الفصل السابع: خارج الحلم
(تعالت أصوات الانين من الالم)
"أوووه ما الذي يجري؟ "
"لماذا لا استطيع التحرك؟"
"ولماذا جسدي كله يؤلمني؟"
كح كح كح!!!
سعل حسن بجفاف ولم يستطع التحرك من مكانه بسبب الألم الشديد في كل جسده وحتى أن الصداع في راسه بالكاد جعله يفكر جيدا.
بقي لفترة طويلة في مكانه ولم يتذكر جيدا لما هو بهذه الحالة المزرية.
إلى أن أصابته موجة من الصداع أشد من الاول جعلته يجلس من الآلم مما زادت الإصابات في جسده ألما على ألمه حتى أنه كاد يبكي من شدتها.
فجاءة بدأ يتذكر أشياء عشوائية لم يفهم ما هي " متاهة!!...... وحش!.... ديرماس..... ملثم!!!!!
كابوس!!...... عيون مخيفة.... ظلام!!! "
ظهرت هذه الكلمات في عقله مع صور مشوشة لم يعرف سبب تذكره لها.
بعد فترة قصيرة حاول جمع شتات نفسه لينهض و يرى شكله في المرأة.
لولا انه استند على السرير والحائط لسقط عشرات من المرات قبل ان يذهب إلى مرأة كامل الجسم المعلقة على حائط الغرفة المجاورة.
وقف أمامها و رأى شكله، شاب نحيف ، طويل القامة ، بشعر اسود ومجعد وفوضوي بسبب قلة تسريحه ، عينان بنية غامقة ، و كان هناك جرح قديم يتوسط حاجبه الايسر.
امتلئ جسده بالندوب والكدمات والجروح الجديدة حتى أن ثيابه قد تمزقت ولا زال الدم يتدفق من بعض الجروح.
بقي مصدوما ولم يعرف سبب كل تلك الجروح فهو يتذكر أنه اتى إلى البيت لينام ولا يتذكر أنه تعرض لحادث سبب كل تلك الاصابات " لماذا انا مصاب هكذا أيعقل أنني تشاجرت مع أحدهم؟"
تسائل حسن بذهول " لكن من قد اتشاجر معه وانا اصلا لست بشخص ينجذب للمشاكل أو يصنعها؟ "
"أو ربما تعرض المكان للسرقة وتضاربت مع اللص؟ لكن اي لص يضرب أحدهم ويرجعه الى سريره؟" بقي حائرا وذهب ليتفقد باقي المنزل حتى يتأكد إذا ما كان صحيحا أن كل الإصابات هي من اللصوص لكنه لم يجد أي دليل على أن أحدا دخل المكان فكل شيء بقي كما هو وكل النوافذ و الباب الرئيسي مقفلة.
كح كح كح!!!!
ما ان استدار حسن لكي يذهب ليجلس على السرير ليفكر في حل سر شكله المزري فجاءة تجمد في مكانه بسبب سماعه لسعال أحدهم لقد جاء الصوت من غرفة التخزين إبتلع حسن ريقه بصعوبة وأخذ عصا مكنسة كانت قريبة و أمسكها وهو ينطلق إلى مصدر الصوت.
ما إن وصل إلى باب المخزن وجده مغلقا من الخارج حتى أنه ظن أنه هو من أغلق الباب على الدخيل هنا بعدما تشاجرا.
تيك!!!
و ما إن استجمع شجاعته أدار المفتاح و فتح الباب بسرعة و أمسك العصا أمامه بوضعية هجومية رديئة و مرتعشة منتظرا اللص ليضربه.
لكنه بقي واقفا و لم يخرج احد للهجوم عليه، شعر بعدها بالراحة مما اخرج الصعداء.
شغل الاضاءة فوجد أمامه شخصا مستلقيا مغما عليه ، غارق في دمائه كان يرتدي ملابسا كالدروع الجلدية و قد كانت ممزقة.
ما ان راه حسن شعر بصداع شديد جعله يقع على ركبتيه من شدته " لا بأس أنا لن أذيك.... ستكون الطعم....... أستعمل الحجر!!!!!!".
ظهرت المزيد من المشاهد والذكريات في عقله.
" تذكرت الان ماذا جرى " توقف الصداع فجأة و نظر إلى الرجل أمامه المغمى عليه و تمتم " أنه الديريارد الملثم الذي أنقذني" نهض حسن بسرعة إلى جواره وحاول إيقاظه لكن بلا جدوى لقد خاف من أن يكون قد مات لكنه أطلق الصعداء عندما شعر بنبضات قلبه.
قفز حسن إلى أحد الصناديق في المخزن و أخرج العديد من قطع القماش النظيفة ليوقف النزيف.
وفجأة تذكر أنه كان لدى الملثم حقيبة أخرج منها دواء عالجه سابقا ففتشها و وجد ثلاث قنينات تحوي نفس السائل الأصفر الذي شربه فقام بإعطائه زجاجة كامله ليشربها والاثنتين وزعهما في أعمق وأكبر الجروح.
