2 - الشاب المحترق، كاي.



" جيميناه، هل رأيت شابًا محترقًا في صف الرقص من قبل؟ "


سأل بينما يغلق ازرار سترته الصوفية، الجو بدأ يصبح باردًا مؤخرًا.. بارد بمعنى انه سيرى الصيف في احلامه اكثر من رياح نيسان والثلج الخفيف..


" محترق ؟ " تفاجأ مُخرِجًا ضحكة صغيرة " لا، لم أفعل " نفى برأسه مرارًا، يضحك في خلجه على التعبير غير اللائق!


بعد توديع زملائه، تيمين قرر انه الوقت المناسب للاتصال بشقيقته، لقد كانت طوال اليوم في المكتبة وليس متأكدًا إن كانت قد حصلت على ما يسكت عصافير بطنها الشبيهة بالصقور ام لا..


لقد انهت بالفعل عدة مشاريع لهذا الفصل، لكن ما تنتهي من احدها حتى يبدأ آخر، هو لم يكن غاضبًا او ما شابه..


لا لا، تيمين فقط يكره حقيقة ان جونميون لديه المشاريع ذاتها وفي نفس المجموعة مع تايلين، هو التقى بالشاب عدة مرات. ويستطيع القول بثقة، ان كلاهما لا يروق للآخر..


بعد الرنة الثالثه تيمين سمح لنفسه باغلاق الخط والتوجه مباشرة الى هناك، لا يفترض انهم يعملون حتى الآن صحيح؟ سأل نفسه آملًا ان يكون محقًا..


حين كان في الطابق الثالث بالفعل ومتجهًا نحو قسم كتب شقيقته، لمعت فكرة صغيرة في رأسه، ستحب كثيرًا لوفاجأها من الخلف وقد تسقط من مقعدها!


لذا بروحه المعنوية العالية تسلل على رؤوس أصابعه، كاتمًا أنفاسه خلف ارفف الكتب يستكشف مكانها المخفي.


" ماذا تضن أنك تفعل ؟! " عينيه قدحت شررًا وجسده استقام بوقفة غاضبة.


حونميون الذي يفترض ان يكون شريك توأمه كان يدنوا من النائمة الغافلة يحدق منذ والله وحده يعلم متى وقد سمح ليديه بتخطي حدودهما فلمس جبهتها وداعب شعرها..


" من الجيد انك اتيت! ليس لدي القدرة على ايقاظ هذا الملاك ! "

نهض مبتعدًا بابتسامة مدركة ونظرة منخفضة

" لا تقلق لم افعل شيئا ! "

همس مجددًا يجمع اغراضه


تيمين لم يكن من النوع محب المشاكل، هو آمن دائما باهمية الحوار والتفاهم! لقد أراد دفع الشاب الهزيل الى الجدار ورفوف الكتب والصراخ في وجهه!


لكنه لم يرَ شيئًا يحدث حقًا لذا هسهس متبعًا

" من الأفضل أن تلتزم حدودك! لا اضمن ما قد افعله بك ان تخطيتها ! "

حذره، يضمر بعض الغضب والحقد في صوته. ويتوعد باستجواب كامل لشقيقته المرهقة.



الشمس كانت قد قاربت على المغيب وتيمين لم يجد الفرصة المناسية للاستفسار حول علاقة شقيقته بالغريب حونميون المقيت.


وبينما كانت مشغولة للغاية بتفحص نسبة الكاكاو في الواح الشاكولاه للمتجر القريب، هو كان يقاوم النعاس المفاجئ ويبقي يعنيه مفتوحة متأهبة، فلا احد يعلم يمتى قد يظهر ذلك المسمى جونميون.


" تيميناه~، هل انت بخير ؟! " سألت بالقليل من العبوس " انت شارد منذ عدنا، هلّا توقفت؟ "


منذ بداية التحاقهم بالجامعة، تايلين امتلك الكثير من المشاريع للعمل عليها، لكن الوضع في هذا الترم بدا لا يطاق، فبدلًا من قضاء الوقت في مشاهدة الافلام والسخرية من التمثيل السيء لذلك الايدول او الضحك حد التخمة من برنامج المنوعات الجديد او حتى السهر حتى الفجر اقناء تناول الوجبات الخفيفة والبطاطا المقلية، تيمين كان يشعر بالملل من مشاهدة شقيقته المغرمة بحاسبها المحمول في مواعيدهم التي لا تنتهي !


