بعد أن ألقى رأسه على الوسادة
إنجرف وعيه دون أن يدرك حتى نام
بينما هو نائم فقد حظى بحلم صغير
حلم انه كان يركض فى ممر مظلم وهو يلهث بحثا عن الهواء
رقض عبر الغرف بسرعة بينما كان يسمع صوت خطوات أقدام تطارده متبوعة بصدى ضحكات أطفال
بينما كان يرقض واجه أخيرا طريق مسدود لذا دخل إحدى الغرف على يساره
بعد دخوله الغرفة إلتفت حولة حتى سقطت عيناه على خزانة ملابس طويلة بنية كبيرة بما فيه الكفاية لكى يختبئ فيها
عند رؤية الحزنة سار اليها بشكل مئلوف ، بدى الأمر كما لو انه أتى للغرفة بحثا عن هذه الخزنة بالذات
دخل الحزنة وإختبأ فيها بثقة حتى بعدما سمع أصوات الأقدام تقترب من غرفته فلم يشعر بالخوف
تدريجيا إقترب صدى صوت الأقدام أكثر وأكثر ، حتى توقفت أمام باب غرفة معينة ، يمكن سماع أصوات ضحك أطفال
أخيرا صدر صوت نقر على الباب °دق°دق°
" هل أنت هنا ؟ " صدى صوت الطفل فى الممر
لم يمر على سؤاله خمس ثوانى قبل أن يتبعه صوت فتح الباب
°تك°تك°تك°
يمكن سماع أصوات الأقدام الصغيرة على الخشب المتهالك مما يضيف الى جو الرعب هذا
إستمرت الخطوات حتى وقفت أمام السرير " هل تختبئ هنا ؟ "
بينما لا يزال فى الظلام إستطاع سماع صوت جسد يصتدم بالأرض ثم بدأ بسماع أصوات الأقدام تتحرك مرة آخرى
حتى توقفت أمام مكتب الغرفة " هل أنت هنا ؟ "
بعد ذلك صدر صوت يشبه إحتكاك الخشب بالخشب ، على الأرجح كان الصوت لكرسى يتم جره فوق الأرضية البالية
بعد ذلك تحرقت الأقدام مرة آخرى حتى إستقرت آخيرا أمام باب الخزانة
" هل أنت هنا " هذه المرة لم يتحدث وكأنه يسأل سؤالا بل تحدث وكأنه يدلى بحقيقة او بيان ، كان متأكدا من أنه إختبئ داخل الخزانة !!
وفجأة إنقطع الحلم !
"ها، هاه ،ها ،هاه " *
شهيق ، زفير *
------
نهض الشاب من سريره بعدما راوده ذلك الكابوس وهو يلهث
نظر الى ملابسه التى كانت منقوعة بالعرق ثم الى المرآه فى زاوية الغرفة
كانت عيناه تحمل علامات من التردد وعدم اليقين
' لدى إحساس سئ ، وكأن شيئا ما سيحدث '
نظر الى الوقت فى الساعة ولكن بسبب الظلام الشديد لم يستطع رؤية شئ ، لذا إنتظر دقيقة حتى أصبحت عيناه معتادة بما فيه الكفاية وإستطاع ان يرى الوقت ١١:٣٠ !
لقد كان دائما ذو نوم خفيف ومن المفترض ان يوقظه المنبه مثلما يفعل كل مرة ' هل إنتهت بطارية المنبه ؟ '
نظر الى المنبه ليجد ان عقاربه تدور بلا مشاكل
تعجب ليون من نومه العميق النادر قبل ان ينهض ويذهب للحمام لتنظيف وجهه
أما احداث الحلم فقد نسيها بلا وعى
بعد كل شئ ، هل سيؤثر حلم عشوائى على حياتك ؟
بعد خروجه من الحمام وبعد غسل وجهه وشعره بدا أنه قد تذكر شيئا
وسرعان ما دخل غرفته وأمسك بهاتفه
وفتح قائمة الارصدقاء قبل أن يقع بصره على الوقت فى هاتفه ، ' ١١:٤٨ '
' لازال يوجد ١٢ دقيقة '
عند ملاحظة ذلك قام بوضع هاتفه فى جيبه قبل ان يذهب المطبخ ويحضر طبقا من الفول السدانى وبعض الفشار والحلوى المختلفة ويجلس على الأريكة
' ما الذى قد يكون أفضل من ان تشاهد فلم رعب بينما تستمع الى أصدقائك وهم يلعبون الغميضة فى موقع مهجور '
بهذا النوع من الأفكار ، فتح أمير المدرسة البارد التلفاز وبدل قنواته حتى إستقر آخيرا على فلم رعب بدى انه جيد
نظر مجددا للوقت وكانت الساعة ١١:٥٧
لذا رن على ريك وفى النغمة الخامسة رد صديقه
---------------------
{ فى الجانب الآخر من الهاتف }
بينما كان ريك يقف يقف هو وأربعة من أصدقائه أمام قصر مهجور
°اااااااااااااه °
صدى صوت صرخات عالية و مرعبة فى مجموعة الأصدقاء
تفاجأ ريك قليلا ولكنه سرعان ما تمالك نفسه بينما الخمسة الآخرون كانوا بالتأكيد أسوء حالا ، فمنهم من سقط على الأرض ومنهم من رقض من مكانه ومنهم من صرخ فى خوف مضيفا صرخاته إلى صوت الصراخ المرعب
ولكن غير صوت الصراخ ظهر صوت جديد
" ههههههه"
سرعان ما لم يستطع ريك كتم ضحكه ووضع يده على بطنه بينما يقول
"إهدأو يا رفاق ، لماذا أنتم خائفون ، إن هذا الصوت هو نغمة هاتفى الجديدة"
سرعان ما أخرج ريك هاتفه ليعرض إسم المتصل [ ليونارد ] وليوقف الصرخات المزعجة