بعدما قام بافراغ الزجاجات الثلاث بدأ يلاحظ شفاء تلك الجروح قام بعدها يركض بصعوبة متناسيا ألمه ليجلب الماء الدافئ وبعض مستلزمات الإسعافات الأولية ونظف جراح منقذه بعدما يقرب الساعتين التئمت أغلب الجروح العادية أما العميقة منها فقد تجاوز أغلبها مرحلة الخطورة.
بعدها أسند منقذه الذي لم يعد يلبس ذلك اللثام
كان وجهه مستقيما وذو بشرة برونزية خفيفة اللون أنفه حاد و شعره كان أسود كالليلة بلا قمر بقي حسن ينظف أثار الدم من على الرجل أمامه ومن الأرضية حوله.
وبعدما انتهى من كل ذلك جلس بصعوبة بسبب اصاباته منتظرا و بعد نصف ساعة أخرى فتح الرجل أمامه عينيه و سعل بقوة فأقترب حسن منه بسرعة وناوله قنينة ماء ليروي عطشه شربها كلها في مرة واحدة بعدما انتهى أخذ نفسا عميقا وقال لحسن "شكرا لك على أعتنائك بجراحي " وبعدما نظر لحسن قليلا قال " لكن كان عليك أخذ احد تلك الزجاجات لكي تشفي أصاباتك" .
مد حسن يده ملوحا بالنفي " لا لا لا!!!! انا الذي يجب أن أشكرك فلولاك لما نجوت من الديرماس وكنت أنا من كدت أحبط الخطة وتسبب بأذيتك لذلك أنا من يجب أن أشكرك انا أعتذر لك بصدق سيدي الديريارد الملثم " تكلم حسن بصوت مليئ بالاحراج والذنب و بوجه محمر من الخجل.
أبتسم الملثم "عمر" وقال كلمة واحدة.
"ماذا!!!؟" رفع حسن راسه متسائلا باستغراب ليرد عليه الملثم من جديد بإبتسامة هادئة " إسمي هو عمر ".
"عمر" قالها حسن ببطء " شكرا لك على مساعدتك لي سيد عمر" قالها حسن بمشاعر مخطلته بين الامتنان والفرح والاحترام لعمر الذي امامه.
سكت حسن قليلا ثم سأل عمر " أمممم... هل لي أن اسئل ماذا حدث بعدما أستعملت الحجر و أختفيت؟".
تنهد عمر بهدوء وقال " كما توقعت سابقا لقد هرب المخلوق بمجرد أنك أختفيت وحتى لو لم يهرب إصاباتي لن تسمح لي بالأستمرار في قتاله لذلك خرجت من الحلم بسرعة، و أتيت إلى هنا و أغمى على بسرعة قبل حتى أن أستعمل إكسير العلاج بسبب التعب و الاضرار التي لحقت بي ، لكن الحمد لله انك أتيت في الوقت المناسب لهذا انا اشكرك مجددا على ذلك ".
اكمل عمر قبل ان يرد حسن " الان اريد رؤية تلك الساعة لكي اخذها لمساعدتك على التخلص من هذا الكابوس فاظن بان السبب في انك لا زلت تتذكر كل ما حدث لك في الحلم هو بتأثير من القوة في الساعة ".
تكلم حسن وقال" حسنا سأذهب لجلبها انها في البيت الآخر فأنا جئت للنوم هنا في بيت جدي القديم لكي ابتعد عن الضوضاء سأحاول جل..بها!! ....بدون!!..ان يراني!!! احد....!!!!! " اختنقت كل كلمة قالها وامتلئت نفسه بالخوف والرعب الشديدين لانه عندما رفع يده رأى بأنه يرتدي الساعة لولا أن أطرافه مخدرة بسبب الإصابات لقفز من الصدمة.
بدأ جسده كله يرتجف بعدما رأى تلك الساعة فقد شعر بانه رأى شيطانا يتشبث بيده لكن قبل أن يتفاعل أمسك عمر بكتفه " لا تقلق أنا هنا " نظر حسن إلى عيني عمر كانتا سوداوتين وبهما لمعان غريب يشبه النجوم في الليلة بلا قمر مما جعله يشعر بهدوء مشاعره المضطربة مما مكنه أن يأخذ نفسا عميقا لينظم أفكاره وسأل "كيف أتت الساعة إلى يدي و أنا متاكد بأنني قد وضعتها في درج غرفتي في المنزل الآخر " صمت عمر قليلا متفكرا " أنه أمر متوقع فأمور كهذه شائعة بالنسبة لنا نحن حراس الاحلام و ايضا هذا يؤكد بنسبة كبيرة ان سبب ما حدث لك يرجع لحصولك على الساعة" تسائل حسن بين قلق و متحمس " أيعني أنه بعدما تأخذها بعيدا عني ساتحرر من هذا الجحيم المرعب صحيح!!!!!؟"
هز عمر راسه " هذا بناءا على نوع القوة التي داخل الساعة " شحب لون وجه حسن وهو يبتلع ريقه.
