الفصل الاول: الكابوس
(تعالت أصوات تنفس عالية)
"ما الذي يجري؟"
"كيف أتيت الى هنا ؟"
"وما هذا الشيء الذي يلاحقني؟"
دارت هذه الأسئلة في ذهن حسن ذو العشرين عاما وهو يحاول معرفة ما الذي يجري معه وكيف وصل إلى هذا المكان.
فاخر ما تذكره هو انه قد نام على سريره المريح في منزله الدافئ بعد يوم دراسي حافل و متعب.
فقط ليجد نفسه مستيقظا في مكان مظلم وبارد يشبه الممر بدون سقف.
كانت الجدران بطول الخمسة أمتار تقريبا
وبدت رمادية اللون.
كان المكان محاط بضباب خفيف يمنع الرؤية بشكل جيد وكانت تفوح من المكان رائحة نفاذة و قوية تشبه العفن.
لقد دب الخوف في قلبه ولم يعرف ماذا يفعل فكل ما يراه لم يسبق له تخيل انه سيواجه امرا كهذا من قبل.
بقي متسمرا في مكانه يتلفت في جميع الاتجاهات خائفا من أن يهجم عليه شيء ولكنه تنفس الصعداء بعدما مر وقت طويل و لم يظهر اي شيء لذلك أخذ نفسا عميق وحاول تهدئة نفسه قليلا.
حاول البحث من حوله عن اي دليل يقوده لمعرفة سبب تواجده في هذا المكان أو اي طريقة ليخرج من هنا.
بعد القليل من البحث والمشي في الإرجاء المظلمة اكتشف ان المكان به ممرات والتي بدورها قادت الي تفرعات أخرى " هممم يبدوا ان هذا المكان عبارة عن متاهة" بعدها سكت قليلا ودرس المكان اكثر " السماء مغطاة بغيوم سوداء كثيفة إحساسي يقول أنه حتى لو كان الوقت نهارا فلن اعرف ذلك بسبب هذه الغيوم"
"هممم هل انا احلم ام ان هذا الفطر يطلق إضاءة خافتة هاااه حتى ان هذه الطحالب تتوهج انها حقا نباتات وفطر يطلقان النور"
ابتلع حسن ريقه بسبب غرابة ما يراه فلم يكن الفطر والطحالب هي الأشياء الغريبة الوحيدة التي واجهها وهو يستكشف وجدت بعض الأماكن في المتاهة اكثر اتساعا مما بدأ انها تشبه الساحات احتوت بعضها نباتات غريبة الشكل وأشجار قبيجة ومتعفنة ومرعبة لا ترى إلا في أفلام الرعب الكلاسيكية.
كان الفطر والطحالب المتوهجان ينيران بعض الأماكن في المتاهة بكثافة متفاوتة لذلك بقي حسن يسلك الطرق الأكثر إنارة.
لكن الأمر كان اكثر ارعابا بسبب ان الأشجار والنباتات المضيئة امتزجت مع مظهر المكان الموحش مما خلق جوا من السريالية المخيفة
بعد التعمق لما يقرب الساعة حسب ما شعر به بدا يسمع من حين لآخر اصواتا غريبة بدت كانها لطيور او لحيوانات لم يعرف فصيلة مصادر تلك الأصوات ولم يرد المعرفة اساسا.
وبعد مشيه لمسافة غير معروفة وانعطافه لاكثر من مرة في المتاهة.
وجد ساحة اكبر قليلا من السابقين تحوي مجموعة اخرى من الأشجار المتيبسة والمكسوة بالعفن توقف في المكان قليلا ليرتاح بعدما تفحص المكان بصريا ولم يجد شيئا
وبعدها اقترب من أقرب شجرة له وتاملها " تبدين في حالة مزرية انستي هل عانيتي وانت قد زرعت في مكان مخيف كهذا حتى ان العفن تمكن من نخرك وصنع شرخا بك" تكلم حسن مع الشجرة نصف خائف ونصف ساخر ليلطف الجو المتوتر قليلا
وما ان اقترب ليرى شرخ الشجرة بوضوح إذ بكتل سوداء تطير خارجة منه مما افزع حسن وجعله يسقط ويجرح ركبته اليمنى بسبب حجر قريب
تعالت أصوات نعيق اتضح انها كانت غربانا سرعان ما اختلطت بسواد المكان
لكن حسن لم يتعافى من الفزع لذلك نهض راكضا بأقصى سرعة له لم يشعر بالم ركبته بسبب تدفق الأدرينالين في دمه فقط بعدما مرت اربع دقائق كاملة من الجري توقف بسبب الألم
ثم جلس في احد الزوايا وبدأ يتلو جميع الآيات والاذكار التي يحفظها ليهدء باله القلق بذكر الله
وبعد الخمس دقائق التالية نجح ذلك في تهدئته
بعدها مزق كم قميصه الأيمن ولفه على الجرح ليوقف النزيف وعندما استجمع ما أمكنه من شجاعة سار حول المكان من جديد ليبحث لعله يجد مخرجا من هذا الجحيم المرعب.
وما ان سار لبضع عشرات من الامتار حتى سمع اصوات صرير غريبة.
وعندما اقترب منها وجد مصدرها مجموعة من الجرذان تركض هربا من شيء ما.
وعندما نظر إلى الأمام من المكان الذي تهرب منه وجد أمامه منظرا مخيفا لا يمكن تخيله أو رؤيته الا في أفلام وقصص الرعب الأكثر رعبا.
