في عمق ذلك الليل حيث يلفّ الصمت كل شيء، وجد دكتور مانهاتن نفسه يواجه حقيقة لا تُخفيها أي أقنعة: مأساة لا تنتهي، حزنٌ لا يُشفى، وخيبة أمل تُخيّم على كل لحظة.

كان يشعر بأن كل شيء حوله مجرد زيف؛ أن الجهود التي يبذلها، والآمال التي يتشبث بها، لا تعني شيئًا في وجه قدر لا يتغير، في زمن لا يرحم. في كل نبضة من قلب الكون، كان يُدرك أن الحياة مجرد مسرحية يائسة تُعرض على خشبة من العدم، حيث تختفي الأحلام قبل أن تكتمل.

تساءل بصوتٍ خافتٍ، كأن الرياح تحمل معه همسات اليأس: "ماذا جدوى كل هذا؟ هل نحيا لنشعر، أم أن الشعور نفسه لا يحمل أي قيمة، وكأننا مجرد ظلال تتلاشى في بحرٍ من اللا مبالاة؟"

في تلك اللحظة، بدا كل شيء بلا جدوى؛ قراراته، وآماله، وحتى لحظات النور التي تلمع كوميض بعيد في ظلمة الزمن، لم تعد تفصح عن أي معنى. كان يرى أن كل خطوة، مهما بذل فيها جهده، لا تزيد سوى عبئًا آخر في بحر اللامبالاة الذي لا ينتهي.

وأدرك حينها، مع مرارة تفوق الوصف، أن كل شيء ربما لا يهم على الإطلاق. ففي هذا الكون الواسع، حيث تسود القوانين الثابتة للقدر، يصبح كل سعي لإنشاء معنى مجرد وهم؛ رسالة تُبعث إلى العدم، لا تجد صدىً ولا تجلب سوى خيبة أمل عميقة.

ظل دكتور مانهاتن واقفًا، بين ظلال الليل وألم الزمان، يحمل في قلبه تلك الحقيقة المرة، حيث تتلاشى الآمال وتتحول الأحلام إلى سراب، في رحلةٍ لا نهاية لها نحو فراغ مطلق.

2025/03/22 · 3 مشاهدة · 235 كلمة
نادي الروايات - 2025