لذا حين جلست بجانبه مع وجهها القلق وشعرها المبتل بعد الحمام، هو فقط حدق ببعض الحنين لتلك الاوقات التي لم تعد تتكرر


" تيمين ؟ "


اللحظة بدت مألوفة للغاية لحد الجنون! ، كما لو انها تكرار لشيء حدث سابقًا، اقوى من احساس الديجاڤو!


ولأن تيمين كان متأكدًا للغاية من وجود المزيد من الاعمال غير المنتهية لتوأمه ضحك بضجر ثم نفث بعض الهواء الذي تحول سحابة سميكة قبل ان يتلاشا كما لو لم يكن.


" هل احلامي اصبحت هكذا الآن ؟ يا للسخرية ! "


استهزء واستهجن، يشاهد شقيقته تتلاشى أمامه.


حتى وان كان الامر لا يعجبه، عليه ان يسألها بنفسه، إن كان شيء ما يحدث بينها وبين جونميون ذاك!


" مرحبًا ! "


احدهم قفز من النافذة للتو! يصدر بعض الضجير في خطواته، كمان لو كان لبمنزل له!


" أ لست الشاب المحترق الفظ محب الفطائر ؟ "


تيمين سأل، يتعمد قلة التهذيب في صوته..


" ايك! .. لا تقل هذا! ثم من كانت الجميلة منذ لحظات؟

عليك ان تكون شاكرًا لقد انتظرت حتى ذهبت! "

تحاذق وانهى جملته بغمزة قذرة،


" من انت ؟ "


تيمين اعترض، يأخذ لنفسه مكانًا اقرب للشاب صاحب البشرة السمراء!


" اتعلم؟ انت مجنون! هذه المرة الثالثة بالفعل! عرّف عن نفسك أولاً! "


" انت تعرف مسبقًا من انا ! "

اعترض

" حسنًا انت محق.. نادني كاي!

والآن أتريد الذهاب في جولة؟ "

" أتمزح معي؟ "

" لاا! انا هنا منذ وقتٍ طويل يا رجل!

المكان مذهل! اتمنى لو احلامي بهذا الجمال "


تيمين لم يستطع النعبير بكلمة، حين جدران منزله تفتحت كما زهرة خَجِلة ورائحة زكية انتشرت !


لقد بدا كالحلم حين ادوات الشواء اشتعلت اللحم تقلب في الهواء


" رأيت ؟ "


بحماس مفرط، المدعو كاي، تبجح بلا بسبب، يغلق فم تيمين الذي كاد فكه يصل الأرض!


وبعد ان مسح تيمين لعابه الذي سال، تحمحم، يجلب بعض المنطق لعقله.. او ما تبقى سالمًا منه.


وماذا تكون انت؟


تيمين أراد أن يسأل، لكن بما انه حلم..


فهذا المدعو كاي قد يكون اي شخص! لو لا احد، من يهتم؟ سيستيقظ وينسى امره لذا لا طائل من السؤال، صحيح؟



انه فقط.. رفيق حلمه، صحيح؟!



• • •



في القاعة الصغيرة آخر الرواق،

حيث اصوات الموسيقى ارتفعت ودقّات الاقدام فوق الارض صدحت،

قطرات متناثرة في الهواء، حركات متتابعة وازهار تتحرك إثر الرياح الخفيفة،


الرقصة تمايلت باجسادهم كـ هندباء صغيرة في أيام الخريف تضمحل و تتلاشى في نهايتها


" خذوا استراحة لعشر دقائق. "


معلم الرقص اخبرهم، يأخذ لنفسه مسارًا نحو لاي، الشاب الصيني من تبادل الطلاب..


تيمين القى نظرة على جيمين الميت مسبقًا ، وارتمى بدوره فوق السطح البارد لغرفة الرقص،


صدره يعلو ويهبط بسرعة متزامنًا مع انفاسه المضطربة


البرد الخفيف الذي لامس بشرته الساخنة نشر لسعات متتابعة على طول ساعديه ورقبته.


" جيميناه .. أفكر بالبقاء اكثر هذا اليوم!

تريد الإنضمام ؟ ! "


عرض وقد بدأت انفاسه بالانتظام، اسرع مما ظن.


" بالطبع!

وانا لست جيميناه~ "


" سحقًا كاي! "


2017/12/14 · 459 مشاهدة · 946 كلمة
Kimalaajj
نادي الروايات - 2024