لقد ظهر من الممر الجانبي الذي اتت من الجرذان الذي يبعد الاربعين مترا لقد كان يبدوا كرجل طويل القامة يرتدي رداء اسود بغطاء للراس غطى راسه كله
بدأ كانه شبح مظلم
خرج منه دخان اسود أحاط به كان يبدوا وهو يتحرك حوله كانه حبر صب في الماء.
صدم حسن من شكله حتى أنه نسي كيف يتنفس جراء ذلك كادت ساقاه تخبطان من الخوف لكن ما زاد الطين بلة هو إلتفات الشبح الى حسن
فقد كان غطاء الراس يغطي الوجه بدون إظهار ملامحه الشيء االوحيد الذي ظهر هو تلك العينان الحمراوان كالدم ولامعتان تكادان تطلق شرارات كالنار
ما ان التفت الظل و رأى حسن أمامه حتى ازداد الضباب كثافة ولمعت عيناه بتوهج دموي اكثر
وقد صاح المخلوق المخيف بصيحة مرعبة اهتزت بسببها كل أركان المتاهة.
وبدأ الظل ينطلق كالذئب الجائع الذي رأى فريسته التي طال انتظارها.
بقي حسن مذهولا في مكانه لا يعرف ماذا يفعل لثانيتين كاملتين.
حتى عاد إلى رشده وانطلق يجري بكل ما امتلكه من قوة هربا من هذا المخلوق الذي يلاحقه متناسيا ألم ركبته المصابة.
تعالت أصوات أنفاسه بالتزامن مع ضربات قلبه الذي يكاد يكسر ضلوعه ويحطمها إلى قطع صغيرة.
لقد ركض و اتخذ منعطفات كثيرة حتى اضاع ذلك المخلوق المخيف.
بعد الركض لمسافة غير معروفة توقف بعدما وجد مكانا يختبئ فيه باحدى ممرات المتاهة الضيقة و المتداخلة.
جلس ضاما ركبتيه الى صدره لكي يريح نفسه ويلتقط انفاسه وقد شعر بأن رئتيه تحترقان بشدة بسبب الاجهاد.
حاول تنظيم أنفاسه ليهدئ نفسه ثم بعدما استراح لدقيقتين حاول استرجاع ذكرياته حتى يفهم ما كل هذا الذي يحدث له.
"ما الذي يجري؟"
"لماذا انا هنا؟ "
"و كيف أتيت الى هنا؟"
"والاهم من ذلك ما ذلك الشيء الذي يلاحقني؟ اهو شيطان ام جن ؟"
"يارب نجني من هذا المأزق الذي انا فيه"
"فإن كل ما يحدث فوق قدرتي على التحمل"
بقي حسن يدعوا الله لكي ينجيه مما هو فيه.
لقد كاد يفقد أعصابه وهو يفكر فيما قد جرى له قبل دقائق قليلة، فكلما حاول التذكر زادت علامات الاستفهام في عقله.
"هيا تذكر كيف وصلت إلى هنا، آخر شيء أتذكره هو اني ذهبت إلى النوم بعدما عدت إلى المنزل وانا مرهق"
"هل انا احلم ربما؟"
"بالتأكيد ان احلم فكل هذا مجرد كابوس مخيف وساستيقظ لأجد نفسي في المنزل سالما! "
وهنا تذكر شيئا ما وقال محدثا نفسه "لحظة واحدة كابوس!!"
امسك حسن برأسه بسبب أنه أصيب بموجة من الصداع المفاجئ الذي دام لبضع ثواني "تذكرت الان أشعر بأن نفس هذا الكابوس يتكرر منذ مدة لكن في كل مرة استيقظ فيها لا أتذكر الكثير مما جرى"
"وفي كل مرة لم يظهر هذا المخلوق، كل ما يحدث هو سماعي لصراخ مرعب يليه استيقاظي مفزوعا "
" ولكن لماذا هذه المرة مختلفة ولماذا ظهر هذا المخلوق في هذا الوقت وماذا يريد مني؟ "
بينما كان يتمتم بكل هذه الأفكار كان يسمع صرخات ذلك الظل المرعب وهو يقترب تارة ويبتعد تارة أخرى.
لقد شعر بأن كل لحظة تمر كأنها أيام طوال.
وقد أحس بأنه لو بقي في هذا المكان ليوم واحد سيشتعل راسه بالشيب من هول كل ما يحدث له.
"هناك صوت بداخلي يخبرني انه يجب علي أن أجد طريقة لكي استيقظ قبل ان يمسكني الوحش والا أشعر.. اشعر بانه لو امسكني.... لن.. "
"لن تستيقظ من جديد هذا ما تريد قوله صحيح ؟"
بينما كان حسن يحاول إكمال جملته سمع صوت أحد بجانبه يكمل جملته بصوت شبه ساخر.
بعد سماعه لهذا الصوت قفز حسن مفزوعا وحاول الهرب بدون حتى ان يلتفت إلى الوراء خوفا من أن يكون صاحب الصوت وحشا اخر.
ولكن يد قوية أمسكته من ذراعه وتبع ذلك نفس الصوت السابق لكن هذه المرة بنبرة مهدئة "لا بأس انا لن اذيك..."
*************************************
السلام عليكم معكم المؤلف
يمكنكم مناداتي بالاحمق الغريب أو المجنون لا يهم
المهم أن الفصول في الغالب ستكون بنظام فصل كل يومين
وبس ان شاء الله يكون الفصل الاول في المسيرة قد اعجبكم 😁
لا تلهكم قراءة الروايات عن الصلاة وقراءة القرآن الكريم