" لكن لحد الان لم أشعر باي شي غريب حول هذه الساعة أي أنها ليست ملعونة بالسحر او اي مشاعر قوية او حتى قوة رفيعة المستوى" لم يفهم حسن الكثير مما قاله عمر لكنه فهم أنه سيرجع لحياته الطبيعية قريبا.
مد عمر يده لحسن " مد يدك لي لأتفحصها" مد حسن يده وكله أمل.
قام عمر بفحصها وتلمسها وحتى أنه أخرج حجرا يشبه الكريستال الشفاف قربه إلى ذراع حسن وخرجت خصلة من الطاقة البيضاء من إصبع السبابة لعمر ليحقنه بالحجر وبعد أكثر من دقيقة لم يحدث شيء شعر حسن بالضغط بسبب صمت عمر ولم يرد إزعاجه لألا يشوش افكاره لكن بعد مرور دقيقتين أخريين تنهد عمر بإرتياح وقال "جيد لم يتفاعل الكاشف لهذا سيكون كل شيء على ما يرام " فرح حسن بشدة حتى كاد يبكي من الفرح.
"إذن رجاءا يا سيد عمر خذها و أبعدها عني" إبتسم عمر ومد يده لنزعها لكنه ما إن فكها تحطمت لوحدها مما جعلهما يصدمان.
" ليس جيدا " أظلم تعبير عمر
"ماذا يجري!!!!؟"
لم يكد حسن يكمل كلامه حتى أمسك رأسه و بدأ بالصراخ بهستيرية شعر بأن عقله يتقطع وينفصل إلى أجزاء كثيرة.
ظهرت العديد من الخيوط الوهمية السوداء حوله تسببت في جرحه بجروح جديدة حتى جروحه السابقة سائت حالتها شعر بأن وعيه بدا بالانقسام لعدة أجزاء كل منها تملك تفكيرها الخاص.
سمع صوت أحدهم يصرخ " لا ...تستسلم.... حافظ... على وعيك... أعدك.... باني ساساعدك!!!..." حاول المقاومة أكثر لكنه سقط مغما عليه جراء كل ذلك.
بعد فترة غير معروفة أستيقظ حسن حاول تحريك يديه بصعوبة ووجدهما مضمدتين كان جسده كله يؤلمه بشدة ووجد نفسه في مكان غريب ويرتدي ملابس رمادية غريبة.
" اغغغغه... إذن ما حدث لي كله حقيقي وليس خيالا!!؟".
كح كح كح كح!!!!
سعل بسبب جفاف حلقه وحاول الالتفاف يمينا ويسارا ليدرس محيطه فوجد نفسه في غرفة تبدوا من الطراز الريفي الأوربي القديم ولم تحوي الا على سرير وطاولة لشخصين مع كرسيين كلهم مصنوعون من الخشب بدأ المكان قديما لكنه نظيف جدا مما دل على أن صاحب المكان شخص مرتب ويحب النظافة.
وجد إبريق فخاري على الطاولة الخشبية أمامه فحاول النهوض بصعوبة متحملا الألم لكي يصل للابريق لعله يحوي مياها لتروي عطشه استند على الحائط الذي على يساره حتى وصل إلى الكرسي فجلس وأمسك الابريق وشرب كل الماء فيه بسرعة حتى كاد يختنق بسببها.
كح كح كح!!!!
سعل بقوة وأخذ نفسا عميقا بعدها وعندما حاول النهوض من جديد لكي يجد عمر أو اي شخص آخر لعله يشرح له الوضع فقد شعر بانه سيموت من الفضول اذا لم يعرف ما كل هذا الجنون الذي يجري.
فجأة سمع صوت صرير الباب الخشبي ليدخل ثلاثة أشخاص المكان كان أحدهم هو نفسه ذلك الملثم عمر بدأ ان جراحه قد التئمت كلها وكان الشخصان الآخران رجلين في منتصف العمر أحدهما كان يرتدي ملابس فضفاضة بيضاء كالتي لبسها العرب القدامى في شمال إفريقيا في القرن الخامس عشر وكانت لحيته رمادية وقصيرة بدأ مهندما كثيرا وكان الآخر يلبس ملابس رمادية اللون وذو لحية طويلة كل من يراه يشعر بجو وقور وهادئ منه بدت عيناه السوداء كأنهما شهدتا العديد من تقلبات الحياة.
بمجرد دخولهم بادر الشيخ ذو الثياب الرمادية التحية " السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كيف حالك الان يا بني؟" ......
ملاحظة مؤلف :-
بداية الارك الثاني بعنوان ( شياطين نيرو )
**************************************
إن شاء الله الفصل نال إعجابكم
وبس شكرا على القراءة 😁👋
لا تلهكم قراءة الروايات عن الصلاة وقراءة القرآن