الفصل الثاني: الملثم
حاول حسن الهروب بدون الألتفات إلى الوراء
لكن يد قوية أمسكت ذراعه مما أحبطت محاولته للهروب.
"لا بأس أنا لن أذيك جئت الى هنا لكي أنقاذك"
لقد قيلت تلك الكلمات بطريقة واثقة وهادئة وكأن لها قوة مهدئة تجعل أي أحد يشعر بالراحة حتى لو كان مفزوعا كحسن المسكين.
ألتفت حسن ببطء إلى مصدر الصوت لينظر إلى مصدره.
إذ به يرى رجلا ملثم الوجه يلبس ملابس كالدروع الجلدية كالتي يرتديها الجنود من العصور القديمة.
نظر إليه حسن ثم قال ببعض الحذر والخوف محاولا خلق مسافة أمنة بينهما.
"من أنت؟"
" و كيف ظهرت هنا ؟ "
خاف حسن بسبب ظهور الرجل المفاجئ خلفه فقد كان المكان الذي أختبئ به بطريق واحد للدخول والخروج وقد كان أمامه لكن هذا الغريب جاء من الخلف الذي كان عبارة عن جدار كيف وصل بجانبه بدون أحداث صوت هذا الأمر زاد من توتره اكثر.
بدا أن الرجل الغريب قد أبتسم من تحت لثامه وقال بهدوء: " أنا صديق يمكنك الوثوق به"
"كيف أثق بك وهذه المرة الأولى التي نلتقي بها خاصة ظهورك المفاجئ من اللامكان." كان حسن في أشد حالاته توترا خائفا من أن الذي أمامه سيتحول إلى وحش مرعب سيفترسه في اي لحظة .
فبسبب متابعته للكثير من الروايات والافلام ذات تصنيف الرعب تذكر مبدأ مهما تعلمه منها (لا تثق بغريب تلتقيه فجاءة في مكان مخيف).
ضحك الرجل قليلا وقال بنفس النبرة الهادئة السابقة مستشعرا خوف حسن" اتفهم خوفك هذا لكن لا تقلق فأنا هنا لمساعدتك للتخلص من ذلك الوحش ولتستيقظ من هذا الكابوس السيء بدون خدش"
"كككابوس!!؟ اذا هو كذلك حقا !!!"
"كنت أعرف أنه كابوس إذا أنا أحلم حقا! لكن كيف لذلك أن يعقل؟ "
تحدث حسن بصوت مرتجف كأنه واقف في حوض من الماء البارد.
تسأل حسن ببعض الشك وهو ينظر للرجل امامه "اذا لماذا أشعر بالتعب بعد الركض كل هذا الوقت ولماذا أشعر بأن إصابة ركبتي حقيقية؟"
" أليس هذا حلما إذا كيف تفسر كل هذا؟ "
اجابه الملثم بهدوء " أجل نحن في كابوس ولكنه ليس كابوسا طبيعيا كالكوابيس التي يحلم بها المرء بشكل طبيعي"
" فأي شيء يصيبك هنا سيحدث في الواقع سواء تعب ، ألم ، إصابة، بل حتى الموت هنا سيعتبر موتا حقيقيا لك" كانت آخر جملة كالسكين البارد الذي يطعن ظهر حسن.
و بينما كاد اليأس يلتهمه تكلم الملثم
" لكن لا تشغل بالك ساساعدك في الخروج من هذا الكابوس وسترجع الى حياتك الطبيعية وستنسى كل ما حدث لك هنا" تحدث الملثم بثقة كبيرة وكأن كل ما يحدث هنا شيء عادي جدا له.
شعر حسن بالفرح والراحة لانه اخيرا سيخرج من هذا الجحيم المرعب ولن يتذكر اي شيء منه
لكنه سرعان ما استيقظ من اوهامه محدثا نفسه داخليا" أفق يا احمق كيف ستثق في شخص ظهر من اللامكان كيف ستصدقه"
لكنه رد بعد تفكير قصير محدثا نفسه " اعرف انه من الغباء الوثوق به لكن هل عندي خيار آخر فلولا اليأس الذي انا فيه لما فكرت بالوثوق به لكن... 'تنهد' "
نظر حسن إلى الملثم أمامه " حسنا ساثق بك لانقاذي" تكلم الملثم بعدها" اعدك بأنني سابقى بجانبك و سانقذك مهما تطلب مني الأمر" النبرة الحازمة والنظرة الواثقة التي تظهر على عيون الملثم السوداء انست حسن عدم الثقة الذي ينتابه تجاهه لا شعوريا.
