت الجميع، الفصل 3-ب أنا قتلت الجميع، الفصل 3-ب أنا قتلت الجميع، الفصل 3-ب أنا قتلت الجميع... ]

واحدة أخرى

[ خلل سيتم حذفك، خلل سيتم حذفك، خلل سيتم حذفك، خلل سيتم حذفك، خلل، سيتم حذفك،خلل سيتم حذفك، خلل سيتم حذفك، خلل سيتم حذفك، خلل سيتم حذفك، خلل، سيتم حذفك... ]

و هذه كانت التي تحت رسالة ابنها مباشرةً

[ لا تفكري لست في حاجة لذلك فقط عودي إلى البيت، عودي إلى البيت، عودي إلى البيت،عودي إلى البيت، عودي إلى البيت، عودي إلى البيت، عودي إلى البيت، عودي إلى البيت، عودي إلى البيت،عودي إلى البيت، عودي إلى البيت، عودي إلى البيت،عودي إلى البيت، عودي إلى البيت، عودي إلى البيت، عودي إلى البيت، عودي إلى البيت، عودي إلى البيت، عودي إلى البيت، عودي إلى البيت، عودي إلى البيت،عودي إلى البيت، عودي إلى البيت، عودي إلى البيت، عودي إلى البيت، عودي إلى البيت، عودي إلى البيت،عودي إلى البيت، عودي إلى البيت، عودي إلى البيت،عودي إلى البيت، عودي إلى البيت، عودي إلى البيت، عودي إلى البيت، عودي إلى البيت، عودي إلى البيت ... ]














التاريخ 14/03/2033. 22:12:54
منذ الآن فصاعدًا، رؤيتها أصبحت ضبابية، دقات قلبها تتسارع و أنفاسها أصبحت ثقيلة ، هناك من يتتبعها؟، مجرم؟ لص؟ مختطف؟... هي لم ترى شيئاً في حياتها كهذا إلاّ في الأفلام، ربما عليها الاتصال بالشرطة؟ ماذا عن زوجها؟... لحظة ! آخر رسالة كانت تخبرها أن تعود للمنزل! هل يستهدفون منزلهم ؟ لماذا؟ هذا ليس ممكناً هناك أنظمة حماية في كل مكان إضافة لكاميرات مراقبة و مستشعرات، من سيفعل هذا أياً كان يدرك جيداً أنه لن يفر بفعلته، لكن عندما تنظر إلى الأمر من منظور آخر، هل من الصائب وضع رهان على شيء كهذا؟ ليس من المستبعد أن يكون هذا من فعل شخص غير عاقل، مالذي يمنع إحتمال أن يكون شخصاً يؤذي الآخرين دون الإكتراث لنفسه؟... هل هناك شخص يكن ضغينة لعائلتها إلى هذا الحد ؟ هذا ممكن ...

الكثير من الأفكار السلبية انهالت على رأسها بينما اقتربت من باب المنزل، ببطء، فتحت الباب بعد وضع كلمة السر، بالطبع طبيعة كونها أماً و امرأة تجعلانها تقفز في بحر واسع من الاستنتاجات و التخوفات المبالغ فيها، إنه شيئ بسيط، أحدهم يعبث و يريد إزعاجها لكن هي تهلوس، ربما هي نفسها كانت تريد أن تصدق ذلك، جزء منها يتوقع سيناريو تجد فيه كل شيء بخير و تحل المسألة بلا مشاكل، هل كان هذا الجزء على خطأ؟ هل سيخون العالم آمالها؟

