صياد الخنادق المحصنة

الفصل الرابع والعشرين: 800 ضد 2000 (4)

"ماذا؟ هنالك شخص بينهم يستطيع استخدام رأسه؟"

قمت بلعق شفتي...

كنت اعتقد انه من السهل ان اعتني بهؤلاء الأشخاص..

لم يكن من السهل منعهم من عبور المستنقع.. لقد لاحظوا ذلك وقاموا بعبوره!

"الحرب صعبة"

لم يكن الأمر سهلا. لم أكن قد شاركت في أي استراتيجيات معارك من قبل.

لم ينجح الطعم الأول. لقد كان ذلك مؤسفا قليلا...

كنت قد سمحت للمخلوقات عمدا ان يجعلوا تحركاتهم سهلة التعقب. اردت من الابطال ان يأتوا جريا وبدون تفكير.

على العموم.. لقد كنت راضيا وفي أفضل مزاج للحرب!

لم أكن قد شننت حربا في كوريا الجنوبية من قبل. ولكن هؤلاء الأشخاص قد أتو الي في طبق من ذهب. كانوا سوف يموتون في خنادق محصنة أخرى على أية حال.. من الأفضل ان احصل أنا على نقاطهم!

قمت بصناعة قناع من العظام يغطي فقط نصف وجهي... كان قناعا مرعبا بحق.

كلما ارتفعت قوة السحر لدي. كلما شعر أعدائي بالخوف أكثر. لقد كان تأثيرا مضافا للقناع بسبب الكثير من الأدوات النادرة.

*ههيننج!*

قمت بارتداء قناع العظام المرعب وركبت فوق الحصان الذي كان بجواري. انه حصان "انفيرنو".. حصان جحيمي يتكون ذيله وعرفه من النار. (انفيرنو كلمة تعني الجحيم المشتعل بشدة)

ابن عم اليونيكورن.. لديه قرن طويل على جبينه. ولكن حجمه يختلف عن الحصان الطبيعي.. يمتلك حضور ساحق.

مخلوق متوسط المستوى ويعتبر وسيلة نقل.. كنت قد فكرت من قبل في "مزاد الشياطين" واشتريت وسيلة نقل مقدما.

قمت بركوب انفيرنو ومددت يدي في الهواء... تشوه الفضاء وظهر سيف أسود رهيب.

"سوف أغادر" .. عضضت على لساني بينما كنت امسك السيف بقوة.

***

أمسكت أيدي أحد الأورك بواحد من الأبطال.. كانت قوة الأورك كافية لتحطيم الأرض.. لقد كانت النتيجة واضحة!

ومع ذلك.. فإن المغامر الصيني لم يكن مذعورا! بدلا من ذلك.. كان الأورك هو من تم ضربه فوق 20 مرة في غمضة عين.. لقد تم نقش 20 جرح عميق في جسد الأورك.

لقد كان صنيع عمل المغامر الصيني.. "لاي فنغ".

كانت لديه مهارة ذات تصنيف "نادر" تعطيه سرعة شديدة في خفة الحركة لمدة ثانيتين. وكان اسمها "التسارع". ولكنها خطيرة عليه لأنها تستهلك "القوة" و "التحمل" لديه بشكل سريع.. ولكنها تعطيه قوة هائلة في المواقف الطارئة.

قام لاي فنغ بقطع رأس الأورك على الفور... في وقت قصير جدا.. اصبحت الغابية العظمى للأورك جثثا ملقية على الأرض. وكانت جموع الجوبلن والكوبولد الذين يعبرون المستنقع لا يعتبرون تهديدا عليهم مقارنة بالأورك.

فزناا!!

ظهر الأمل في عيون لاي فنغ وفي عيون جميع الأبطال...

لا يزال هنالك مايقارب الـ 500 مغامرا.. تحول وضع الارتباك السابق الى وضع دفاعي وقاموا باستخدام تفوقهم العددي لقطع رقاب جموع الأورك.

قام لاي فنغ بفحص جسده...

"أستطيع استخدامها مرة أخرى وحيدة"

التسارع..

كانت مهارة شديدة القوة تدوم لثانيتين.. وبالنظر الى حالة جسده فانه يستطيع استخدامها مرة أخرى واحدة فقط.. انها سيف ذو حدين يؤثر على جسده بشكل كبير.

ولكن ذلك كان كافيا.. لم يتبقى من المخلوقات سوى الجوبلن والكوبولد.

صرخ لاي فنغ.