ورد على المكالمة
فى هذه الأثناء كانت نظرات أصدقائه مليئة بالغضب لذا سرعان ما أخبرهم ريك بكونه سيعوضهم بشراء الطعام لهم لاحقا
[ هل وصلتم ] ( ليونارد )
" أجل لقد وصلنا للتو ،يا ليتك كنت هنا حينها كنت سترى نظرة الرعب فى عيون البقية ههههه "
السبب الذى جعل ريك يتفاخر بما فعله لصديقة ، هو أن صديقه لم يكن يخاف من هذه المزح الصبيانية ، سابقا عندما نعته بالجبان فهو فعل ذلك حتى يحاول إستفزازه وجعله يوافق على الذهاب معه
[ لا تهتم لى ، انا مرتاح فى منزلى الدافئ بدلا من الخروج فى مثل هذا الجو البارد ، كما انه يوجد فلم سأشاهده لذا فقط أخبرنى بما يحدث معكم ]
" حسنا ، لكن تذكر لا تحدث صوتا حتى لا تفسد إختبائى "
بعد قول هذا وضع ريك الهاتف فى جيبه
صمت ليون قليلا قبل أن يتحدث [ إنتظر خمسة دقائق أنا قادم إليك ]
" هاه " تعجب ريك من سلوك صديقه المحير ولكن ضغى على ذلك مشاعر السعادة لكون صديقه سيحضر
------------------------------
على الجانب الآخر من الهاتف نهض ليون من على الأريكة بتعبير معقد ، أراد أن يسترخى اليوم بكسل ولكن لسبب ما كلما أغلق عينيه كان يتذكر هذا الحلم ، شعر انه يوجد شئ سئ سيحدث وأن بقائه بعيدا عن لعبة الغميضة تلك سيضعه بمصير سئ
لذا سرعان ما بدل ملابسه وأحضر معه مصباح وصاعق كهربى الذى كان يحتفظ به بشكل سرى وسكين كان من الواضح من نصله انه ليس للعب
كان قد أنهى إستعداداته فى دقيقتين لذا فقد كان يخرج حاليا عبر الباب وقد قابل سيدة فى منتصف العمر وهى تصعد السلم
" بنى هل أنت خارج " ( السيدة )
" أجل سيدة شان انا خارج لأقابل ريك "
السبب الذى جعله يناديها سيدة شان هو انها لم تكن والدته ، فهو لم يكن من هذه القرية حتى ، فلقد كان هو وصديقه ريك طلاب تبادل من المدينة وكانت السيدة شان هى عائلته المضيفة
بالطبع بطبيعة ليون الكسولة ما كان ليوافق على كونه جزئا من الرحلة ولكن ريك قد سجل إسمه دون علمه
" ريك ؟ من هو ريك ؟ " ( سيدة شان )
ظهرت علامات الحيرة على وجه السيدة شان فى هذه الأثناء نبض قلب ليون بجنون أخبرته غرائزة ان يرحل من هنا الأن وأن يذهب للعثور على ريك
" إلى اللقاء سيدة شانا سأرحل الأن "
" بهذه السرعة ، لكنى إشتريت لتوى البقالة لإعداد العشاء " بعد قول هذا رفعت السيدة شانا الكيس الأسود المغلق فى يدها لتشير الى ' مكونات ' العشاء
" سأكل لاحقا " ليون لم يتأخر أكثر من هذا وسرعان ما غادر مبتعدا على السلالم
--------
بعد مغادرة ليون همهمت السيدة شانا بشئ ما ثم دخلت منزلها وتوجهت الى المطبخ وأخرجت لوح تقطيع وغسلته بالماء
بدى كل شئ طبيعى للوهلة الأولى .....بإستثناء انها لم تشعل أى أضواء فى المنزل ، فمنذ دخلت منزلها والأن وهى تغسل سكينا وتستعد للتقطيع فهى لم تشعل الضوء
همهمت تلك السيدة بأغنية أطفال
" لا تذهب للأماكن المهجورة.....لا
تذهب للأماكن المظلمة......اذا ما ناداك لا تلتفت إليه.......إذا ما رأيته فأغلق عينيك.......حينها ستستيقظ فى الصباح .......حينها لن تبدأ فى الصراخ "
سرعان ما أمسكت تلك السيدة بكيس ' البقالة ' وفتحته وإنتشرت رائحة كثيفة للدم
ثم مدت يديها داخل الكيس وأخرجت المكو.....أخرجت يدا بشرية !!
وسرعان ما وضعتها على لوح التقطيع وبدأت بإستخدام السكين ببراعة ، بدأت اولا بالأصابع ثم الكف إنتقالا الى المعصم ، كانت تقوم بقطع اليد الى مكعبات كأنها تقطع قطع من اللحم
أى متجر هذا الى يبيع مثل هذه البقالة ؟!
----------------------
رقض ليون بسرعة وبالإعتماد على ضوء القمر الفضى سرعان ما وصل الى المكان وهو حاليا يقف أمام بوابة القصر
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
DARK ZERO : الفصل هذه المرة جعلته طويلا ، تبقى على حلم غميضة لا تريد لعبها فصل واحد تقريبا
من المحتمل أن أبدئ رواية جانبية عن ليونارد
إستمتعوا بالفصل وإتركوا تعليقاتكم وآرائكم
وإقرئوا أعمالى الآخرى : خيوط القدر
فلقد بدأ الأحداث أخيرا
وإقرؤا رواية ساعة تخبرك متى تموت ل yosef123 ففكرة الرواية رائعة