الفصل الخامس: الساحة الكبيرة
حسن
"قبل ما يقرب الخمس أو السبع ساعات حسب تقديري غير الدقيق وصلت إلى هذا المكان الذي أكد لي ذلك الملثم الذي لم يرد ان يطلعني على اسمه اننا الان داخل كابوسي"
وأخبرني بأن هناك احتمال بنسبة 80 % هذا اذا لم يكن 100% ان سبب اصابتي بهذا الكابوس ووجود ذلك الوحش الذي يريد النيل مني هو بسبب حصولي على تلك الساعة التي اهداني اياها أحد معارفي
لكن المشكلة هي أنه لم يحدد سبب الشذوذ الذي بالحلم الذي تسببت به الطاقة أو ايا كان ما في تلك الساعة الملعونة.
اقسم أنه لو أنني اعرف ان كل هذا سيحدث لما اخذت تلك الساعة حتى أنني قد أجري بأقصى سرعتي لابتعد عنها.
وأخبرني أنه بعدما ينتهي من التعامل مع الوحش الذي أخبرني ان حراس الاحلام يطلقون على هذا النوع من المخلوقات باسم *الديرماس *
سيأتي متخفيا في السر ويأخذ تلك ساعة وسانسى كل ما حدث لي هنا ولن أتذكر اي شيء من هذا بعدما استيقظ باستعمال حجر *الديراور* الذي أعطاني اياه.
سألته بعدما ساورني الفضول حول هذا الحجر عن نوع المادة المصنوع منها وما هي تلك النقوش البيضاء التي تزينه فقد شعرت بأنه بعد حملي له قد زاد وضوحي و سكنت القليل من مشاعري الفوضوية .
لكنه لم يعطيني اجابة تروي فضولي، فقط ما أخبرني به هو ان هذا الحجر قد صنع من خام نادر جدا يوجد بداخل بعض الاحلام ويصعب إيجاده، يسمى "يشم الليل" وأن تلك النقوش كتبت بلغة لا يفهمها إلا هو وأقرانه من حراس الأحلام وأنه لكل نقش ميزة خاصة لم يطلعني عليها مما جعلني أحمل القليل من الضغينة تجاهه بسبب الغموض الذي يتصرف به.
ولقد حذرني اكثر من مرة بأن لا استعمل ذلك الحجر قبل الوقت المناسب لانه اذا ما حدث وخرج احد كائنات الديرماس إلى الواقع فلن يكون أمرا جيدا ولقد حاولت سؤاله اكثر من مرة عما سيحدث اذا خرج أحدهم ولكنه لم يجبني الا بالصمت.
وفي الحقيقة لازلت لم أثق به كثيرا ولكن عندما اكون بجانبه اشعر بالثقة والشجاعة وانا بالقرب منه، لا أعرف سبب هذا بالتحديد ربما لانه الشخص الوحيد الذي التقيته في هذا المكان الموحش.
أو ربما بسبب احد قدراته التي يمتلكها بصفته حارسا للأحلام المهم عندي انه أعطاني شعورا بالامان.
بعدما أخبرني بخطته التي سالعب دور الطعم فيها قال أنه علينا أن نستريح لبعض الوقت وبالاصح ارادني انا ان استريح وان اصفي ذهني وابعد اكبر قدر من الخوف والمشاعر السلبية لانه قال بانها مصدر قوة وغذاء مخلوقات الديرماس الرئيسي.