" شكرا لك وجزاك الله خيرا يا..؟ اعذرني ما اسمك يا سيدي؟ بماذا ادعوك؟" استفسر حسن الملثم لمعرفة هويته.
أرتسم شبح إبتسامة على وجه الملثم من وراء لثامه وقال " ليس مهما ما هو إسمي لكن بالنسبة لما أكون فأنا من حراس الاحلام ".
"حراس الاحلام؟!!" تمتم حسن الجزء الاخير مستغربا.
أجابه الملثم بهدوء " أجل أنا حارس أحلام و تكمن مهمتنا في حماية الناس من الانجراف الى الكوابيس و الأحلام و محاربة وحوش الأحلام والقضاء عليها قبل أن تأذي الناس أو أن تدخل الواقع الحقيقي "
"وحوش الأحلام؟!! أيعني ذلك أن الشبح المكسو بالظلال الدخانية هو أحد تلك الوحوش؟" تسأل حسن.
" أجل ذلك المخلوق أحد تلك الوحوش" أجاب الملثم ببساطة.
شعر حسن بقشعريرة عندما تذكر شكل ذلك الوحش المحاط بالدخان حالك السواد وعيونه الحمراء اللامعة.
"إذا ما دامت مهمتك إنقاذ الناس من هذه الكوابيس والوحوش المجنونة فأنت هنا لإنقاذي "
شعر حسن وهو يتكلم بفرحة شديدة كادت تجعله يطير بسببها وأكمل قائلا وعيناه تلمعان
" ما عليك سوى قتل ذلك الوحش و إرسالي بعيدا صحيح؟"
هنا تدخل الملثم هازا رأسه ليسكب الماء البارد على حسن المسكين " دعني أخبرك بأمر بسيط أولا هذا الكابوس وذلك الوحش غريبان اكثر من المعتاد انها أول مرة أواجه فيها حلما غريبا مثل هذا "
"صحيح أنه بإمكاني مساعدتك على هزيمة هذا المخلوق ولكن لا أضمن قتله"
" ماذا يعني هذا؟ وما الفرق بين هزيمتك للوحش وقتله؟" لقد شعر حسن بالتغيير في نبرة الملثم وشعر بالقلق.
تكلم الملثم مجيبا إياه " قتلنا لوحوش الاحلام يعني إنهاء هذه الكوابيس نهائيا"
"أما هزيمتها بدون قتلها أو سجنها يعني هربها المؤكد مما يعني أنها إما ستبتعد نهائيا او أستمرارها بالتربص بفرائسهم وتعذيبهم نفسيا للوصول لغايتهم"
"وما هي غايتهم وماذا يحدث للناس التي يمسكها وحوش كوابيسهم" ابتلع حسن ريقه بصعوبة وهو يتسأل.
عدل الملثم وقفته إستعدادا للإجابة بسبب جدية ما سيقوله عدل حسن هو الآخر وقفهدته لا إراديا بسبب رسمية الرجل أمامه.
" إذا حدث وأمسكت إحدى تلك المسوخ أحد ضحاياهم ففي الغالب سيحصل لهم أحد هذين السيناريوهين كلاهما أسوء من بعضهما "
" الاول إمتصاص حياة الضحية إلى أن تموت"
" والحدث الأخر وهو الأسوء هو سيطرتهم على الناس وسرقة أجسادهم ودخولهم العالم الواقعي هذا ما لم يتم إنقاذهم بسرعة ولسوء الحظ الكثير من الأبرياء يتم السيطرة عليهم قبل حتى أن نعرف بأنهم قد أصيبوا"
شعر حسن بثقل قدميه وكاد يسقط من الخوف وقد تضببت عيناه معلنتين نزول دموعه بسبب تخيله بما قد يفعل له ذلك المخلوق المخيف لو أمسكه ولكنه حاول تجميع ما أمكنه من شجاعة لكي لا ينهار.
"إذا أيمكنك قتل ذلك الوحش أم هزيمته و إذا لم تستطع قتله فما العمل"
قال الملثم بعد صمت قليل أولا أريد طرح بعض الأسئلة عليك ثم سنناقش ما سنفعله بناءا على إجاباتك.....
**************************************
اهلا معكم المؤلف الاحمق المجنون
أمل أن الفصل الثاني سينال إعجابكم
وبس
لا تجعلوا قراءة الروايات تلهكم عن الصلاة وقراءة القرآن الكريم