"فقط قليلا بعد... اضغطوا على انفسكم قليلا! النصر امامنا!"

وفي نفس الوقت. توافد الابطال للوقوف الى جانبه وكل تفكيرهم منحصر على التخلص من المخلوقات المتبقية.

*تيوكك! تيوكك! تيوككك!*

اهتزت الأرض بقوة بسبب تحرك مئات الابطال. مما جعل جموع الجوبلن والكوبولد مساءة عند اقترابها. التحرك في خط مستقيم يعني ان المخلوقات لا يمكنها الهجوم بسهولة.

*سييوكوووك!*

شفرة سيف لاي فنغ لم تصبح ضعيفة بعد.. لم تكن المهارة ذات التصنيف النادر الشيء الوحيد الذي يمتلكه. فهو يعتبر أحد أفضل المحاربين في المجتمع الأسود مهما كان مقدار تعبه.

حتى زعماء الكوبولد والجوبلن لم يتمكنوا من تجنب الموت.

*كيييييك!*

*كيهييككك!*

حاولت المخلوقات المقاومة... ولكن اعدادهم استمرت بالانخفاض بشكل سريع! شيئا فشيئا... بدأت السعادة تظهر على وجوه الابطال البشريين..

*داجيودوكك.. داجيودوك*

وصل وجود مختلف تماما الى ساحة المعركة!

"..........."

حل الصمت على ساحة المعركة مع هذا الحضور الغريب...

الوصف؟

نعم.... مثل حاصد الموت....

وجود يشابه حاصد الموت... ربما هو حاصد الموت نفسه!

حصان ضخم ومخيف يمتلك ذيلا وعرفا من لهيب النار.. ويجلس فوقه رجل...

يظهر فقط نصف وجهه بينما النصف الاخر مغطى بقناع عظمي مرعب.. يرتدي رداء أسود ويحمل سيفا رهيبا بيد واحدة.

في تلك اللحظة... ارتفع الخوف في جميع أجساد الابطال! كان الخوف مماثلا لخوفهم عند رؤيتهم للمخلوقات المخيفة لأول مرة.... لا! لقد كان هذا خوفا أكبر بكثييير!

حاول لاي فنغ إيقاف ارتجاف قبضته.. لدرجة ان عروق يده بدأت بالظهور.

تغير جو المعركة مرة أخرى.. لقد كان مليئا بالأمل منذ لحظات قليلة فقط!

ولكنه الان لم يكن مليئا بأمل النصر... ظهور ذلك الكيان قد غير أجواء المعركة بشكل كبير.. لا توجد أي فائدة للجنود اذا كانوا مرعوبين! وهذا لا يمكن أن يستمر! لقد أراد تغيير جو المعركة بشكل كبير.

اتخذ قراره وقام بالتحرك.

انه مغامر يمتلك مهارة نادرة وهي مهارة "التسارع"... يمكنه ان يصبح كيانا لا يقهر لمدة ثانيتين. وبغض النظر عن مدى ثقة الشخص في قوته فإنه لا يملك خيارا الا الموت بعد ان يتم قطعه أكثر من 20 مرة.

نظر لاي فنغ الى الرجل المحاط بالنيران.

لا يمكنه ان يكون مهملا... قد يكون ذلك مهينا بالنسبة لمحارب ولكنه يحتاج الى التحمل من أجل النصر!

ولكنه لم يكن يعلم... لاي فنغ لم يكن يعلم ان عيون الرجل قد اخترقته وتوغلت من خلاله! كان ذلك الرجل يعلم كل شيء كان لاي فنغ يخطط له!

"هووبب...!"

ركض لاي وقفز بسرعة في اتجاه الرجل وقام بتفعيل مهارته.

تباطأ العالم مع تحرك لاي فنغ بشكل سريع جدا.. قام بتحريك سيفه عشرين مرة. امتدت ضربات السيف قوتها من جميع عضلات ومفاصل لاي فنغ.. لقد استعمل أقوى ضربات السيف لديه.

"انتهى...!"

لقد انتهى الامر بسرعة شديدة.. انه المنتصر... ذلك الرجل ذي القناع لا يمتلك سوى حضوره المهيب..

ولكن... من وجهة نظر الرجل.. كان لاي فنغ بطيئا بشكل سخيف.... لقد كان شبيها بالسلحفاة!

في نهاية ضرباته العشرين.. اخترق سيف لاي فنغ من خلال رقبة الرجل..

