عنوان الفصل: معادلات الزمن
في مختبر مغمور تحت الأرض، وسط أنوار خافتة وشاشات تعرض معادلات متداخلة، جلس دكتور ناثان كروس، عالم الفيزياء الذي كرس حياته لفهم بنية الزمن. كان وجهه متجهمًا وعيناه تحدقان في الرجل الواقف أمامه، دكتور مانهاتن، الكيان الذي يتحدى كل قوانين الفيزياء التي درسها ناثان طوال حياته.
ناثان: "أريد أن أفهم. أنت تقول إنك ترى الماضي والحاضر والمستقبل في آن واحد، لكن كيف؟ هل الزمن خط مستقيم أم بحر لا نهائي من الاحتمالات؟"
دكتور مانهاتن، الذي كان ينظر إلى شاشة تعرض نموذجًا رياضيًا عن الزمن، لم يلتفت، لكنه أجاب بصوت خافت يحمل لامبالاة العارف: "الزمن ليس مستقيمًا ولا متشعبًا، هو ثابت. أنت تتحرك داخله كمن يسير في ضباب كثيف، لكنني أراه مكشوفًا تمامًا."
ناثان: "لكن هذا يعني أنك تعرف كل شيء بالفعل... إذًا، لماذا تتفاعل معنا؟ لماذا تتحدث معي الآن؟ إذا كان كل شيء قد حدث بالفعل، فلماذا تهتم؟"
دكتور مانهاتن: "لأنني، رغم رؤيتي لكل شيء، لا أزال موجودًا هنا، في هذه اللحظة. بالنسبة لك، أنت تصنع قراراتك الآن، أما بالنسبة لي، فأنا فقط أعيد مشاهدة مشهد متكرر بلا تغيير."
ناثان يضرب الطاولة بقبضته: "لكن هذا غير منطقي! إذا كان المستقبل محسوماً، فأين الإرادة الحرة؟ أين الفوضى التي نعيش فيها؟ إذا كنت تعرف كل شيء، أخبرني، متى سأموت؟"
ينظر إليه دكتور مانهاتن للحظة، ثم يشيح بوجهه إلى شاشة تعرض صورة للمجرة.
دكتور مانهاتن: "في الثانية نفسها التي كان يجب أن تموت فيها منذ البداية. لكنك لم تفهم بعد، الزمن ليس اختيارًا. إنه موجة ثابتة، ونحن مجرد نقاط على سطحها."
ناثان، الذي شعر برجفة تسري في جسده، جلس بهدوء، ثم همس: "إذا كان كل شيء مكتوبًا، فما الهدف من أي شيء؟ من المعرفة، من الحب، من الألم؟"
ابتسم دكتور مانهاتن، لكنها لم تكن ابتسامة سعادة، بل شفقة: "الهدف؟ أنتم من تصنعونه. أنا فقط أشاهد."