الفصل الثالث: غير طبيعي
"أريد أن أسئلك بضعة أسئلة وأريدك أن تنصت و وتتذكر جيدا قبل أن تجيب" تكلم الملثم بطريقة جدية " بناءا على إجابتك سأعرف ما قد يحل المشكلة.
إبتلع حسن ريقه بصعوبة و أومئ برأسه " تفضل بالسؤال"
"منذ متى وأنت تحلم بمثل هذا الكابوس؟"
تفكر حسن قليلا ثم أجاب بتلعثم " منذ أكثر من شهرين"
وبعدها أكمل قائلا " في البداية كان كأي حلم مزعج"
"ويتكرر في مرات متفرقة ولم يحدث أي شيء غريب سوى إستيقاظي مفزوعا في أغلب المرات ولا أتذكر أي شيء مما حدث لي هنا"
"ولكن في آخر أسبوعين أصبح يتكرر كل يوم "
"وفي كل مرة أجد نفسي في مكان مظلم غير واضح المعالم وفي كل مرة يزداد سماعي لأصوات صرخات تهز كل كياني من رعبها"
" في كل مرة كانت الصرخات أقوى من التي قبلها"
"وفي كل مرة أسمع الصراخ يعلو وياتي من كل حدب وصوب"
"و أشعر بإهتزاز كياني كله وبعدها إستيقظ مباشرة بذاكرة ضبابية عما حدث لي هنا "
"وهذه المرة هي المرة الأولى التي أرى فيها ذلك المخلوق المكسو بالظلال السوداء "
"وبعد ذلك أنت تعرف الباقي"
تكلم حسن بدون توقف إلى أن انتهى وشعر بأن أنفاسه كادت أن تنقطع من التعب
أستمع الملثم بجدية وقال " حسنا والآن أريد أن أعرف هل حدث لك في الفترة التي تسبق إصابتك بالكوابيس أي أمور غير طبيعية"
إستغرب حسن في البداية وأجاب ناكرا " إذا أستبعدت ما يحدث الآن فلا أتذكر أي شيء غير طبيعي ثم أي شيء تريد معرفته بالضبط"
أجابه الملثم " حاول التذكر جيدا، فإن هذا أمر مهم فمعرفتي بنوع الشذوذ الذي بسببه دخلت في الكابوس سأعرف ما يجب علي فعله"
"مثلا هل حدث لك حادث كاد يودي بحياتك"
"أو هل اديت أو قام أحد بأداء طقس سحر لاجلك لغرض ما؟ تذكر جيدا ولا تهمل أي تفاصيل حتى لو كانت تافهة"
أجابه حسن "لا لم ادأصب بأي حادث أبدا "
"أما بالنسبة لسؤالك الثاني أنا والحمد لله لست ضعيف النفس لدرجة ممارسة السحر أو أن أتعامل مع من يمارسه حتى لو كان الأمر للمزاح ".
"أتظنني أحمقا لفعل أمر يضرني" تكلم حسن ساخرا.
مستشعرا سخرية حسن ثبت عينيه نحوه مع تقوس حاجبا الملثم وأقتربا من بعض حتى كادا يلتحمان معلنين بدأ نفاذ صبره.
عندما رأى تغير تعبيرات الرجل أمامه خاف حسن وقوم ظهره وجعل نفسه أكثر جدية ثم قال " أكمل لو سمحت"
قال الملثم "هل وجدت أي غرض ضائع أو هل إشتريت أو حصلت على أي هدية قبل الكوابيس بأسبوع الي عشرة أيام على الأقل قبل ظهور الكوابيس"
"واذا كان جوابك بنعم هل شعرت بإي إنجذاب نحو ذلك الغرض"
بعد بعض التفكير كاد حسن ينفجر صارخا وقال "قبل أن تبدأ الكوابيس بثمانية أيام كاملة كنت قد أتممت عامي العشرين"
" وقد اهداني أحدهم ساعة يد كهدية"
لمعت عينا الملثم ثم أومئ مشجعا حسن ليستمر وسأله "هل من أمور غريبة لاحظتها في ذلك اليوم أو من صاحب الهدية لا تهمل التفاصيل حتى اتفهها "
قال حسن على الفور بتلعثم " أ... أجل ه.. هناك اشياء غريبة صراحة لم ا
أكترث كثيرا عندما لاحظتها"
"أخبرني ما هي هذه الاشياء " تكلم الملثم بهدوء وصبر حتى لا يقطع حبل أفكار حسن.
استمر حسن بعد توقف قصير " اول شيء من اهداني الساعة شاب أعرفه لكنه ليس من دائرة أصدقائي "
"لكن يمكن اعتباره من معارفي وليس بيني وبينه تواصل كبير"
"اما الأمر الثاني هو اني لست من النوع الذي يحتفل بأيام ميلاده ولا احد من اصدقائي المقربين أو حتى أقاربي يعرفون يوم ميلادي "
"حتى ولو عرفوا فهم ايضا ليسوا من النوع الذي يحتفل بمثل هذه المناسبات"
"الأمر الأكثر غرابة هو كيف عرف أنه يوم ميلادي "
"والاهم انا لست من النوع الذي يقبل الهدية من الأشخاص الذين لا تربطني معهم علاقة قوية"
"ومع هذا غيرت رأي بعدما رأيت انها ساعة يد جميلة الشكل وعصرية "
" لقد قبلتها بكل سرور بدون أي إعتراض على عكس عادتي"
بعد توقف حسن لهذا الحد سأله الملثم وقال" هل قابلت ذلك الشخص من جديد وتحدثت معه أو حتى رأيته" واكمل سائلا "وهل لاحظت تصرفا غريبا عنه في يوم اهداك الساعة"
أجابه حسن بالنفي " لا لم أره منذ ذلك اليوم ولم أسمع عنه اي شيء بعدها" وأكمل "لم يكن هناك أي جو من الغرابة حوله كان طبيعيا جدا"
تكلم الملثم بعدها " حسنا أظن أنه قد تم حل القليل من سر مشكلتك"
كاد حسن يبكي من الفرحة وقبل أن يعبر عن فرحته قاطعه الملثم وقال " ومع ذلك لا تفرح كثيرا فالأمر لم ينتهي بعد" ليكسب الماء البارد على رأسه.
**************************************
اهلا معكم الأحمق المجنون
أتمنى أن ينال الفصل إعجابكم
لا تجعلوا قراءة الروايات تلهكم عن الصلاة وقراءة القرآن الكريم
وبس شكرا على القراءة😁👋