آهـ! النصرر..

سوف يتغير جو المعركة مرة أخرى لصالحنا! تحول رأس لاي فنغ وصاح.. ولكن لم يصدر أي صوت....

"لماذا صوتي...؟"

كانت هذه هي أخر أفكار لاي فنغ.

"لقد رأيت وهما"

ضحكت بينما سقط رأس لاي فنغ امامي على الأرض.

كان هذا الشيء مجرد "تسارع".. كانت مهارة انتحارية دفعت دماغه وعضلاته الى حدودهم.. لم يعترف عقله بالواقع حتى خلال موته.

على أي حال.. جسده لم يكن ليستمر أكثر من بضع سنوات. وسوف يقابل نهاية مؤلمة جدا. قد يكون قتله الان رحمة له.

"الم يكن هنالك شخص اخر بمهارة ذات مستوى "نادر"؟ ام انهم قد ماتوا بالفعل؟"

التفت ونظرت الى بقية الابطال الـ 500. أورك واحد يمكنه التعامل مع اثنين من الابطال بسهولة. اذا قمت ببعض الحسابات البسيطة يجب ان يتبقى 300 بطل فقط.. ولكن الأمور لا يمكن ان تكون بهذه البساطة.

لقد استطاع الكثير منهم النجاة ويعود غالب الفضل الى أصحاب المهارات النادرة.. وللأسف يبدوا ان الشخص الاخر صاحب المهارة النادرة قد مات فعلا.

لقد تقرر أمر انهاء حياة الباقين.

إبادة جماعية!!!

انهم مثل الأسماك الذين يتم صيدهم بالشبكة... لم يكن هنالك أي سبب للصفح عنهم.

على أي حال.. انهم الابطال الذين أتو الى خندقي المحصن بعد سماع خبر حصول نقابة إرادة السماء على بعض الكنوز في الطابق الثاني. انهم مجرد اسماك قد وقعوا في الطعم.

كانت الغالبية العظمى من الحشد مجرد طبق خاص لإرضائي واطفاء غضبي.. لم أكن جائعا ولكنني لا أستطيع السماح لهم بلمس مزرعتي!

في يوم من الأيام.. سوف اتخذ موقفا مشابها لبقية الشياطين. ولكن ليس الان.. هنالك الكثير من الفرص التي أستطيع احتكارها لنفسي.

ترجلت من حصاني الجحيمي بينما أفكر في طريقة لإبادتهم.

"سيد الخندق المحصن!!!"

ركض رجل من بينهم وركع أمامي..

"......؟"

كنت اعرف لغة العديد من البلدان بما في ذلك اللغة الإنجليزية. لذلك كنت أستطيع فهم كلمات الرجل.

"رجاءا اهدئ واغفر لنا. اننا اغنام سخيفة اعماها وجود الكنز"

"يا زعيمم!! هل انت مجنون؟؟"

"أسير حرب!"

"لقد ركع.."

نظر الجميع الى سلوك ذلك الرجل.. لقد بدا وكأن الجنون قد أصابه.

"رجاءا!!!"

ولكن الرجل لم يهتم لهم.. لم يكن خوفه بسيطا! كان جسده يرتجف بشدة حتى وهو ساجد في الأرض. كان هذا الرجل يستطيع الشعور بشيء لا يستطيع الاخرين الشعور به.

اصابني الفضول قليلا واستخدمت "عين العقل" عليه.

الاسم:

دانيال درو مارتن

المهنة:

بطل (مغامر باختصاص الحامي)

لقب:

لا يوجد

الحالة:

القوة:

33

الذكاء:

41

الرشاقة:

31

التحمل:

35

القوة السحرية:

15

المميزات:

(155 / 308 )

المميزات: لا يوجد

مهارات: البصيرة (عادي استثنائي), الحاسة الثانية (عادي استثنائي)

البصيرة... والحاسة الثانية!

كانت إحصائياته منخفضة. ولكن المزيج بين تلك المهارتين قد سبب تأثيرا مميزا! لهذا يستطيع ان يعلم مقدار قوتي.

ولكن حتى لو كان يعلم الحقيقة.. لقد كنت مخلوقا غير عادي في عيونهم.. وهكذا خرج هذا الرجل بفكرة الركوع.

بالطبع... هذا لا يعني أنني سوف أقوم بتغيير النهاية.. لقد كان مجرد اعجاب.

