الفصل الرابع: طعم

"الأمر لم ينتهي بعد فكما أخبرتك سابقا هذا الحلم والوحش غريبان جدا"

" فلم يسبق لي مواجه مثل هذا الحلم الغريب، حتى حراس الاحلام الذين اعرفهم لم يختبروا امرا مشابها " تكلم الملثم بدون ان تتغير تعابير وجهه وأكمل قائلا

" وايضا ذلك الوحش ليس عاديا ابدا فهو يظهر بعض علامات الذكاء اكثر من المتوقع اذ انه يستطيع تجنب تعقبي له، ويمكنه إستغلال طبيعة هذه المتاهة لصالحه لكي يختبئ جيدا "

"صدقني كلمة غريب لا تعطي وصف شذوذ حلمك حقه"

وأكمل "حلمك هذا من المفترض انه ذو مستوى عادي لكن وحش احلامك هذا اذكى من هذا المستوى ضمن أنه خليط من المشاعر بدون تفكير"

"مما يعني أنه قد يسبب لي الكثير من الصداع لاهزمه"

بعد سماع ما قاله الرجل الملثم شعر حسن وكأن أحدهم سكب مياها باردة على رأسه فتجعله يستفيق من فرحته التي لم تدم طويلا.

"أيعني ذلك أنه علي ان اعاني من هذا الكابوس وان أهرب من مطاردة ذلك الوحش لي لبقية حياتي"

"أليست مهمة حراس الاحلام حماية الناس من كوابيسهم وقتل تلك الوحوش".

تكلم حسن بغضب واستياء كبيرين حتى احمر وجهه وانتفخت عروق رقبته والعرق الذي يقسم جبهته عاموديا و حتى أن من يراهم يظن أنهم سينفجرون في اي لحظة.

ولقد شعر بأن خيط الأمل الضئيل الذي تمسك به قد أنقطع وسقط في هاوية اليأس.

أقترب الملثم و أمسك بكتف حسن وتكلم بنبرة هادئة وأثيرية " لا تقلق لقد وعدكت بأنني سوف أبقى بجانبك إلى أن تتخلص من مشكلتك سأفع ما يلزمني لذلك فهذا واجبي بصفتي حارس أحلام "

"وأيضا صحيح أنه لا يمكنني قتله أو هزيمته بشكل نهائي لكنني أستطيع إصابته بإصابة بليغة"

"تكفي لجعله لا يقوى على التأثير عليك لفترة طويلة تمكننا من حل المشكلة من جذورها فقط ثق بي"

هنا تلاقت أعين حسن والملثم مما مكنه من روئية عيون الملثم السوداء كسماء الليل المرصعة بالنجوم وقد رأى الثقة و التصميم فيهما.

هذا جعله يشعر بسكينة وراحة كبيرتين.

بعد بضع ثواني من الصمت تنهد حسن وتكلم بصوت أظهر استرجاعه لقليل من حيويته وقال للملثم "حسنا انا اثق بك"

"والآن كيف يمكننا أن نهزم ذلك الوحش المقيت"

قال الملثم بعد أن سكت قليلا " الأمر بسيط ما علينا الا أن نجذب الوحش إلى مكان واسع حتى أستطيع محاربته"

"فلو حاربته في مكان ضيق أظن بانه سيستغل المتاهة لصالحه"

سأل حسن بعدها وقال " كيف ستستطيع جذبه وأنت قلت أنه يتجنبك "

قال الملثم بهدوء وهو ينظر الي عيون حسن

"هذا صحيح هو يتجنبني لكن هذا لا ينطبق عليك فأنت وجبته التي يريدها"

صدم حسن بعدما سمع ما قاله الرجل الملثم أمامه وقال متلعثما " أ أ أأنت تمزح صحيح أتريدني أن أكون طعما لجذب ذلك الوحش؟!! "

"الا يمكنك إيجاد حل اخر؟"

أجابه الملثم بنبرة ساخرة وحتى أن حسن شعر بأنه قد ظهرت ابتسامة ساخرة من تحت لثامه" انا لا أرى أحد آخر يمكنه أن يكون طعما في مكانك"

" اذا كان لديك حل آخر قله وإذا لم يكن عندك فاستمع الى ما سأقوله لك إذا أردت العودة سالما "

زم حسن شفتيه وأخذ نفسا عميقا ولم يجب.

هنا اكمل الملثم " هناك مكان في هذه المتاهة يشبه الساحة الكبيرة تحتوي على العديد من الانقاض لها مدخل واحد سنذهب هناك "

"وانا ساختبئ في مكان ما قرب المدخل واما انت ستقف في منتصفها وتحاول جذبه بالصراخ طلبا للنجدة "

"وعندما ياتي ساتولى الباقي بينما انت إختبئ في مكان امن"

" ثم عندما أعطيك الإشارة أستعمل هذه "

بعدما أنهى كلامه أعطاه حجرا بيضاوي الشكل أسودا يحوي نقوشا بيضاء جميلة وقال:

"هذا الحجر سيمكنك من الخروج من هذا الكابوس ما عليك الا ان تكسره وتصرخ بكلمة حلم بعدها ستخرج من هذا الكابوس "

"ولكن تذكر لا تكسره إلا عندما أقول لك"

بعدما أمسك حسن الحجر شعر بشعور غريب وهو ينظر إليه لم يستطع تفسيره.

بعد بضع ثواني من التحديق نظر إلى الملثم وقال مستفسرا "لماذا لا أستعمله الآن أو حتى بعد أن يصل الوحش مباشرة ؟ أقله لن أكون عبأ عليك في حال حدثت تطورات غير معروفه "

وأكمل بسرعة ملوحا بيديه أمامه " طبعا أقول هذا ليس بسبب خوفي من المخلوق فقط ولكن أيضا حتى تستطيع القتال براحتك ولا تفكر بسلامتي"

أبتسم الملثم بإبتسامة واضحة من تحت اللثام

وقال " هناك سببان لعدم إرسالك مباشرة"

"الاول هو عندما تخرج من الحلم سيتحطم عالم الاحلام هذا لأنك ستستيقظ "

"ولا اعرف أذا أمكنني إصابته بإصابة بليغة قبل تلاشي الحلم لأنه إذا لم أنجح في الوقت المناسب فلن تسنح لنا فرصة جيدة كهذه مرة أخرى "

"والأمر الثاني إذا إستعملت حجر الأحلام قبل الوقت المناسب فقد يسشعر قوة الحجر ويعرف غريزيا أنه مفتاح للخروج من هنا وسينقض عليك ليخرج هو الآخر "

ثم تكلم بصوت ثقيل وجدي " إذا خرج أي مخلوق من وحوش الأحلام إلى الواقع فستكون كارثة كبيرة" أبتلع حسن ريقه لا اراديا بسبب ثقل نبرة الرجل امامه.

**************************************

الاحمق المجنون: أمل أن الفصل قد إعجابكم

لا تجعلوا قراءة الروايات تلهكم عن الصلاة وقراءة القرآن الكريم.

وبس 😁👋

2023/12/15 · 26 مشاهدة · 785 كلمة
نادي الروايات - 2025