نعم أم لا هذا ليس مؤكداً، لكن هناك شيء واحد فقط هي متأكدة منه












ــــــ المنزل كان مظلماً، لا يمكنني رؤية شيء في الداخل، هل كريس هنا، لماذا لا يشعل النور؟ ربما علي فعل هذا بنفسي لكن... لا شيء، لا أرى شيئاً، لا ــ هذا ليس صحيحاً ، هناك... هاه ؟ ما هذه؟
الأرض، الأرض كلها تلمع، لمعان يغطي المساحة أمامي كلها، بدت الأرض كسماء الليل، ربما هذا يبدوا مبالغاً فيه، لكن لا يوجد خطب في بصري، نقاط صغيرة تومض أمام قدمي و حتى داخل المنزل، سرت إلى الأمام، لا أسمع شيئاً سوى دقات قلبي، التنفس صعب، بالكاد أستطيع التنفس ، ثلاث خطوات فقط حتى بدأت أسمع صوتاً آخر خافتاً، كل مرة أحرك فيها قدمي أسمع نفس الصوت، أستطيع الشعور به مع كل خطوة، أنا كنت أدوس على شيء ما، الأجسام التي تلمع على الأرض، حاولت إعطاء أمر صوتي للنظام الخاص بالمنزل لكن لا استجابة، نظرت إلى الخلف، أستطيع رؤية ما بالخارج من خلال الباب المفتوح خلفي، أنا في منزلي هاه؟ نعم هذا منزلي، تقدمت إلى الأمام، بدأت أشعر بالهواء يتدفق في أرجاء المنزل... النوافذ، هل هي مفتوحة؟
الضوء الطفيف من الخارج بدأ يتسلل إلى داخل البيت، أو ربما عيناي بدأتا تعتادان على هذه الظلمة، الأجسام اللامعة في كل مكان، لم أتقدم سوى بضعة أمتار و إذا بخطوات أقدام تأتي من الردهة
تجمدت مكاني، أستطيع سماع دوي انفجار داخل صدري، ظل ظهر أمامي، كان يسير مسرعاً قبل أن يتوقف فور أن لاحظ وجودي، ربما

" كريس... ؟."

" هاه ؟!"

إنه هو صحيح؟... نعم هو... لكن لما البيت هكذا، المكان مظلم، لماذا لا يشعل الأنوار؟ ــــــ أووه! لا تخبرني!

" هاي كريس! لا يمكنكما فعل هذا! هل جننتما ! لم تستطع كبح غرائزك؟ يالك من منحرف! سيكون لدي حديث مع والدك عند عودته! أيضاً ما هذه الأشياء على الأرض؟ لماذا المكان بارد و مظلم هنا؟ ماذا فعلت بنظاـــ "

هو تقدم نحوي فجأة، وقف أمامي مباشرةً

" أمي؟ لا يمكنني إيجادها "

" ماذا تعني ؟ أنت ترعبني أيها الغبي! مالذي حدث هنـ ـ "

" أمي، أين هي؟ "


" هاه ؟ كما قلت لك، أنا من يجب أن يطرح الأسـ "

" هنا "

"... ؟ "

كريس أشار للحائط إلى الأمام في الجانب الأيسر

" كان هناك باب هنا..."

" أنت مالذي ــــ "

" أين هي؟ "

" ماذا ، ماهي؟ "

" مستحيل ، أنت أيضاً لا تتذكرين؟ "

" ما ــــ"

" ألا تتذكرين... ؟ هنا... كان هناك غرفة... "

" إسمع، لقد مررت بما يكفي اللـ... "

[ لديك رسالة صوتية جديدة ]

" ماذا الآن ؟! "

" أريني هذا! "

" هاي ! ماذا تفعل ؟ "

[ النوع : رسالة صوتية
تاريخ الاستلام : dëțžý):ďğď&+ď
المرسل : مجهول
المحتوى : *بيييب *. امممم، مرحباً، هل أنا أتصل بالرقم الصحيح؟ ، اه، أفترض ذلك، أعني أنا أحاول الاتصال منذ مدة لكن لم يتم الرد علي، اه، ربما أنا لا أرغب في أن يتم الرد علي أيضاً، هههههه هذا غريب، على أي حال أردت تهنئتك على دخول ðğý:ňďß2*ğ+oh رقم 14، و شكراً على التسجيل في +łî*ťì0š *#řþæ، نحن سنقدر لكم تضحياتكم، حظاً موفقاً للعينة المسؤولة عنك ]

الصوت كان من جهازي الخاص، صوت فتاة صغيرة، أنا لا أعلم من تكون و لا عما تتحدث ، هل هي صاحبة تلك الرسائل الغربية؟

" من هذه؟ هل تعرفها؟"

ربما بسبب الظلام، أنا لم أرى تعبير وجهه جيداً، لكن هذا ما قاله

" بالطبع ، هي أختي الصغرى بعد كل شيء " }

2019/03/20 · 398 مشاهدة · 1778 كلمة
Zodiac21
نادي الروايات - 2024