"إذا سمحت لنا بالحياة.. سوف أتأكد من أنه لن يقوم أي شخص منا بإزعاج سيد الخندق المحصن! أنت لن ترانا مرة أخرى في خندقك المحصن!"

"هذا صعب بعض الشيء"

كان هنالك الكثير من الناس الذين يطمعون بالكنوز الموجودة في خندقي المحصن. اذا عاش هؤلاء الابطال وتحدثوا عن وجودي فان عدد الأشخاص الذين سيدخلون الى خندقي المحصن سوف ينخفض...

"ماذا.......؟"

بدا دانيال مندهشا.. لم يتصور أبدا انني أستطيع التحدث باللغة الإنجليزي... بصراحة لقد كانت مقامرة! كانت هنالك فرصة صغيرة جدا للتواصل.. لقد كانت مقامرة بمخاطر عالية.

" عشر دقائق.. "

اقترحت عليهم لعبة لأنني وجدت هذا الشخص مثيرا للاهتمام قليلا.

" هذا الوقت لكي نهرب بعيدا؟"

عاد اللون الى وجه دانيال..

هنالك 500 بطل منتشر في ساحة المعركة.. يمكنه على الأقل الحفاظ على حياة بقية أعضاء الفريق مع مهاراته.

ومع ذلك.. هززت رأسي رافضا.

"سوف أقوم بالهجوم لمدة 10 دقائق بالضبط. وسوف تقومون بصد هجماتي. سوف أتوقف بعد 10 دقائق"

قلت ذلك بينما كنت أشير بسيفي الى دانيال.

"أولا وقبل كل شيء... نعم.. أنت!"

*تشيوااكك!*

لم يستطع دانيال أن يتكلم قبل أن يضربه سيفي.. بدأت اللعبة لحظة سقوط رأسه على الأرض!

"زز..زعييممم!!"

10 دقائق...

بقي 500 شخص في ساحة المعركة.. انا بحاجة الى القضاء على شخص واحد في كل ثانية.

قمت بركل انفيرنو بشكل خفيف.

"هؤلاء اللقطاء.. اقتل! اقتلهم جميعا!"

*هيننغ!*

بدأ انفيرنو بالتحرك.

رأيت الرجل صاحب رأس الدجاجة قادما وهو يركض بغضب شديد نحوي ولكنني تجاهلته.. كان الأكثر غضبا بينهم جميعا.

سوف اجعله اخر من يموت من أجل دانيال.. فقط قليلا من الرحمة..

كلما قمت بتحريك سيفي.. يصبح أحد الابطال جثة ملقاة على الأرض.

"توقف!! توقف عن ذلك!!"

شكلوا جدارا دفاعيا صارما ولكنني اخترقته بسهولة. قمت بمحاصرة الجيش.

*سوييك!*

*هوااااك!*

حلقت السهام والضربات السحرية نحوي ولكنني تجاهلتها.. المستوى الحالي من الابطال لا يمكنه أن يسبب أي ضرر الى جسدي.

"كواااك!"

"سسســ.. ساعدوووننيي!"

الوقت مر ببساطة بينما كنت اطعن واقطع وأمزق أجساد البشر أمامي.. قامت الحشود المرعوبة بإلقاء أسلحتهم ومحاولة الهرب بيأس.

ولكن... لا أحد منهم يستطيع الهرب من انفيرنو! وأولئك الذين حاولوا الهرب من خلال المستنقع واجهوا مخلوقات الجوبلن والكوبولد!

في 10 دقائق بالضبط.. كان هنالك شخص واحد متبقي على قيد الحياة! من بين العديد من الجثث الملقاة على الأرض كان واحدا منهم فقط على قيد الحياة!

"يا له من محظوظ!"

أبقيت وعدي..

ولكن هذا الوضع كان مختلفا عن مغادرة الخندق المحصن بأمان.. انه لن يكون قادرا حتى على الهرب من المخلوقات الشرسة!

لم أكن أعلم ذلك ولكن يبدوا ان إمكانيات الرجل صاحب قصة الدجاجة قد استيقظت وتطورت بسبب غضبه على وفاة دانيال!

بدات المخلوقات بالاختفاء بشكل تدريجي تحت نصل سيفه..

صرخ الرجل بشدة..

"اللعنة!! الللللعنننننة!!!!"

لقد كان الناجي الوحيد من تلك المذبحة الشنيعة....

نهاية الفصل.

2017/08/12 · 1,000 مشاهدة · 1777 كلمة
Abdulrahman
نادي الروايات - 2024