وعندما وجدت صعوبة في التركيز بسبب اشتداد الم ركبتي مد لي زجاجة صغيرة تحوي سائلا اصفرا شبه شفاف قال بأنه سيعالج اصابتي وقال أنه علي شرب نصفها وسكب النصف الآخر منها على الجرح وسأشفى في غضون ساعة إلى ساعة ونصف
في البداية كنت متشككا وغير مصدق بأن أمرا كهذا يمكن أن يحدث ولكن بعد تفكير قصير كل ما يحدث أمامي لا يصدق فما بالك اذا شفيت من الإصابة في لحظة حتى أنني لن استغرب اذا كانت لدى هذا الرجل الملثم القدرة على إظهار أسلحة من العدم او الطيران وما شابه ذلك
ولكن العجيب في الموضوع انه ما ان شربت نصف السائل غريب الطعم وسكبت النصف الآخر على ركبتي شعرت في البداية ببعض الوخز و الألم الخفيف الذي يشبه الألم الناتج من مطهرات الجروح ولكن المدهش في الأمر أن الجرح بدأ بالشفاء بسرعة مرئية للعين ولم يعد يؤلمني ابدا حتى بقي أثر بسيط من الجرح بعد اكثر من ساعة بقليل على ما اظن
بقيت أشاهد شفاء الجرح وانا فاتحا فمي على مصرعيه بين مندهش وفرح حتى ان كل مشاعري السلبية وخوفي تلاشيا وبعدما تأكد الملثم بأني جاهز أخبرني بأن ننطلق للذهاب الي المكان الذي سنبدأ بتنفيذ الخطة فيه
ما ان وصلنا إلى الساحة التي ذكرها سابقا
كدت اصدم .
فعندما قال بانها ساحة كبيرة تحتوي على أنقاض لم أعرف أنها ستكون كبيرة لهذا الحد فمساحتها كبيرة جدا لم أستطع معرفة مساحتها وتوجد بها ما يشبه المباني المهدمة وكأن حضارة عمرها الاف السنين قد عاشت وتدمرت هنا.
المثير للدهشة هو انها لم تحوي على ذلك الضباب الذي يمنع الرئية كباقي المتاهة وكانه ارض محرمة لا يجرؤ على لمسها.
وحتى ان أرضية وسقف المكان كلها مضاءة بالنباتات المتوهجة
وعندما سالته اي حضارة سكنت مثل هذا المكان المخيف توقف في مكانه فجأة وانا كدت اصدم ظهره بسبب توقفه المفاجئ، سكت قليلا ثم نظر حول المكان وقال "هذا المكان هو عالم صنعه عقلك الباطني فكل الأشياء التي تراها تعبر عن افكارك والامور المرتبطة بك من تجارب ومشاعر وما إلى ذلك "
زممت شفتي وقلت ساخرا انا اعرف تفكيري جيدا وانا لست ذو تفكير سوداوي حتى ارسم مكانا كهذا في عقلي.
تكلم الملثم بعدما انهيت كلامي وقال "كل ما حولك يعتبر رمزا للتجارب التي مررت بها في حياتك وافكارك الشخصية ، ودماغك ما هو إلا مترجم ترجمها وحاكها بناءا على تأثير القوة أو الشذوذات المحتملة الموجودة في تلك الساعة
مما جعلها مشوهة.
لم ارد عليه وبقينا صامتين أثناء توجهنا الى انسب مكان لوقوفي عنده لنبدأ الخطة.
كانت أرضا مستوية تبعد حاولي ال120 مترا عن المدخل الوحيد للمكان
أخبرني الملثم ان أقف هنا وأشار إلى بضعة أنقاض على يميني وقال أنه بعدما يأتي الديرماس علي ان اركض واختبئ في أحدها وانتظر إشارته لافعل الحجر.
ثم تركني ليختبئ بالقرب من الطريق المؤدي للساحة وأشار إلي لابدا العمل
اخذت نفسا عميقا وأغلقت عيني وصرخت بأعلى صوتي.......
~~~~~~
ملاحظات مؤلف:-
المصطلحات التى بين *..* ستجدون شرحها أو معناها في نهاية كل فصل وفي حالة اقتباسي لمقولة ستكون بين قوسين مزدوجين ((...))وفي حالة القوس الواحد فهي من عندي (...)
*الديرماس: تعني وحش الاحلام بلغة الاحلام دير (الحلم)، ماس (وحش)
*الديريارد: تعني حارس الاحلام. يارد (حارس)
الديراور: حجر الحلم أو حجر السكينة.
**************************************
شكرا على قراءة الفصل
لا تلهكم قراءة الروايات عن الصلاة وقراءة القرآن الكريم
وبس 😁👋